الحكومة السورية تفرض غرامة 2000 دولار على العراقيين لاقامته في سوريا
شينخوا / اعرب العراقيون المتواجدون في سوريا اليوم /الخميس/ عن قلقهم الشديد جراء اتخاذ الحكومة السورية قرار يقضي بعدم تمديد فترة اقامتهم في البلاد في خطوة لتقليص عددهم وتحديد مدة الاقامة فيها بمدة اقصاها 15 يوما عليهم بعدها المغادرة الى العراق.
وناشد العراقيون الذين تظاهروا امام مبنى مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بدمشق المنظمة بالنظر بعين الرحمة والشفقة لمعالجة هذا الاجراء الذي سيسبب لهم كارثة حقيقة خاصة وان معظهم فروا من العراق هربا من الموت وانعدام الامن والاستقرار فيه.
وكان العراقيون في دمشق قد اعتصموا امام مفوضية الامم المتحدة مطالبين الرئيس السوري بشار الاسد التدخل لمنع ترحيلهم الي العراق الذي وصفوه بالجحيم، معربين عن شكرهم العميق لسوريا التي فتحت لهم ذراعيها واستقبلتهم وامنت لهم المأوى الآمن الذي فقدوه في العراق نتيجة الاحتلال الامريكي .
من جهتها، اكدت ديرون غونتيرا كبيرة مسؤولي القانون في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لمراسلي وكالة أنباء الصين الجديدة /شينخوا/ بدمشق ان المفوضية اختارت مجموعة من الشخصيات العراقية التي اعتصمت امام المفوضية منذ ايام لسماع شكواهم وتوصيلها الى الجهات المعنية في الحكومة السورية مشيرة الى ان الحكومة السورية تستقبل اكبر عدد ممكن من اللاجئين العراقيين وتعمل على تأمين ما يلزم لهم من مأكل ومسكن .
وكشفت غونتيرا ان اعداد العراقيين المسجلين في مكتب المفوضية العليا في سوريا يقدر بحوالي 45 الف عراقي، مشيرة الى ان اعداد العراقيين المسجلين لدى الحكومة السورية يفوق المليون عراقي .
وقال المواطن العراقي محسن الزبيدي، 65 عاما، من محافظة الانبار انه هرب من العراق لعدم توفر الامن والاستقرار هناك، مضيفا " لقد جئنا الى سوريا بحثا عن الامان والاطمئنان ".
واوضح أن وضعه الصحي يفرض عليه البقاء في سوريا لتلقيه العلاج في المستشفيات السورية وان افراد عائلته يعيشون معه ويرغبون في البقاء، مناشدا الحكومة السورية التدخل السريع لانقاذ حياة العراقيين الذين ينعمون بالامن هنا.
وافاد مراسل وكالة /شينخوا/ ان المئات من العراقيين قد تجمعوا اليوم امام مبنى الهجرة والجوازات السورية وهم يحملون جوازاتهم وصورا للرئيس السوري بشار الاسد ولافتات كتب عليها " سوريا بلد القومية العربية " واخرى تقول " رسالة مفتوحة الى الدكتور بشار الاسد ليس امام اهلكم العراقيين سوى بوابتين دمشق او الجحيم " .
واكد المحلل السياسي السوري فايز الصائغ ان الوجود العراقي في سوريا مرحب به من قبل الحكومة السورية، مشيرا الى ان هذا الاجراء روتيني ويطبق مع جميع العرب الذين يدخلون الى أراضيها وليس هناك تمييز ضد العراقيين، لافتا الى أن هناك مئات الآلاف من العراقيين "يعملون في سوريا ويتملكون كما المواطن السوري ".
واوضح رجاء الناصر امين سر تجمع لجان نصرة العراق ان سوريا لم تتخذ حتي الآن قرارا رسميا بوقف تدفق اللاجئين العراقيين اليها علي الرغم من ان بعض الاجهزة الامنية تضغط على بعضهم بهدف ترحيلهم، مضيفا " ليس هناك قرار نهائي بمنع تدفق اللاجئين العراقيين الى سوريا ."
وكانت جهات في وزارة الداخلية السورية قد بدأت بتطبيق إجراءات يوم الثلاثاء الماضي تتضمن السماح بدخول العراقيين إلى الأراضي السورية لمدة لا تتجاوز 15 يوما على أن يراجع خلالها الراغبين بالإقامة مراكز الهجرة والجوازات ويتم ترحيل كل من يتخلف عن مراجعتها.
وأشارت مصادر في الوزارة إلى أن العراقيين المتقدمين بطلبات الإقامة سيتوجب عليهم دفع مبلغ 2000 دولار (حوالي 100 ألف ليرة سورية) كتأمين، فيما ستعمل السلطات السورية على ترحيل أي عراقي يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون السوري ومنع دخوله إلى الأراضي السورية مرة أخرى .
وقد اوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريحات صحفية اليوم "إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري طلب من نظيره السوري وليد المعلم تخفيف الاجراءات الاخيرة التي فرضتها الحكومة السورية على اللاجئين العراقيين في سوريا ".
وأضاف الدباغ "إن لدمشق الحق في اتخاذ اجراءات حول اقامة العراقيين على أراضيها لكن عليها ان تراعي معاناتهم ونحن نتفهم ان هناك ضغطاً ليس قليلاً على الاخوة في سورية من الناحية الامنية، والاقتصادية، والاجتماعية ومن حق الجانب السوري اتخاذ الاجراءات التي يراها مناسبة لبلده."
واوضح "أن هناك إعتبارات من المناسب أخذها بنظر الاعتبار وهي ان العراقيين يمرّون بأزمة الآن ويحتاجون الاقربون للوقوف معهم الا يزيدوا معاناتهم"، معربا عن امله أن "يرد الجانب السوري علينا بما يطمئن العراقيون المقيمون في سوريا ".