حوارات مع الشيخ طالب السنجري - 1
فتوى أباحة زواج المسلمة من غير المسلم
كتابات - سلام محمد الطائي
على الرغم مني أني شخص علماني أحارب تمدد سلطة رجال الدين في ميادين السياسة والمجتمع ، وادعو الى عبادة الله تعالى وحده بعيدا عن كل شكل من اشكال الارتباط برجال الدين .
ألا اني وجدت نفسي معجبا بأفكار الشيخ طالب السنجري العقلانية التنويرية التي تفتح آفاقا جديدة لفهم الدين من زاوية انسانية عقلانية متحررة من سجون الطائفية والتحزب والجمود على الأطر التقليدية ... لذا وجدت ان الواجب الاخلاقي يفرض عليّ تقديمه الى القراء في سلسلة حوارات فكرية – دينية تسعى الى تقديم رؤية تجديدية معاصرة للدين .
علما ان الشيخ السنجري حاصل على درجة الاجتهاد في الفقه ، وله رسالة عملية بعنوان : (( شيء من الفقه )) وسبق له التدريس في الجامعة واصدرالعديد من المؤلفات .
س- هل من الممكن ان نتعرف على بعض محطات حياة الشيخ السنجري ؟
ج- بسم الله الرحمن الرحيم انا طالب السنجري من مدينة الشطرة من مواليد 1952 التحقت بالحوزة العلمية بعد اكمال شهادة المدرسية بأمر من الشهيد الامام محمد باقر الصدر وعشت في كنفه الشريف متلقيا علوم الحوزة واداب طالب العلم الديني ورافقته رحمه الله في تصديه لنظام حزب البعث في العراق وكنت في 7 رجب من عام 1979 رفيقه الى السجن ولكن غضب الشعب العراقي اجبر الحكومة على الافراج عنا بنفس اليوم واشتد الطلب عليّ من قبل الأمن الصدامي فأمر سماحته ان أهاجر منها فهاجرت وكانت الهجرة الاولى الى سوريا ثم لبنان ثم افريقيا بيد أن الاقامة الدائمة في سوريا وكان لي في غيرها مكوثا غير دائم وكنت مع معارضتي السياسية للنظام العراقي أهتم كثيرا بالشؤون الثقافية والفكرية فصدر لي مجموعة كراريس وكتب وكان في بعض موضوعاتها تتقاطع مع النظرية الشيعية التي تتبناها ايران فصبت ايران عليّ غضبها وحركت اذنابها في اكثر من دولة عربية فخشيت على حياتي من اضطهادين طائفي تقوده ايران وسياسي تقوده المخابرات العراقية مما دعاني الى اللجوء للأمم المتحدة فكانت محطتي الاخيرة هي الولايات المتحدة الامريكية وانا الان أشرف اليوم على حركة ارشاد وامارس عملي الدعوي مستفيدا من فضاء الحرية في هذا البلد .
وارجو ان تهدأ الامور في بلدي العراق لأعود اليه وأجده كما فارقته عراق المحبة والمودة والأخاء .
س – ماهو برأيكم السبب في وضع الحواجز النفسية والفكرية بين ابناء الديانات المختلفة التي تعبد الله سبحانه ؟
ج- اعتقد ان المناهج المتعددة لدى الديانات السماوية والتي هي كتب انزلها الله لاسبحانه على انبياءه فيها هدى ونور وبصائر للناس بالمجموع ولكنها قد تتقاطع مع بعضها في بعض الاحكام والتشريعات وهذا التقاطع فيما اقدر طبيعي لأن كل منهج يمثل مرحلة زمنية وهو علاج لها وحل لمشكلاتها فبالضرورة تختلف عن المنهج الذي يختلف زمانا ومكانا عن الاخر مما يفترض بالعقل لدى اتباع الديانات ان يجعلوا كل تلك المناهج بمستوى واحد من القداسة على انها كتب سماوية ويستفيد من الكل بما يؤدي الى وحدة العقل الديني اذ ان القواسم المشتركة بينهما كثيرة ولكن الانانيات والذاتية التي عليها معظم المدارس الدينية تحول دون هذا الانفتاح والتقيد اللامسؤول بما ينقله تاريخ تلك المناهج هو الغذاء الذي يقدم للناس من اجل ارضاء عواطفهم وربطهم بالمنهج وبتاريخ احكامه تاركين ارضاء العقول ورفدها وانفتاحها ووعيها لقدرة مافي هذه المناهج من روح طيبة وهي إلهية ووعي مقاصدها واضحة وبهذا وضعت الحواجز النفسية والفكرية بين ابناء الديانات المختلفة .
س- ماهو مضمون فتواكم بخصوص اباحة زواج المسلمة من غير المسلم ؟
س – انا اذهب مع الذين ذهبوا الى جواز زواج المسلمة من غير المسلم بناءً على اذاماتوفر شرط احترام غير المسلم لمعتقدات المسلمة وهذا المعنى يحصل عند من يرى الاديان والكتب السماوية روافد الهية تهذب الانسانية لأن عدم الاحترام يثير مشكلة في داخل الاسرة ويقطع عرى المحبة وديمومة الحياة الزوجية فتنتهي بالطلاق وارى ان هذه هي العلة التي من اجلها اطلق البعض من الفقهاء تحريم زواج المسلمة من غير المسلم واعود للقول ثانية ان الزواج في الاسلام او في غيره انما يقوم على تراضي بين الرجل والمرأة وقبول احدهما بالاخر واذا توفر هذا الرضا والقبول توفر احترام احدهما عقائد الاخر فيتحول الزواج الى سكن ولباس ومودة ورحمة ولأن المسلمة في عصرنا الحاضر تحظى برعاية القوانين المدينة التي تتكفل لها حقوقها القانونية وان الاسلام اصبح ظاهرة لايتسنى لأحد تجاهلها فلا خوف اذن من الزوج غير المسلم وبغير ماكان في بدء الدعوة الاسلامية .
س- كيف كان موقف الاسلام في بدء الدعوة من زواج المسلمة من غير المسلم ؟
ج- في بدء الاسلام حيث المسلمون قلة والدعوة بعد فتية فتحتاج الى عملية تحصين الجماعة من الاختراقات ولأن غير المسلمين في المدينة لايكادون زاوية نفوذ الى داخل الجماعة المسلمة ألا دخلوها من اجل اثارة الواقع بأتجاهات سلبية لأنهم راوا ان الاسلام ضد همومهم الشخصية لاضد دياناتهم السماوية ولأن الواقع الاجتماعي يومئذ قائم على ان المرأة أضعف موقفا من الرجل فالمجتمع ذكوري والقوانين ذكورية واذا دخلت المسلمة في ظل زواج بغير المسلم فأنها ستكون له تابعة فأما تدخل دينه وهذا اضعاف للجماعة المسلمة او تتحول الى نقطة عبور الى اسرار الجماعة الاسلامية من خلال قوة الزوج ومكنته في الضغط عليها او استدراجها بما يؤيد موقفه الذكوري اليها بذلك ومن هنا جاء تحريم زواج المسلمة من غير المسلم .
س- كيف تفسرون قوله تعالى : (( ولاتنكحوا المشركات حتى يومن ولأمة مومنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولاتنكحوا المشركين حتى يؤمنوا )) ؟
ج- الاية الكريمة تشير الى تحريم الزواج من المشركين والمشركات في دائرة الجزيرة العربية دون غيرهم وانا أميل الى هذا الرأي لأن الاسلام لم يرد للمرأة ولاللرجل ان ينفتح على الاخر الوثني لأنه جاء بالتوحيد مقابل الاوثان فأراد ان يصنع عزله نفسية من ضمنها الزواج والمصاهرة لجعل الموقف أشد قوة وميلي الى هذاالرأي ايضا ناتج من اني ارى ان مسألة التحريم هذه مرتبطة بسبب نزول تلك الاية الكريمة اذ نزلت بعد صلح الحديبية وحيث الزمان لا ذلك الزمان ولاالمكان ذلك المكان فلم يبقى داع للتحريم .
الحلقة الثانية : حول هل يجب على الوالدين تلقين الطفل ديانتهما ؟
ملاحظة :
الشيخ السنجري يرحب بأتصالكم على رقم الهاتف المجاني : امريكا / 3190-824 – 866
او عنوانه الالكتروني :
[email protected]