سامراء .... جرح في الجبين
بسم اله الرحمن الرحيم
(( تبت يدا أبي لهب وتب))
صدق الله العظيم
نعزي صاحب العصر والزمان والمراجع العظام وجمع الأمة الإسلامية بالحادث الأليم الذي قام به اتباع يزيد بتفجير منارتي الأماميين العسكريين ..
السلام على الحسن العسكري ..
السلام على علي الهادي ..
يا قادتي ..
وأئمتي ..
في الدنيا والآخرة ..
ولا اله ألا الله..
والله اكبر
جواد المنتفجي
-1-
مثلما لهب الجمر بين ضلوعنا
ما عاد أسفنا يستكين !
ومثلما راحت تشتعل فينا الدماء
انتفضت سامراء ..
منتحبة الإمامين العسكريين
وبنفس مطمئنة ،
وبإصرار لا يلين
ألقت بضفائرها صوب كربلاء
منتخية جدهما الحسين
والثورة الخرساء
التي لا زالت توأم الصمت ..
أمست تزأر معتلية غور الشفتين ...
- هل ولد يزيد ثانية
ليقتل أل البيت مرتين ؟
- هل يكرر الإرهاب الآثم فعلته
ليكبل كواحلنا بزوج من الأصفاد
أصفاد محكمة الأقفال والضمير ؟
- أواه يا ناصرنا ..
أواه يا قائد سفينة نجاتنا ..
أواه يا أبا عبد الله الحسين !
هل ولد ( يزيد ) ثانية ...
ليقتل شهداء العراق مرتين ؟
أواه يا حسين ؟
-2-
وتدور العيون ..
كل العيون التي باتت اليوم مذبوحة
والدموع الجياشة ..
كفيض من سيل زبى الدم
انسلت على الوجنات مغلوبة
وحامت الجموع ،
كل الجموع ..
حول أضرحة ألائمه
والتي ظلت لازمان
بين ضمائرنا مصلوبة
وناشدت القلوب ،
كل القلوب ..
حنو الأفئدة المفجعة
قاصدة أبى الفضل ( العباس )
محتضنة بآهاتها..
مقام كفوفه المقطوعة ...
- (( أواه يا لضيعتنا من بعدك )) !!
فيتفجر غيظ الصدور المتصدعة
والمستكين أنينها بين بساتين البصرة ،
ورياض النجف وكربلاء والكوفة
وناشدت الطيور المرتحلة
من الجنوب صوب الشمال
أن تحمل رسالتنا للعالم
بقلوب مطمئنة ..
ملهوفة ...
- هيا حان الوقت ألان !
- هيا لنتوحد فقد آن الالتئام !
فهل يا ترانا ...
نتيمم لنصلي القرابين للشهداء ؟
أم نكتفي متحملقين بالأصابع الخبيثة
التي تضغط على الزناد
لتقتل أهل العراق مرتين ؟
لماذا قتل يزيد الحسين ؟
هل ولد يزيد ثانية ..
ليكرر الإرهاب الآثم فعلته !
ويكبل كواحلنا بزوج من الأصفاد
أصفاد محكمة الأقفال والضمير !
-3-
وتتأفق فينا ثانية ..
وهج رماح الطف ،
وتنط مع حسراتنا
حمحمت رحى
سيوفها المعصومة
والثورة الخرساء
هاجت معتلية صمت الشفاه ..
كل الشفاه التي ظلت آهات صبرها
لازمان فوق الأفواه ممطوطة ...
-الله اكبر .. الله اكبر
وقبب الأئمة تتفجر !!
- الله اكبر .. الله اكبر
والأرواح في الجوامع..
وعلى أبواب الكنائس تزهق ،
والأجساد في المآتم تحترق
وشظاياها في نفوسنا تمتشق !!
والقاتل الإرهابي ،
قلبه المدمي بلحظة حب
لأبناء عمومته لم يخفق
فبثمن بخس باع دلال مضايفه
لحفر أسياده كي يلتحق
وسيفه المكسور ،
من غمده المدحور ..
لطقوسنا رغبات حقد منها يستبق
ومهرته الهرمة..
فخّ صهوتها بحزام ناسف
للأرواح الآمنة .. وللضمائر الغافية
باتت تخترق
فتغيب الرغبة ساعتها ،
وفي داخلنا العبرات تختنق...
- لم البغاة يعيثون بالأرض فسادا
فيسرحون ويمرحون
بأياديهم اللئيمة لصروح أئمتنا الشامخة
باتوا يفجرون !!
- لم بدجى كلماتهم بصحفهم الوضيعة
لطه نبينا المصطفى يسيئون ؟
وبسعار نار الفتنة
بين ثنايانا باتوا يضرمون ؟
من نبأ صحفنا الشريفة
ما فتئوا فوق الحبال يشنقون ؟
من ملاحم الطف ،
وعويل السبايا الثكلى ..
من آهات ظمـأ الرّضع في الخيام ..
راحوا يسترقون ؟
لتكن سيناريو للفضائيات الغانيات
التي تمجد الإرهابي
قاتل الشهيد العراقي !!
والجثث المكدسة في الشوارع
تحت لهيب الشمس تحترق !!
والضمائر المخرسة
تنتظر رصاصة الرحمة
من مسدسات المرائين
حتى تنطلق !!
-4-
ولم يخجلوا ،
لا .. ولم يستحوا ،
وعلى مسامعهم نذير صيحاتنا
في كل يوم نطرق ...
- لا .. لن ننحرف من ديننا
أو مصابيح النبوءة في منارات
إسلامنا تنطفئ !!
- لا .. لن يتفتق انتفاخ الجوع
في بطون القاصدين لآل البيت
أو رغيف الكرامة عنهم ينقطع !!
- لا .. لن تتهاوى الآيات البينات
أو تخفت في ذواتنا نذور عاشوراء !!
لو غفت كل الضمائر الميتة ..
أن ظلت الأبواب مئات السنين ،
على الظالمين موصدة ..
إن اغتالوا كل الألسن الغاضبة ،
أو شنقوا حناجر الشعوب المضطهدة ..
لو حشدوا علينا الإرهاب ألف عام ،
أو ما سترسمه أقلامهم في صحفهم ألنتنه
فستظل رايات الإسلام خفاقة ...
أبية تعلو بالعز على مآذننا
بيد أحفاد الحسين أبى الثوار
وفوق أضرحة أئمتنا باقية هي تأتلق !