الهاشمي : العملية السياسية بحاجة الى غرفة الانعاش واناشد الصدر حل جيش المهدي ولا اؤيد ضرب ايران
23/09/2007
بغداد – عمان – وكالة الصحافة العراقية //
قال نائب الرئيس العراقي وزعيم الحزب الاسلامي طارق الهاشمي ان العملية السياسية متعثرة، ولا بد أن تدخل غرفة إنعاش على عجل. الحل هو مراجعة الأسس التي بنيت عليها العملية السياسية ابتداء، واستعادة معيار الهوية الوطنية بدل الهوية الطائفية والعرقية، وحتى يتحقق ذلك لا بد من (عقد اجتماعي) متفق عليه بضمانة دولية لديها القدرة على المراجعة والتحقق ، ربما بعد ذلك، نعمل على كسر الاستقطاب الطائفي والعرقي في الدعوة لانتخابات مبكرة بعد تغيير قانون الانتخابات ليأخذ بالنظامين، القائمة المغلقة والقائمة المفتوحة، المجلس المنتخب يكلف بمراجعة العديد من الملفات السياسية والقانونية المعلقة من بينها مراجعة وتعديل الدستور.
وبالطبع لابد أن يقترن ذلك بوقف التدخل الأجنبي، والإعلان عن جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق. نحن بحاجة إلى رزمة من الحلول، وطنية، إقليمية ودولية.
وناشد الهاشمي في حديث لاحدى الصحف العربية السيد مقتدى الصدر أن يذهب خطوة جريئة أخرى في حل جيش المهدي والاستعاضة عنه بمؤسسات مجتمع مدني تنشط في الإصلاح والدعوة والجهود الاغاثية، هذا هو ما يحتاجه الشعب العراقي، وليس أي شيء آخر.
واوضح الهاشمي ان رئيس الحكومة المالكي لا زال يتطلع إلى عودة وزراء جبهة التوافق العراقية، وهو يحاول ذلك على أكثر من صعيد، ويرسل بنفس الوقت أشارات بأنه نجح في إقناع شخصيات بديلة لمليء الحقائب الوزارية الشاغرة، قرار الجبهة لم يتغير، وهو تحديدا إذا كان السيد المالكي راغبا في عودة جبهة التوافق لحكومته عليه أولا الاستجابة لمطالب مشروعة تقدمت بها الجبهة، وقبل أن يتم ذلك، لا مجال للنظر بالعودة، الكرة بكل بساطة في ملعب الحكومة.
وقال انه لا يتوقع ان تحدث انسحابات اخرى من الحكومة فقد انسحبت القائمة العراقية بعد انسحاب جبهة التوافق، ولا أتوقع انسحابات أخرى، إذ أن التحالف الكردستاني له حساباته الخاصة.
وقال الهاشمي في حديث لصحيفة ( الحقيقة الدولية ) ان قرار التغيير سيبقى عراقيا في المقام الأول، الإدارة الأمريكية لم تمارس أي ضغط حتى الآن، كما اعلم، وهي في حساباتها يتباين موقفها عن موقف الكتل السياسية العراقية، لا أود أن اسمي بديلا عن المالكي مستقبلا، لكن الشعب العراقي يمتلك خزينا من شخصيات سياسية مرموقة، يمكن أن تقدم خيارا قياديا أفضل، هذا لو تخلصنا من عقدة المحاصصة الطائفية، ومعيار (الاستحقاق الانتخابي) وهو مطلب يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن على الأقل.
واكد الهاشمي المعايير المزدوجة في إدارة الملف من جانب الحكومة لا زالت تمثل ظاهرة واضحة للعيان، وبعد سنوات من الفشل في تحقيق الأمن والاستقرار، تحسن الوضع نسبيا في عدد من المحافظات الساخنة بعد تطوع الأهالي وإعلان رغبتهم في المشاركة في إدارة الأمن موقعيا، رغم ذلك لا زالت حكومة المالكي تعيق تحقيق هذه الرغبة، على خلفية مخاوف وهواجس زائفة.
أما القوات المسلحة الوطنية فقد سيست إلى حد كبير في ظل الحكومة الحالية، واستغل السيد المالكي كونه القائد العام للقوات المسلحة صلاحياته وحتى تجاوز الدستور في اغلب الأحوال، في إجراء تغييرات هيكلية واسعة النطاق هيمن فيها (حزب الدعوة الإسلامية) على مفاصل الإدارة الأمنية في العراق، وهكذا ضاعت حيادية واستقلالية القوات المسلحة في العراق.
أما موقف إيران من دعم الميليشيات الإرهابية بهدف استمرار ظاهرة العنف، فهي قائمة ولم تتغير حتى الآن.
وبشان التجاذب الامريكي الايراني قال الهاشمي لا أستطيع التكهن بما ستقدم عليه الولايات المتحدة في خلافها مع إيران، ولكن لا بد أن يتأثر العراق بشدة من أي مجابهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، والدليل على ذلك أن شدة العنف في العراق تزداد كلما توترت العلاقات بين الدولتين، لذلك لا نجد مصلحة في تصعيد التوتر مع إيران وبالتأكيد أنا لا أؤيد توجيه ضربة عسكرية لإيران وأتطلع إلى حل سلمي لمشكلة الملف النووي الإيراني