عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
كثيرون الذين وجدوا في انسحاب الكتلة الصدرية من الجسد الائتلافي فرصة لترتيب الهيكليات والاصطفافات، ولعل البعض منهم ما كان بمقدوره ان يحبس هوسه داخل جوفه، فراح يمني نفسه برسم خارطة برلمانية جديدة مستعيناً بالارقام وبعمليات القسمة والجمع والنسبة والتناسب، في حين ان هذه العمليات سبقها اليه من حسبها بدقة متناهية وخرج منها بنتيجة لن ولا تتفق مع حساباته لا من قريب ولا من بعيد مطلقاً.
الكتلة الصدرية وبكل تأكيد لا تنتظر من احد ان يمنحها او يتكرم عليها بأوصاف تلفيقية كالوطنية والمسؤولية الاخلاقية الى غير ذلك.
فهذه الكتلة هي ابنة سياسات القمع والقهر والحرمان وهي ابنة شرعية لخط الشهادة الذي أريقت دماؤه في مدينة أمير المؤمنين عندما قررت الديكتاتورية البغيضة تصفية المرجع الشهيد محمد صادق الصدر بعد ان وجدت فيه فعلاً ميدانياً اعاد الصحوة الاسلامية الى شبابنا الذين جرفهم تيار البعث المقيت، حيث كان لذلك الفعل اثره البالغ في التكامل مع التحرك الذي كان يقوده شهيد المحراب في الداخل والخارج وفي اروقة المنظمات الاقليمية والدولية ونجاحه الكبير في توحيد صفوف القوى السياسية العراقية عبر تحديد الثوابت الوطنية التي جعلت اقصى اليمين يلتقي مع اقصى اليسار في واحدة من عمليات الحراك السياسي الذي سينحي لها التاريخ العراقي المعاصر اجلالاً واكباراً اثر توافر الفرص الكافية للكشف الكامل عن هذا السفر العظيم الذي شكل نواة ومحورية العملية التغييرية في العراق.
في الجمعة الماضية ومن جامع براثا المقدس ومن قبل ذلك، من خلال وسائل الاعلام المختلفة كانت للدعوة التي اطلقها السيد عمار الحكيم الاثر البالغ في نفوس العراقيين جميعاً سواء من تيار شهيد المحراب ام من قبل الاشقاء في التيار الصدري عندما دعا سماحة السيد مقتدى الصدر بقوله: " ادعو اخي لإصدار قرار شجاع بعودة هذا التيار العزيز الى حاضنته المتمثلة بالائتلاف العراقي الموحد".
والاهم تلك الدعوة الصريحة التي وجهها زعيم الائتلاف العراقي الموحد من مشفاه بطهران الى الاخوة في التيار الصدري والتي لم تكتف بدعوتهم للعودة الى حاضنتهم بل انه طالب بتشكيل لجنة فورية لمعرفة الاسباب التي ادت بالاشقاء الاعزاء في هذا التيار الى اعلان قرارهم بالانسحاب من الائتلاف طالباً الكشف عن الاسباب ومعالجتها بشكل فوري.
ان التقاء دعوة قيادة الائتلاف العراقي الموحد متمثلة بزعيمها من طهران بدعوة قيادة المجلس الاعلى متمثلة بسماحة السيد عمار الحكيم الذي يقوم الآن وبتكليف من الشورى المركزية للمجلس مقام المتصدي الأول لهذه المؤسسة ريثما يمن الله على والده الكريم بالشفاء العاجل؛ اعطى للدعوتين معان اضافية اخرى اهمها استحضار الوسطية التي صارت لازمة سلوكية ومدرسية لهذا التيار الاسلامي الوطني الذي ارسى دعائمه الإمام المرجع الراحل السيد محسن الحكيم مروراً بشهيد المحراب الذي بلغ ارفع الدرجات في القدرة الفائقة على جمع الفرقاء ان كانوا في اقصى اليمين ام في اقصى اليسار في نقطة واحدة وانتهاءً بسماحة السيد عبد العزيز الحكيم مهندس المعادلة العراقية الجديدة وبنجله الذي جعل من شخصيته نقطة ارتكاز محورية ليس ضمن التيار الذي يعمل فيه انما عند التيارات السياسية العراقية كافة بشكل خاص وعند ابناء امتنا وشعبنا بشكل عام.
لا شك ان الدعوتين اللتين أطلقاهما سماحة السيد عبد العزيز الحكيم والسيد عمار الحكيم يحملان من الحرص على روح الائتلاف وجسده ما يكفي لان يضع كل مكون من مكوناته أمام مسؤولياته التاريخية وحسب اعتقادنا فإن قيادات الكتلة الصدرية نفسها أكثر معرفة وإدراكا بحجم مسؤولياتها وصدق الدعوات الموجهة إليها في آن معا.
http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=62747