بسم الله لرحمن الرحيم
(( ولا تَحسبن الذين قُتلوا في سَبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عِندَ رَبهم يُرزقون ))
صدق الله العلي العظيم
ببالغ من الحزن والأسى وصلنا الخبر المفجع لشهادة حبيبنا وصديقنا وأخينا الشهيد السعيد الشاب حسنين عنوز ابن الشهيد ابو حيدر عنوز (الفدائي) والذي طالته أيادي الغدر القذرة في عراقنا الجريح.
إن الشهيد كان مثال للأخلاق الحسنه والطيبة وحب أهل البيت , وكان السباق في عمل الخير وكل الذين عرفوه وجالسوه يشهدون على صفاته تلك . ولم لا ؟ وهو ابن الشهيد البطل ابو حيدر والذي كان في قمة الايمان والشجاعة والأخلاق الرفيعة وكان مضرب الأمثال بشجاعته في الجهاد في سبيل الله ووطنه عندما كان في داخل العراق وحتى بعد خروجه من العراق الى عام 1993 حين استشهد على يد جلاوزة صدام اللعين. وهو ابن الحاجة أم حيدر والتي نسأل الله ان يلهمها الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل, وهي الأم المضحية في سبيل الله والسباقة في عمل الخير والتي ربت أبنائها على حب اهل البيت والوطن والايمان والشجاعة والشهامة وطيب الخلق والجهاد في سبيل الله فنعم الأم ونعم المربية.
بعد سقوط النظام العفلقي البائد كان الشهيد مترقبا الى أخبار وطنه ولم تفلح المحاولات العديدة لثنيه عن العدول عن قراره العودة للعراق في الوقت الراهن لما يتضمنه ذلك من مخاطر جمة. ولكنه كان دائم الشوق للعودة الى ارض الوطن حيث كان يحس في قرارة نفسه أنه يستطيع ان يخدم بلده ولو بشيئ يسير, ودفعه هذا الإحساس للإسراع في العودة الى العراق.
هنيأ لك الشهادة يا بطل لقد أثبت فعلا إنك كنت عند حسن ظن ابيك رحمة الله عليه عندما سماك حسنين فقد حصلت على حسنة في الدنيا وحسنة في الاخرة بكل فخر فهنيئاً لك الجنه.
ذهبت وتركتنا في ألم فراقك الذي افجعنا وابكانا حزناً عليك وعلى حال اُمك وزوجتك العلوية, نسأل الله تعالى ان يمن علينا وعلى أهلك بالصبر والسلوان وان يعينهم على تحمل هذه الفاجعة الأليمة وانا لله وانا اليه راجعون.
لقد أريقَ دمك كما تراق دماء العشرات بل المئات من الابرياء كل يوم على أرض العراق الجريح, أرض الشهادة, وكأنما اصبح العراق كربلاء كبيرة.
لقد خطفك الموت منا على حين غرة ونعاهدك ان نبقى أوفياء لذكراك وان ابتسامتك سوف لن تمحى من مخيلتنا.لقد ضحيت يا حسنين بأغلى شيئ عندك من أجل دينك وبلدك وسوف لن ننسى تضحيتك وتضحية مئات الألوف من اخوانك واخواتك الشهداء اتباع أهل البيت ع الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الدين والوطن فقد أنرتم الدرب كما فعل سيد الشهداء عليه السلام واصبحتم شموعا تضيئ لنا الطريق.
نعاهدك على أن نسير في طريقك دون ملل أو كلل وان لا نترك دمك الطاهر يذهب سدىً. ونعاهدك ان نخدم الوطن الذي ضحيت بنفسك من أجله . فرحمة الله عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.
وانا لله وانا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أصدقاء الشهيد
الدنمارك
سوف يقام مجلس الفاتحة على روح الشهيد حسنين عنوز يوم الخميس المقبل الموافق 15 / 2 / 2007 في حسينية خدمة الحسين ـ ع ـ