ضغوط الحياة تجبر لاجئات عراقيات في دمشق على الرقيق الأبيض
http://shabab4u.com/Articles.aspx?id_Article=1489
كاترين زويب
ضغوط الحياة تجبر لاجئات عراقيات في دمشق على الرقيق الأبيض
بعد عودتها الى العراق كانت ابنة أم هبة طالبة مدرسة مجدة، متواضعة في ملبسها، وجدية في دراستها. وترتدي هبة، التي تبلغ الآن السادسة عشرة، الحجاب وتنهض مبكرا كل يوم لتؤدي صلاة الفجر قبل التوجه الى المدرسة.
ولكن ذلك كان قبل ان تبدأ الميليشيات تهديد حيهم الواقع في بغداد، وفرت أم هبة وابنتها الى سورية في الربيع الماضي. ولم تكن هناك فرص عمل، وواجه والد أم هبة الشيخ تعقيدات مرتبطة بمرض السكري الذي يعاني منه. وبسبب يأسها اتبعت ام هبة نصيحة قريبة عراقية لها وأخذت ابنتها للعمل في ناد ليلي يقع في شارع رئيسي معروف بممارسة الدعارة.
وقالت وسط صخب مكبرات الصوت في النادي «نحن العراقيين اعتدنا على أن نكون معتدين بأنفسنا». وأشارت الى ابنتها التي كانت ترقص بين ما يزيد على عشرين فتاة اخرى على المسرح. وأضافت أم هبة، التي أصرت على التعريف بهذا الاسم فقط، انه «خلال الحرب فقدنا كل شيء. بل فقدنا شرفنا». وبالنسبة لمن من يعيش في دمشق في الأيام الحالية، فان حقيقة ان بعض العراقيات يتاجرن بالجنس أو يعملن في نوادي الجنس حقيقة يصعب تجاهلها.
وحتى وسط دمشق يتحدث الرجال بحرية عن عاهرات يبحثن عن زبائن عند محلات بيع العصير أو سندويتشات الشاورما، وعن نساء يتجهن الى الرجال المارين، وهو تصرف لم يكن ممكنا التفكير به في الثقافة العربية، ويسألن بلهجة عراقية عما اذا كان الرجال يرغبون في «تناول قدح من الشاي». وفي النهار غالبا ما يغص الشارع الذي يؤدي من دمشق الى الدير التاريخي في صيدنايا بالزوار المسيحيين والمسلمين، ولكن كما يمكن لأي سائق سيارة أجرة في دمشق أن يخبرك، فان قسم معربا من هذا الشارع الأسطوري المزدحم بالزوار، سرعان ما اصبح معروفا بتجارة العاهرات العراقيات.
والكثير من هؤلاء النساء والفتيات، وبينهن مراهقات، من اللاجئات الجديدات. وبعضهن تعرضن الى الخداع أو أرغمن على الدعارة، ولكن معظمهن يقلن انه لا وسيلة اخرى أمامهن لإعانة عوائلهن. وكجماعة فانهن يمثلن واحدا من التجليات الأكثر وضوحا لأزمة اللاجئين العراقيين التي تفاقمت في سورية في الأشهر الأخيرة.
ووفقا لمفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فان هناك حوالي 1.2 مليون عراقي يعيشون الآن في سورية. وتقدر الحكومة العدد بما هو أعلى من ذلك بكثير. واذا ما أخذنا بالحسبان الوضع الاقتصادي المتدهور لهؤلاء اللاجئين، وجد تقرير للأمم المتحدة اصدر العام الماضي أن الكثير من النساء والفتيات اللواتي يعانين من «العوز الشديد» يتحولن الى الدعارة، سرا أو حتى بمعرفة او تورط افراد العائلة. وأضاف التقرير انه في حالات كثيرة «يجلب مسؤول العائلة زبائن الى بيته».
ويقول موظفو الإغاثة إن آلافا من العراقيات يعملن كعاهرات في سورية، ويشير الى انه ارتباطا بتزايد العنف في العراق، فان اللاجئين راحوا يشتملون على مزيد من العوائل التي تعيلها نساء ونساء بدون مرافق. وقالت الأخت ماري كلود نداف، وهي راهبة سورية في دير الراعي الطيب بدمشق الذي يساعد اللاجئين العراقيين، ان «كثيرا من النساء العراقيات يصلن في الوقت الحالي ويعشن على حسابهن مع اطفالهن، لأن الرجال في عوائلهن قتلوا او اختطفوا». وقالت ان الدير أجرى مسحا للاجئين العراقيين الذين يعيشون في مساكن برزة، الواقع في ضواحي دمشق، ووجد 119 عائلة ترأسها امرأة في حي صغير واحد. وتجد بعض النساء، الباحثات عن عمل خارج البيت للمرة الأولى واللواتي يعشن في بلد يتميز بنسبة بطالة عالية، ان سبيلهن الوحيد هو بيع أجسادهن.
وقالت ماري كلود «التقيت مؤخرا بثلاث أخوات يعشن سوية وكلهن يعملن عاهرات. وهن يخرجن في ليال متناوبة ويتقاسمن المال الذي يحصلن عليه لإطعام أطفالهن».
نيويورك تايمز