النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي المطلوب الان من الحكومة العراقية !

    المطلوب الان من الحكومة العراقية !



    كتابات - حميد الشاكر



    لاريب ان ما تقوم به الحكومة العراقية الراهنة وهي ترزح تحت نير الاحتلال المجرم من جهة ، وقوى التدمير والارهاب المنظم من جهة اخرى ، هو شيئ وان لم يكن على مستوى تطلع الانسان العراقي الا انه شيئ لابأس به ، لاسيما ان اخذنا بنظر الاعتبار ان هذه الحكومة والتي سبقتها من حكومات هي تتحرك من ظمن الممكن المتاح لاستمرارية الوضع القائم الجديد والمحافظة عليه فحسب !.

    ولربما يدرك الكثير من المهتمين بالشأن السياسي العراقي الحالي ان الهدف الاول والاخير اصبح لقوى الارهاب والتدمير الصدامية والتكفيرية ، هو زعزعة الوضع القائم والعودة بعقارب الساعة الى الوراء وتصفير العملية السياسية الحالية ومن ثم نسف كل المنجز السياسي العراقي القائم للاتيان بمنجز او منتج جديد ولكن من بقايا الوضع القديم من السلطة والحكم السابق ، وعليه كان ولم يزل الهدف المنشود لقوى الظلام والارهاب البعثتكفيري هو تدمير الوضع السياسي العراقي القائم !.

    كما ان هناك من يدرك تماما ان الوضع الاقليمي العربي وغير العربي المحيط بالعراق يشعر ان مصائره السياسية المستقبلية تحدد في ماسيؤول اليه الوضع العراقي او التجربة العراقية الجديدة ، فأن فشلا فصورة وان نجاحا فأخرى لمستقبل هذه النظم السياسية العربية وغير العربية في المستقبل ، وعليه مرة اخرى فأن التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي الداخلي وعلى كافة الصعد لهذه النظم أمر متوقع وبشكل لايثير الاستغراب او الاستهجان من قبل احد باعتبار ماذكرناه من تلاحم بين التجربة العراقية من جهة وبين مستقبل المنطقة برمتها من جانب اخر ؟.

    اما مايجب ان يستقطب كل اهتمام الانسان العراقي في هذه المرحلة الصعبة من صناعة العراق الجديد هو التساؤل او السؤال حول المطلوب من الكادر السياسي العراقي الحاكم الان في بغداد ، فماهو المطلوب الاني من هذه الحكومة العراقية الفتية ؟.

    هل المطلوب هو المزيد من الشرح والتفسير للمواقف السياسية العراقية ( كما يجتهده الناطق الرسمي للحكومة العراقية المحترم الاستاذ علي الدباغ في مقالاته المتكررة في وسائل الاعلام العربي ) للنظم العربية وغير العربية المحيطة بالعراق كي تتفهم الوضع العراقي الجديد ومن ثم تساهم في الاستقرار العراقي الداخلي ؟.

    ام المطلوب هو المزيد من التنشيط للدبلماسية العراقية والتي استكردت في اخر عمرها لتضع مشكلة صعوبة البيان العربي لدول الجوار والعالم ، ومن ثم تقوم بدور حقيقي للتاثير دبلماسيا على المنطقة والتعديل من مواقفها السياسية والاعلامية المؤثرة على الوضع العراقي الداخلي والخارجي ؟.

    ام ان المطلوب لاهذا ولاذاك بل ان المطلوب الحقيقي هو التفات الكادر السياسي العراقي الجديد الى امكانياته الذاتية وما تمثل هذه الامكانيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية .... العراقية من ثقل واهمية على مستوى الاقليم والعالم ومن ثم استثمار هذه الموارد العراقية الصافية وادارتها بشكل منظم وواعي في العملية السياسية الداخلية والخارجية وتحويلها من متأثر الى مؤثر في مجريات الاحداث المحيطة بالعراق ، ليخرج الانسان العراقي اخيرا من وهم الهيمنة الاقليمية على الشأن العراقي واسطورة مساعدة هذا الاقليم السياسي للعراق ، الى فضاء الفعل الحقيقي الذي يفرض معادلة العراق الجديد على هذا المحيط وليعترف من ثم بوجود الكيان العراقي الناهض والمتطلع الى الاستقلال الحقيقي ؟.

