معظـم «انتحاريـي» العـراق سعوديـون

http://www.assafir.com/Article.aspx?...ArticleId=1697


كشفت صحيفة أميركية، أمس، أن السعودية تشكل المصدر الرئيسي للمهاجمين الانتحاريين في العراق، وذلك فيما أوصت لجنة حزبية مشتركة في لندن بجدولة انسحاب القوات البريطانية من العراق، وسط تقارير إعلامية عن بدء هذا الانسحاب في آب المقبل.
وكشفت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الاميركية، نقلاً عن «مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى» ونواب عراقيين، أن 45 في المئة من المقاتلين الاجانب الذين رصدتهم القوات الاميركية والعراقية منذ الغزو، هم وافدون من السعودية، مقابل 15 في المئة من سوريا ولبنان، و10 في المئة من شمالي أفريقيا.
وقال المسؤول العسكري الاميركي إن 50 في المئة من المقاتلين السعوديين في العراق هم مهاجمون انتحاريون. ووصفت الصحيفة هذا الكشف بأنه «محرج» لواشنطن، لأنه يظهر أن حليفتها السعودية عاجزة عن منع مواطنيها من التوجه الى العراق وشن هجمات فيه، كما يكذب اتهاماتها لسوريا وإيران بأنهما «مصدرتان رئيسيتان» للمهاجمين الانتحاريين في العراق.
وبعد ساعات من تقرير «لوس أنجلس تايمز»، كشف مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، أن 160 سعودياً قد حوكموا في العراق، فيما ينتظر «مئات» آخرون المحاكمة. وأوضح الربيعي، في مقابلة مع صحيفة «عكاظ» السعودية نشرت أمس، أن الحصيلة الرسمية لأعداد السعوديين في العراق «تتجاوز المئات، وكثير منهم قتلوا بهجمات انتحارية، وهناك مئات عدة ما زالوا في السجون والمعتقلات العراقية، بخلاف من تم قتلهم خلال الأعوام الأربعة الماضية».
وفي السياق، أعلن الربيعي «تأييد» الحكومة العراقية لـ«موقف المسؤولين في المملكة لإنشاء حاجز أمني بين المملكة والعراق».
وذكرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، نقلاً عن مسؤولين عسكريين، أن القوات البريطانية في العراق تعد لتخفيض عددها في شهر آب المقبل، بحيث «سيبقى 1500 جندي بريطاني في العراق بنهاية العام الحالي».
وفي السياق، أوصى تقرير أصدرته «لجنة العراق» المشكلة من جميع الاحزاب البريطانية، على غرار «مجموعة دراسة العراق» الاميركية (لجنة بيكر ـ هاميلتون)، أن «على بريطانيا أن تركز على نشاط عسكري مغاير، وتوقف تدريجياً العمليات العسكرية الهجومية» في العراق.
تزامن ذلك مع تقرير نشرته صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية، ويظهر أن معدل قتلى الجنود البريطانيين في العراق فاق نظيره لدى الاميركيين للمرة الأولى منذ الغزو، بالقياس لعدد قوات البلدين المنتشرة هناك، جراء ارتفاع العنف في مدينة البصرة حيث تتمركز القوات البريطانية.
في واشنطن قال مستشار الامن القومي للبيت الابيض ستيفن هادلي، أمس، إن الرئيس جورج بوش سيتمسك باستراتيجيته المعمول بها في العراق حتى أيلول المقبل، حين سيقوم بتقييم مدى التقدم هناك. أضاف هادلي، خلال مقابلة مع تلفزيون «آي بي سي» الاميركي، ان بوش «لن يقبل» بمشروع قانون اقترحه السيناتوران جون وارنر وريتشارد لوغار، وصوت عليه مجلس النواب قبل أيام، ويدعو لبدء الانسحاب من العراق في نيسان المقبل.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن، أمس الاول، أن القوات العراقية مستعدة لتولي المسؤولية الأمنية من القوات الأميركية «في أي وقت» يقرر فيه الاميركيون الانسحاب. وذلك بعد يومين من صدور تقرير عن الادارة الاميركية، يظهر أن حكومة المالكي لم تفِ بمعظم «الإصلاحات» التي وعدت بها، بما في ذلك الامنية.
الى ذلك، اتفق رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي خلال لقاء جمعه بالمالكي، على دعم العملية السياسية، وحل المشاكل العالقة، مشددا على سعي الأطراف كافة إلى تهدئة الأوضاع. وأكد الدليمي على ضرورة إطلاق سراح «المعتقلين الأبرياء»، كما طالب «بإشراك العرب السنة في القرار وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش».
وقال المتحدث باسم الكتلة الصدرية البرلمانية، النائب بهاء الأعرجي، أمس الاول، إن كتلته ستعود «قريبا» إلى متابعة جلسات البرلمان التي تقاطعها منذ 13 حزيران الماضي، احتجاجاً على تفجير مرقد سامراء.
في سياق آخر، قال الاعرجي إن كتلته «ملتزمة بتطبيق المادة 140 من الدستور العـــراقي الدائـــم»، الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركــوك والمناطق المتنازع عليها، و«توافق» على حق الأكراد بحكم فيدرالي.
نفطياً، رجح ممثل حكومة كردستان في واشنطن، كوباد الطالباني (وهو نجل الطالباني)، ألا يعارض الأكراد مسودة قانون النفط المطروحة حالياً، بعدما كانوا هددوا بسحب موافقتهم على المسودة بسبب «تعديلات» أدخلت عليها من دون اطلاعهم.
أعلن الاحتلال، في بيانين، مقتل جندي أميركي في انفجار لغم في بغداد أمس الاول، وتحطم طائرة حربية أثناء إقلاعها من قاعدة عسكرية أميركية في العراق (لم تحدد موقعها)، أمس، ونجاة الطيار الوحيد الذي يقودها. وقتل أكثر من 60 عراقياً في أعمال عنف متفرقة، خلال نهاية الاسبوع الماضي، واغتيل مترجم يعمل لدى وكالة «رويترز». كما عثر على نحو 50 جثة في بغداد.
ونجا زعيم «جبهة التوافق العراقية» النائب عدنان الدليمي من محاولة اغتيال، عند انفجار لغم لدى مرور موكبه غربي بغداد أمس. كما نجا زعيم «حزب المؤتمر الوطني العراقي» أحمد الجلبي من محاولة اغتيال بقذائف الهاون في المدائن جنوبي بغداد أمس الاول، خلال زيارته بعض العشائر في المدينة. (رويترز، أ ش أ، أ ب، أ ف ب، يو بي أي)