(لأعراب) أشد كفراً ونفاقاً


ممدوح رحمون




[frame="7 60"]سيادة الرئيس الدكتور سليم الحص: طالعت افتتاحية جريدة «السفير» بتاريخ 4ـ8ـ2007 بتوقيعكم وتحت عنوان «كفرنا بالعرب مع إيماننا بالعروبة» مع بعض الأصدقاء الذين أثارهم عنوان هذه الافتتاحية التي كانت خلاصة ما يعانونه من أحوال بعض الفئات الحاكمة في المنطقة العربية، كقولكم:



«كاد الحكام العرب أن يكونوا صانعي العرب في هويتهم ولونهم السياسي على الساحة الدولية، وهذا ما لا نعتز به، وكان كفرنا بالعرب، مع إيماننا الوطيد بالعروبة».



فقد سألني أحدهم: هل وصلنا الى هذا الحد حتى ينبري الرئيس الحص ليخاطب الحكام العرب بهذه الطريقة... فسألته: وما الغريب في ذلك، أجابني أنت تعرفه أكثر منا وتربطك به صداقة قديمة، فهل قطع الأمل من هؤلاء الحكام الذين أضاعوا كرامتهم قبل أن يضيعوا القضية العربية المركزية (فلسطين) وغيرها من مواطن العرب. فقلت له يا صديقي، لو عرفت الرئيس الحص عن قرب، فهذا هو رأيه بهم قبل أن تتوضح الصورة اليوم للعموم، ففي السياسة وهو ابن بجدتها، اكتشف ذلك منذ زمن بعيد، وبعد أن تعرف الى معظم الحكام العرب، صغيرهم وكبيرهم، ولكنه محكوم بأخلاقية عالية لا يتجاوزها في الأحوال العادية، أما وقد بلغ السيل الزبى. فقد اضطر غير باغ ولا معتد أن يقول فيهم كلمة الحق، عندما رأى السفينة تتهاوى، وربّانها غافل عما يعملون... أو انه متغافل عما يعملون؟



ولقد كنت يوما في جلسة معه نتناول أطراف الحديث حول أوضاعنا العامة، والألم يعتصر فؤاده من تصرفات هذا السفير أو ذاك في لبنان. متجاهلا كلا منهم آداب السلوك متجاوزا المهمة التي جاء من أجلها ليمثل بلاده، فإذا به قد نسي نفسه أو تناسى، وأنا أقول إنه تناسى ليمثل دور الحاكم لهذا البلد.



فقلت له يا سيدي الرئيس، وأنا في يفاعة الشباب، كنت موظفا في جهاز الاعلام في سوريا، وكان ذلك في بداية الخمسينيات من القرن الماضي اذ وقعت عيني على مقال بقلم المرحوم الشيخ عبد الله العلايلي تحت عنوان: كانت بلادنا تحكم بمندوبيات، فأصبحت الآن تحكم بسفارات، فوجدت في هذا العنوان ضالتي، عندما كانوا يروجون لنظرية الفراغ بالشرق الأوسط ومشروع ايزنهاور، ونظرية (العولمة) ومشروع مارشال لإعمار البلاد التي عانت من آثار الحرب العالمية الثانية، وقد قبل الكثيرون بهذه النظريات. ورفضتها القلة القليلة التي أدركت مراميها البعيدة منذ ذلك التاريخ. وأخالني لا أغالي اذا قلت اننا نمر بمثل هذه المرحلة الآن أو بالخطوة التالية لها.



فكان هناك حلف بغداد، وأحلاف اخرى، كادت تطبق علينا. ولكننا تخلصنا منها ومن رجالاتها بشق الأنفس. فتجاوزناها بكل عنفوان واحترام للذات. واليوم يطلعون علينا بنظام للشرق الأوسط الجديد، ويبشر له بعض (المعتدلين) من الدول العربية بمشاركة الولايات المتحدة ودليلها في الشرق الأوسط العدو الصهيوني.



واليوم تطلع علينا ـ دولة الرئيس بهذا العنوان الذي يخرج من قلب مجروح يتجرع كأس المرارة والألم على أراضي الوطن العربي الكبير، لكن ذروى العقل فيه (الكفر بالعرب والايمان بالعروبة)...

فيا أيها المؤمن بعروبتك لقد ذكرتني بقول الله تعالى في محكم تنزيله وفي سورة (التوبة والآية 97) والتي جاء فيها: «الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً، وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، والله عليم حكيم» صدق الله العظيم).



فهل توافقني انهم هم (الأعراب) وليسوا العرب. الذين هم أشد كفرا ونفاقا؟... فكلنا يعلم أن العديد منهم لم يتبوأ مركزه منذ بداية العشرينيات من القرن الماضي إلا بعد أن تخرجوا من مدارس التدريب في كل من بريطانيا وفرنسا وبعد أن تدرجوا بامتياز، أسندت لهذا مملكة ولآخر إمارة، ولكل من دهره نصيب.

صديقي الكبير



فلنطهر نفوسنا أولا، ولنرص صفوفنا ثانيا، وقد أصبحنا قلة قليلة، وهذا لا يعيبنا أبدا، وما زلنا نردد:

تّعيّرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل



صديقي الكبير



آلمتني صرختك كما آلمت غيري من أبناء هذه الأمة، ونتطلع الى اليوم الذي تنهض فيه الأمة من كبوتها، وتخرج صفا واحدا، لنقاوم ونقاوم ونقاوم وما النصر إلا من عند الله.



عن صحيفة السفير اللبنانية[/frame]