    الحقيقة انه ما ينبغي ان يكون فعليا هو المطلوب الثالث من فرضيات التحرك السياسي العراقي الجديد ، اما ما تتحرك به الحكومة العراقية الان وما تبذله من جهود لاستقطاب المحيط الاقليمي للعراق للمساهمة في صياغة استقرار العراق فهو اشبه بالوهم النظري السياسي منه الى الواقعية السياسية ، فأي دولة هذه التي تفصل حركتها السياسية حسب المصلحة العراقية الجديدة وتتناسى مصالحها الوطنية الداخلية لوضعها القائم ؟.

    كما انه لايوجد من دول الجوار العراقي من هو مستعد للمخاطرة بوجوده الامني والسياسي والاقتصادي في سبيل ان يتعافى العراق الجديد من موجة الارهاب العالمية التي تعصف بوضعه السياسي والامني والاجتماعي والاقتصادي ؟.

    وعليه فأن من يعوّل على دول الجوار بأن تقدم له الاستقرار الامني او بأن تساهم هذه الدول في العملية الامنية العراقية ، فأنه ومع الاسف كمن يبني اوهاما سياسية وغير واقعية بالمرة لعالم اليوم السياسي ، كما انه اشبه بمستجدي عواطف ومواقف في حارة المجرمين والخونة !.

    كذا من هو لم يزل على شك في ان الاشكالية هل هي في مواقفه الغامضة فهو بحاجة الى نشاط دبلوماسي اكثر حركة ووعيا ، او ان الاذن الاقليمية ربما تكون بحاجة الى لسان عربي مبين ، هو كذالك يستهلك وقت العملية السياسية العراقية التي تقدم الدماء يوميا قبالة هذا الصمم الاقليمي ، فأنه وبذالك يجرب المجرب دائما ليصل في نهاية الطريق الى حقيقة ان الاذن الاقليمية ليست أذن غبية ولاهي صماء ، ولاهي بحاجة اصلا لكل هذه الجعجعة العراقية ، وانما هي دول تتحرك حسب مصالحها الوطنية والداخلية والاقليمية والامنية والاقتصادية التي تهيئ ظروف الاستقرار لها هي ولنظمها القائمة فحسب ، اما المعادلة العراقية ومآلها السياسي فان تلك النظم تنظر الى الوضع العراقي ربما في المرتبة العاشرة من اولوياتها الحقيقية !.

    نعم هي تنظر للعراق على اساس انه محرك لصياغة الصورة الجديدة للمنطقة العربية وغير العربية ، وهذا مايدفع دول الجوار العراقي للتدخل بشأنه الداخلي ، ولكن حسب ماترتأيه مصالح دول الجوار هذه وليس حسب ماينظر له العراقيون انفسهم من مصلحة بلادهم الامنية والسياسية والاقتصادية ، والفرق _ اعتقد _ انه واضح بين مايريده العراقيون وبين ماترتأيه هذه النظم السياسية المحيطة بالعراق ، ولذالك يكون جلّ تدخل دول الجوار العراقي في الشأن العراقي الداخلي والخارجي هو بالضد من مصلحة الشعب والدولة العراقية الجديدة وتناقض المصالح من سنن السياسة الطبيعية ؟.

    يتبقى الالتفات الى نقطة المحور المشار لها في اول الحكاية والقائلة : ان للعراق كبلد وشعب وموارد قوة هائلة في الفعل والتأثير السياسي والاقتصادي على الاقليم والعالم ، ولكن المشكلة التي لم تزل وما زالت هي في العقلية التي بأمكانها استثمار هذه الموارد وتوجيهها التوجيه السليم الذي يؤمن لهذه الحركة من الفعل الحقيقي والوصول الى النتائج المطلوبة ، والحق ان المطلوب الاخير الان هو التفات او تنبه الانسان العراقي الى ذاته وامكانياته الموجودة امامه ، وان كانت مشتتة او قاصرة او ناقصة وغير تامة لقيامها بالفعل الملموس والقوي ، ولكنها تبقى هي القوى الحقيقية لهذا الانسان لبناء مستقبله وتأمين أمنه وخبزه ؟.

    ان تنبه الانسان العراقي وقواه السياسية الحاكمة اليوم في العراق ، واعتماد هذه القوى على امكانياتها الذاتية وصرف النظر عن باقي القوى الاقليمية العربية وغير العربية في وهم النفع للعراق هو ماسؤمن احترام حقيقي من قبل هذه النظم السياسية المحيطة بالعراق ، كما ان ادراك هذه النظم الاقليمية المحيطة بالعراق لاهمية العراق لاينطلق من كونه الجغرافي او موارده الاقتصادية او عمقه الحضاري او .... فحسب ، وانما يعتمد هذا الادراك وبشكل رئيسي عندما تتلمس هذه القوى السياسية الاقليمية للعراق على ان في العراق فكرا سياسيا يعتمد على نفسه في حلّ الازمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وكما وانه فكر كفوء في ادارة الدولة والسير بها قدما نحو الامام بدون حاجته لاي يد تمن عليه بالمساعدة ؟.

    نعم العراق ليس جزيرة منعزلة عن العالم ، كما انه بلد تحت الاحتلال الاميركي المجرم وهو بحاجة حقيقية للمساعدة من قبل دول الجوار ولا اقل من كف يد الاذى عنه وعدم تصدير المجرمين والارهابيين لداخله الوطني ، ولكن كل هذا الامل بالحاجة والاسعاف لايتحقق مطلقا ان لم تستشعر هذه الدول المحيطة بالعراق ان العراقيين انفسهم يشعرون بثقلهم الحقيقي ، ويحترمون ذاتهم ويستطيعون ان يديرون شؤونهم الداخلية والخارجية بنوع يؤمن لهم التأثير على محيطهم الاقليمي بشكل متكافئ ، ولو بشكل دبلماسي للوهلة الاولى بأن تتخذ الدولة العراقية الجديدة بعض الخطوات التي تسمح لها بالتأثير على دول الجوار العراقي وبشكل واضح يذكّر هذه النظم السياسية بأن العراق تحوّل فعلا الى بلد ودولة حقيقية ، فأن المفهوم عربيا واقليميا للعراق وحتى هذه اللحظة انه ليس هناك كيان قائم ودولة حقيقية في العراق ، وعليه فالخطوة الاولى التي ينبغي ان تقوم بها الدولة العراقية الجديدة هي ايصال فكرة قيام دولة العراق الجديدة لهذا الاقليم العربي وغير العربي ، وتذكيرهم بقوة ان لهذه الدولة مصالح حقيقية اذا لم تحترم من قبل اي طرف فان ذالك يعني عدم احترام متبادل للطرف الاخر !.

    هذا هو المطلوب من الحكومة العراقية الحالية القيام به الان ولنوجزه بنقط واضحة :

    اولا : اعتماد كلي على القوى الذاتية للعراق كعراق بانسانه وموارده

    ثانيا : ترويج اعلامي يوصل رسالة للانسان العراقي نفسه وفي الداخل انه هو وليس غيره عماد العراق الجديد واساس ثروته

    ثالثا : ايصال رسالة جديدة واعلان جديد الى دول الجوار العراقي ان العراق سيقوم من كبوته بقواه الذاتية وليس هو بحاجة لمساعدة باقي الاطراف الخارجية !.

    رابعا : اثارة موضوع الاستقلال العراقي في الرأي العام العراقي ومع قوى الاحتلال الامريكية بصورة حقيقية لجدولت انسحابها من العراق .

    خامسا : ارساء ثقافة البحث عن الذات العراقية اعلاميا وسياسيا ، بمشروع ( اعرف نفسك )

    ________________

    al_shaker@maktoob.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    رغم اني اتحفظ على معظم ما ينشر في موقع كتابات الا ان المقاله ادناه جديرة بالتأمل..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني