( 23 محرم الحرام - بعد اسبوع - الذكرى الاولى لجريمة تفجير مرقد الامامين العسكريين وسرداب الغيبة المقدّس ) .

فاجعة .. في ذكرى الفاجعة .

فاجعة اخرى في ذكرى الفاجعة الاولى .. فاجعة التفجير .. وفاجعة مضي عام كامل دون اي بادرة او جهد لاعادة بناء المرقد المقدس للامامين العسكريين عليهما السلام وسرداب الغيبة المقدس للامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه .
فان تفجر المراقد المقدسة تلك فاجعة مضت .. ولكن ان تستمر تلك المراقد المقدسة مهدمة .. وعلى انقاضها التي حتى لم تُرفع .. فهذه مصيبة اكبر .
والادهى من ذلك ان يتحول الحرم المقدس الى مكان يرتع فيه صبيانهم للهو واللعب .
والامر من ذلك .. ان يتم اقتحام الحرم المطهر لتأبين الطاغية صدام في يوم اعدامه .
ويجري كل ذلك .. في قلب العراق .. ووسط بحر من الشيعة ..
وفي الحقيقة .. ما كان للمرقد المقدس ان يُفجّر لو كان اهل سامراء الشيعة فيها .. انما جرى على المرقد المقدس ويجري انما يرجع في احد اهم اسبابه للوجود السني المعادي للمراقد المقدسة .. المتناقض معها وجوداً وفكراً وثقافة .لذلك لم يتمكن الارهاب من تفجير مراقد النجف وكربلاء والكاظمية لان اهلها من الشيعة .. في حين تمكن عدد من الارهابيين في البحرين مؤخرا من الاعتداء على مرقد صعصعة بن صوحان نظراً للوجود والاشراف السني على المقام .
ولعله من الاخطاء التاريخية التي اشاعها البعض هي اعتبار سامراء مدينة سنية .. بناها العباسيون .. وفي هذا مغالطتين كبريين : الاولى : ان العباسيين على سؤهم وطغيانهم المرفوض .. الا انهم يعتبرون انفسهم شيعة وتظاهروا بالولاء لمحمد وآله وقامت دولتهم الظالمة على اساس التأر للحسين عليه السلام .
والثانية .. ان سامراء التي بناها العباسيون قد اندثرت تماماً واصبحت المنطقة صحراء قاحلة .. خالية من اي مظاهر الحياة .. وقد قام شيعة آل البيت عليهم السلام باعادة بناءها .. ليجاورا مراقد سادتهم وائمتهم الهداة عليهم السلام .. فسامراء الحالية انما اسسها الشيعة .. وانما قامت السياسات المتعاقبة بعملية تغيير ديمغرافي شاملة غيرت الوضع وجعلت الاكثرية القاطنة هناك هم من السنة .
ان الوجود السني هنالك .. هو الذي سمح بتفجير المراقد بايواءه الارهابيين ودعمهم والتستر عليهم .. ثم ان هذا الوجود هو الذي يمنع اليوم من اعادة بناء المراقد المطهرة .. ويكابر .. ويصر على استمرار السيطرة السنية عليها وعلى اوقافها .. رغم الخيانة العظمى التي قاموا بها تجاه المراقد المطهرة التي طالما عاشوا عليها وانتفعوا طويلاً بالدخل الكبير الذي تحققه لهم السياحة الدينية لسامراء بسبب الوجود المبارك للمرقد المقدس فيها .
ان المعادلة المفروضة في سامراء معادلة غريبة .. فالذين لا يعتقدون بالائمة عليهم السلام .. هم الذين يفرضون سيطرتهم وادارتهم على مراقدهم المقدسة .. فيما أُبعد شيعتهم والمعتقدين بامامتهم عن قبورهم الطاهرة !! ان الامر يشبه ان تجعل مثلاً قساوسة يديرون الحرم المكي .. او تجعل غير المسيحي يدير الكنيسة .
ما يجري في سامراء هو في الحقيقة غصب فضيع لمقدسات الشيعة .. ومعادلة ظالمة ينبغي تصحيحها .. والمسؤولية تقع الآن وبشكل رئيسي على عاتق الحكومة العراقية .. ففي خلال هذا الحكم تم تفجير المرقد المقدس .. ويجري منع ترميمه .. ويجري مع الاسف التهاون امام الاصرار على جعله تحت سيطرة الوقف السني المغتصب .
وللعلم فقط .. تقوم بعض الحكومات العربية وعلى رأسها السعودية بجهود كبيرة لمنع اعادة بناء المراقد المقدسة في سامراء .. وتقوم هذه الحكومة بضخ اموال هائلة لتعويض القاطنين في سامراء من انقطاع السياحة الدينية ودخلها الذي يعتمدون عليه بشكل اساسي . فالدولة التي رعت هدم البقيع .. وترفض اعادة بناءه ..ورعت الهجومات المتكررة على مراقد الائمة الاطهار في النجف وكربلاء .. هي ذاتها التي وقفت وراء تفجير مراقد سامراء المطهرة وتدعم الآن الجهود لتخريب اي محاولة لاعادة بناءها او اعادتها لاصحابها الشرعيين .
لقد صار الازهر والقيروان التي بناها الشيعة .. تحت الاشراف السني .. ولكن لا ينبغي ان نسمح بتضييع مراقد سامراء وحوزتها العلمية التي اسسها المجدد الشيرازي رضوان الله عليه .. فالامر هنا يختلف .. فسامراء تعيش وسط بحر شيعي .. لا يمكن ان يقبل باستمرارها تحت سيطرة غير الشيعة .. والذين اظهروا انهم خانوا المراقد بتفجيرها مرة .. وبالاصرار على عدم اعادة بناءها مرة اخرى .

نقلاً عن بحرين اون لاين