النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي مهــــن نسائية ايـــــــام زمان ((برم الحرير وغزل الصوف مهن نسائية رابحة))

    [align=justify]من المهن النسائية الرابحة، وقد انقرضت، مهنة برم الحرير وغزل الصوف. وكانت خيوط الحرير الخام تباع بالوزن في سوق البزازين، قرب جامع الخفافين وبامتداد سوق الجوخجية. وكان يستورد من سوريا، او من ليون بفرنسا مباشرة، او من الصين، وكان لونه ابيض. وبعد ان تشتري المرأة حاجتها بما يكفي لعمل فوطة او فوطتين او جرغد او مناديل كبيرة، وبعد ان تكون قد مرّت على بضعة دكاكين وقضت ساعات طويلة للحصول على اجود البضاعة بأقل الاسعار. ثم تأخذه الى البيت وتبدأ برم الخيوط بواسطة المغزل وتلف الحرير الخام على خشبة صغيرة تسمى (لولة)، او (نبوبة)، ومنها تأخذ الخيوط الحريرية وتدخلها في رأس المغزل بالشق الخاص، ثم تبدأ وتستمر به حتى يمتلئ المغزل المحصور بين قاعدة ورقبة المغزل. ثم يلف الحرير المبروم على السربس اليدوي ويتحول الى وشيعة، إذ تباع هذه الوشائع، إما الى سوق الغزل مع الصوف المغزول او في سوق الكاظمية مباشرة الى معامل النسيج اليدوية والاموال التي تصنع فوط النساء والجراغد او المناديل الحريرية، او لاية استعمالات اخرى.

