النتائج 1 إلى 11 من 11
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    د.مي يماني:إنقسام داخل المجتمع وداخل آل سعود والسعودية دون ملك حقيقي وتتجه لطريق مغلق

    [align=center][/align]

    وإلى جانب أبحاثها العلمية المتعددة، قدَّمت مي يماني في مؤلفها الأول (هويات متغيَّرة.. تحديات الجيل الجديد)، قراءات مُبكرة في آفاق أنه أضاف الكثير من الاضاءات الغائبة عن أذهان الباحثين والمتخصصين، وأسهم في تفسيرات التحوّلات وردود الأفعال التي صدرت في العالم العربي. وتنحدر مي يماني من أسرة عريقة، على رأسها والدها الشيخ أحمد زكي يماني، الذي يُعد أحد أهم وزراء النفط والمعادن في تاريخ أسواق النفط في العالم. فقد أمضى والدها أكثر من ثلاثة عقود في منصبه. ويُعرف عن مي يماني دقّتها العلمية وبُعد نظرها، الأمر الذي جعل ٢٦ قناة تلفزيونية إخبارية عالمية تستقي رأيها بعد ساعات من الاعلان عن وفاة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حول مستقبل المملكة ومصير آل سعود بعد فهد. وتشكّل مي يماني وزميلتها السعودية د. مضاوي الرشيد الأستاذة في جامعة كنغز كوليج اللندنية العريقة، ثنائياً نسائياً عربياً لافتاً ومثيراً للاهتمام والدراسة. فمن خلال عشرات الدراسات والأبحاث ومجموعة من المقالات الصحفية التي نشرت في صوتبعات التباعد في الفكر والعادات والتطلّعات بين الحكم في السعودية وبين شرائح المجتمع. وأثار كتابها، الذي شكّل قاعدة لقياس مؤثرات سلطة آل سعود على البيت السعودي، الكثير من الجدل داخل المملكة وفي مراكز البحث والدراسة خارجها. وقدَّمت الباحثة خلال العام الماضي مؤلفها الجديد (مهد الإسلام.. الحجاز والبحث عن الهوية) الذي قال عنه أصحاب الاختصاص حف دولية وعربية ذات شأن، طرحت الباحثتان أفكاراً تستحق الدراسة، فضلاً عن كونها شواهد على الامكانية العالية، التي تتمتّع بها المرأة العربية عموماً في مجال صناعة الاتصال والتخاطب العلمي مع العالم. مي يماني، تحدثت في يوم لندني ممطر عن السعودية وآل سعود ومستقبل المملكة:

    [align=center]
    [/align][align=center]
    د. مي يماني
    :
    المملكة بعد فهد تتجه إلى ما يشبه الطريق المغلق
    [/align]

    > خلال ثمان أو تسع سنوات، كان هناك عاهلان في المملكة أحدهما مريض تماماً عاجز عن الحكم، والثاني صاحب دور حقيقي في الحكم، لكن بدون مسمى رسمي، ما الذي تغير الآن بعد وفاة فهد وتنصيب عبدالله ملكاً؟


    < لا تزال المملكة أمام مفترق طرق. فمن ناحية كان عبدالله الملك الفعلي لمدة عشر سنوات، ابتدأت بالعارض الصحي للملك فهد وحتى وفاته قبل نحو ثلاثة شهور. لكن نحن والعالم يعرف، أن عبدالله لم يكن يومها يمتلك كامل السلطة أي أنه لم يكن يتمتّع بسلطات حقيقية مباشرة، كالتي كانت بيد فهد قبل مرضه. إذ سمح بقاء الملك فهد على قيد الحياة، رغم عجزه عن الحكم، لعدد من أخوانه السديريين بمشاركة عبدالله في اختصاصات الملك والحكم، لكن ذلك لا يمنع من القول، بأن عبدالله عندما كان ولياً للعهد أظهر حرصاً أراد أن يُعرِّف به الآخرين في الداخل والخارج، على أنه سيكون رائداً للاصلاحات عندما سيصبح ملكاً. إلاّ أن الجناح السديري، وهو الطرف القوي في الحكم، وعلى رأسه الامير نايف وزير الداخلية ظل يلعب دور الحريص على زعامة جناح المتشددين في الدولة وفي الحكم. وقد أتاح له ذلك أن يستغل مكانته وسلطته لاظهار معارضته للاصلاحات التي نادى بها الملك عبدالله، لذلك فإن الناس تتساءل: هل سيستمر هذا الوضع الآن؟ أم أنه سيكون بمقدور عبدالله بعد أن بات ملكاً بشكل رسمي، أن يدير عجلة الاصلاح بدون تدخل أو معارضة من أحد. ففي وقت كان فيه الملك عبدالله يتخذ خطوة ما في مجال الاصلاح، كان يقابل بخطوات معارضة من قبل نايف وآخرين من مجموعة الفهد. ووفقاً لمعادلة من هذا النوع، فإنه يصح القول أن الأمور في المملكة بعد فهد تتجه إلى ما يشبه الطريق المغلق. وفي الوقت الحالي، يعرف الكثير من المواطنين ومن المحللين السياسيين أن هناك انقساماً داخل الحكم، وداخل آل سعود تحديداً، ويعرف الناس أيضاً معهم، أن هذا الخلاف انتقل الآن إلى القمة. وعلى هذا الأساس أعتقد أن موت الملك فهد سوف لن يغير من الأمر شيئاً. صحيح أن عبدالله قد أصبح ملكاً رسمياً، وأن سلطان أصبح ولياً للعهد، وأنه بموجب الوضع الحالي يتوجب أن يُمسك عبدالله بكامل السلطات المطلقة التي كانت بيد الملك فهد قبل مرضه ووفاته. لكن هل سيفعل ذلك؟ هل سيكون بإمكانه أن يخطو هذه الخطوة إن أراد؟ وهل سيسمح له السديريون بذلك؟


    > هل يعلم المواطنون بحقيقة نوايا عبدالله، ولو لانقاذ الحكم والمصاعب التي تواجهه وما هو موقفهم من ذلك؟

    < اعتقد أن المواطنين في الداخل من فئة المتعلمين والخريجين والمثقفين والطبقة الوسطى، ينتظرون من الملك عبدالله بعد أن اصبح ملكاً أن يتحرر من القيود التي مورست عليه من قبل، وأن يشرع بالاصلاحات، وهو وإن اتخذ خطوة أو خطوتين في هذا المجال حتى الآن، لكن ذلك غير كاف، لأنه لم يُعد لديه أي عذر الآن يحول دون وفائه بالتزاماته. ربما قبل السعوديون من قبل عذره، على اعتبار أنه لم يكن ملكاً رسمياً. وأن فهد كان ما زال على قيد الحياة، والناس تعرف أن القرارات المهمة والايجابية، كانت تصدر باسم الملك فهد، مع أن عبدالله هو الذي كان يقود البلاد، لكن الأمر اختلف الآن ولن يكون مقبولاً أن لا يتجاوب مع دعوات الاصلاحيين، لأنها مطالب المواطنين وهي أمور مستحقة ومؤجلة، وقد انتظر السعوديون، أن يصبح عبدالله ملكاً ليحققها لهم، فماذا سيقول لهم الآن؟ يريدون إصلاحات شاملة ووقف مطاردة ومضايقة وزارة الداخلية للاصلاحيين، كما فعلت من قبل مع الفالح والدميني والحامد ومحاميهم اللاحن.


    [align=center]ميزان الحكم [/align]

    > هل تعنين ان قضية الاصلاحات باتت مسألة لابديل عنها بالنسبة للسعوديين، وأنها أيضاً ميزان الحكم على أهلية الملك الجديد للحكم من عدمه؟

    < نعم، وإلاّ فلا فرق بين ملك وملك، وبين عبدالله وغير عبدالله. مسألة الاصلاحات الشاملة والأساسية هي المسألة الملحة الآن، على الرغم من أن هناك قضايا كثيرة أخرى تحتاج إلى إعادة نظر ومعالجة حقيقية. فالاصلاحات التجميلية لم تعد ذات قيمة، ولا عاد الناس يقبلون بها كحلول صحيحة.

    > ماذا تعنين بالاصلاحات التجميلية والحلول الجزئية؟


    الانتخابات البلدية ومجلس الشورى، هذه الأمور باتت مفضوحة وغير مقبولة وهي موضع تندُّر مبرر.


    > هناك الكثير من الترف في الحياة العامة للسعوديين، فلماذا ينظر البعض للاصلاح الشامل على أنه مربط الفرس؟


    < انها ليست إرادة الأقلية أو البعض كما تقول، وإنما هو مطلب ملح للأغلبية السعودية بما فيها اللصيقة بالحكم. هذه المطالب مشروعة وتخص الشعب السعودي برمته، وليس الاصلاحيين الثلاثة الذين أفرج عنهم الملك عبدالله بعد أيام من التردد بعدما أصبح ملكاً. ما زال هناك عدد كبير من المفكرين وأصحاب الرأي، الذين يجلسون في بيوتهم غير مسموح لهم بمغادرة البلاد أو بالحديث مع وسائل الاعلام، وهي فئة محرومة من كل أنواع الحقوق. أما باقي الشعب، فإنه يعيش في حالة خوف من احتمال مواجهة نفس العقوبات القمعية الصارمة التي قادت الاصلاحيين الثلاثة ومحاميهم وآخرين سواهم إلى السجن، في حال مشاركتهم في الحوار أو عند إبداء الرأي.

    [align=center]بقاء [/align]

    > فهل هي قضية حياة أو موت للدولة السعودية، أم هي محاولة بقاء في الحكم بأي ثمن بالنسبة لأسرة آل سعود، مع أن العالم يتطوّر وحتى دول الخليج بدأت تتغير نحو الأحسن؟

    < مهما يُقال، ليس بإمكان المملكة العربية السعودية أن تظل تحت هذا الحكم أكثر من ثلاث سنوات أخرى أو خمس على أبعد تقدير، ما لم تحدث تغييرات وإصلاحات جوهرية. والبقاء على قيد الحياة لأي سبب آخر، سوف لن يغير من حقيقة أن الحكم سوف لن يكون بحالة صحية مقبولة، وإنما في حالة مرض تعرّضه للموت في أية لحظة. وكما تم إبقاء الملك فهد على قيد الحياة لبعض الوقت، بفعل الأدوية وأجهزة إطالة أمد الحياة، أي أنها حياة صناعية لاعلاقة لها بالصحة الطبيعية، ذلك أن البدن السياسي للدولة أو جهاز الحكم هو الآخر مريض. وبالتالي، ليس نظام الحكم وحده الآيل للسقوط والمهدّد بالانهيار، وإنما الدولة ومؤسساتها والحياة العامة للمجتمع كلها مهدّدة بالتعطّل. إنها مسألة أمن واستقرار، والاثنان مهدّدان.

    > ما هو الحد الأقصى المتوقّع للأضرار التي يمكن أن تلحق بالدولة والمجتمع ما لم تصطلح الامور؟

    < الحديث عن احتمال حدوث إصلاح حقيقي يفتقر للواقعية. لقد استفحلت بعض الأعراض المرضية، إلى درجة تهدّد بوقوع ثورة ضد نظام الحكم تقود إلى سقوط الدولة برمتها. هناك تسوّس ونخر في بدن الحكم سبَّب وقوع ثلاث هزات خلال فترة قصيرة لم تتعدّ سبع سنوات. ليس بإمكان أحد التغطية على المرض، والحيلولة دون انهيار النظام إلا من خلال أموال النفط والحماية الأميركية، وإلى أن يتغيّر الحكم ستظل الحالة متردية في البلاد. وقد نُشرت دراسات وتحاليل كثيرة في فترة مرض الملك فهد، غير أن الذي أدهشني بالفعل هو ما ورد على لسان أحد الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ الاميركي وهو من الحزب الديمقراطي، عندما علق على ملاحظة لي بأن الدواء الأميركي هو الذي يبقي الحكام السعوديين المسنّين على قيد الحياة، وأن هذا الدواء الذي يطيل أعمارهم يتسبّب في زيادة معاناة الشعب ويحول دون وصول أجيال من الشباب المؤهل إلى الحكم، حتى ولو من داخل الأسرة الحاكمة. وقتها قال عضو الكونغرس أن بلاده تطبّق برنامج النفط مقابل الدواء مع كل القادة العرب الذين يعنيهم أمرها، وليس في العراق فقط وهو ما فعلته الأمم المتحدة مع بغداد من عام ١٩٩٦ وحتى سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) ٢٠٠٣.

    [align=center]طلاق [/align]

    > تقولين أن أميركا تحمي آل سعود بينما المناوشات السياسية والاعلامية تشير إلى حدوث طلاق بائن بين الولايات المتحدة والحكم في السعودية، وهناك من أبناء الحكم من يخشى أن لا تغيِّر أميركا موقفها قبل تغيّر النظام في الرياض، ما رأيك؟

    < خلافاً لما هو معلن، نعرف أن الأميركيين ما زالوا يحمون عرش آل سعود، ليس حباً بهم وإنما حماية لمصالحهم وأن هذا الموقف لا علاقة له بما إذا كان آل سعود سيستجيبون لمطالب الاصلاح أم لا، لكن سيكون من الصعب على واشنطن أن تغض النظر عما يجري في السعودية من انتهاكات وممارسات غير مقبولة لأنها ستظل تهدّد المجتمع الدولي، غير أن الذي يجري التركيز عليه الآن، أو حتى هذه اللحظة من قبل الادارة الأميركية، هو العمل على ضمان استمرار تدفّق النفط السعودي، والعمل على حماية المنابع والخطوط حتى يصل هذا النفط إلى الأسواق الدولية. ثم هناك حقيقة قد لا يدركها الكثيرون، وهي أن أميركا لا تستطيع الجمع بين النفط وبين الديمقراطية في آن واحد. لقد أصبحت السياسة الأميركية تُعرف بالنفاق المفضوح. فهي تغض النظر عن التصرفات الاستبدادية في المملكة، مقابل الحصول على النفط. بينما مثل هذه التصرّفات إن حصلت في سوريا أو في العراق قبل سقوط صدام، فإن الولايات المتحدة تسارع إلى رفع عقيرتها ضد النظام، سواء في دمشق أو بغداد، ولا تكتفي بتوجيه انتقادات حادة بحجة وقوع انتهاكات خطيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، وإنما قد تسعى إلى فرض الديمقراطية بالقوة، بعد أن تهدد بإسقاط الحكم بنفس الطريقة. واشنطن تقبل الآن بتأويلات الحكم السعودي بشأن سوء استخدام السلطة والظلم والاضطهاد والتعسّف، وتقبل قول الرياض بأن ذلك نوعاً من الخصوصية في العادات والتقاليد، وأن على الأميركيين أو سواهم عدم التدخّل في الشأن الداخلي السعودي حفاظاً على مصالحهم.

    [align=center]إنقلاب [/align]


    > ما الذي يمكن أن يحصل خلال هذه الفترة، وإلى أن يقع المحظور ويسقط النظام أو يقع انقلاب ضده؟

    < بعد وفاة فهد وتنصيب عبدالله ملكاً وبسبب شيخوخة النظام، إذ أن أعمار الملك الجديد وولي عهده ما بين الثمانين واثنين وثمانين، فإن طبيعة الأداء العام للحكم ستتميز بالبطء والمرض والضعف فضلاً عن ضعف الحصانة الذاتية. أعتقد أن هذه الحقائق ستثير حفيظة شريحة الشباب في المجتمع. هذه الفئة ووفقاً لأرقام واحصاءات رسمية صحيحة تشكّل الفئة الأعم بين المواطنين. فالذين يقلون عن الخامسة عشرة من العمر، يشكلون نصف المجتمع السعودي. وهؤلاء يتطلعون من الآن إلى الوظائف وإلى السفر وإلى الحرية وإلى الانفتاح على العالم، ويطالبون بالرفاهية والاستفادة من عائدات النفط ومن ارتفاع أسعاره في السوق العالمية. هذا الجيل لن يقبل باقتصار الفائدة والمنفعة على ابناء آل سعود أو على شريحة مقرّبة منهم من المرضي عنهم.


    > تمتع الملك فهد بسلطات مطلقة وخطابه كان واحداً وغالباً والآن هناك خطابين مختلفين إلى حد ما وسلطات غير واضحة تتقاسمها عدة أطراف، لمن ستكتب الغلبة في النهاية؟


    < نعم كان هناك خطاب واحد وقوة واحدة طوال الفترة التي سبقت مرض الملك فهد، لكني اختلف معك في الجزء الآخر من فترة بقاء الملك فهد على قيد الحياة وليس حكمه، لأنه لم يكن ملكاً بمعنى ما كان عليه قبل ذلك. فبالامكان تقسيم فترة حكم فهد إلى ما قبل وما بعد عام ٩٥. في الفترة الأولى كان هو وحده الملك المطلق، كل شيء بيده، صلاحيات مطلقة، لكن بعد مرضه اختلف الأمر فقد تقاسم هذه السلطات كل من عبدالله وسلطان ومعهما نايف وأمراء آخرون. صحيح أن السلطة الأكبر كانت بيد عبدالله، لكن ذلك لا يعني على الاطلاق أنه كان الأقوى، لذلك بالامكان القول أن السعودية طوال الفترة التي أعقبت مرض فهد كانت مملكة بدون ملك.

    [align=center]تفاؤل [/align]

    > الآن هناك ملك رسمي لديه تصوّر وخطط، ألا يدعو ذلك إلى التفاؤل؟

    < بصراحة لا. المملكة لا تزال بدون ملك حقيقي حتى بعد تنصيب عبدالله ملكاً. عبدالله كان قبل ذلك ملكاً بحكم الأمر الواقع، والعالم في الخارج كان يتعامل معه على أنه الملك أو القائم بأعمال الملك. لكن السعوديين والخليجيين يعرفون أن نايف وأمراء آخرون كانوا ولا زالوا يُمسكون بسلطات حقيقية تزعزع إرادة وحكم وسلطة عبدالله في الداخل. نحن نخشى أن تستمر هذه الحالة. عبدالله ملك في الخارج، لكن هناك أكثر من ملك غيره في الداخل. على كل حال هناك الآن السياسة النفطية والوضع في العراق، والموقف منه ومصير مبادرة عبدالله للسلام في الشرق الأوسط التي طرحها قبل عدة أعوام في قمة بيروت، وهناك الوضع الداخلي وهي كلها تحديات معقدة تواجه الملك الجديد وسنرى ما سيفعل.

    > لكن هناك مبادرات اتخذت بعد تولي عبدالله الحكم، أليس من المفروض الانتظار للحكم عليها؟

    < الانقسام والتمايز في السياسات والمواقف والسلطات والذي بلغ حد التناقض احياناً، هو الذي طغى على السطح على مدى السنوات العشر الاخيرة. مثل هذا الأمر قد لا يكون مقبولاً لا في السابق ولا حالياً، لكن لا نريد أن نطلق الأحكام جزافاً ولا نريد أن نستعجل الامور. نعم قد يتطلّب الأمر الانتظار لبعض الوقت. فقد يتمكّن عبدالله من إعادة الأمور إلى نصابها أي استعادة زمام الأمور بيده وحده بالطريقة التي حكم بها فهد إلى ما قبل مرضه وأيضاً الملوك السابقين ، فإذا نجح عبدالله فإن التفاهم معه قد يكون ممكناً وكذلك حال الاصلاحات إلى أن تتضح صورة المستقبل. أي أن كل الممكن يعتمد على عبدالله.

    [align=center]الصف [/align]


    > ما هي نسب إمكانية نجاح الملك عبدالله في توحيد صف الحكم ووقف الانقسامات والمنافسة على السلطة؟

    < عبدالله لا يجهل أن المواقف والسياسات التي يُنادي بها ولي عهده الامير سلطان، بعد أن ضمن المنصب رسمياً، وهي توجهات بالامكان الحكم عليها على أنها تتناقض كلياً مع ما ينادي به هو الملك وما يسعى اليه، لكن الملك يعرف جيداً أن ما يطرحه سلطان لا يمثل سلطان وحده، وإنما يترجم مصالح ومواقف التيار السديري، وبالتالي يمكن القول أن سلطان يمثّل مدرسة مختلفة في الرؤساء والمصالح وطريقة التعاطي مع الحكم، ومع الناس في الداخل، ومع العالم ككل. وكلنا يتذكر ما قاله سلطان قبل عام من الآن وعندما كان يجيب على تساؤلات مطروحة بشأن مجلس الشورى، وما إذا كان يتوجّب تعيين الأعضاء أو اختيارهم عن طريق الانتخاب الحر المباشر، قال سلطان يومها أن أعضاء مجلس الشورى لا يجب أن يتم انتخابهم عن طريق المواطنين، وإنما يجب أن يتم تشكيل مجلس الشورى بالتعيين، لأن الانتخاب يعني أن يأتي المجلس بإدارة شعبية، وهو ما يعني أن الناس قد ينتخبون أميين، لذلك من الأفضل أن نتولّى نحن تعيين أعضاء المجلس. وهذا هو نفس موقف نايف الذي أودع من قبل الاصلاحيين الثلاثة السجن. والذي جاهر أيضاً بعدم قبول آل سعود بكلمة إصلاح، لأنها تعني الاقرار بوجود أخطاء في طريقة الحكم، وطالما أن الحكم في المملكة يستند إلى الشريعة الاسلامية، فأنه لا يجوز القول بأن هناك أخطاء في الحكم. لذلك وما زال الكلام على لسان نايف: لا يسمح باستخدام إصلاح وإنما تطوير أو تنمية بدلاً منها.

    > الناس خارج المملكة لا تعرف حقيقة ما يجري، لكن هل الوضع معقّد إلى هذه الدرجة؟ وهل طرق الاصلاح مغلقة في وجه عبدالله تحديداً إن اراد الاصلاح، حتى وهو ملك؟

    < نعم، الأمر معقّد للغاية وهناك انقسامات خطيرة في المواقف والتطلعات. وبسبب قوة أحد طرفي المعادلة فإن في ذلك خطراً على الطرف الآخر. نعم الوضع مقلق لأن الكل يعرف الآن، أن المطالب بالتوافق مع المستقبل مطالب حقيقية ولن تتحقق بدون الاصلاح الفعلي. ستكون المرحلة القريبة المقبلة بمثابة المحك والمجس الحقيقي لطبيعة الحكم في عهد الملك عبدالله. نعرف أنهم سيقبلون بتطوير النظام الأمني على الأقل لحماية أنفسهم، وللحفاظ على الحكم وهذا أولاً وثانياً لحماية آبار النفط ووسائل النقل ومصادر الشحن، بغية تحاشي خسارة دعم الغرب للعرش، حتى لا تصبح ضمانات بقاء آل سعود في الحكم فترة أخرى، بحكم المعدومة.

    [align=center]دعم [/align]

    > هل تقصدين أن الولايات المتحدة قد تتقاعس عن تقديم الدعم اللازم للملك عبدالله لتمكينه من إجراء الاصلاحات اللازمة وترجيح كفته على الفريق المحافظ الآخر؟ هل يمكن أن تتخذ واشنطن موقفاً محايداً بانتظار أن يحسم الفريقان الصراع على الحكم ومن ثم تتعامل بعد ذلك مع الطرف المنتصر؟

    < الادارة الأميركية الحالية مهتمة فقط بالنفط وبالأمن الذي يحيط بالحقول والآبار والنشاط النفطي بشكله العام من الاستخراج إلى التصدير. أنا لا اعتقد أنهم جادين في جعل الديمقراطية حقيقة واقعة في السعودية بالطريقة التي يتحدثون بها عن الديمقراطية التي يريدونها في دول أخرى.

    > هل لهذا الأمر علاقة بسياسة الكيل بمكيالين التي تمليها المصالح وتجعلها قبل المبادئ؟

    < نعم، بكل أسف، السعودية معفية إلى درجة ما من الاشتراطات والمطالب الأميركية التي تفرض على الدول الأخرى، لكنهم ما زالوا مطالبين أمام الآخرين وخصوصاً المواطنين الأميركيين بإظهار الحرص على دمقرطة نظام الحكم في السعودية. وكلنا يتذكّر أن الملك عبدالله، قد استبق آخر زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة وهو ولي للعهد قبل وفاة فهد، وكان ذلك في شهر نيسان (إبريل) الماضي، بالزعم بأنه أي عبدالله قد أدخل متغيّرات مهمة وتحقيق نجاحات أساسية في إطار الديمقراطية على الساحة السعودية. عبدالله استبق الزيارة الرسمية التي تمت تلبية لدعوة من الرئيس الاميركي، بالاعلان عن نجاح أول انتخابات بلدية جزئية في المملكة، بالاضافة إلى قرار اتخذه بتوسعة نصاب مجلس الشورى من ١٢٠ إلى ١٥٠ عضواً.



    [align=center]حقيقة [/align]


    > لكنها نجاحات يرى فيها البعض أنها حقيقية وعبدالله هو الذي حقّقها وبقرار منه، أليس ذلك صحيحاً؟

    < لا، ليس صحيحاً. فهي وإن كانت خطوات قد تمت بالفعل سواء المتعلقة بالانتخابات أو توسعة الشورى، لكنها لا تزال خارج تطلّعات المثقّفين والمتعلّمين المتطلعين إلى قدر ولو محدود من الديمقراطية الحقيقية. ذلك أن الانتخابات البلدية الجزئية ظلت عملية منقوصة، ولا تلبي مطالب الاصلاح وإن كانت تحسب في هذا الاطار، في حين إن إضافة المزيد من الأعضاء إلى مجلس الشورى، وهو مجلس معيَّن ومجرَّد من الاختصاصات الحقيقية لا يعني سوى إضافة متحدثين آخرين في غرفة مغلقة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد حمل عبدالله معه يومها رسالة بالخط العريض للادارة الأميركية (لقد حققنا نجاحات كبيرة ومهمة في الحرب ضد الارهاب قادت إلى تفتيت تنظيم القاعدة في المملكة) وهو ما تمّ بالفعل.

    > بعيداً عن الحكم أو إبداء الرأي بصحة أو عدم جدوى الانتخابات الناقصة أو حقيقة دور المجالس البلدية، وما يمكن أن تقوم به، وفي ظل ظروف إجرائها وما أحاط بها، ألاّ تعدّ مثل هذه الأمور إنجازات باسم عبدالله مع أنها جرت في عهد فهد؟ هل كان بمقدور الأول، وهو كان ما زال ولياً للعهد، والثاني كان ما زال على قيد الحياة، أن يفعل أكثر من ذلك؟


    < بغض النظر عن صحة استنتاج من هذا النوع، لأن كل شيء يمكن أن ينسب إلى عهد فهد، حتى وإن كان عبدالله قائماً بأعمال الملك وهو الذي أقدم على هذه الخطوات المهمة في نظر البعض، لكن المهم في هذا، هو أنه وفّر الفرصة للادارة الأميركية لتقول لشعبها أن إدارة بوش نشرت الديمقراطية في كل مكان في العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي تُعد من أكثر الدول محافظة وتشدداً وتطرفاً في الشرق الأوسط، وهي الدولة التي صدَّرت لهم الارهاب في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١.

    [align=center][align=center]تخويف [/align][/align]

    > هل تقصدين القول أن هذا الأمر قد ينطلي على المواطن الأميركي العادي لكنه لن ينطلي على الادارة الأميركية نفسها؟

    < الحكم في السعودية أخاف الأميركيين عندما بدأ يلوّح لهم بما يشبه الانذار، بأن البديل المتاح في المملكة عنهم، هو وصول الاسلاميين المتطرّفين إلى الحكم في أية انتخابات ديمقراطية حقيقية وشفافة. نعم قالوا لهم لقد فعلنا المستحيل للسيطرة على الانتخابات لإبقاء التوازن قائما والحيلولة دون هيمنة المتشددين على المجالس البلدية، لأنهم قادرين بنفوذهم على اجتياحها بالكامل.

    > ما شأن الاميركيين، وهم في دولة تمتلك كل أدوات القوة، بمن يحكم السعودية إذا ما جاء بانتخابات ديمقراطية، لأن من يأتي عن طريق الانتخاب لا بد وأن يكون مؤمناً بالديمقراطية ولو بقدر محدود بخلاف آل سعود؟

    < مثل هذا التحذير أو الانذار باحتمال فوز الاسلاميين بالانتخابات أمر يؤرق ويخيف الأميركيين. هذه حقيقة لا يمكن التغافل عنها، لذلك يفضّل الأميركيون حتى هذه اللحظة تأمين متطلبات بقاء آل سعود في الحكم بدلاً من وصول متشدّدين يصعب أو يستحيل التفاهم والتعاون معهم. الأميركيون ينظرون إلى الأمر من زاوية أنهم يعرفون كل شيء عن آل سعود، بعد أن تعاملوا معهم على مدى عدة عقود. ويعرفون أن آل سعود سوف لن يوقفوا عنهم إمدادات النفط أبداً. لذلك كيف يمكن أن يفوز الاسلاميون في أي انتخابات؟ في النهاية آل سعود أرضوا الأميركيين بمثل هذه الادعاءات، في نفس الوقت الذي صمتت فيه أميركا عن تهميش الليبراليين السعوديين في الداخل على أيدي النظام.


    [align=center]حرب[/align]

    > لماذا يُتهم آل سعود بدعم الاسلاميين والتوجّه الوهابي تحديداً، بينما هناك حرب معلنة بين الطرفين حالياً؟ وما صحة المزاعم من أن أحدهما جزء متمم للآخر؟

    < مثل هذا القول ليس دقيقاً، لا بالشطر الأول، ولا في الثاني منه. لقد نجح النظام في المملكة بتحجيم القاعدة. هذا الأمر صحيح. والتحجيم شمل قوة القاعدة وانتشارها ونفوذها وسطوتها على الشارع السعودي. لكن الوجه الآخر للأمر أكثر بشاعة وسلبية، فقد فرض آل سعود واقعاً جديداً جعلوا فيه كل شيء يدين بالولاء لهم وحدهم وليس للدولة والمجتمع. لقد سحبوا البساط إلى حد ما من تحت أرجل الاسلامييبن الراديكاليين ومن يسمونهم بالفئة الضالة غير أنهم استثنوا النساء وهم نصف السكان من الانتخابات! والنساء قوة لا يستهان بها في المجتمع ولا يمكن التقليل لا من دورها ولا من أهمية فاعليتها في الحياة العامة وفي البيت. وقد أستبعد النظام الاصلاحيين والليبراليين، فيما عزفت الأغلبية الصامتة وهي فئة ثالثة مهمة لا تؤمن بجدوى الانتخابات، في مثل هذه الظروف والمؤثرات وغياب عامل العدالة وحرية الرأي والحق في التجمع والتنظيم. ويترافق مع كل هذا عدم وجود أي نوع من تساوي الفرص بين المرشحين وهذا يشمل حتى الاسلاميين العصريين المعتدلين المؤمنين بأهمية التطور والاصلاح والتعايش مع الغير والتأقلم مع التطوّر الذي يسود العالم. حتى هؤلاء لم يشاركوا في الانتخابات وإن شارك عدد محدود منهم فيها. وقابل ذلك تركيز الدعم الحكومي على قوة واحدة في المجتمع قد لا تشكل اكثر من ربع السكان . وهؤلاء هم السلفيون الذين حصلوا على كل أنواع التسهيلات لأنهم جزء من أدوات السلطة. أعتقد أن هذه الحقائق يجهلها الكثير من الناس لا سيما الغرب وبقية المسلمين خارج المملكة.

    > لا يُعرف ماذا تحديداً هل يمكن الايضاح أكثر؟

    < الحقائق المهمة التي لا يعرفها الناس في الخارج، هي أن الانتخابات لو جرت بشكل صحيح وفي ظروف موضوعية، وبمشاركة كل المستحقين من الجنسين وبشكل منظم، وباشراف داخلي صحيح ورقابة دولية، لاندهش العالم من عدد المتعلمين والمثقفين والمفكرين الذين سيشاركون فيها ونسبة الذين سيفوزون منهم من الجنسين.

    [align=center]المرأة [/align]


    > أيضاً دعيني اسألك: ما الذي تريدين قوله بالضبط؟

    < لا بديل عن تمتع كافة المواطنين السعوديين ومن ضمنهم المرأة، بكامل حقوقهم السياسية، وفي مقدمة هذه الحقوق المشاركة في الانتخابات، والتنافس على المقاعد بدون قيود وبدون ضغوط وبدون مؤثرات أو توجيه. لا بد أن يدرك آل سعود ككل والملك عبدالله تحديداً والحكومة، حقيقة حتمية مشاركة الشعب معهم في الحكم، وأهمية تقاسم السلطات ورسم القرار وبحتمية إشراك المواطن في إدارة أمور الدولة. أنهم يدركون ذلك لكنهم لا يؤمنون بها. لذلك فإن لا تغيير يرجى في الموقف الشعبي المطالب بالتغيير والاصلاح ما لم يتبن آل سعود أو البعض منهم مطالب المواطنين هذه وهي مطالب مشروعة. الأمور لا يمكن أن تتغير للأحسن بدون إصلاحات حقيقية. هناك تسوّس ونخر في البناء العام للدولة والمجتمع، وفي داخل آل سعود أنفسهم والتسوّس قد يُعالج ويقل ضرره وخطره، وأثره لكن بالاصلاح الحقيقي. وقتها سيتراجع العنف وتتضاءل مبرراته.

    [align=center]كابوس [/align]


    > لماذا يفترض أن يشكّل احتمال وصول الاسلاميين إلى الحكم كابوساً لأميركا؟ هل أن الأميركيين ساذجون إلى هذا الحد؟


    < الموقف الأميركي بدأ يتطوّر نحو الاحسن. تجربة أميركا في العراق طوّرت هذا الموقف. المصاعب و التحديات التي واجهتهم في العراق جعلتهم أقرب إلى الواقع، لذلك فقد تيقّنوا الآن أن بالامكان التعامل مع الاسلاميين، لكن الانفتاحيين منهم ومن هم من ابناء أو جيل الاسلام العصري. لقد فوجئ الأميركيون بوجود طوائف عصرية أخرى في الاسلام لا تعارض ولا تحارب ولا تحرم التعايش والتعامل مع الغير، ومن هذه الطوائف الشيعة وبعض المذاهب السنيّة الأخرى. وهكذا وسواء في مصر أو في أي مكان أو دولة أخرى في العالم العربي أو الاسلامي، هناك إسلاميون عصريون متحضرون وواقعيون ويمكن التعامل معهم. وأنا افترض أن آل سعود والمؤسسة الدينية، حتى وإن تطوّروا ولبسوا ثوب الاسلام العصري، إلاّ أن الرهان عليهم خاسر وغير مجدٍ. لكن الادارة الأميركية لا تتفق معنا في هذا الرأي، وترى في بعض الأمراء الذين يتعاملون مع الطبقة الوسطى من الناس حلاً وخروجاً من الأزمة. إذ أن التصعيد الارهابي الذي يُنسب إلى المتطرفين والجماعات الاسلامية، والشعارات والفلسفة الفكرية المتطرّفة التي يطرحها أسامة بن لادن، ولجوء أبنائه العقائديين إلى العنف ووجود مخاوف حقيقية باحتمال تهديدهم لمنابع النفط، كلها أمور ربما تستخدم سلاحا لإخافة العالم. وهذا الأمر ربما يدفع الاميركيين وبقية الغرب لعمل كل شيء من اجل حماية آل سعود من السقوط لانهم على قناعة بأن وجود الاسلاميين في الحكم في دولة مثل السعودية ليس له أكثر من معنى واحد، ألاّ وهو امتلاك الارهابيين لوسائل القوة للسيطرة على المنطقة. بينما مساعدة آل سعود للبقاء في الحكم تعني تقليص فرص وصول الاسلاميين إلى الحكم سواء في المملكة أو في دول أخرى.

    [align=center]لا أمل [/align]

    > ما هي فرص وصول جيل الشباب المتعلم المثقف المؤهل سواء من آل سعود أو من العامة إلى الحكم في الرياض؟

    < جيل الشباب! إذا كان الأمراء الصغار من آل سعود نفسهم يائسين من هذا الأمر، فماذا يُقال عن السعوديين من العامة؟ الترتيب الحالي للحكم يحرم الأمراء المتعلمين وبعضهم مثقف ومؤهل، يحرمهم من فرص الحكم والوصول إلى السلطة. الواجهة أو الحكم الآن محصور بفئة، أفرادها أعمارهم بحدود الثمانين فما فوق أو أقل بقليل. عدد الأمراء الكبار الذين هم بهذا العمر كبير وكلهم من أبناء عبد العزيز. ولكل منهم دوره الذي يسبق سواه. هؤلاء الكبار بالعمر والمكانة داخل الأسرة الحاكمة، لم يعطوا ولا يرغبون بإعطاء جيل الشباب أي فرص في الوصول إلى السلطة، ولا التمتع بأي نوع من القوة والنفوذ. وأعتقد أن هذه المعضلة تشكّل إحدى أهم التحديات التي تواجه الملك عبدالله. فهو مطالب من جهة بالحفاظ على السلطة، ومطالب بأن يتعامل مع مصاعب متزايدة ناشئة من مطالب آلاف الأمراء الصغار الجدد بالمرتبات والامتيازات، وبالحصول على مواقع في الحكم والسلطة أسوة بما يحصل عليه الكبار وبعض من هم أهم منهم في الترتيب الأسري. ربما يكون عبدالله قد فعل كل ما بوسعه من إصلاحات قبل أن يتولى الحكم رسمياً، لكنه أي عبدالله يعلم بحقيقة المشكلة في المملكة. ويعلم بمواطن الخراب والخلل في آل سعود وفي الحكم بشكل عام ويعلم باحتياجات المجتمع، ويعلم بما يمكن أن يشكّله تجاهل الاصلاح من تحديات له بالمملكة ككل، ويعلم ايضاً بخطورة الاستجابة أو عدم الاستجابة لمطالب الامراء الشباب في حال عدم توافر العدد الكافي من الوظائف لبقية السعوديين.

    > هل يشكّل عدد أبناء آل سعود مشكلة للملك الجديد، خاصة وان المطالب والامتيازات التي يتمتّع بها الأمراء الكبار الحاليين تشكل مبالغ تفوق ميزانيات دول بأكملها؟

    < هل تعلم أن الأسرة الحاكمة في السعودية هي أكبر أسرة حاكمة في العالم! وأن كل واحد من آل سعود يتطلع إلى دور في الحكم وإلى حصة من عائدات النفط. وقد حاول عبدالله عندما كان ولياً للعهد وفي آخر سنتين تحديداً التقليل من أبعاد هذه المشكلة، والعمل على تغيير نظام الامتيازات. الآن عليه أن يواصل العمل في هذا الاتجاه، مستفيداً من منصبه الجديد، الذي يفترض ان يعطيه القدرة والسلطة على وقف الهدر في المال العام والبذخ المبالغ فيه، واصلاح الخلل في سلوك الكثير من أمراء آل سعود. وايضا العمل على معالجة الفساد في النظام القضائي.

    > هل سيقبل الأمراء الجدد بامتيازات ناقصة او وظائف عامة؟

    < أغلب الأمراء الشباب ينتظرون الحصول على مناصب قيادية وأخرى مرموقة في الدولة، سواء كحكام للمناطق أو وزراء أو وكلاء أو سفراء أو مدراء عامين، بعضهم بل عدد كبير منهم قد تعلّم وتخرّج من جامعات ومعاهد معروفة، وبعضهم يحمل شهادات علياً ومعه تخصصات. إلا أنهم جميعاً لا يريدون إلاّ وظائف في إطار دائرة السلطة وصنع القرار. أي ليست وظائف كالتي يطالب بها بقية المواطنين. ماذا بقي إذن للمواطن السعودي؟ ماذا عن حقوق ومطالب المواطنين غير الامراء، ماذا عن المتعلمين وحملة الشهادات العليا من غير آل سعود؟ هل يتوجّب على هؤلاء الاستمرار في الاعتماد على الواسطة للحصول على حقوقهم أو بعضها؟ كيف سيكون بإمكانهم تخطي العوائق والحواجز للحصول على حق الخدمة في بلادهم؟ هذا الأمر ينطبق على السعوديين غير الأمراء من الجنسين أي الرجال والنساء معاً. لذلك أعتقد أن الملك عبدالله مطالب بالتخلّص من موروث سيَّئ يفرق بين الرجال والنساء في الوظائف ومواقع العمل وفي الامتيازات وفي الحقوق العامة.




    [align=center]في لقاء مع مجلة المشاهد السياسي (المملوكة والممولة من الحكومة القطرية)
    2005-12-18
    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    شكرا على هذا المقال
    ولاتعليق لان المقال يرد على نفسه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    714

    افتراضي

    بدون ملك حقيقي وكل هذا البذخ على دعم الإرهاب ، كيف لو كان هناك ملك حقيقي ؟ أكيد راح يحطون الزرقاوي في مجلس الوزراء السعودي ( وزير للإرهاب).....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]
    رئيس “مجلس الأسرة المالكة” انتقد ما أسماه إحتكار جبهة واحدة في العائلة المالكة السلطة التنفيذية منذ 70 عاماً؟!


    [overline]الامير طلال بن عبدالعزيز يرفع سقف الاصلاح ويعلن عزمه إنشاء حزب سياسي في السعودية [/overline]
    [/align]


    [align=center][/align]

    [align=justify]أعلن أمير سعودي مرموق انه يخطط لانشاء حزب سياسي في المملكة، وأنه سيدعو الاصلاحيين المعتقلين للانضمام اليه، وانتقد ما أسماه احتكار جبهة واحدة في العائلة المالكة السلطة، لكنه لم يذكر أسماء اعضاء هذه الجبهة.

    قال الأمير طلال بن عبدالعزيز الذي يعتقد أنه موضع ثقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ان خادم الحرمين الشريفين “اصلاحي، لكنه يواجه عراقيل أمامه”.

    وفي مقابلة مع “اسوشيتدبرس” خارج المملكة، انتقد الامير طلال الذي يترأس ما يسمى “مجلس الأسرة المالكة” سجن المدافعين عن الاصلاح في السعودية، ورحب بهؤلاء الاصلاحيين في الحزب الذي يعتزم انشاءه رغم أن المملكة تحظر الجماعات والاحزاب السياسية.

    وقال الأمير طلال “أعرف إن هذه الخطوة ليست بالشيء السهل، وهناك الكثير من العراقيل التي تقف في طريقنا، لكن يجب أن نبدأ تشكيل هذا الحزب”.

    لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل، واكتفى بالقول إنه يريد من هذا الحزب أن يكسر احتكار السلطة من قبل اعضاء في الأسرة المالكة يتولون السلطة التنفيذية منذ 70 عاماً”. أضاف: “هذه المجموعة التي لا تعرقل الاصلاح فقط، بل تحاول أيضاً منع الآخرين من أخذ أي شيء من ايديها”،

    وأوضح “نحن على الخصوص ابناء عبدالعزيز، يجب أن يكون لنا دور في الاعراب عن آرائنا والمشاركة في اتخاذ القرار”.

    وقال الأمير طلال ان الحزب الذي ينوي تشكيله يجب أن يكون أرضية تسمح لجميع السعوديين، ومن بينهم الذين ينتمون إلى غير الأسرة المالكة، للتعبير عن وجهات نظرهم، وأن يشاركوا في سلطات اتخاذ القرار. وأشار إلى الدول الخليجية المجاورة مثل الكويت والبحرين وسلطنة عمان التي فتحت أنظمتها السياسية المحافظة، وعقدت انتخابات تشريعية.

    اضاف “السعوديون يتساءلون: لماذا سارت هذه الدول المجاورة الصغيرة في هذا الاتجاه، ونحن لا؟”

    وأردف بالقول “يجب أن نحدث تغييرات خاصة في ما يتعلق بحقوق المرأة..”. وأشار إلى أن المملكة وقعت اتفاقيات دولية مثل اتفاقية حقوق النساء، وشدد على ضرورة احترام هذه الاتفاقيات.

    ووصف الأمير طلال دعاة الاصلاحات المعتقلين بأنهم “سجناء ضمير، وليسوا مجرمين”. وقال إنهم إما أن يحاكموا أمام محكمة مستقلة أو يطلق سراحهم.

    وفي موضوع حساس، آخر دعا الأمير طلال إلى تشكيل لجنة بريطانية سعودية مستقلة للتحقيق في مزاعم بشأن ضلوع أفراد من الأسرة الحاكمة السعودية في تلقي أموال كرشى وعمولات في صفقات نفط واسلحة. وقال “إذا ثبتت المزاعم والاتهامات، فمن الأوجب على الحد الأدنى استعادة هذه الأموال وردها إلى الخزينة العامة”.
    [/align]

    http://www.alkhaleej.co.ae/articles/...cfm?val=423485





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    261

    افتراضي

    مرحبا سيدمرحوم أسعد الله أوقاتك ياصديقي أن من الشعب العربي المسمى مؤخرا بالسعودي . أنا شخصيا محبط جدا من تغير الوضع عندنا في هذه المملكه القذره ولالنا نحن إلا الصبر ولايواجه القمع في السعوديه إلا الأقليتين في نجران جنوب السعوديه والقطيف شرق السعوديه نظرا لإختلاف المعتقد . بالنسبه لطلال بن عبدالعزيز فقد لاح لنا بارقة آمل في الأفق ولوكان هذا الأمل كالسراب . والآن أبناء هذه المنطقتين فضلوا الهجره بكثره خصوصا مع إحباطهم في الإصلاح . أشكرك ياعزيزي على النقل الموفق . لك مني الود
    ناديت همدان والأبواب مغلقةن...ومثل همدان سنا فتحة البابي...كالهندواني لم تفلل مضاربه... وجهه جميل وقلب غير وجابي...من أقوال سيدنا علي بن أبي طالب في قبيلة همدان بعد معركة صفين ....علي بن أبي طالب فتى بني غالب ...علي بن أبي طالب فتى بني غالب...علي بن أبي طالب فتى بني غالب...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي


    مبادرة الامير طلال هدفها..إنقاذ الملك.. أم نيل نصيبه منه.. أم ضرب المعارضة وصرف انتباه الناس عنها؟!
    [mark=CCCCCC]
    خطوة جديدة مترددة ..وتراجع عن حديث سابق

    الأمير طلال: مستعد للتخلي عن تأسيس حزب شرط دعم المشاركة السياسية [/mark]

    [align=justify] قال الأمير طلال بن عبد العزيز أمس إنه قد يتخلى عن فكرة تشكيل حزب سياسي في المملكة العربية السعودية إذا ما وافق الملك عبد الله على تدعيم المشاركة السياسية لإدارة البلاد. وقال الأمير طلال في بيان أصدره في القاهرة المجلس العربي للطفولة والتنمية الذي يرأسه أمس «إذا رأى الملك عبدالله بحكمته لم الشمل وتدعيم الاتجاه الذي بدأه نحو التشاور والمشاركة وإزالة العوائق التي تحول دون تفعيل هذا الاتجاه لكي يسود الإخاء والوئام والتجرد من الهوى والابتعاد عن المصالح الخاصة وترسيخ المصلحة العامة التي نسعى إليها فإنه لا حاجة للحزب الذي ندعو إلى تأسيسه».

    وأعرب في بيانه عن تقديره الكامل للملك عبدالله ودوره في تحقيق إصلاحات هامة في المملكة، نافياً أن يكون قد هاجم نظام الحكم والعائلة المالكة. وأشار في بيانه إلى أن مبادرته لطرح تأسيس حزب سياسي إصلاحي في المملكة «إنما هي رد فعل على سياسة الإقصاء عن المشاركة في صنع القرار».
    [/align]
    يو.بي.آي
    http://www.albayan.ae/servlet/Satell...e%2FFullDetail





  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    714

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همدان بن زيد مشاهدة المشاركة
    مرحبا سيدمرحوم أسعد الله أوقاتك ياصديقي أن من الشعب العربي المسمى مؤخرا بالسعودي . أنا شخصيا محبط جدا من تغير الوضع عندنا في هذه المملكه القذره ولالنا نحن إلا الصبر ولايواجه القمع في السعوديه إلا الأقليتين في نجران جنوب السعوديه والقطيف شرق السعوديه نظرا لإختلاف المعتقد . بالنسبه لطلال بن عبدالعزيز فقد لاح لنا بارقة آمل في الأفق ولوكان هذا الأمل كالسراب . والآن أبناء هذه المنطقتين فضلوا الهجره بكثره خصوصا مع إحباطهم في الإصلاح . أشكرك ياعزيزي على النقل الموفق . لك مني الود
    السلام عليكم .....
    الأخ العزيز همدان بعد الإحترام والتقدير ،
    بالنسبة للمدعو طلال عبد العزيز ماهو الا وهابي مستتر ولاخير أو أمل يرجى منه وهو الذي سلم رقاب من وثق فيه من المعارضة الوطنية في الستينات من القرن الماضي فضح سرهم وسلمهم الى أخيه الجيفة فيصل عبدالعزيز كي ينكل بهم ويجز رقابهم بسيف أبيه الأملح ,,
    اما قولك بأن ابناء المنطقتين نجران والقطيف قضلوا الهجرة ، فهذا كلام مستغرب وغير صحيح ، قد يكون اهالي نجران يهجرون ارضهم ولكن اهل القطيف ملتصقون بأرضهم ولم ولن يهجروها ابدا ، بل نحن في مسعى لتحريرها من دنس الإحتلال السعودي البغيض ،
    ودمتم سالمين .... تحياتي .....................

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    "هزة" طلال تنقل العرش السعودي إلى ملعب "الأحفاد": مجرد صراع عائلي




    [align=justify]مجرد صراع عائلي. هذا ما تقوله مؤشرات إعلان (الأمير) طلال بن عبد العزيز نيته تأسيس حزب (إصلاحي) الثلاثاء الماضي.. ثم تراجعه يوم الخميس.
    طلال، 77 عاما، كان وزيرا للمواصلات والمالية ثم سفيرا لآل سعود بباريس، في عهد سعود. عُرف بـ(الأمير الأحمر) منذ قيادته إخوانه بدر وعبد المحسن وتركي، ليعرفوا بـ(الأمراء الأحرار) منذ 1958، متنازلين عن لقب (أمير)، ومؤيدين من قاهرة عبد الناصر، لإخراج (مملكة أبيهم) من العصور الوسطى.. إلى ملكية دستورية.. اشتراكية، وبعد أقل من عقدين ومع تحولات الفضاء الإقليمي، واختفاء شعارات التحرر وإعادة توزيع الثروة العربية عادوا (أمراء) فقط. واستقر طلال على أنشطة ومنظمات أهلية أبرزها "أجفند" التى تلعب في "الإنماء العربي". ودائما عضوا في مجلس العائلة/ هيئة البيعة، قبل أن يُستبعد لصالح أخيه غير الشقيق سلمان.. حاكم الرياض وشقيق سلطان ولي العهد/ وزير الدفاع ونايف وزير الداخلية/ الحليف القوي للمؤسسة الدينية.

    تصف القدس العربي (نية) طلال تأسيس حزب بـ(الزلزال). لكن المؤشرات تتباين حول ما إذا كانت مُفتتحا للصراع على لقب ولي العهد (الثاني) أم مجرد هزة.. تفاوضية على عضوية هيئة عائلية، تسمي بالتبعية ولي العهد الثاني.
    الزلزال الحقيقي داخل آل سعود بدأ مع تداعيات تفجيرات 11 سبتمبر، واتهام الأسرة ومنظومتها الحاكمة والدينية بدعم مُنفذيها على أكثر من مستوى، ثم حديث أمريكي مخابراتي فإعلامي، تكثف بداية عام 2003 مع تواتر شائعات وفاة فهد ثم تراجعها، على ضرورة تطوير أساليب حكم الأسرة.. وبنيتها الداخلية قبل أي شيء آخر، وترك القيادة لأحفاد عبدالعزيز، خاصة ذوي المسحة الليبرالية.
    حينها ارتفعت أسهم ثلاثة أحفاد بشكل خاص.. عبد العزيز ابن فهد.. القوي وقتها رغم عجز أبيه عن الحكم منذ 1995، وبندر بن سلطان السفير في واشنطن والذي نجح في تجاوز أزمة هجمات سبتمبر، والوليد بن طلال.. الأغنى بين العرب المرصودة ثرواتهم. وبوفاة أبيه تراجعت أسهم عبد العزيز وبقى في المنافسة بندر، العائد ليمسك بملف جهاز المخابرات القوي إقليميا، والوليد.
    مع وفاة فهد وتولي عبدالله الحكم رسميا تزايدت دعوات الإصلاح وترتيب تسليم الحكم للأحفاد. عبدالله الذي سمى سلطان وليا للعهد تجاهل ما فعله سلفاه.. خالد وفهد بتسمية ولي ثان للعهد من بين أخوته، حسب قاعدة الأكبر والأصلح، يفترض أن يكون طلال. فبعد مفاوضات عائلية عُدل قانون نظام الحكم/ الدستور لتظهر "هيئة البيعة" كتطور لمجلس العائلة، التي ستحدد ولي العهد الثاني.. وصلاحية الملك ووليه صحيا للاستمرار في الحكم.. وتطرح فرصة طلال جانبا، لتصل وراثة الحكم، نظريا، إلى الأحفاد، وعبر اختيار عائلي، شبهه الكاتب الأمريكي توماس ليبمان "باختيار الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، في اجتماع سري مغلق بين الكارادنة المناسبين لشغل المنصب، فلا يخوض سباق الملوك المستقبليين من أبناء وأحفاد عبد العزيز بن سعود، سوى عدد قليل".
    تتفاوت تقديرات سلالة آل سعود، لكنها تتمحور حول خمسة آلاف أمير (معترف بهم) من الأسرة وفروعها. أما أبناء مؤسس حكم آل سعود فتقدرهم كتابات أمريكية بـ(45) ابنا، وجريدة الشرق الأوسط وموقع إيلاف ـ كلاهما سعودي ـ بـ(39)، وفي الحالين.. مازال (22) منهم أحياء، أقواهم الثلاثة (السديرية)، من بين أشقاء سبعة لأم من قبيلة السديري القوية، سلطان ونايف وسلمان.

    الاجتماع الذي أفرز هيئة البيعة، أكتوبر الماضي، استبعد منه تركي (السديري)، ربما بسبب فقدانه شرط (الصلاحية) مع تزايد فضائح زوجته هند الفاسي في القاهرة، وغاب عنه عبدالمجيد.. حاكم مكة حاضنة الاجتماع، بحجة النقاهة في فندق دروشستر اللندني، ومساعد.. أحد كبار أبناء المؤسس و(الزاهد) عن اللعبة، وفواز.. حاكم مكة الأسبق الذي أُبعد عقب احتلال جماعة جهيمان العتيبي المتطرفة للحرم المكي نوفمبر 1979، وانتهى بتدخل قوات فرنسية خاصة.
    على قيد الحياة 22 ابنا.. وعشرات الأحفاد، يحق لهم تولي الحكم عقب سلطان ولي العهد.. الثمانيني والمريض بالسرطان، لكن هيئة البيعة ضمت فقط (39) من الأبناء والأحفاد بلا ضوابط معلنة، أقواهم السديرية، كان ترتيب طلال فيه الثالث.. حتى شهرين مضيا.
    طلال الذي يعيش في القاهرة، له شقيق واحد.. نواف الذي يمارس دورا ثانويا كـ (مستشار خاص للملك). وليس لطلال من قوة سوى ابنه الوليد.. من زوجته الأميرة اللبنانية منى رياض الصلح، ثم تراثه كـ(أمير أحمر) وتحركاته الإعلامية ودعواه (الإصلاحية) بين حين وآخر. وتحالفات الأفرع الأخرى، المتغيرة، ضد السديرية. وفي المؤخرة.. "دوره" المفترض على العرش بعد سلطان، وهو ما يعطي الوليد أفضلية في صراع الأحفاد.

    على مواقع المعارضة السعودية ستجد عشرات الدراسات والمقالات، أهمها الأمريكي منها، تستشرف مستقبل آل سعود ومخاوف تفكك مملكتهم، تجمع على حاجتها لإصلاح (عائلي) وعادة ما يطرح اسما بندر بن سلطان والوليد.
    في تصريحه الأول شن طلال هجوما على "الإقصاء".. و"مُحتكري السلطة من فرع بالعائلة الحاكمة"، مطالبا بالتحقيق في اتهام بندر بتقاضي رشوة في صفقة شراء آل سعود لترسانة أسلحة بريطانية المعروفة بصفقة القرن/ اليمامة. وهي اتهامات هزت فرص بندر في أن يكون وليا ثانيا، لكن لصالح حفيدا سديريا آخر.. قد يكون شقيقه خالد، قائد القوات العربية في (حرب تحرير الكويت) ومالك جريدة الحياة اللندنية.
    هل كان طلال بتصريحه عن (نية) تأسيس حزب يفتتح الصراع لصالح ابنه الوليد؟ سعينا لإجابات منه عبر أجفند ومكتبه الشخصي ومقر إقامته في القاهرة، وتلقينا وعدا برد.. لم يتم.

    مع أول مطالب تولي الأحفاد للسلطة، بدأ طلال الصراع لصالح ابنه مبكرا، معتقدا، كما معظم الأنظمة العربية، بأن الطريق إلى قلب واشنطن يمر عبر تل أبيب، فكلف ابنه تركي "ممثلا عنه وباسمه" كاسرا حاجز رفض التطبيع الرسمي السعودي، بزيارة الأراضي المحتلة أول يوليه 2003، لـ"تفقد مشروعات تنموية ساهمت (اجفند) في تمويلها ودعمها في فلسطين". خطوة بدت مجانية وقتها ولم يفهم أحد مبرراتها، إلا مع طرح اسمي الوليد وبندر، كان طلال ينفي عن (فرعه) العائلي العداء لإسرائيل.
    اللعبة داخل جبل الجليد السعودي معقدة، لكن الصراع تجدد مع إبعاد طلال عن هيئة البيعة لصالح سلمان (السديري) لتكتمل سيطرة الأشقاء الثلاثة وأبنائهم، الذين منعوا، لعشر سنوات، عبدالله من تولي الحكم رسميا في ظل عجز فهد (السديري) عن الحكم.

    عبد الله وطلال تجمعهما (رؤى إصلاحية) مشتركة، ربما لهذا السبب ظل الأمير الأحمر حذرا في تحركاته الإعلامية، حتى قبل تراجعه. تجاهل الاتصال بالجزيرة الذي تربطه بها علاقة جيدة، لإدراكه أن مجرد إطلاله عبرها استفزاز وتصعيد سابق لأوانه، فالقناة تلعب، ضمن ما تلعب، دور الأداة الأولى في المناكفة التاريخية بين آل ثاني حكام قطر وبين آل سعود. طلال قصر اتصالاته على وكالة الأسوشيتدبرس وفضائية المحور وهيئة الـ"بي بي سي"، ثم انتظر ردة فعل الرياض قبل أن يعلن تراجعه، محملا الإعلام مسئولية تحريف تصريحه وأنه "نشر خارج التسجيل المتفق عليه، فضلا عن حشو وتغيير في تركيب جمل وعبارات، ما أدى إلى تغيير المعنى".

    لكن تصريحاته، التي تراجع عنها، كانت حاسمة.. نية تأسيس حزب، وهجوم على مراكز القوى السديرية.. أبناء وأحفاد. لكنه طمأن البقية بأن "العائلة ستظل تملك وتحكم (..) كما الأردن، السلطة للملك لا لرئيس الحكومة". والأهم "أن الحزب والإقصاء يدوران معا دوران العلة والمعلول وجودا وعدما، وإنهاء الإقصاء يغني عن الحزب".
    وتراجعه يكشف عن تراجع (العلة) واستيعابه ثانية في منظومة العائلة. لم تعلن التفاصيل، لكنها لن تحسم صراع الأخوة وأبنائهم، في انتظار جولات أخرى.
    محمد طعيمة
    العربي
    9-9-2007
    [/align]

    http://www.watan.com/index.php?name=...ticle&sid=2992





  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    زلزال الامير طلال يكشف تفاقم صراع الاجنحة داخل السعودية

    2007/09/08

    لندن ـ القدس العربي :
    كشفت التصريحات غير المسبوقة التي ادلي بها الامير طلال بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي، وتحدث فيها عن عزمه تشكيل حزب سياسي يضم شخصيات من المعارضة، عن وجود حالة من الانقسام داخل الاسرة السعودية الحاكمة، وتصاعد حالة الحراك السياسي في اوساط الجماعات الليبرالية الوطنية السعودية. وكان الامير طلال شن هجوما كاسحا علي ما وصفه باحتكار السلطة في السعودية من قبل مجموعة صغيرة في الاسرة الحاكمة. ورغم انه لم يسم اعضاء هذه المجموعة، الا انه كان يشير الي السديريين السبعة، او آل فهد مثلما يطلق عليهم الامير طلال في مجالسه، ويشير الامير طلال بشكل خاص للامير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد وزير الدفاع والطيران، والامير نايف وزير الداخلية، والامير سلمان امير منطقة الرياض.
    ويعتبر الامير طلال من اقرب المقربين الي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وما زال من غير المعروف ما اذا كان الملك علي علم مسبق بمثل هذه التصريحات ام لا.
    وعلمت القدس العربي من مصادر داخل الاسرة الحاكمة ان تصريحات الامير طلال جاءت بمثابة الزلزال في وقت بلغت الخلافات بين اجنحة الاسرة الرئيسية ذروتها، حيث انقسمت الاسرة الي معسكرين احدهما يؤيد مطالب الامير طلال في الاصلاح، والآخر يعارضه ويلومه، لانه نقل هذه الخلافات الي الإعلام، وما يعتبر من الخطوط الحمراء بالنسبة للاسرة الحاكمة.
    ولم تصدر اي تعليقات من اي من اعضاء الاسرة الحاكمة الكبار علي تصريحات الامير طلال هذه، وهذا امر متوقع، حيث جرت العادة ان يمتنع هؤلاء عن التعليق، ولكن بعض المواقع الممولة من الحكومة علي شبكة الانترنت حفلت بمقالات هجومية بعضها تجاوز الاعراف والآداب المتبعة في المخاطبة، تناولت الامير طلال ومسيرته. كما حفلت هذه المواقع ايضا بعشرات المقالات والتعليقات المؤيدة له والمطالبة بالاصلاح.
    واكثر ما اغضب الاسرة الحاكمة والجناح السديري في تصريحات الامير طلال لوكالة الاسيوشييتدبرس الامريكية مطالبته بتشكيل لجنة تحقيق سعودية ـ بريطانية حول عمولات صفقة اليمامة، وما تردد من اتهامات حول تلقي الامير بندر بن سلطان ما قيمته مليارا دولار من العمولات في هذه الصفقة التي بلغت قيمتها حوالي سبعين مليار دولار في مطلع التسعينات.
    وعلمت القدس العربي ان غضبة الامير طلال هذه علي السديريين تعود الي اقصائهم له من مجلس العائلة الذي كان يحتل الموقع الثالث في ترتيبه، وهو مجلس يضم حكماء الاسرة الحاكمة الي جانب مجموعة من الامراء الشباب ويتولي الاشراف علي اوضاع الاسرة، واختيار ولي العهد والملك.
    وقالت مصادر مطلعة داخل الاسرة ان المثلث السديري المكون من الامراء سلطان ونايف وسلمان هو الذي وقف خلف إبعاد الامير طلال من مجلس العائلة، وإحلال الامير سلمان بن عبد العزيز امير الرياض مكانه. واضافت ان هذه الخطوة التي جرت قبل شهرين، وفي ظل تعتيم كامل، اغضبت الامير طلال، وجعلته يلجأ الي الملك عبد الله طالبا اصلاح هذا الخطأ، ولكنه لم يجد الدعم الذي كان ينتظره من الملك، فغادر الرياض غاضبا.
    واكدت المصادر نفسها ان الامير طلال عندما واجه المثلث السديري مستفسرا عن اسباب ابعاده من المجلس قالوا له انك لا تحضر ودائما في الخارج، مضافا الي ذلك مطالباتك بالاصلاح وانتخاب مجلس للشوري. يذكر ان الملك عبد الله بن عبد العزيز ادخل تعديلات علي النظام الاساسي للحكم يتم بمقتضاها تشكيل مجلس للعائلة لاختيار ولي العهد لمنع حدوث حالة من عدم الاستقرار في حالة وفاة الملك او ولي العهد او الاثنين، ويقوم الملك بمقتضي التعديل بطرح اربعة اسماء من الامراء ويختار اصلحهم ويطلب موافقة المجلس، وفي حال الاعتراض يقدم مجلس العائلة الامير المقترح من قبله شريطة ان يحظي بموافقة الملك.
    واتهم الامير طلال افراداً لم يسمهم في اسرته الحاكمة بعرقلة مسيرة الاصلاح في المملكة، وكشف بأنه يعتزم تأسيس حزب سياسي لوضع حد لما قال انه احتكار السلطة من قبل هؤلاء، فيما اعتبر عضو في مجلس الشوري السعودي ان الفكرة مبكرة.
    وقال الامير طلال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) امس الاربعاء ان الاصلاحات ليست ابنة الليلة او اليوم، وندعو اليها منذ ان خلقنا الله ولليوم وهي قائمة علي اساس المشاركة.. والمطالب التي ادعو اليها لم تخرج عن نطاق الاخوة الذين يتبنون مثل هذه الافكار . واضاف الامير طلال البالغ من العمر نحو 70 عاماً ان فصل السلطات الذي ندعو اليه ذكر في دستور سنة 1992.. ونريد تكريس هذا الفصل بين السلطات واستقلاليتها عن بعضها البعض .
    وشدد علي ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يفكر بالاصلاحات تفكيراً جدياً ويحاول ان يجد المخارج التي تمكنه من انجازها بما يتفق مع بيئة المملكة السعودية والظروف التي تمر بها والعوامل الاخري التي تتمع بها القوة الفاعلة في بلادنا . غير انه قال ان العاهل السعودي له حساباته الخاصة انطلاقاً من مكانته كملك ولديه مستشارون، ومن ينقل له بعض المواضيع ويحللها بطريقته الخاصة، ولذلك فان حساباته تختلف عن حسابات البعض الآخر . وقال الامير طلال ان فكرة انشاء حزب سياسي في السعودية طرحها كردة فعل علي احتكار بعض الفئات لأمور مثل الجاه والمال والسلطة، وما دامت هذه الفئات تمنع الناس وتقوم بإقصائهم عن المشاركة في الرأي والسلطة، فماذا نفعل؟ ليس امامنا سوي انشاء حزب وسنترك للمستقبل اقرار ما اذا كان سيُقبل أو يرفض . وحول رد العائلة السعودية الحاكمة علي حزبه المقترح، قال الامير طلال لا اعرف، لانها المرة الاولي التي يتم طرح مثل هذا المشروع وسننتظر لنري ردة الفعل .
    ومن جانبه، قال عضو مجلس الشوري السعودي محمد آل زلفة لست متاكداً من ان فكرة الامير (طلال) جيدة او فكرة ستجد القبول في الوقت الراهن، فمن هم اعضاء الحزب، فالامير طلال ذكر ان السلطة محتكرة من قبل فئات معينة من داخل الاسرة الحاكمة، فهل يريد ان يشكّل حزباً من داخل هذه الاسرة لتكون له مشاركة في ما قال انها قضايا محتكرة من قبل جهات معينة؟ .
    وابلغ آل زلفة (بي بي سي) ان وجود منافذ مختلفة لدينا للمطالبة بالحقوق والاصلاح يعد حقاً مشروعاً، لكن اعتقد ان انشاء حزب في المملكة العربية السعودية فكرة مبكرة جداً لانها بحاجة الي ايجاد الأسس والبنية التحتية لتأسيس مثل هذه القضايا .
    واضاف ان الملك عبد الله بن عبد العزيز يقود حركة اصلاحية كبيرة جداً وهو صاحب القرار الاول والاخير في السعودية واصلاحاته نابعة من استجابته لمطالب الشعب الذي يطالب بالاصلاح الحقيقي .

    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...%20السعوديةfff





  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي تراجع وتلكأ وتبرير...

    [align=justify]الامير طلال بن عبد العزيز: سياسة الاقصاء تدفع الي انشاء حزب للمشاركة في ادارة الشأن العام

    yesterday's story

    لندن ـ القدس العربي :
    اعلن الامير طلال بن عبد العزيز ان مبادرته بطرح تأسيس حزب سياسي اصلاحي في المملكة العربية السعودية، انما هي رد فعل علي سياسة الاقصاء عن المشاركة في صنع واتخاذ القرار.
    وقال في مقابلة اجرتها معه قناة المحور مساء الثلاثاء انه اذا كانت هناك سياسة اقصاء وتهميش، فمن الطبيعي ان يفكر المضارون من هذه السياسة في انشاء حزب ليكون وسيلتهم للتعبير عن آرائهم وافكارهم، وادائهم التي يسعون من خلالها الي ممارسة حقهم في المشاركة في الشأن العام وتوصيل دعوتهم الي الاصلاح.
    وبخصوص ما نشرته وكالة اسوشييتدبرس عن عزمه تأسيس حزب اوضح الامير طلال انه كان قد اتفق مع المراسل علي ان يرسل اليه نص المقابلة لمراجعته قبل النشر واجازته ولكنه فوجيء عن تراجع المراسل عن تعهده واقدامه علي نشر ما جاء خارج نطاق التسجيل المتفق عليه.
    وضرب مثلا علي ذلك بانه لم يذكر اسماء في المقابلة، وانما قدم امثلة حية علي ممارسات اقصائية، وذكر ان قلة قليلة من الناس احتكرت السياسة والمال والجاه.
    وكانت وكالة اسوشييتدبرس نشرت مقابلة مطولة مع الامير طلال بن عبد العزيز، ابرزت فيها طرحه انشاء حزب سياسي، ووضعته في سياق هجوم شديد علي نظام الحكم والعائلة المالكة في السعودية، وهو ما نفاه موضحا انه يقدر للملك عبد الله بن عبد العزيز دوره في تحقيق اصلاحات مهمة ولكنها تحتاج الي تسريع ايقاعها.
    اما ما يخص انشاء الحزب، وحيث انه يدخل في منظومة المجتمع المدني فانه يقتضي الكثير من التأمل والنقاش مع المؤسسين ليكون الامر شوري بينهم، ولكي يصلوا من خلال هذا التشاور الي تصور موضوعي متكامل لبرنامج الحزب في جوانبه المختلفة، مؤكدا علي ضرورة ان يعبر الحزب عن رؤية مستقبلية لان هذا النوع من الرؤي هو اكثر ما تفتقده بلادنا العربية.
    وحول العلاقة بين الحاجة لتأسيس حزب والسياسات الاقصائية التي حذر منها، قال ان الحزب والاقصاء يدوران معا دوران العلة والمعلول وجودا وعدما، وان انهاء الاقصاء يغني بالتالي عن الحاجة الي الحزب، اذ رأي الملك عبد الله بحكمته لم الشمل وتدعيم الاتجاه الذي بدأه نحو التشاور والمشاركة وازالة العوائق التي تحول دون تفعيل هذا الاتجاه لكي يسود الاخاء والابتعاد عن المصالح الخاصة.
    [/align]





  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=justify]
    تصريحات الأمير طلال..
    [mark=CCCCCC]حلال علي الامير حرام علي الشعب[/mark]

    د : مضاوي الرشيد


    اثارت تصريحات الامير طلال بن عبد العزيز الاخيرة موجة لغط اعلامية في الخارج بعد ان تجاهلها الاعلام السعودي الرسمي كما كان متوقعا.

    دارت التصريحات هذه حول اربعة محاور مهمة. اولا معضلة الاستئثار بالسلطة من قبل حلقة صغيرة جدا من الاخوان السعوديين واقصاء المجموعة الاخري ومنها تلك التي ينتمي اليها الامير طلال. ثانيا: تضمنت تصريحات الامير اشارة واضحة لمدي تفشي الفساد في الاسرة الحاكمة خاصة عندما تعرض الامير لفضيحة اليمامة وطالب بالتحقيق في خفاياها من قبل هيئة مستقلة. ثالثا: انتقد الامير الحكم التعسفي الذي يمارسه النظام بحق الاصلاحيين الذين طالبوا بتغييرات جذرية تخرج البلاد من دوامة العنف والاقصاء.

    واخيرا صرح الامير انه بصدد انشاء حزب سياسي له برنامج اصلاحي. لسنا هنا بصدد تقييم الامير او اصلاحاته المطروحة ومدي تأهيله لطرح مثل هذه البرامج ولكننا نعتقد ان الاخير واجهة مدعومة من جناح معين داخل الاسرة الحاكمة بدأ يشعر ان الحكم قد افلت من يده وولي دون رجعة. وما هي الا فترة قصيرة حتي تتم عملية الاستئثار بالحكم بشكل واضح وصريح يؤدي الي هيمنة علي مرافق الدولة كلها وليس فقط الوزارات المهمة والحساسة كالداخلية والدفاع وامارة منطقة الرياض. ما يهمنا هنا هو دعوة الأمير للفعاليات الاصلاحية المعروفة والتي ارتبطت اسماؤها بالحركة المطالبة بالملكية الدستورية الي الانضمام تحت لوائه وهي دعوة واضحة وصريحة لامتصاص واستيعاب هذا التيار حتي يصبح جزءا من الحلقات الأميرية. وبما ان هؤلاء الاصلاحيين يتميزون بأقلامهم الجريئة وقدرتهم الفكرية المرتفعة ومؤهلاتهم العلمية القادرة علي صياغات جدية نجد دعوة الأمير تمثل محاولة لوضع هذه المؤهلات تحت تصرفه وفي سبيل حزبه الجديد الذي يعزم علي تأسيسه. وان التقت بعض الشعارات الاصلاحية المرفوعة مع شعارات الامير الا ان المشاركة السياسية تعني بالنسبة له شيئا مختلفا تماما عما يطمح له دعاة الاصلاح الدستوري. بالنسبة للامير المشاركة السياسية تعني ادخاله هو وابناءه في الحلقة السياسية المغلقة. فرغم الثروات الطائلة التي جمعها ابنه الوليد بن طلال حتي انه دخل موسوعة غينيس ولوائح فوربز من بابها العريض الا ان الامير وابنه لم يحظيا بأي منصب سياسي حتي تظل هذه المناصب محتكرة من قبل الجوقة الصغيرة وابنائها. وربما يقتنع البعض ان الثروة الاقتصادية قد تكون كافية لاشباع غريزة الظهور والاستهلاك الا انها في بعض الحالات تظل ناقصة وغير قادرة علي اشفاء الانسان من حبه للسلطة والقوة. وهذا بالفعل ما ينقص الامير وابنه. ان انخرط التيار الاصلاحي في مشروع المنافسة العائلية وصراع الاجنحة فسيفقد مصداقيته ويذوب كما ذاب شعار الاصلاحيين في الستينات. وليس من المستبعد ان ينالهم العقاب الصارم من السلطة تماما كما حدث لتلك المجموعة الوطنية التي انخرطت في مشروع الامراء الاحرار تحت عباءة الامير وقد سجن بعضهم ونفي البعض الآخر ولكن الامير قد صفح عنه الاخوة واستقبلوه في بلاطهم وغفروا ذنبه. ومن السهل علي السلطة احتواء ابنهم الضال والصفح عنه ولكن المنخرطين في المشروع من عامة الشعب حينها تشتتوا في بقاع الارض وبقوا من فئة المغضوب عليهم.

    اما اعلان الامير عن رغبته في تأسيس حزب سياسي بقي دون تعليق من قبل المعنيين بالامر الذين يقيسون الاحداث بمقياس تفسيراتهم الشرعية. عادة يتصدي هؤلاء المعروفون باسم العلماء وطلبة العلم لكل ما هو سياسي خاصة وان كانت المبادرة شعبية لا تقع تحت الوصاية الاميرية. لقد اعطاه الامير فرصة تاريخية من خلال مقابلته التلفزيونية وتصريحاته لوكالات الانباء العالمية لان يفعلوا علمهم الشرعي ويصدروا فتاواهم المعروفة. فها هم امام شخصية تثير الفتنة خرجت علي ولي الامر وها هي تحرض الآخرين علي مثل هذا الخروج ليس هذا فحسب بل استعرض الامير امام شاشات التلفاز مساوئ النظام من اقصاء وتهميش وغياب للعدالة وفساد. وربما لن يطول الانتظار حتي يبدأ الامير بارسال الفاكسات والرسائل الالكترونية التي تستعرض معاصي ولاة الامر علنا وقد يؤسس اذاعة خاصة تضاف الي قنوات روتانا واخواتها ليبث حقده الدفين علي دولة التوحيد. لماذا لم يصدر هؤلاء بياناتهم المشهورة خاصة في ما يتعلق بالحزب والحزبية وكلها مصطلحات تفجر فتاوي غريبة عجيبة. نستغرب صمت هؤلاء المدعوين طلبة علم. وكبار العلماء ونحن نعرف انهم لا يستشيطون غضبا وتكفهر وجوههم وتتشنج اذانهم لمجرد سماعهم كلمة حزب. ولكن يبدو ان فتاواهم تجيز للامير مالا تجيز لغيره وتحلل للامير ما لا يحل للشعب ونخبه وناشطيه. والغريب ان الامير ربط مشروع تأسيس الحزب القديم المتجدد بموافقة ولي الأمر وليس بموافقة ما يدعي اهل العلم وطلبته. اي ان المرجعية التي تحرم وتحلل ليست مرجعية دينية كما يدعي النظام السعودي عندما يشهر سيفه علي الناشطين السياسيين في الماضي والحاضر وانما اهواء السلطة السياسية. فبينما يجيش النظام علماءه من اجل التصدي للاحزاب ومؤسسيها وللفئات الضالة وخوارجها رغم ان الكثير منهم لم يرفع السلاح علي ولي الامر وانما رفع قلما وصوتا نجده لم يطلب من علمائه ان يفتوه في تصريحات الامير العلنية التي تبدد هيبة ولي الامر ولا تتقيد باسلوب النصيحة السرية والهمسات الخفية. وهو الاسلوب الوحيد المسموح به وان خرجت النصيحة لا سمح الله الي الاعلام وتناقلتها وكالاته العالمية فهذه جريمة لا تغتفر بحق الامة وقيادتها. من الواضح ان شريحة العلماء فضلت حتي هذه اللحظة ان لا تحشر علمها الشرعي او ما يسمي كذلك في خصوصيات الاسرة من مبدأ الشيوخ ابخص وربما هي تنتظر اشارة ما لتنبش مراجعها ونصوصها المقدسة وان تفاقمت القضية ربما تجر الي اعطاء رأيها في صراع داخلي تماما كما فعلت في الستينات عندما خلعت ولي الامر حينها سعود واستبدلته بالملك فيصل بعد ان استطاع هذا الاخير ان يحصل علي فتواه المطلوبة والتي تشرعن لخلع ولي الامر بعد استكمال الشروط.

    قد تكون مبادرة الامير طلال بن عبد العزيز الجديدة مدعومة من جناح في الاسرة ولكن الاهم من ذلك انها تأتي في مرحلة اتسمت بممارسة العنف تجاه شريحة كبيرة من المواطنين الذين فكروا في تأسيس جمعية سياسية ومنهم الذين تم اعتقالهم منذ شهر شباط (فبراير) تحت تهم غير مبررة متعلقة بالارهاب وتمويله رغم ان كل التقارير التي اصدرتها منظمات حقوق الانسان العربية والعالمية قد ادانت هذا الاعتقال التعسفي. يظل هؤلاء في السجون دون محاكمة. بالطبع لن يعتقل اي امير يعلن رغبته في تأسيس حزب ولن يتهم بالارهاب تماما كما يحصل للمواطنين العاديين. وربما يتم تأسيس مثل هذا الحزب في المستقبل القريب كمحاولة لقطع الطريق علي اي محاولات مستقلة بعيدة عن السلطة تماما كما حدث عندما اسست الدولة جمعية حقوق انسان وعينت رئيسها بعد ان كثر الحديث عن رغبة مجموعة معينة تأسيس جمعية حقوق انسان مستقلة. يستبعد النظام عادة مثل هذه المحاولات ويقتنص المبادرات لانه لا يقبل ولن يقبل بأي مبادرة شعبية مستقلة ليس له فيها اي شأن. قد يكون حزب الامير محاولة استباقية من قبل جناح معين داخل النظام يقطع الطريق علي اي محاولات مستقلة قد تخرج الي العلن. وهذا يلفت الانتباه الي استراتيجيتين معروفتين مارسهما النظام السعودي لصد وخنق اي عمل سياسي في الداخل والخارج. اولا الاستراتيجية المعروفة القديمة والمبنية علي البطش والقوة كالاعتقال والتصفية والفصل عن العمل والمنع من السفر وحتي سحب الجنيسة اما السياسة الثانية فهي تدور حول الاستيعاب والاحتواء اللذين يؤديان الي ذوبان التيارات الاصلاحية وتفككها وانفراطها تحت ضغط التخويف والقمع من جهة وشراء الذمم من جهة اخري. حزب الامير الجديد ربما يكون من باب الاستراتيجية الثانية الهادفة الي احتواء التيار الاصلاحي تحت عباءة النظام او طرف معين داخل النظام وقد ينخدع بعض الاصلاحيين بهذا الحزب وينخرطون في مشروعه وبذلك تتحقق اهداف النظام المتعلقة باستيعاب كل ما هو سياسي مطالب بالتغيير الجذري لهيكلية قديمة غير قادرة علي التعاطي مع التغيرات التي طرأت علي التركيبة الاجتماعية. فقط الاشهر القادمة هي القادرة علي فضح سياسة النظام العلنية وما خفي منها والتي علي اساسها نقرأ استراتيجية التصدي للتيارات الاصلاحية في السعودية وهل ستؤدي هذه الاستراتيجية الي مزيد من العنف والاعتقال ام ان سياسة الاحتواء ستكون انجح واكثر فعالية.
    [/align]





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني