المشنقة نفذت الاعدام برابع مسؤول عراقي سابق
Gmt 2:00:00 2007 الثلائاء 20 مارس
د أسامة مهدي
طه ياسين رمضان نائب صدام اوصى بدفنه الى جانبه
المشنقة نفذت الاعدام برابع مسؤول عراقي سابق
طه ياسين رمضان في صورة تجمعه مع الرئيس السابق صدام حسين
أسامة مهدي من لندن : تم في بغداد فجر اليوم تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت بنائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بعد ان رفضت محكمة الاستئناف الحكم السابق ضده والقاضي بسجنه مدى الحياة وحولته الى الاعدام اثر ادانته في قضية الدجيل التي اعدم فيها النظام السابق 148 عراقيا عام 1982 اثر تعرض الرئيس المخلوع صدام حسين لمحاولة اغتيال فاشلة في المدينة الواقعة شمال بغداد وبذلك يكون رمضان هو المسؤول الرابع الذي ينفذ فيه الحكم من رموز النظام السابق الذي اطيح به ربيع عام 2003. وقال مصدر عراقي مطلع ان جثة رمضان ستسلم الى محافظ محافظ صلاح الدين (تكريت) شمال غرب بغداد لدفنها الى جانب قبر الرئيس السابق صدام حسين تنفيذا لوصية نائبه السابق . ولم تكشف السلطات العراقية بعد عن المكان الذي نفذ فيه حكم الاعدام لكن مصدرا فيها قال ان العملية تمت في الساعة الثالثة و5 دقائق من فجر اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي (الثانية عشرة و5 دقائق بتوقيت غرينتش) بحضور محامي المدان . ويأتي اعدام المسؤول العراقي السابق مع حلول الذكرى الرابعة لبدء الحرب في العراق التي اطاحت بنظامه السابق .
حيثيات الحكم باعدام رمضان
وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد أصدرت في الثاني عشر من الشهر الماضي شباط (فبراير) حكما بالإعدام شنقا حتى الموت ضد رمضان بعد أن طالبت محكمة التمييز بإعادة الحكم السابق لإدانته بتهمة الإبادة الجماعية في القضية بعد أن كانت المحكمة أصدرت حكما بالسجن مدى الحياة عليه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بتهمة القتل العمد وجرائم ضد الانسانية في مجزرة الدجيل لكن هيئة التمييز العراقية لم تصادق على حكم المحكمة واعتبرت انه لا يتناسب مع حجم القضية واعادته الى المحكمة الجنائية العليا بهدف تشديده حتى الاعدام. وحين نطق القاضي بحكم الاعدام مشيرا في حيثياته الى رمضان قد ارتكب جرائم قتل عمدا ضد الانسانية .. قال المسؤول السابق "يشهد الله اني بريء .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. وينتقم الله ممن ظلمني".
وفعلا صادقت محكمة التمييز العراقية يوم الخميس الماضي الخامس عشر من شهر اذار (مارس) الحالي على الحكم الصادر باعدام رمضان . وقال القاضي منير حداد قاضي محكمة التمييز التي تضم تسعة اعضاء ان "الهيئة التمييزية صادقت بالاجماع على الحكم بالاعدام شنقا حتى الموت بحق طه ياسين رمضان" الذي صدر عن المحكمة الجنائية العراقية العليا . واضاف حداد في مؤتمر صحافي انه بالامكان تنفيذ حكم الاعدام في اي لحظة لكن الفترة الرسمية لتنفيذ الحكم هي ثلاثين يوما من تاريخ المصادقة عليه من جانب محكمة التمييز . وقال "تمت المصادقة على قرار محكمة الجنايات العليا" التي "اتبعت ما جاء في قرار الهيئة التمييزية لذا يكون قرارها في ما يخص تشديد العقوبة بحق المجرم طه ياسين رمضان الاعدام شنقا حتى الموت". واكد ان "جميع اعضاء المحكمة ايدوا تنفيذ حكم الاعدام بحق طه ياسين رمضان". واوضح ان "دور هيئة التمييز انتهى هنا" والامر اصبح "بيد السلطة التنفيذية".
وكان قد تم تنفيذ الاعدام بحق صدام ومساعديه برزان التكريتي وعواد البندر بعدما صادقت هيئة التمييز على الحكم الصادر بحقهم. واعدم الرئيس العراقي السابق في الثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي فيما اعدم برزان وعواد في الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي.
الموسوي طلب الاعدام لرمضان
وكان رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي قد طلب في جلسة سابقة لمحكمة الدجيل الاعدام لصدام واخيه غير الشقيق برزان التكريتي ونائبه طه ياسين رمضان وتبرئة محمد عزاوي والسجن لبقية المتهمين . واكد ان الجرائم التي ارتكبت في مدينة الدجيل ترقى الى مستوى الجرائم ضد الانسانية موضحا ان احكام الاعدام شملت احداث قاصرين بلغ عددهم 28 فردا تراوحت اعمارهم بين 12 و16 عاما .
واضاف انه لدى وصول صدام الى مركز الدجيل اطلقت عيارات نارية زعم انها كانت ضمن محاولة لاغتياله لكن اشهود اكدوا ان الاطلاقات لم يكن يتعدى عددها بين 12 الى 15 اطلاقات من دون استخدام اسلحة ثقيلة بينما كان المفرض استعمال هذه الاسلحة لكن ردود افعال السلطات انذاك كانت لاتتناسب مع هذه الحادثة . واشار الى ان صدام عاد الى بغداد بعد زيارة الدجيل فعقد اجتماعا لبرزان التكريتي رئيس المخابرات وطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية وفاضل البراك مدير الامن العام الذي اعدم بعد ذلك فتم وضع خطة مسؤول عنها برزان لشن عملية اغتيالات واسعة لعائلات الدجيل ونقلهم الى مركز المخابرات في بغداد .
وقال انه مورست عمليات تعذيب ضد المعتقلين في مركز المخابرات ادت الى وفاة 46 منهم ثم صدرت احكام باعدام 148 معتقلا بينهم الستة والاربعين ضحايا التعذيب اضافة الى نفي المئات من الاطفال والنساء والشيوخ الذين بلغ عددهم 399 شخصا الى صحراء ليا بالقرب من السعودية لمدة ارع سنوات حيث لم يعادوا الى الدجيل الا في عام 1986 . وتساءل عما اذا كانت هذه الاجراءات تتناسب مع اطلاق عدد قليل من الرصاصات .. وقال ان الدجيل شهدت عمليات انتقام واسعة طالت المئات من ابنائها ولذلك يعتبر ماحدث جرائم ضد الانسانية جرت باوامر من السلطات ضد السكان المدنيين وتوجب اعتبار ذلك قتلا عمدا .
واشار الموسوي الى ان المتهمين اعترفوا في التحقيق بمسؤوليتهم بهذا الشكل او بالاخر في جرائم الدجيل و وقال إن ما أرتكبه المتهمون جرائم ضد الإنسانية وهي تنطبق وأحكام المادة 12 من أحكام المحكمة الجنايئة العراقية العليا وهي "القتل العمد" السجن والحرمان الشديد من الحرية المدنية" و"التعذيب" و"الإخفاء القسري للأشخاص." وأشار إلى أن جرائم القتل رتبت أثناء اجتماع برئاسة المتهم طه ياسين رمضن من أجل وضع المنهاج لحادثة الدجيل مشيراً إلى أن جميع الأفعال تمت تحت "سبق الإصرار." واضاف ان بعض المتهمين الذين احتجزوا في معتقل "لياء" الصحراوي أفرج عنهم بناءً على طلب من صدام بعض قضاء أربعة أعوام في السجن.
وقد استمعت محكمة الدجيل خلال جلساتها الى 68 شاهدا و 27 شاهد اثبات . وتوزع شهود الدفاع على الشكل التالي : 21 شاهدا دفاعا عن صدام و9 عن برزان التكريتي و3 عن طه ياسين رمضان و4 عن عواد البندر و6 عن محمد عزاوي و10 عن كاظم رويد و8 عن علي دايح علي و7 عن مزهر عبد الله رويد .
طه ياسين رمضان المقرب من صدام
وطه ياسين رمضان هو النائب السابق لصدام وقد تم اعتقاله في 18 آب (اغسطس) عام 2003 من قبل مقاتلين اكراد في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) ثم سلم الى القوات الاميركية وكان في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين ال55 الملاحقين من قبل الاميركيين . وكان رمضان من اقرب المقربين لصدام حسين وشارك في كل قراراته المهمة. وهو كردي الاصل من بلدة جزرة نواحي الموصل حيث ولد عام 1938 لاب بستاني وقد انتمى الى حزب البعث عام 1956. وقد فتح لقاء له مع صدام حسين في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي الطريق أمامه لتسلق سلم الدرجات حزب البعث . ثم جاء انقلاب الثامن من شباط (فبراير) عام 1963 ليمنح رمضان فرصة بترقيته فجأة من ضابط صف إلى رتبة رائد بهدف تعزيز مواقع حزب البعث داخل الجيش لكنه احيل الى التقاعد بعد انقلاب ضد سلطة البعث قاده الرئيس الراحل عبد السلام عارف اواخر العام نفسه .
وبعد استلام الحزب للسلطة من جديد عام 1968 اصبح احد الرجالات الذين يتمتعون بنفوذ في النظام الجديد حين منح رتبة عسكرية على واصبح في عام 1969 عضواً في مجلس قيادة الثورة . وفي عام 1970 ترأس محكمة خاصة قضت بالإعدام الفوري على 42 شخصاً زعم أنهم شاركوا في محاولة انقلابية. . وقد اصبح زيرا للصناعة عام 1970 ثم وزيرا للتخطيط عام 1974 وبعدها وزيرا للاسكان عام 1976 محتفظا بعضويته في القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث اعلى سلطتين فيه .. إضافة إلى كونه قائداً عاماً للجيش الشعبي وهو ميليشيا مسلحة تضم حزبيين ضربت كل أشكال المعارضة الداخلية للنظام. وقد اختاره مجلس قيادة الثورة في اذار (مارس) عام 1991 نائباً لرئيس الجمهورية حيث شغل هذا المنصب نائبا لصدام حسين حتى سقوط النظام ربيع عام 2003 .