تحية للتيار الصدري
محمد عبد الجبار الشبوط
Monday, 16 April 2007
نفذ التيار الصدري وعده وسحب وزراءه من الحكومة.
لاحظوا ما يلي:
اولا، لم يعلن التيار الصدري انسحابه من العملية السياسية.
ثانيا، لم يعلن انسحابه من البرلمان.
ثالثا، لم يعلن انسحابه من كتلة الائتلاف العراقي الموحد.
رابعا، والاهم من ذلك كله، لم يعلن انه سوف يعمل على اسقاط الحكومة.
اذن ما الذي فعله التيار الصدري؟
ببساطة وكلمات قليلة: تخلى عن الحقائب الوزارية، بكل ما فيها من امتيازات، تاركا الامر لرئيس الوزراء ان يختار وزراء مستقلين وكفوئين لملء المناصب الشاغرة.
تخلى عن المراكز الوزارية، لأنه يعتقد ان مشاركته لم تعد ذات جدوى لتحقيق الهدفين الاساسيين اللذين يعمل من اجلهما، وهما:انسحاب القوات الاميركية، وتحسين الخدمات.
تستطيع ان تتفق مع التيار الصدري او تختلف بشأن هذه المبررات، لكن لا يمكنك الا ان تشعر بالاعجاب بصدق التيار مع نفسه، اولا، وبزهده بالمناصب الوزارية ثانيا.
من الناحية العملية، يمكن القول ان التيار الصدري تخلى عن مبدأ المحاصصة والاستحقاق الانتخابي في تولي المناصب.
وهما مبدءان اساءا كثيرا الى العملية السياسية، وحولا الوظيفة العامة الى مكسب بدل كونها خدمة وطنية عامة باجر مدفوع من المال العام.
ولذا لا يمكنك الاختلاف مع النائب الصدري بهاء الأعرجي الذي وصف سحب كتلته وزراءها الستة من حكومة المالكي بالخطوة الوطنية.
و لا تملك الا ان تضم اليه صوتك وهو يدعو بقية الأطراف المشاركة بالحكومة إلى الإحتذاء بالتيار الصدري وسحب وزرائهم من الحكومة، لا لأسقاطها، وانما لأسقاط النظام الذي تشكلت على اساسه وهو نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والاستحقاق الانتخابي.
ولا تملك الا ان تضم صوتك الى صوته وهو يحث رئيس الوزراء نوري المالكي على تعيين شخصيات مستقلة من التكنوقراط بدلاً عن الوزراء الصدريين الذين سحبهم التيار.
ولا تملك الا ان تصفق له اعجابا وتأييدا وهو يقول ان قرار الانسحاب جاء لانهاء المحاصصة الطائفية في الحكومة.
ثمة عناصر تاريخية تتجمع في البيئة السياسية العراقية قد تساعد على الاقدام على الخطوة التي ينتظرها عموم العراقيين وهي انهاء نظام المحاصصة والتوجه الجاد نحو المنهج الوطني الديمقراطي لبناء الدولة وتشكيل الحكومة والمؤسسات.
فالشعب العراقي بحاجة الى حكومة كفوءة ومؤسسات قادرة على خدمته وحل مشاكله، بما في ذلك اقرار الامن واستعادة السلام، اكثر من حاجته الى وزراء ومسؤلين يدعون تمثيل احزاب وطوائف دون ان يكونوا قادرين حتى على خدمة من يدعون تمثيلهم.
انها اللحظة التي سوف تجعل من يقوم بالخطة الصحيحة فيها قائدا وطنيا لعموم العراقيين.
المسرح السياسي بحاجة الى ذلك العراقي القادر على الامساك بها؟
تحية للتيار الصدري على هذه الخطوة الوطنية.