الاختراق المخابراتي لبعض الاحزاب العراقية



عصام حسن

Esam126@hotmail.com



انشغلت الاوساط العراقية في الايام الماضية باخبار الاختراقات التي قام بها النظام المقبور في العراق لبعض الاحزاب العراقية الممثلة في مجلس الحكم وغير الممثلة فيه.

وصدر اكثر من بيان من بعض الاحزاب العراقية اقرت بوجود اختراقات للمخابرات العراقية لبعض هذه الاحزاب ولمكاتبها السياسية، ومعظمها التزم الصمت حتى تنقشع هذه "الغمة عن هذه الامة".

وقد سلطت الاضواء على اسماء مثل عبد القادر البريفكاني من الحزب الديموقراطي الكوردستاني،و سعدي أحمد بيره ، حامد الحاج غالي و آسو ألماني ، فريدون عبد القادر ، شيردل حويزي من مسئولي الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة جلال الطالباني ، بالاضافة الىآزاد سعيد، أوميد محمد من الحزب الشيوعي الكردستاني .

وكانت ردود افعال هذه الاحزاب اتهام هذه الشخصيات بـ" الزعانف والمجموعات الكارتونية "، اما تحليلات بعض المراقبين فرأت في هذا الاقرار النصفي الناقص –بوجود الاختراق – بان هذه الاحزاب اتخذت من الاسماء المعلنة " مجرد أكباش فداء دفعت إلى المسلخ بهدف التستر على مسؤولين وزعماء كبار آخرين في أحزاب عراقية.

وبغض النظر عن صحة او سقم المعلومات الانفة الذكر، وهل هي بهذا الحجم ام انها بحجم اكبر، فان المراقبين المتابعين للساحة العراقية، لم ولن يفاجؤا بمثل هذه الاخبار، فالاختراق حالة لايمكن التخلص منها بصورة قطعية في الاحزاب التي تتمتع بقابليات امنية متواضعة، وتعاني من هشاشة بنيتها التنظيمية، وبالتالي فان اختراقها ليس امرا صعبا،حتى الحكومات ذات الثقل الامني تتعرض اجهزة مخابراتها- عادة - للاختراق و اجهزة الدول الكبرى كوكالة المخابرات المركزية الاميركية ، لم تنج من اختراقات، اعلنت في حينها ، واحدثت ضجة كبرى، وبلغت اوجها ايام الحرب الباردة، ولم تتوقف بعد.

ان الاحزاب العراقية ليست استثناء لهذه القاعدة، ولعلنا قد نسمع بعد فترة عن رؤوس اكبر قد "تدحرجها" ملفات الامن العراقي او المخابرات،او اجهزة دول اقليمة او عربية ودولية، ولكي تبقى القضية ضمن سياقها الطبيعي، فان الاجراء العملي"المأمول" و"المتوقع" هو التعامل مع هذه الملفات بمنتهى الشفافية، للحفاظ على مصداقية هذه الاحزاب، ولقطع الطريق امام المتصيّدين في الماء العكر، لتشويه السمعة النضالية لاحزاب وحركات دفعت ثمنا لايستهان به لوقوفها امام غطرسة النظام البائد،ولكي لاتتحول هذه الورقة الى وسيلة ابتزاز بين الاحزاب نفسها، لتبرئة ساحتها ورمي كرة النار في ملعب الاخرين.

لتعلن كل الاحزاب العراقية، بانها مستعدة للنظر في اي معلومة"موثقة" حول عناصرها القيادية، وانها لاتخجل من مساءلة كوادرها اذا اثبتت الوثائق انهم فعلا قد تورطوا وتلوثوا ،و"تعاونوا" مع النظام في ذبح ابناء شعبهم العراقي، وانها ستنزل بهم العقوبات العادلة.

وعندما تمتلك احزابنا هذه الشجاعة ،وتواجه الشعب بصدق وشفافية، فان الجماهير العراقية ستتعاون مع هذه الاحزاب، لتعريفها بكوادرها، ونقاط ضعفهم الامني،وربما سيتسع صدرها للتغاظي عن هذه الاخطاء،طالما تم الاعتراف بها،والتخلص عن اسبابها.

فهل ستقدم على هذه الخطوة؟