    اما الصوف فان فيه تعبا وعناء اكثر من الحرير، كما ان له آلات خاصة، وابتداء تختار المرأة نوعية الصوف ولونه ونظافته. فالصوف الجيد هو النظيف ذو التيلة الطويلة الخالي من العقد والعطب (العطب هو نوع من الشوك يلصق بالصوف ويصعب استخراجه). مع ضرورة صفاء اللون ووحدته، إن كان ابيض او اسود او احمر او (حمرة غنم). وبعد ان تشتريه بكل عناية وتساوم على سعره بأطول نفس، تأخذه الى ربة البيت وتبدأ عملية التمشيط، إذ لابد للمرأة من مشط خاص للصوف ودولاب وسربس ومغازل. ومشط الصوف يتكون من لوحة من خشب الجوز او الجاوي طولها اكثر من نصف متر وعرضها عشرون سنتمترا تقريبا، وفي احد رأسيها صفان من الاسنان الحديدية بطول إثني عشر او خمسة عشر سنتمترا. وتأخذ قطعا من الصوف وتمرره بخهذه الاسنان الحديدية مرات عديدة الى ان تمتص اسنان المشط كل الاوساخ العالقة بالصوف وتجعله ناعما جدا لا يبقى فيه غير خيوط الصوف الاصلية. ثم تبرمه بشكل اسطواني طوله قدم واحد مدبب من الرأسين ويسمى (عميتة). ثم تبدأ غزل هذه العمايت بالمغزل، وهنا تكمن المهارة في سحب ارفع انواع الخيوط وادقها بدون ان تنقطع وبعد ان يمتلئ المغزل يلف الغزل على السربس اليدوي، إن كان الغزل ناعما. اما اذا كان متوسط النعومة، او فيه بعض الخشونة، فأنه يلف على الدولاب الموجود لديها، خصوصا اذا كان الغزل معدا للبيع وليس مخصصا لعباءة الزوج او الابن او الحبيب، ويلف الغزل بعدئذ ويسمى (وشيعة)، ومجموعها وشايع، يكون البيع بالوشايع والسعر حسب الجودة واللون. اما اذا كان الغزل للزوج او للولد، فأنه لا يباع، بل يعطى الى الحائك ليحوك به العباءات في محلات الحياكة الموجودة في بغداد او في الكاظمية او باب الشيخ. وتحاك العباءة على قطعتين، فوقانية وتحتانية، وخياط العبي، هو الذي يجمع بين القطعتين ويخيطها ويدرز الكتف، اما بالحرير، وإما بالكلبدون مع البلابل في صدر العباءة، كما يخيط اسفل العباءة (زنجافة) لغرض تثبيتها، كما هو الحال في آخر رجل البنطلون. ولم يكن في سوق الغزل ولع شديد لبيع الطيور في تلك الايام مثل الولع الشديد الآن لبيع الطيور والحيوانات. وقد كان هواة الطيور في الدرجة الثانية من السلّم الاجتماعي، وكان الناس لا يحبون المطيرجية، لدرجة ان كلمة مطيرجي كانت تعد سبا وشتما، لانه معتاد على الصعود الى السطوح والتطلع على عورات النساء من الجيران، كما يحرم الناس لذة النوم صباحا بصياحه (عاع، عاع)، وبيده العصا والخرقة الطويلة. وانه يعد قاسي القلب لا يعرف الرحمة، إذ يقتل القطط والهررة بدم بارد، ولم تكن الكلاب تباع في هذه السوق، لانها نجسة وغير مقبولة عند الناس. وهكذا كان نساؤنا يقضين وقت فراغهن بمهن نافعة لهن او لذويهن. وكانت هناك امرأة تسمى (ارخيتة)، وهي غير رخيتة التي سميت المحلة بأسمها في الكرادة، وكانت تداوي الناس بالحشائش التي تزرعها في حديقة الوقف الصغيرة في الباب الشرقي قرب سينما الخيام. وكانت تستأجر هذه الحديقة من متولي الوقف السيد محمود البرزنجي. ومن مهن النساء الخاصة هي الحف والحجامة وبيع ادوات الزينة ولوازمها وتمشيط العرائس وتجهيزهن. ومن المعلوم ان ازالة الشعر بالحف يكون عادة بالخيط او بواسطة العلك الابيض والسكر. وكانت الحجامة سابقا امر لابد منه، خصوصا للصغار، باعتقاد ان بقية دم الطفل الوليد الذي كان في الرحم يجب ان يزال، لذلك نادرا ما ترى صبيا في جانب الكرخ ليس محجوما وعلامة الحجامة ظاهرة في قفا الرقبة. ومن المهن النسائية بيع ادوات الزينة ولوازمها. اما ادوات التجميل التي تباع فكانت (الخطاط)، وهو زج الحواجب باللون الاسود او الجوزي الغامق والديرم وهو احمر الشفاه، وكان يعمل من قشر الجوز الاخضر الطازج، حيث يتحول لونه الى بني غامق جدا. ثم السبداج وهو المسحوق الابيض الناعم الذي يشبه البودرة تماما، وهو غير سبداج حلب المعجون بالزيت الطبي والذي يستعمل دواء لحب الشباب او البثور الجلدية. ثم النونة، وهي الدائرة الصغيرة السوداء التي ترسم بين الحاجبين. وكذلك (القرص)، وهو معجون يابس مدور اقرب الى البياض، ويستعمل لتنعيم الوجه والساعدين، ويباع (السواك) لتنظيف الاسنان واحسنه ما يجلب من مكة المكرمة. ومن النساء من يبعن المعاضد الزجاجية والخرز وبعض لوازم الخياطة، كما يبعن الجيرة السوداء (القار السيالي) مع السعد، وهو النبات الفطري الاسود الذي ينبت تلقائيا على الشواطئ وهو بحجم الباقلاء الواحدة ومغلف بقشرة سوداء وباطنه ابيض لاذع. ومن المهن النسائية مداواة الامراض النسائية والاطفال والتوليد. وتسمى المولدة (جدة)، وصارت خبرتهن بالممارسة وليس بالدرس والتعلم، ويشتهرن بالمحلة نظرا لشطارتهن، حتى صدر القانون بتنظيم مهنة القبالة لغرض تقليل وفيات الاطفال ووفيات الامهات بحنى النفاس، بسبب الاوساخ وقلة العناية. ومن النساء من يصنع ويبيع الشريص اللاصق العمول من قموع البامية بعد تجفيفها وطحنها طحنا ناعما، لان قموع البامية تحتوي على مواد صمغية. وهناك نساء يخطن الالبسة النسائية وألبسة الاولاد الصغر، وهن غير معلمات الخياطة (الاستات). وكانت الخياطة تتم باليد مع لوازمها، المقص والابرة والكشتبان. وهي على نوعين، خياطة تسمى شلال، وهي الخياطة السريعة، وخياطة تسمى شلال وكف، وهي الخياطة الدقيقة الناعمة. وهناك نساء خاصات لعمل الدرز. ثم وصلت مكائن سنجر وانتشرت وسميت خياطة الماكنة (تكل) والفعل منها تتكل. ومن النساء من يقرأن المواليد النبوية، او يعملن حفلات الاعراس. ومن اشهر المليات في الكرخ كانت زكية الحجي عزيز، التي قتلت ابنتها مع سليم اسماعيل الدرة في انتخابات جانب الكرخ بين مرشح حزب الاستقلال المرحوم عبد المحسن الدوري، وبين مرشح الحكومة شاكر الوادي. وعلى ذكر القابلات، كان في بغداد قابلتان (جدتان) مشهورتان. الاولى الحاجة امونة الشعرباف، وتسكن منطقة العبخانة، وتشتهر بخفة يدها ومهارتها في تعديل وضع الجنين إذا كان مستعرضا في الرحم (معورض)، مما يسبب عسرا في الولادة، وبذلك قد يموت الجنين او كلاهما معا. فالمستشفيات والاطباء المولّدون غير متوفرين. لذلك يلجأ الاهل الى منائر الجوامع القريبة لقراءة دعاء (يا قريب الفرج)، وقد يفرج الله عليها بشطارة الحجة أمونة وتلد ولادة طبيعية. والقابلة الثانية، هي الحاجة (هندوسة)، وتسكن جانب الكرخ، وكانت بدينة جدا لا تستطيع الحركة، لذلك كانت تحتفظ في بيتها بمحفة (سدية)، حيث يأتي الرجال الاشداء لحملها بالمحفة الى بيت الحامل التي في المخاض. والسبب في تحمل هذه المشاق هو مهارتها في تعديل وضع الجنين المعورض في الرحم، لكي ينزل عموديا. والسبب الثاني لتحمّل الناس هذه المشقة، هو تفاؤلهم بأن من تولّده هندوسة يكتب له الحياة ولا يموت مثل بقية الاطفال لمختلف الاسباب. وليس هناك اجور مقررة للجدات، بل هي إكراميات من الاهل. فإن كان المولود ذكرا زادت الاكرامية. وإن كانت انثى بخل الناس في الاكرامية، كأن القابلة هي المسؤولة عن ذلك. وقد توفيت الحاجة هندوسة في اوائل الثلاثينات.
    المؤتمرَ[/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    الحسيني غير متواجد حالياً مشرف واحة المضيف والتراث الشعبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    خير البلآد ما حملك
    المشاركات
    1,868
    عاشت ألأيادي على المواضيع الجديدة والجيدة ..

    تحياتي




    .


    [blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    تسلم أخي الحسيني
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني