النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي الأم العراقية نسيت عيدها... بأي حال عدت يا عيد ؟

    [align=justify]بغداد -( أصوات العراق)
    في كل صباح تقف الأم العراقية ،أي أم ،في الشرفة تودع إبنتها أو أبنها... ترنو بنظرة قلقة
    وتطلق زفرة مكتومة وهي تجر خطواتها إلى داخل البيت. سيكون يومها طويلا وهي تنتظر عودة الأبناء ،ستظل تصارع الوقت والرعب في آن... فهي لا تعلم ماذا تخبئ لها الساعات ،
    بل الدقائق المقبلة .
    هذا هو حال المرأة العراقية اليوم ،وكل يوم ،حتى في عيدها... ( عيد الأم ) ،فخارج البيت يعني لها جبهة مفتوحة... بل حتى البيت نفسه لم يعد آمنا بالنسبة لها .
    اليوم الأربعاء ( 21) آذار مارس... ملايين البشر في دول عدة من العالم يحتفلون بـ ( عيد الأم ) ،فهل لا زالت الأم العراقية تتذكر هذا العيد ،أم أن تجار الموت أجبروها على أن تهجر عيدها... وحرموها من أن يسكن الآمان قلبها بدلا من الخوف والألم ،وسرقوا منها حتى فرحة أن يتجمع أبنائها حولها وهم يقولون " كل سنة وأنت طيبة يا أمي" .
    إنزوت ( أم خالد) بعيدا عن كل من جاء يواسيها في مصابها ،فإبنها (خالد) إختطفه إحدى الجماعات المسلحة المجهولة من مقر عمله مع أثر من (20) من زملائه .
    تبكي بلوعة الأم ،وتقول بيأس " أتمنى أن أعرف أي شيء عنه ،هل هو حي أم ميت ؟... ماذا يفعلون به ،هل يعذبونه ؟... إنه مريض ،هؤلاء الأوغاد... ليلعنهم الله."
    بدا البيت كئيبا موحشا ،فيه رائحة غريبة... رائحة الحزن وهو يظلل المداخل والغرف. عيون إبنتى (خالد) وحيرة إبنه الصغير وهو يسأل عن أبيه ونظرة زوجتة اليائسة... والأكثر من ذلك
    دموع أمه المتواصلة .
    يختنق صوت الأم المكلومة بالدموع... وتتوقف عن الحديث ،لكن أحد أفراد العائلة يقول لنا
    "مضى على إختطاف (خالد) أكثر من إسبوعين... ولم يصل أي خبر عنه."
    إن مجرد التفكير في الأماكن التي ستبحث فيها العائلة عن الإبن المفقود يبدو مرعبا .
    يضيف القريب ،الذي تحاشى ذكر اسمه ،لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة "لقد كان إبنا بارا بأمه وأسرته" ،ويستطرد قائلا وهو يشير إلى الأم التي لا تكف عن البكاء "ترى ما الذي كان سيقدمه هذا العام لأمه في عيدها ؟... هل كان يخطر بباله أن حادثة إختطافه ستكون كارثة تحل ببيته الآمن ،وتنسي أمه فرحتها بعيدها..؟."
    شذا سعد الله ، تعمل موظفة في أحد مصارف بغداد ،إندهشت ونحن نسألها عن ذكرياتها مع\ ( عيد الأم )... لقد نسيت المناسبة ،رغم أنها أم لثلاث بنات... أكبرهن في الثانية عشرة من عمرها .
    ما يشغل تفكير (شذا) حاليا هو أن تترك العمل وتبقى في البيت ،وتقول "الوضع يسوء يوما بعد آخر... أشعر بالقلق ،ولا اعرف ماذا افعل... حتى أني لا أعرف كيف أنجز عملي."
    وتضيف لـ ( أصوات العراق) قائلة "طيلة الوقت أفكر فيما يمكن أن يحدث لو وقع أي شيء سيئ ،فكلما رن جرس التليفون أتوقع أن كارثة حلت... أخشى أن يتكرر ماحدث."
    تسكت شذا برهة لتستجمع ما ببدا أنه ذكريات أليمة مرت بها ،وتضيف بمرارة "قبل أيام إتصلت إبنتي الكبرى ( رنا) لتخبرني أن إنفجارا هائلا حدث بالقرب من بيتنا... كانت تبكي وهي تسمع أصوات الرصاص تدوي قوية مرعبة ، بعد ثوان كنت في الطريق إلى البيت... وصلت بصعوبة لاكتشف أن المنطقة طوقت بالكامل ،ومنعوني من الدخول... وبعد وقت طويل إقتنع أحد أفراد الشرطة بأن يتركني أمر إلى بيتي."
    وتكمل ( أم البنات) الثلاث قصتها " كان الباب منبعجا بفعل ضغط الإنفجار... ومئات الشظايا متناثرة في أنحاء الحديقة ،استطاع الجيران أن يكسروا الباب... وما أن دخلت حتى وجدت كل شيء إنقلب رأسا على عقب ،وإبنتي في حالة لا توصف من الرعب."
    مع أذان الفجر تستيقظ فضيلة عباس ( أم مازن) كل يوم ،يكون دعاؤها أن يحفظ الله أولادها
    من كل سوء... هي إمرأة تزوجت قبل أكثر من (30) عاما. وعيد الأم عندها أن ترى أبناءها الأربعة سالمين "فغير ذلك يهون كل شيء" كما تقول .
    تضيف السيدة فضيلة لـ ( أصوات العراق) قائلة "مع صوت كل إنفجار أهرع لأتصل بأبنائي ،
    فالمشكلة أنهم سعملون في أماكن تكثر فيها حوادث التفجير والإختطاف المذهبي... وأموت كل لحظة قلقا عليهم ، بل أكثر من هذا... أتمنى أن يتركوا عملهم ويبقوا في البيت بالقرب مني."
    وتستطرد ( أم مازن) بسرعة قبل أن يسألها أحد " أعلم أن ذلك غير منطقي ،لكن ماذا يفعل ( قلب الأم ) إزاء ما يحدث حولنا من رعب يومي ؟... إن الساعة الوحيدة التي أشعر فيها بالأمان هي التي يعود فيها الأبناء إلى البيت."
    لكنها تستدرك مضيفة "لكن اعلم أنه أمان مؤقت ،فما زال هناك في إنتظاري الكثير من النهارات القلقة."
    هناء إبراهيم ،رئيسة منظمة (هيئة إرادة المرأة) تلفت إلى أنه منذ اليوم الأول لغزو العراق
    واجهت الأم العراقية " ثالوثا مفزعا أخل بأمانها النفسي والإجتماعي."
    وتقول لـ ( أصوات العراق) إن هذا الثالوث "يتجسد في إحتلال أرض العراق وسمائه وأنهاره وثرواته وإرادته ،وإنتشار الجريمة المنظمة و(مافيا) صناعة الفوضى ، ثم جرائم إختطاف النساء والبنات والأولاد... وإغتصابهم."
    وتشير (هناء) إلى خطورة ما تصفه بـ "عصابات مجهولة... معلومة ، تتمتع بحماية عالية... وتنظم عمليات المتاجرة بالرقيق الأبيض" ،مضيفة أن " تلك العصابات تمارس عمليات بيع النساء والفتيات المخطوفات ،وبعضها يعمل في وضح النهار... وتؤمن لنفسها الحماية بشكل أو بآخر."
    وتضيف "هذه الحوادث تؤثر على توازن المرأة والأم العراقية ،فكيف لها أن تنعم أو يهدأ بالها في مثل هذا الواقع الأليم... وماذا تبقى لها لكي تحتفل به في عيدها..؟."
    الباحثة الإجتماعية رؤى محمد ترى أن الإحتفاء بـ ( عيد الأم ) في العراق " أمر مرفه" ،
    وتقول " نحن بالكاد نذكر أعيادنا الدينية الرئيسية ،في بلاد كثر الحزن فيها وعشش في القلوب."
    وتضيف "الأم العراقية خائفة ومستلبة ،خائفة من الغد ومن الحرب والفقدان والعوز... وخائفة على أطفالها وبيتها ،فهي تفتقد الأمان... كما أنها إضطرت أن تكون الأب والأم عبر سنوات الحروب التي مررنا بها ،فكانت المعيل والمسؤول الأول عن الأسرة... واستطاعت أن تصل بأبنائها الذين فقدوا أباهم أو إفتقدوه في ساحة المعركة إلى بر الأمان."
    وزادت "وعندما خرجت العراقية إلى العمل تفوقت فيه... ولم تشتك ،لم يسمح لها ظرفها أن تقارن نفسها بغيرها من نساء المنطقة العربية."
    وأردفت (رؤى) قائلة "لكن قياسا بما يجري الآن... فقد هان كل ما رأيناه من قبل ،فالأم العراقية اليوم لا يعرف الإطمئنان طريقا إلى قلبها ،حتى أنها تفضل الهرب بأبنائها بعيدا عن هذا الآتون المحرق ،فالمرأة بطبيعتها لا تميل إلى العنف... وترغب في الإستقرار ،وهذا ما لاتجده اليوم."
    وتلفت إلى انه لو أجريت دراسة على أعداد العراقيات الراغبات في ترك البلد "سنرى أنهن يتفوقن في ذلك على أعداد الرجال ،خاصة أن الخط البياني في تسلسل الأحداث آخذ في التصاعد نحو مؤشر الخطر."
    وتختم (رؤى) كلامها متسائلة "بأسم كل أم عراقية أقول: متى تقر عيون الأمهات ،وينتهي كل هذا الرعب المسيطر على بلدنا العراق...؟."[/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    1,748

    افتراضي

    [grade="000000 008000 008000 8B0000 8B0000"] بأي حال عدت يا عيد ؟[/grade]

    [align=center]




    [/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني