النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow الشيعة والدولة ..

    [align=center]
    [a7la1=CCCCCC]الشيعة والدولة [/a7la1](1)

    [align=center]

    بقلم :رائد محمد [/align]
    [/align]


    [align=justify] المقدمه..
    الشيعة لم يطرحوا أنفسهم كقوميه أو حزب أو تجمع في منطقة أو بلد معين يمكن أن يأخذ طابعاً معينا بل هو فكر استمد منابعه وثروته الفكرية من تصورات ورؤى الأمام علي بن ابن طالب (ع) ومن بعدة ولدهِ الأئمة المعصومين التي كانت بمثابة الشرارة التي قدحت فأشعلت فتيل فكر كان منبعاً لإشاعة روح التسامح والإخاء حتى سادت فيه أرقى أنواع الديمقراطية المتمثلة بقول الإمام علي (ع): (ليس لي أمر دونكم) ووقوفهِ مع احد رعيته أمام قاضي دولته بمحض أرادته واقتناعه وهو حاكم أعظم دولة عدلا وجدت تحت قيادته. فالشيعة يمثلون شريحة اجتماعية فيها الكثير من المقومات والخصائص المختلفة المتمازجة بالولاء المطلق لمحمد (ص) واله الأطهار تعرضت إلى القمع والاضطهاد الطائفي الاجتماعي والفكري منذ إعلانهم التمسك بهذا النهج والثبات عليه رغم الهزات الكبيرة التي تعرضوا لها وحملات الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها إلى يومنا هذا.

    إن السياسات الخاطئة والقاصرة النظرة المؤطرة بروح الحقد والكراهية التي حاولت اضطهادهم وأبعادهم عن مصدر القرار وضعتهم في دائرة الأهداف المعلنة وغير المعلنة المُسبَقه نتيجة هذا الانتماء المذهبي ليس ألا ,فالشيعي يعامل كمواطن من الدرجة الثانية وقد تصل إلى الثالثة والرابعه في بعض الدول التي ترفع الإسلام شعارا والتي لاتليق به كانسان ومخالفة للقوانين السماوية الشرعية والوضعية لمجرد الاختلاف العقائدي وهذا يمكن اعتباره السبب المباشر بشعور الشيعي بالظلم والتهميش والإقصاء. وإذا أردنا أن ندرس واقعية هذا التهميش والإقصاء وحصوله كتاريخ لايمكن اهمالة أو تجاوزه فأنني اعتبر أن من أهم الدروس المستبطه من هذا الوضع هو مارا فق تشكيل الدولة العراقية في العام 1920 و هو المفصل الرئيسي والهام في هذا التهميش والإقصاء الذي نحاول أن نسلط الضوء علية من خلال تبيان المفاصل الرئيسية لتشكيل دولة العراق ألحديثه هو بالأساس الرابط والجامع لكل ماوصلنا أليه في الوقت الحاضر من مآسي وكوارث تكاد تعصف بهذا البلد الجريح مع الأسف.

    أن مراجعة بسيطة لبذرة التشكيل نجد أن البداية كانت بمثابة الصدمة الحقيقة التي أوجدت فصلا عنصريا كان يقوم على أساس الفصل الطائفي الاجتماعي والمذهبي محاولا إذابة هذه الطائفة وإقصائها من مفاصل الدولة من دون الأخذ بخصوصيتها مرة من خلال فرض سياسة أجبار هذه الطائفة التخلي عن المذهب من خلال النظرة القومية الشوفينيه من خلال السياسة التي أطلقتها الدولة العراقية منذ تأسيسها بالرغم من أن المرجعية الشيعية هي التي نادت بضرورة قيام دولة عربية في العراق كما جاء في كتاب عبد الكريم الارزي (مشكلة الحكم في العراق من فيصل الأول إلى صدام)
    [align=left]
    ســاطع
    الحصري[/align]
    عن ساطع الحصري ..عندما قال عن وزراء المعارف وغيرهم أنهم لم يكونوا يفرقون بين الجعفري العراقي والجعفري الإيراني، الم يكن قد سمع أو عرف أن بعض الأوساط العراقية، التي بقيت رواسب العهد العثماني قوية فيها، كانت تعتبر كل شيعي في العراق إيرانياً أو كأنه أيراني، وكانت الكلمتان (عجمي) و(شيعي) تكادان تكونان كلمتين مترادفتين في تلك الأوساط، مع العلم بأن الكثيرين من أبناء تلك الأوساط لم يكونوا من أصول أو انساب عربية.

    لماذا لم تصدر من ساطع الحصري، وقد أدرك الفرق بين الجعفري العراقي والجعفري الإيراني، كما يقول، كلمة واحدة في انتقاد تلك الأوساط على مواقفها هذا مع علمه بأن الشيعة يكونون الأكثرية الساحقة من عرب العراق، وبدونهم يصبح العرب في العراق أقلية صغيرة. هذا ولابد أن نذكر هنا أن التفريق بين الجعفري العراقي والجعفري الإيراني الذي أثاره ساطع ألحصري لم يكن في الواقع وارداً في ذلك الوقت بدليل قيام المجتهدين وعلماء الدين الإيرانيين بدور كبير في تحريض العراقية، ولاسيما العشائر الشيعية العراقية، على الثورة ضد الاحتلال البريطاني، تلك الثورة الوطنية التي اندلعت في 1920 والتي كان مطلبها الرئيس (إقامة دولة عربية) في العراق، كما جاء في رسائل المجتهدين الإيرانيين أنفسهم، ومنهم شيخ الشريعة الأصفهاني في رسالته الموجهة إلى الحاكم المدني العام في بغداد في 2 محرم 1939 هـ (15 أيلول 1920)وفي الرسالة المشتركة التي وجهها الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي وشيخ الشريعة الأصفهاني إلى الرئيس الأمريكي ولسن، والمؤرخة في 12 جمادى الأولى 1337


    [align=left]
    شـــيخ الشريعة
    الأصــــــــفهاني[/align]

    [align=left]

    محــــــــــــــمد
    تقي الشيرازي[/align]

    [align=left]
    ودرو ولــسن[/align]

    حيث قالا فيها: (فرغبة العراقيين جميعهم والرأي السائد بما أنهم امة مسلمة - أن تكون حرية قانونية واختيار (دولة جديدة عربية) مستقلة- أسلامية وملك مسلم مقيد بمجلس وطني) .وفي رسالة أخرى مؤرخة في 5 جمادى الأولى 1337 موقعة من نفس الشيخين موجهة إلى الرئيس ولسن عن طريق السفارة الأمريكية في طهران يطلبان أليه فيها تأييد حقوق العراقيين في تشكيل (دولة عربية).,

    ومرة أخرى من خلال تذويب فكر أل البيت في بقية الفكر الذي تتخذه الأقلية دون الأخذ بالاعتبار أن الاكثريه في العراق هي الطائفة الشيعية حتى وصل الأمر إلى أن تجعل وزارة الأوقاف العراقية بزمن الطاغية صدام حسين إلى وضع أمور الوقف الشيعي في وزارة الأوقاف العراقية في غرفة صغيرة جدا ومكتوب على جانبها الأيمن (الوقف الشيعي ووقف الطائفة الموسوية) ويقصد هنا بالطائفة الموسوية بالطائفة اليهودية التي ليس لها ذكر في العراق بعد رحيلهم إلى إسرائيل كما نعرف وخاصة في ثمانينيات القرن العشرين وأنا كشاهد عيان شاهدت هذا الوضع ولم ينقل لي بالإضافة إلى منع أقامة الشعائر الحسينية من قبل حكومة البعث الفاشي في حينه بالقوة والتسلط لاغير.

    تم الإقرار على تشكيل الدولة ألعراقيه من خلال مؤتمر الشرق الأوسط الذي عقد في القاهرة بأشراف ورعاية المملكة المتحدة وتم تعيين الملك فيصل بن الحسين ملكا له وهو ليس بعراقي تنفيذا لرغبات البريطانيين آنذاك ولإرضاء قوى حاولت فرض هذا الواقع سيأتي ذكرها لاحقاً ,هذا التشكيل والإقرار تم على ضوء المعارضة الشديدة التي أبدتها ثورة العشرين التي هي بالأساس ثورة عراقية خالصة أجبرت المحتل البريطاني على الاستجابة للعراقيين في تشكيل دولتهم التي وضعها البريطاني في موضع لايحسد عليه من خلال تجميع هجيني غير متماسك في الولايات الثلاث (بغداد والبصرة والموصل) لاختلاف خصائصها وتنوعها في ارثها الحضاري والديني المذهبي رغم أن الجامع لهم في الأساس الدين الإسلامي ألا أن هذا لايكفي في تشكيل دولة واحده مركزيه لهذا قد بان الأثر الكبير للسياسة البريطانية في سياسة فرق تسد التي خدمت مصالحه الانيه دون النظر إلى مصلحه المواطنين القاطنيين في هذه البعقعه من الأرض وعدم جدية التفكير بمستقبل العلاقات والنسيج الاجتماعي فيها مما أدى ذلك إلى حدوث الكثير من المنغصات والمشاكل في بداية التشكيل ألا أن الانكليز استطاعوا السيطرة عليها من خلال ممارسة سياسات فصل عنصرية وتهميش مكون أساسي ومهم هو الطائفة الشيعية بالرغم من المعارضة التي حصلت من قبل وجهاء البصرة الذين قاموا بدورهم بإرسال رسالة إلى المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في 13 أب 1921 طالبوا فيها بإنشاء إدارة سياسية مستقلة في البصرة هذا الأمر الذي جوبه بالرفض من قبل الانكليز والاستمرار في سياسة يمكن اعتبارها خرقا للقوانين المرعية آنذاك رغم الاقتناع الكامل بان هذا التشكيل سوف يحمل الكثير من المآسي الوطنية والقومية ألا أن الاستمرار فيه وتشكيل قيادة هرمه هي التي ستضمن للمحتل البريطاني ديمومة البقاء والاستمرار على هذه الأرض واستشهادا بذلك لايمكن إنكار ماكتبه الملك فيصل والتي نستبين الظليمة التي وقعت على العراقيين اجمع وخصوصا الطائفة الشيعية حيث كتب في عام 1931 مذكرة مشهورة جاء فيها

    [align=left]
    الملك فيصل[/align]

    "إن البلاد العراقية هي جملة من البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ذلك هو الوحدة الفكرية و القومية و الدينية فهي والحالة هذه مبعثرة القوى منقسمة على بعضها و بالاختصار أقول وقلبي يملؤه الأسى إنه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد بل توجد كتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية , هذا هو الشعب الذي أخذت مهمة تكوينه على عاتقي" ((عبد الكريم ألأزري في كتابه "مشكلة الحكم في العراق" و ناجي شوكت في كتابه "سيرة و ذكريات)).

    أذن نحن أمام حالة تشكيل هجين لدولة تجمع نقائض ماموجود وعلى أساس التكوين الاستيطاني الذي وصفة الملك فيصل في مذكرته لابد أن يحصل شئ ما يلهي هذا الشعب وتكويناته الغير منسجمة فيما بينها كان لابد أن تكون هناك تناقضات أخرى على رأس الحكم يمكن من خلالها الهاء هذه المكونات بمعادلة جديدة يمكن أن تكون لعبة التي اسميها التي هي موجودة منذ وجودنا الظالم والمظلوم وتثويرها وفق الطريقة التي تخدم مصالح الانكليز في حينه بين هذه الشعوب دون أن يكون الضرر الأكبر واقعا عليهم ولقبولهم على مضض هذا الوضع الجديد وتقليل الخسائر وتكثير الغنائم لضمان الديمومة والاستمرارية لها مالذي حصل ومن كان الظالم ومن كان المظلوم وكيف أديرت أللعبه من قبل الظالم وبالتنسيق من العامل المساعد على إدامة هذا الظلم؟
    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=justify]

    الشيعة والدولة
    (2)
    بقلم :رائد محمد





    الشيعه وإنشاء الدولة العراقية الحديثة 1921


    بيرسي زخريا كوكس المندوب السامي والحاكم الفعلي للعراق في فترة الاحتلال البريطاني الذي بداء على يد الجنرال مود عام 1917 وهي صفة لها مدلولاتها وأهميتها في الزمن الذي نشط فيه في منطقة الخليج وإيران والعراق،تخرج من الكلية الملكية البريطانية العسكرية في "ساند هرست"، وعين مباشرة بعد تخرجه في الهند منذ عام 1884وحتى عام 1890 مع الحامية البريطانية هناك، ثم حول في نهاية خدمته العسكرية إلى الخدمة السياسية في الهند أيضا، ثم انتقل للعمل في الخليج وإيران خلال الأعوام (1893 - 1914م)، وشغل عدة مناصب. .منح لقب سير عام 1911م كأفضل سياسي في المنطقة، وكان ذلك بسبب خدماته أثناء الحرب العالمية الأولى.ومنذ عام 1918إلى عام 1920 عمل وزيرا مفوضا في إيران, وكان مسئولاً عن الاحتلال البريطاني للعراق، وكان هذا سببا في نقله من منصبه الأخير ليعمل مندوبا سامياً في العراق منذ عام 1920 – 1923 بصفة العراق وقتئذ دولة حديثة تقع تحت الانتداب البريطاني استنادا لقرار المجلس الأعلى للحلفاء.



    السير برسي كوكس

    يمكن اعتبار هذا الرجل هو المؤسس الحقيقي لدولة العراق الحديثة وهو من السياسيين البارزين والمحنكين خلال سيرته القصيرة التي أوردناها في خدمة التاج البريطاني لذا كان لزاما عليه أن يحفظ المصالح البريطانية في المنطقة والعراق وهذا الأمر انسحب على أن هذه الدولة الجديدة يجب أن تكون تابعة لهذا التاج في تكوينها السياسي والاقتصادي والمجتمعي كواقع مفروض خاصة في عصر الاستعمار العسكري الذي كان سائداً في ذلك الحين وان التجاءه إلى عبد الرحمن النقيب ليكون أول رئيس لوزراء العراق والالتجاء إلى الأقلية السنية في العراق التي تكون19% من سكان العراق (حسن العلوي في كتابه "الشيعة والدولة القومية في العراق" أنه وطبقاً للإحصاء الذي نظمته بريطانيا عام 1919 كان العرب الشيعة يشكلون 55% من مجموع سكان العراق، بالمقابل كان السنة يقدرون بـ 19% فقط) ، هذا في حين يرى (عبد الكريم ألأزري في كتابه "مشكلة الحكم في العراق" أن الشيعة كانوا عام 1947 يقدرون بـ 59,5% من السكان بمقابل 19,7% من العرب السنة )وهذا كان نتيجة طبيعية لما سبق من أحداث ثورة العشرين التي قادها زعماء قبائل وعلماء الدين الشيعة واتسع نطاقها لتشمل المدن والحواضر العراقية مثل النجف وكربلاء والسماوة وقطعت طرق المواصلات التي تعتمد عليها القوات البريطانية، البرية منها والنهرية وكذلك سكة الحديد حتى استشرت مجاعة بين البريطانيين وهذا الأمر قد أدى بشكل كبير إلى انسحاب القوات البريطانية المحتلة وهذا هو جزء من عملية اخذ الثار من المسبب الأكبر في فقدان بريطانيا توازنها في العراق وكذلك جعلهم خارج اللعبة السياسية وجعلها بيد الأقلية لضمان المصالح البريطانية اللاحقة.

    هذا اللا توازن بين الاغلبيه الشيعية ومصالح بريطانيا جعل المحتلين يفكرون في محاولة أبعاد الشيعة ورجالاتهم من استلام مقاليد الحكم أو التواجد في المناصب الحساسة التي تؤثر على مصادر القرار ألا ماندر وفي فترات متباعدة وعند الحاجة أليهم وكان من أهم نتائج هذا التضييق إلى أن يهاجر معظم رجالات الدين والمراجع الذين كانو يقودون الشارع الشيعي إلى إيران وحتى السماح لعودتهم في العام 1924 إلى العراق والتشديد من قبل الحكومة البريطانية الموكلة من قبل الحكومة العراقية المرتبطة كليا بها على إجبارهم تقديمهم تعهد خطي بعدم التدخل بالأمور السياسية بالعراق كشرط أساسي لهذه العودة هذا الأمر يمكن اعتباره سلاح ذو حدين فيه جانب ايجابي وجانب أخر سلبي ..

    - الجانب الايجابي الأول : هو أبقاء الحوزة العلمية داخل العراق واستعادة فاعليتها الدينية باعتبار النجف الاشرف هي حاضرة التشيع العالمي وهذا أمر ايجابي

    - والأمر الثاني السلبي :هو الإقرار بابتعاد القيادات الدينية المعنوية الفاعلة عن الجماهير من قيادتها وعزل الشارع السياسي الشيعي عن قياداته وهذا الأمر السلبي الذي اضعف كثيرا قوة الموقف الشيعي داخل الدولة مما حدا بالبريطانيين أن يهيئوا لهذا الأمر بشكل كبير من خلال ممارسة سياسة الاستيطان للعنصر البشري الغير مسلم لأحداث خلل في التركيبة السكانية في الجنوب العراقي الذي يتميز بشيعيته ، ويتوضح ذلك من خلال قراءة لما كتبة المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي عن تاريخ العراق الحديث وقد صدر الكتاب بطبعته الأولى (2000) عن مؤسسة الوعي الإسلامي بيروت ((فالغزو البريطاني للعراق عام 1918 كان يهدف إلى تغيير بنية المجتمع العراقي عبر توطين الملايين من الهنود السيخ في المناطق الجنوبية من العراق، إضافة إلى مسخ الهوية الإسلامية للشعب العراقي وربطه بعجلة الثقافة الغربية إلا أن تلك الوسيلة قد فشلت نتيجة للتصدي الذي قامت به الحوزة العلمية بقيادتها الدينية المتمثلة بالإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي والذي يعد رائد التحرير في العراق. واستطاعت أن تفشل تلك المخططات)).

    هذا أن دل فإنما يدل على أن السياسة البريطانية كانت تحاول بإصرار وتتعمد أن طمس ثقافة أهل الجنوب والفرات الأوسط الذين يمثلون الثقل النوعي لهم ولثقافة الانتماء إلى فكر التشيع من خلال تمرير عدة مشاريع من هذا النوع لأحداث هذا الأمر ولجعل حالة من حالات التوازن السكاني وخاصة أن وجود هذا الفارق السكاني الشاسع في عدد السنة إلى الشيعة ,هذا الأمر الخطير لم يكن سهلا وممكنا بل يتطلب من القوة البريطانية العسكرية أن تفرض سياسة الأمر الواقع في المركز بغداد وجعل العملية تدور وفق سياسة التهميش والإقصاء لضمان تنفيذ سياستها في الإخلال بالتركيبة السكانية التي اشرنا أليها باعتبار المركز هو الذي يصدر القرار وعلى الآخرين التنفيذ وهو المنهج التي تتخذه الدولة المركزية في العراق وكذلك تعيين قيادات سنيه في رأس الهرم السلطوي وتعيين ضباط قادة الجيش من ألسنه لأخذ زمام المبادرة العسكرية التي كانت تغلب على الحياة السياسية آنذاك وهذا المنطلق لم يكن ولم يتحرك ألا بعد أن وجدو أن في الطائفة الشيعية الميل الحقيقي إلى الذود عن أراضيهم وديارهم وتأثير الخط الجهادي المتمثل بالمرجعية الشريفة وعم القبول بأنصاف الحلول أو القفز إلى الأمام لتخطي مشاكل تبقى مشاكل مزمنة يتفجر تشظيها في أي لحظة فكانت هذه المرجعية في مدينه النجف هي المحرك الأساسي لجميع الثورات التي حدثت في العراق وبطبيعة الحال كان الشيعة امتداد وتواصل مع مرجعيتهم باعتبار الاعتبار الروحاني والتقدير العالي الذي يكنه الشيعي لمرجعيته وقد كان التحرك التاريخي من قبل رجالات الدين الشيعة قد بداء في عام 1917 بتشكيل جمعية النهضة الإسلامية كان في طليعتهم الشيخ محمد جواد الجزائري والسيد محمد علي بحر العلوم ، واتخذت الجمعية من تحرير العراق هدفا مرحليا له, وتأسست في كربلاء الجمعية الإسلامية بزعامة الشيخ محمد رضا محمد تقي الشيرازي ابن المرجعية الشيرازية وضمت في عضويتها العديد من علماء الدين مثل السيد هبة الدين الشهرستاني.


    السيد هبة الدين الشهرستاني



    الشيخ عبدالكريم الجزائري

    وكان هدف الجمعية رفض الاحتلال البريطاني والمطالبة بالاستقلال واختيار ملك مسلم. وتأسس الحزب النجفي السري في عام 1918 الذي ضم عددا كبيرا من علماء الدين والشخصيات الاجتماعية المعروفة و زعماء العشائر العراقية، منهم الشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ جواد الجواهري , الشيخ محمد باقر الشبيبي والشيخ محمد رضا الشبيبي وغيرهم. وقد حظي هذا الحزب بتأييد مراجع الدين. وانصب نشاط الحزب على توفير مستلزمات الثورة المسلحة ضد القوات البريطانية.


    صورة ( نادرة) لكبار علماء النجف الاشرف وهم في طريقهم الى سوح الجهاد ضد الانجليز ، ويبدو فيهم السيد محمد علي بحر العلوم ، والشيخ محمد جواد الجزائري ، و الشيخ عبد الكريم الجزائري ، والسيد هبة الدين الشهرستاني، وغيرهم من كبار العلماء والمجاهدين.


    هذه الأمور بمجملها كانت المحفز الأساس للانكليز لكي يجدو في الكثير من رجالات الشيعة البارزين غير متوائمين مع الفكر الاستعماري البريطاني مما حدا بهم إلى اتخاذ نهج تطبيق سياسة الإقصاء التي أضرت بالشيعة كثيرا وجعلتهم خارج دائرة القرار والحكم من خلال دولة محكومه بالأقلية ومهمشة للأكثرية.

    [/align]





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني