النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    325

    افتراضي ماذا يمتلك السنة من بدائل؟

    ماذا يمتلك السنة من بدائل؟

    يبدو أن السنة باتكائهم على قاعدة إرهابية متوحشة بدأوا يحلمون هذه الأيام أنهم يستطيعون الحصول على امتيازات تعيد لهم ما يعتبرونه مجدهم الضائع. المجد الذي كانوا يستفردون من خلاله وهم الأقلية بإدارة بلد بيد تنثر الفساد وأخرى الحرب والدمار. المشكلة التي لا يريد أن يفهمها الكثيرون أن الحكم السني الطائفي للعراق هو الذي أوصل البلد لما هو عليه الآن، وبالتالي فإن الخبراء الإستراتيجيين يتساءلون عما إذا كان من الممكن حقاً أن يستطيع هؤلاء الطائفيون السنة بدكاكينهم السياسية البائسة في إنهاء العنف والإرهاب وإشاعة الإستقرار والأمن في العراق إذا ما أتيحت لهم الفرصة للعودة إلى الحكم.

    يتشاءم الخبراء المهتمون بالشأن العراقي كثيراً من هذا الأمر، بل ويعتقدون أن سيناريو الدمار الشامل للعراق سيتحقق حالما يعود هؤلاء السنة إلى الحكم سواء عن طريق الإستفراد به، أو عن طريق توسيع مشاركتهم به، ذلك للأسباب التالية:

    لا يحمل هؤلاء أي مشروع إصلاحي للعراق، خاصة بعد أن أثبتت الأحداث والوقائع بأدلة قاطعة أنهم جزء من مركب إرهابي متوحش يقتل وينسف ويخرب من أجل تحقيق إمتيازات سياسية.

    تفردهم بالحكم خلال عقود طويلة من الزمن في العراق إدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، وتؤكد تجربتهم في الحكم على استحالة أن تكون تجربتهم القادمة مختلفة عما سبق. مع التأكيد على أن الذهنية وطريقة التفكير التي نلاحظها لديهم لا تختلف كثيراً عما كانوا عليه سابقاً، إن لم تتحول إلى التطرف والتفكير بالإبادة الجماعية بشكل مسموع.

    ما أفرزه الوضع في العراق لا يسمح بأي شكل من الأشكال للبعثيين والسنة أن يتمكنوا من الحكم والسيطرة على مقاليد الأمور. إذ أن الصراع الدائر في العراق أخذ بعداً إقليمياً ودولياً، ومن هو حليف اليوم سيكون عدواً غداً. ومع وجود عسكرة وتسلح واسع النطاق في المجتمع العراقي، فإنه من المستحيل أن يهنأ السنة بحكم العراق. وإذا كان السنة يراهنون على ضرب أنبوب نفطي هنا، أو أسلاك كهرباء هناك أو تفجير مفخخة في أحد الأسواق، فإن الوضع بالنسبة لهم سيكون كابوساً أسود، إذا ما قورن بالأوضاع الآن. فالبترول قد يتوقف بشكل كامل من جهتي الجنوب والشمال مما سيؤدي إلى انقطاع الموارد المالية اللازمة لاستمرار هذه الحكومة التي يقودها السنة أو البعثيون في الحياة. كما أن عودة السنة للإمساك بالأمور في بغداد سيؤدي إلى تقسيم وتجزئة العراق بشكل أتوماتيكي.

    لا يبدو أن القادة السنة (أغلبهم بعثيون ومتطرفون دينيون) يحظون بقاعدة شعبية واسعة النطاق لدى الأوساط السنية، وبالتالي فإنهم يتحركون على مستوى أقلية الأقلية. أي أنهم أقلية في البلد، وكذلك هم أقلية في واقعهم السياسي الإجتماعي، ينتمون بشكل واضح إلى القوى الإرهابية السنية التي تنكل بالسنة والشيعة على حد سواء.

    يعول السنة على دعم عربي وربما إقليمي سني للإمساك بدفة الحكم، لكنهم ينسون أن هذا الدعم سيكون وبالاً عليهم لأنهم سيضعهم في خانة المتآمرين الذين يقفون مع يتحركون في ضرب مصالح العراق الإستراتيجية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

    لقد أبرز السنة غباءً منقطع النظير في إدارتهم للعراق، استند على سياسة البطش والإقصاء وسوء الإدارة والفساد، ويبدو أنهم يسيرون بنفس الطريق على مستوى خياراتهم السياسية والإستراتيجية الحالية. إن الواقع ينذر بكوارث عظمى على السنة في العراق والدول المحيطة بالعراق، إذا ما استمر السنة في رفع مطاليبهم التي يبدو أنها لن تتوقف إلا بالإستئثار بالسلطة مرة أخرى. ويحذر المحللون الإستراتيجيون أن إستمرار السنة في هذا الطريق سيكلفهم كجالية مقيمة في العراق الكثير كما سيكلف الدول السنية المجاورة الكثير. وسيبدأ عصر جديد من الحروب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    913

    افتراضي

    تحليل رائع، عاشت ايدك اخ سهل.

  3. #3

    افتراضي

    هذا التحليل السياسي دقيق جدا في وصف الحلة السنية اليائسة في العراق.
    السنة جلبوا الدمار لمدنهم ولقراهم ولشبابهم ولم يطردوا الأمريكان ولم يحصلوا على حكم طائفي جديد. الغريب في هذه المعادلة أن مقاومتهم لم تقويهم بل أعطت قوة لدول هي تعاديها مثل إيران التي أجتمعت مع الإحتلال في بغداد وهذا يثبت كون أن السنة قد أثبتوا فشلا ذريعا في إدارة شؤونهم.

    على سنة العراق أن يقتدوا بالسنة في لبنان الذين يحاربون الآن قوى التخلف والظلام الفكري لأن وجود مثل هذه الجماعات ينقص من قدر طائفتهم خاصة في بلد تعددي وطوائفي مثل لبنان والعراق.
    قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني