أولا مشاكل العراق لم تعد قاصرة على حضور حبيب الصدر إلى حفل نانسي عجرم بل إن مشاكل العراق وأزماته تتعدى ذلك إلى القتل اليومي والإحتلال. ثانيا مثل هذه المشاهد في الحفلة هي صورة مكررة لما تعرضه قناة العراقية يوميا وبعض الاحيان في أيام تشهد سقوط أعداد كبيرة من الشهداء بسبب التفجيرات. الرجل حبيب الصدر لم يدع يوما أنه إمام او رجل دين وقناته هي قناة تعرض كل شيء.
نحن كعراقيين يحب أن تكون قضيتنا ليست قضية ماذا صنع أو فعل فلان أو علان بل قضيتنا هي هل ما يفعله يخدم حال العراق ؟ أما في حياته الشخصية الذاتية فهذا تقييم يخرج عن مسؤوليتنا.
ما يهمني هنا ليس حبيب الصدر أو غيره ولكن مثل هذا التهجم الشخصاني على الناس يكشف نفاق وهزالة منطق المهاجم أو الناقد. أولا الذي عرض مثل هذه المشاهد هو علماني يقول بالحرية الشخصية للإنسان ولكن يقيم الكون على حضور شخص ما لحفل غنائي. أقسم بالله لو أن حبيب الصدر تحول إلى قاريء أدعية مثل دعاء كميل أو خطيب حسيني لعرضوا ذلك على شكل فضيحة وأن العراق قد فقد روحه العلمانية كما يقولون.
في الشخصية العراقية تجد دائما هناك سعي خفي لتسقيط المخالف لنا بالرأي سواء تسقيط أخلاقي سياسي أو وطني. المهم هو إلغاء الإنسان المخالف لنا.
أتمنى أن لا ينظر لكلامي على أنه دفاع عن شخص ما ولكن أنا أعتقد بأن حبيب الصدر هو إنسان منسجم مع نفسه فهو لا يدعي التدين حتى نشن عليه حملة تهجم أخلاقية.
قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."