محافظ النجف لـ( الملف برس ) : قضية مزرعة الزركة عالمية شاركت فيها اربعة دول

النجف الاشرف - الملف برس -عدنان السوداني

كشف محافظ النجف الاشرف اسعد سلطان ابو كلل ان احداث مزارع الزركه اكبر مما نتصور فهي عالمية اشتركت فيها سوريا والسعودية وبريطانيا والامارات وتنظيمات حزب البعث وكان توجه المشاركين فيها يرمي الى تدمير النجف والوضع الشيعي و القضاء على ا لمراجع وعلى حالة الاستقرارالتي تشهدها المحافظة.

وقال ابو كلل في تصريح خص به مراسل ( الملف برس ) في النجف :ان اجهزة الاستخبارات توصلت الى معلومات مهمة تمكنا من خلالها الامساك بخيوط العملية الارهابية التي كانت تستهدف مدينة النجف الاشرف وعلمائها الاعلام ومراجعها الكرام والشيعة في العراق على وجه العموم.

وأضاف ابو كلل: كان المجرمون يعملون وكانهم فلاحين وكانت حركتهم ذات طابع ديني ، وهيأوا لها بطبعهم كتاب ( قاضي السماء ) وبدأت الاخبار تاتينا مع الحجاج وكذلك من الانترنيت وابدى ابناء المحافظة تعاوناً معنا حتى عرفنا ان هناك عمل ارهابي سيحدث ليلة عاشوراء.

واشار الى ان هناك مؤامرة قد حيكت بحيث تنطلي على البسطاء وبدات استخباراتنا تدرس كل المعلومات وقامت باستطلاع الموقع.

وعزا المحافظ حالة الخرق والمفاجأة التي استند عليها افراد هذه المجموعة بقوله : مهما ارتفعت درجة التميز لدى اجهزتنا ووصلت الى مصاف اجهزة الاستخبارات العالمية فان العملية كانت دقيقة منوها الى خروقات مهمة حصلت في الولايات المتحدة ومصر وغيرها ، وعلى الدولة ان تزيد من امكانات القوى الامنية وقد طلبنا من الحكومة ذلك وليس من واجبنا ان نطلع الناس على كل الاوليات .

ووصف المحافظ طبيعة الشخص الدجال الذي ادعى انه ( المهدي المنتظر )قائلا : كان لهذا الشخص حلاق بريطاني خاص جعل من وجهه يشبه ملامح اهل البيت (ع) وكان قد تدرب تدريبا جيدا ودرس دراسة عميقة وتفصيلية عن كل المراجع وسيرة واخبار اهل البيت (ع) فهو ليس شخصأ عاديأ بحيث انه وصف نفسه بانه الامام المهدي المنتظر بكل ملامحه ويجب ان ينتبه الناس الى هذه الخزعبلات وحقيقتها وان يتجنبوا تصديق الاشاعات والدجل .

واوضح ان هذا المجرم اراد ان يدمر النجف ومراجعها وابنائها ومراقدها وقد تم تدريب جماعته في سوريا والرمادي ودول اخرى وقد حصلنا على افلام عن سيرته وخزعبلاته ووجدنا لدى جماعته جوازات سفر بريطانية وقد استغل هؤلاء المجرمون حرية الصحافة والاعلام والراي وقاموا بطبع كتاب عن هذا الدجال في بغداد عنوانه ( قاضي السماء )، داعيا حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الى ان تضع حدودا لحرية النشر والاعلام وكذلك الانتباه الى قضية المهجرين والنازحين لان اغلب اتباع هذا الارهابي كانوا من المحافظات ومن الحلة بالذات وكان اكثرهم من المتجاوزين لذلك نحن نسال اين العشائر في المناطق التي تواجد فيها هذا الارهابي وزمرته ، ونحن في النجف نمتلك امكانيات جيدة لذلك عمدنا الى حفر خندق حول النجف وان الحادث الذي حدث كان يستهدف كل العراق انطلاقا من النجف .

وطبقاً للمحافظ فان عدد ضحايا العملية العسكرية بلغ احدى عشر شهيدا من الشرطة والجيش و27 جريحا عشرة منهم من الشرطة ولقد ابدى احد افراد الجيش شجاعة فائقة حيث نفذ عتاده وقتل نفسه بالاطلاقة الاخيرة التي كان يمتلكها كي لايتمكن الاعداء من الحصول على معلومات منه او اذلاله .

واضاف ابو كلل : بينما بلغت حصيلة القتلى من هذه المجموعة الارهابية (300) قتيل و (121) جريح فيما تم اعتقال 650 شخصا وهم قيد التحقيق الان وكان من بينهم ضباط واطباء ينتمون الى المذهب الوهابي والى القاعدة والى النظام الصدامي المجرم.

وطلب المحافظ من المواطنين الانتباه واخذ الحيطة والحذر لما تضمنته هذه العملية من استهداف للصحن الحيدري الشريف وللمرجعية الدينية ، وتابع المحافظ قائلا : وجدنا كميات من الاعتدة والاسلحة التي كانت مدفونة في المزرعة التي اتخذ منها الارهابيون ملاذا لتنفيذ مخططاتهم ووجدنا ايضا في المكان معملا لـ ( تفصيخ) السيارات مما جعلنا نشك في ان السيارات التي تم تفجيرها في النجف والكوفة في اوقات سابقة كان على ما يبدو ان تفخيخها قامت به هذه المجموعة في تلك المزارع .

وعن طبيعة الاشخاص المشتركين ضمن هذه المجموعة، قال المحافظ وجدنا لديهم ملابس موحدة واحذية متشابهة ارادوا من خلالها ايهام الناس بانهم جماعة الامام المهدي .

في غضون ذلك ذكر الناطق بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم الخميس ان عملية النجف التي استهدفت جماعة (جند السماء) اثبتت اصرار الحكومة على اخضاع الجميع لسلطة القانون وان هذه الجماعة استغلت الظروف الحالية بالتغرير ببعض السذج للالتحاق بها.

وقال الدباغ في مؤتمر صحفي عقده ببغداد أن" هذه المجموعة استندت الى افكار خيالية حاول قائدها (ضياء عبد الزهرة الكرعاوي) ان يغرر باتباعه من السذج بايهامهم بانه هو المهدي المنتظر"

واستعرض الدباغ في بداية المؤتمر نشوء جماعة (جند السماء) قائلا "ان هذه الجماعة نشطت بعد سقوط النظام السابق مباشرة وشاركت في اعمال السلب والنهب واشترت لنفسها مزارع في منطقة (الزركة) قرب الكوفة ولها مايقارب من (317) من الانصار".

وأضاف الدباغ "حاول قائدها الكرعاوي ان ينشر افكاره من خلال منشور اسماه (بيان الظهور المقدس) الذي كان يتداول بين اتباعه"، مشيراً إلى ان الجماعة كانت تعد العدة لتنفيذ عمليتها في رمضان (2006) الا انه تم تأجيل الظهور الى العاشر من محرم من هذا العام (2007) .

وأضاف الدباغ أن" ساعة الصفر لدى المجموعة كان صباح يوم الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني وكان من المفترض ان تنطلق هذه الجماعة من الكوفة حسب الروايات التي يروجون لها للبدء بعملياتهم."

وأوضح أن" السلطات المدنية والاجهزة الامنية في محافظة النجف وبناءا على معلومات استخباراتية قررت الهجوم عليهم صباح السابع والعشرين من هذا الشهر لاحباط مخططاتهم ."

وتابع الدباغ "ان نداءات اصدرتها القوات الامنية للجماعة لتسليم انفسهم قبل بدء الهجوم ولكنهم ابتدأوا بمهاجمة الشرطة واصيب قائد الشرطة العميد عبد الكريم في قدمه وتم الاستعانة بقوات العقرب في محافظة الحلة وبالقوات المتعددة الجنسيات التي قامت بالقاء منشورات من الطائرات تدعو الجماعة الى تسليم انفسهم الا انهم لم يستجيبوا الى تلك النداءات."

واضاف "لذلك تم الاتصال بالقائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) الذي اوعز للقوات الامنية بشن الهجوم."

وعن الخسائر التي الحقت بالجماعة (جند السماء) ، قال الدباغ "لايزال عدد الخسائر تقديريا حتى الان , اما الثابت فهو عدد الاسرى البالغ (600) شخص من بينهم عدد من النساء والاطفال الذين سيتم الافراج عنهم لانهم ابرياء لايتحملون جريمة اسرهم الا من ثبت انه قاتل مع المجموعة" .

واشار الى انه "وردت الينا معلومات عن وجود ابرياء من بين الاسرى مغرر بهم من المنطقة لا شأن لهم بالمجموعة وقد قيل لهم بأن هنالك موكبا حسينيا سينطلق من (منطقة الزركه) والموضوع الان يخضع الى التحقيق الدقيق بعد تشكيل لجان تحقيقية من وزارة العدل ومجلس القضاء الاعلى للفصل بين المتورطين والابرياء."

واستعرض الدباغ افلاما وثائقية وصورا للعملية التي جرت في منطقة (الزركة) التي تبعد حوالي(13 كم شمال شرق النجف) اظهرت اعدادا كبيرا من الاسرى وجثث القتلى وسيارات ذات الدفع الرباعي وكميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة . كما واظهرت احدى الصور جثة قال انها "جثة قائد الجماعة وجدت بعد انتهاء العملية."

كما وعرض نسخة لمنشور (بيان الظهور المقدس) وصورة كبيرة لقائد المجموعة وهو يرتدي زيا اسودا وعمامة سوداء ويلوح بيده.واجمل الدباغ "ان عدد قتلى العملية يقدر بـ(200) شخص و(200) اخرين جرحى يعالجون الان في مستشفيات حكومية داخل النجف وخارجها."

وخلص الدباغ الى القول "ان هذه العملية اثبتت تصميم الحكومة العراقية على اخضاع الجميع لسلطة القانون وتصميمها على الاضطلاع بالملف الامني على اكمل وجه."