رن هاتفي .. رقم السفارة العراقية في لبنان ..
- الو
- السلام عليكم استاذ موج البحر
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..تفضلوا
-وياك من العلاقات بالسفارة
- اهلا بيك
- انت مدعو لحضور امسية عراقية في قصر الاونيسكو في بيروت برعاية السفارة وسنقوم بارسال كارت الدعوة ..
- شكرا جزيلا
الامسية كانت مساء امس يوم الخميس 19 / 4 / 2007 ...
ذهبت .. جلست في الصفوف الاخيرة .. اول المفاجآت كانت هي عزف النشيد الوطني اللبناني قبل النشيد الوطني العراقي علما ان الامسية عراقية بحته .. قلت ربما ذلك من البروتوكلات الديبلوماسية التي نجهل تفاصيلها !!
صعد السفير جواد الحائري الى المنبر ليلقي كلمته فطلب من الحاضرين فورا الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء قانا الذين استشهدوا قبل 11 سنة .. وعلى روح رفيق الحريري رئيس الوزراء الاسبق الذي اغتيل في بيروت قبل عامين ونيف .. ومن ثم اخرا ذكر سعادته شهداء العراق لرفع العتب .. فقلت ربما ذلك ايضا من البروتوكولات الديبلوماسية التي نجهل تفاصيلها !!
تحدث سعادته عن حضارة العراق وتاريخه مشيرا الى مضارب ليلى والف ليلة وليلة كشاهد حي مسهبا في شرح تلك القيم النبيلة .. وعن الحلال والحرام وفي خضم شرحه لتاريخ العراق اشار سعادته بكم حرف حول ما يفعله الارهاب والتكفير في الوطن .. فقلت ربما ذلك ايضا من البروتوكولات الديبلوماسية التي نجهل تفاصيلها !!
تفاخر سفيرنا دام عزه بان العراق يضم مقاما لابي حنيفة النعمان ولا ادري اين يدفن علي بن ابي طالب وولده واحفاده .. ربما اعتبر سفيرنا دام عزه ان كربلاء والنجف بغداد اقليما مستقلا عن العراق الذي هو سفيرا له .. على اية حال .. استمرت الامسية بشرح تاريخ العراق الماضي والحاضر الا ان اللافت انه خلا كليا من اي ذكر للبعث ومصائبه ومن صدام وجلاوزته وظلمه .. ربما كان في الحاضرين من هو على علاقة طيبة بالبعث وبجلاوزة صدام وخشي القائمون ان يفسدوا عليهم ليلتهم .. فقلت ربما ذلك ايضا من البروتوكولات الديبلوماسية التي نجهل تفاصيلها !!
جلست العمائم واللحى ووجوه محترمة لها تاريخ مشرف في لبنان في مجال خدمة الناس والشباب العراقي المظلوم في الصفوف الاخيرة بدون اي ارشاد او استقبال مهم من القائمين على تنظيم الحفل .. فجلست عروس العراق وفخر عزه شذى حسون الى جانب سعادة السفير وكبار الحضور في الصف الاول .. فقلنا ربما ايضا ذلك ياتي في اطار البروتوكولات الديبلوماسية التي نجهل تفاصيلها !!
وفيما كانت مجالس العزاء تنصب في مئات البيوت العراقية بسبب جريان نهر الدم .. كان اركان السفارة وحاشيتهم يتمايلون رقصا على اوتار صوت ابنة ( نسيت اسمها ) رياض احمد رائد الحركة الفنية في العراق كما قدمته عريف الحفل ..
مر بعض الوقت فلم نجد بدا من مغادرة الحفل بعدما اكلنا قطعة كيك وقدح بيبسي وحمدنا الله وشكرناه اننا قد نلنا نصيبنا من الضيافة بعد ما اغتصب حقنا في ذكر تراث العراق الحقيقي وهم شهدائه وتضحيات ابناءه ومعاناة شعبه .. فقلت ربما ذلك ايضا من البروتوكولات الديبلوماسية التي نجهل تفاصيلها !!