نموذج تعودنا عليه لله الحمد حيث يتم استغلال القضايا لنصرة الاشخاص و المفروض ان يستغل نفوذ الاشخاص لنصرة القضايا .. بحيث يتلاشى الجميع في القضية .. و لكن هذا هو كل ما ننتظره من اتباع المرجعيات .. اذ على قول احد الماجنين : انهم كل واحد فيهم امخيله على واحد .. في حين ان المراجع واحد ينقل عن الثاني .و الظاهر انها عادة اصيلة في النفوس الواطئة .. دائما يبحثون عن مقدس و ذات يحومون و يدورون حولها .. فلان هو اول من قال كذا .. و علان هو من فعل كذا .. وهذا ينطبق على ما فعله اتباع التيار الصدري السيد الصدر الثاني .. و لما رحل الصدر اختاروا ذات مقتدى .. و هذا التفخيم و التعظيم لم ينطلق فقط من نفوس مريضة شوهاء تعودت ان تنظر الى ذات المقدس العليا .. بل ايضا للحوزة العلمية الشريفة دور في اذكاء هذه الروح التي لا نجد لها اثرا في تاريخ الائمة .
للمثال : ايام الثورة الصدرية و قبيل استشهاد الصدر الثاني كان للسيد كمال الحيدري كلمات سلبية و انتقاد حاد للظاهرة الصدرية و مؤسسها .. و بعد استشهاد السيد الصدر بايام قليلة بثت الاذاعة كلاما لكمال الحيدري وهو يقدس و يبجل الصدر الثاني بما من شأنه التماهي مع الفورة الجماهيرية و ارضاء و كسبا للمشاعر العامة ..
كان كلام الحيدري قبيل الاستشهاد متمثلا بنقد يمكن اعتباره وجهة نظر _ بصرف النظر عن حبي للاصلاح الديني الذي بدأ به الصدر و نحن انهيناه بحمد الله و قضينا عليه _ حيث قال الحيدري انه التقى وكلاء السيد الصدر في الخليج و راى لديهم نبرة حادة و انتقادات لاذعة .. وهو امر لا يروق للحيدري .. و قال بأن التوتر في علاقة المحقق الخوئي بالسيد الخميني لم يدع الاخير للحديث ولو بكلمة سوء واحدة ضد المحقق الخوئي .
اما كلام السيد الحيدري بعد الاستشهاد فهو كلام تأليه و تبجيل و تعظيم لشخصية لسان حال فجيعتها يقول : لألفينك بعد الموت تندبني و في حياتك ما زودتني زادي
تحدث الحيدري في الاذاعة و سمعناه يروي لنا فضائل الشهيد وعبقريته الفذة : روى ان علي الوردي ذهب الى النجف و اراد ان يوجه بعض الاسئلة للسيد الصدر الاول و كان هذا بمرأى و مسمع من طلبته .. و اعتذر الصدر الاول لضيق الوقت و كثرة الانشغالات لكنه احاله الى السيد الصدر الثاني و قال له يمكنك ان تسأل السيد محمد الصدر عن اي شيء .. طبعا يرويها الحيدري و يضيف عليها عبارات الاطراء و الثناء و يفسر بمديح مفرط اختيار الصدر الاول للثاني ليجيب عن اسئلة علي الوردي الذي يقتضي المقام التبجيلي ذكره باطيب الاوصاف كالدكتور و عالم الاجتماع و وو ليتم تسويق المجد لشخصية الصدر الثاني .. و الحال ان الناس التي مشت خلف الصدر لم تكن تعرف هذه الحادثة و لا اشباهها .. و الصدر لم يقتحم الساحة بالتظاهر بالقدسية و القداسة .. لكنه قبل النهاية المؤسفة اضطر اضطرارا لان يقتحمها .
الرجل كان يصرخ و يزجر اولئك الذين يصلون على النبي لمقدمه .. و يروي بعض الشيوخ انه قام بتهيئة الوسادة للصدر ليتكئ عليها في مجلس خاص يضم الطلبة فقط .. فيقول له اترك هذه السوالف .. اما امام الناس فالوضع يتطلب ذلك .. و قد اعترف الصدر الثاني نفسه بأنه لجأ الى تقبل تبجيله و الترويج لمثل هذا المعنى الفاسد لما رأى له من اثار ايجابية في المجتمع .
هؤلاء لو كتب لهم ان يعيشوا في زمن علي بن ابي طالب عليه الصلاة و السلام و يشاهدونه فلاحا بطينا يحرث الارض و يتصبب العرق من جبينه هل كانوا يتبعونه ؟
انا لا ادري
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى