كتب علي العلاس
ما بين النظرة التفاؤلية إلى مستقبل العراق التي سيطرت طيلة الحوار مع الامين العام لمؤسسة الخوئي وحفيد المرجع الراحل ابو القاسم الخوئي السيد جواد الخوئي، وبين ما يمر به العراق في الوقت الراهن من منعطفات كانت هناك مساحة شاسعة اتخذها الحفيد قاعدة لشن وكشف تفاصيل كان من قبل يصعب الاقتراب منها، لما يمكن ان تحدثه من مشاكل ربما تتطور لاحقا إلى كوارث العراق في غنى عنها.
من هذه النقطة ومن هذه القضايا الشائكة انطلقنا مع الحفيد الخوئي الذي اكد لـ «الراي» على متانة العلاقات الكويتية - العراقية وما يربط الشعبين من علاقات وطيدة، متمنيا ان تنتقل تجربة الكويت الديموقراطية الرائدة إلى العراق بعد استتباب الأمن مستقبلا.
أما تفاصيل مؤسسة الخوئي التي يتبعها اكثر من 18 فرعا حول العالم، كان الهدف من وراء تأسيسها كما ذكر الخوئي الحفيد، خدمة قضايا المسلمين كافة بغض النظر عن قومياتهم ومذاهبهم والارتقاء بلغة الحوار وتقريب المذاهب لتكون منبرا لتوحيد كلمة المسلمين ومصدر إلهام للعقول الناضجة.
وفي ما يتعلق بوضع التيارات والاحزاب العراقية، قال الخوئي هذه الاحزاب جاءت نتيجة ردة فعل لما احدثه النظام السابق بعضها يتبع دولا خارجية تقوم بتمويلها لتصفية حساباتها مع دول اخرى في ساحة العراق لتكون النهاية على حساب المواطن العراقي.
ودعا الخوئي دول الجوار، وخص بدعوته الكويت والدول العربية كافة للمساهمة في انجاح العملية الديموقراطية وعدم ترك العراق لدول اخرى تستفرد بالساحة، فالمواطن العراقي تجمعه صفات كثيرة مع المواطن العربي، كما حذر من عدم استتباب الوضع الامني في العراق الذي يمكن ان ينعكس على جميع دول المنطقة.
وأكد الخوئي ثقته بالقضاء العراقي في الوصول إلى نتيجة عادلة تقتص من الاشخاص الذين لهم يد في مقتل الامام عبدالمجيد الخوئي.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
• ما سبب زيارتكم إلى الكويت؟
- هناك اكثر من سبب الأول جاءت تلبية للدعوة الكريمة الموجهة لي من حكومة الكويت، وهي بالطبع مشكورة على هذه الدعوة التي تأتي في اطار التعارف والاستشارة حول كل ما يجري في العراق بشكل عام ومن المتوقع ان اقوم باجراء عدة لقاءات مع المسؤولين الكويتيين ولقاء خاص مع سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح، وبالنسبة للسبب الثاني المتعلق بمجيئ إلى الكويت هو المشاركة في الاحتفال التأبيني الكبير الذي سيقام غدا في مسجد زين العابدين بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لرحيل جدي المرجع الكبير السيد ابو القاسم الخوئي، وكذلك لاحياء الذكرى الثانية للاعتداء الآثم على قبة الامامين العسكريين عليهما السلام.
• كيف ترى مساندة ودعم الكويت لقضايا العراق؟ والى ماذا تطمحون فيما يمكن ان تقدمه الكويت؟
- ما نطمح اليه وما نتوقعه من دولة الكويت الشقيقة الكثير والكثير، لا لسبب ما وإنما لأن الكويت دولة شقيقة وتربطنا معها علاقات تاريخية وطيدة بحكم الدين واللغة والجوار، صحيح ان دولة الكويت وشعبها عانوا اكثر مما عانى الشعب العراقي، ومعاناتهم ليست بقليلة، وكما ذكرت ان العلاقة بين الشعبين قديمة ومن هذا المنطلق رأينا موقف المرجعية الدينية وبالتحديد موقف الامام الخوئي من الحكومة العراقية الظالمة لدولة وشعب الكويت، وكيف اصدر فتواه الشهيرة في وقت الجبروت صدام بتحريم شراء كل ما هو منهوب ومسروق من الكويت، فالعلاقة قديمة بين الشعبين ونأمل ان تسود نغمة الانسجام الموجودة أصلا بين الشعب العراقي والشعب الكويتي بشيعتهم وسنتهم، وان كنا نأمل ونطمح أن تنتقل الى العراق تجربة الكويت الديموقراطية الجميلة المتمثلة في حرية المرأة والصحافة وابداء الرأي وغيرها من الامور التي قطعت فيها الكويت شوطا كبيرا.
• بين الفينة والأخرى نسمع تصريحات لاشخاص وربما مسؤولين متعلقة بموضوع الحدود الكويتية - العراقية هدفهم اثارة القلاقل، ما رأيكم؟
- مشكلة الحدود هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى، وان كان هناك أشخاص أو مسؤولون يثيرون هذا الموضوع، فهناك طبقة كبيرة من السياسيين العقلاء، ونحن دائما نراهن على هذه الشريحة الواعية التي تدعو الى التقارب بين الدولتين الشقيقتين.
وهذه المسائل وان كانت مهمة جغرافيا لكن ممكن للانسان ان يغض النظر او يتساهل عنها من أجل المصلحة العامة، ولكن يجب ان نأخذ في عين الاعتبار من هم الاشخاص الذين يدلون بنوعية هذه التصاريح، فهذا أمر جدا مهم، فعندما تصدر من شخص عادي ليس مسؤولا يختلف الوضع عندما يصرح بها مسؤول ودائما نحن نركز على العقلاء والشخصيات الهادئة المؤثرة فعليا في الوضع، وهذا هو المطلوب.
• بصفتكم الأمين العام لمؤسسة الخوئي في العراق ومساعد الأمين العام لنفس المؤسسة في لندن، ما حال المؤسسة بعد رحيل السيد عبدالمجيد الخوئي، ومن بيده أموال مرجعية الخوئي الراحل؟
- اسمح لي ان نرجع قليلا الى الوراء، فالمؤسسة عندما اسست في عام 1988 كانت المؤسسة الفعلية بما تعني من كلمة المؤسسة الأولى لطائفة المسلمين الشيعة، اسست بأمر من الامام الخوئي، والهدف من وراء تأسيسها كان لخدمة المسملين كافة بغض النظر عن قومياتهم ومذاهبهم، تلك المؤسسة التي انشئت لها وبشكل مكثف عدة مراكز في الدول الاوروبية والأميركية بلغ عددها 18 مركزا حول العالم، استطعنا ان نحافظ على نجاح استمرار العمل بعد اكثر من 20 عاما على تأسيسها، فالمؤسسة كما هي تنشط وتمارس دورها على أكمل وجه في مجالات متعددة ومتنوعة نتخذ من الامام الخوئي مثالا حيا، فهو الذي علمنا كيف ندعو للحوار والتقريب ولذلك ترى ان من أهم أهداف المؤسسة الحوار بين الاديان والتقريب بين المذاهب، ونحن نعمل على أصعدة عديدة، مرة عن وضع المسلمين ومرة أخرى عن الشعائر التقليدية وثالثة على مجال العلاقة مع الحكومات ورابعة حول الاديان والمذاهب، فأنشطة المؤسسة متعددة ومتنوعة لا تقف عند حد، اما في ما يتعلق بأموال المؤسسة فقد تركت بأمر الامام الخوئي وقفا وهناك هيئة أمناء من رجال الدين والتجار يشرفون على استثمارها، هذا جزء من واردات المؤسسة أما الجزء الأكبر فهو الحقوق الشرعية التي ترد الى يومنا هذا الى المؤسسة وتبرعات المؤمنين والمحسنين.
• أنتم متهمون كمؤسسة السيد الخوئي بانكم دخلتم الى العراق على ظهر دبابة انكليزية أي مع الاحتلال ألا تعتقد ان هذا الامر اضعف من هالتكم ا لدينية أولاوالسياسية ثانيا؟-
أولا علينا ان نعرف جيدا ان أمر دخول العراق لم يأت بناء على طلب أو دعوة من الشعب العراقي، وهذا أمر واقع وكان مفروضا تعلمه الكثير من الدول العربية، هناك تواجد أميركي ولا أحب ان أقول احتلالا أميركيا، فالتواجد واضح وكان الهدف من دخول السيد عبدالمجيد الخوئي الى العراق الحفاظ على الحوزة العلمية والمرجعية والمقدسات الدينية، وهو أول من كان يؤثر على الاميركيين في مسألة عدم دخول المدن المقدسة القديمة في سامراء وكربلاء وكاظمة والنجف والى يومنا هذا يلتزم الأميركيون بهذا الأمر، فالهدف من دخول السيد الخوئي كان لغرض انساني ايضاً ولخدمة الشعب العراقي.
واعتقد ان هذه التهم «دخول العراق على ظهر دبابة» اصبحت تهما واهية، لأنه وبكل أسف نرى في العراق حالياً تهما تصدر بشكل غير محسوب، والآن ودون استثناء جميع الشرائح العراقية تتعامل بشكل بشع وغير لائق مع القوات الاجنبية، مع ان كل هذه الشرائح في الاصل تحتمي بالقوات والمدرعات الأميركية، وانا لاحظت بنفسي عندما كنت في بغداد قبل اربعة أيام ان الحامي الأول في العراق هم الاميركيون والتواجد الأول في العراق للأميركيين ولا يمكن ان يتحرك شيء هناك دون الاذن والاشراف الأميركي خصوصا في المسائل المهمة، فهذه تهم اصبحت واهية يحاولون بها تقليل وطنية المخلصين وبخس حقهم في العراق.
• كيف تقيم حال التيارات السياسية الشيعية في العراق، وتحديدا ما مدى علاقتكم بالمجلس الاعلى الإسلامي؟-
التيارات في العراق الآن عديدة إسلامية وهي الان تنقسم إلى إسلامية ليبرالية وإسلامية دينية وإسلامية متطرفة وهي التي نخشى من خطورتها، وهناك تيارات علمانية مدنية، ولكن الحكم السائد في العراق هو حكم قائم على تيارات دينية، وأنا اعتقد وحسب قناعتي ان هذه التيارات حصدت نتيجة مراحل عديدة سواء نتيجة عامل عاطفي أو نتيجة رد فعل لما كان سائدا من وضع سلبي أيام النظام السابق الذي كان يمنع الإنسان من ممارسة الوان الشعائر الدينية مما اولد هذه الحالة، وهناك تيارات اوجدتها الظروف الخارجية والمرتبطة بتمويل دول خارجية قوية جعلتها تفرض نفسها على الأمر الواقع ببركة الدعم الخارجي على الرغم من صغر حجمها وتمثيلها قليل بالنسبة للشعب العراقي، واما بخصوص علاقتنا كمؤسسة الامام الخوئي اولا وعلاقتي شخصيا فهي علاقة ممتازة مع الجميع وقبل هذا اللقاء التقيت على انفراد بالعديد من المراجعيات الدينية والشخصيات السياسية الكردية والعربية والعلمانية والسنية والشيعية ومنهم سماحة السيد الحكيم فعلاقتي مع الجميع جيدة، وما نتمناه ان تسود روح الحوار والتسامح وتبادل الثقة بين الاخوان الموجودين، لأن العراق بلد واسع يسع الجميع، فالعراق ليس ملكا لطائفة أو قومية أو مذهب أو دين خاص، العراق خلقه الله متعدد القوميات والمذاهب.
• هل ترى ان مقتدى الصدر سحب البساط من نفوذكم ونفوذ آل الحكيم واعاد هيبة الصدريين؟
- اولا أنا أفرق بين التيار الصدري ومقتدى الصدر فالتيار الصدري الذي هو نسبه إلى المرجع الشهيد محمد الصدر الآن هو منقسم على نفسه، فالشيخ اليعقوبي يقول انا التيار الصدري وأسماء آخرين لا احب ذكر اسمائهم يقولو ن نحن التيار الصدري، وهم ايضا على خلاف مع مقتدى الصدر، هذا التيار واذا رجعنا إلى الوراء قليلا نجد ان أول مرة برز اسم مقتدى الصدر في اتهام جريمة قتل وهو مطلوب قضائيا اميركيا وعراقيا، وهذا التيار جاء على الدماء والرعب والخوف واحداث كربلاء خير شاهد على افعال هذا التيار، ونحن صراحة لا نخشى فقط من التيار ولا توجد لدينا أي حساسية تجاه شخص معين أو جهة ولكن نحن نقيم الحالة ونخشى على الأمة الاسلامية وعلى سمعة رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم من التيارات المتطرفة السنية والشيعية على حد السواء، فنحن الآن لا نفرق بين القاعدة والتيار الصدري الذي يقوده مقتدى، فهو يسير على المنوال نفسه، منطقهم هو السلاح والتهديد واقصاء الآخر، هذا المنطق لا مجال له في العراق الحديث، عراق القرن الواحد والعشرين، العراق يجب ان يكون عراق التسامح والديموقراطية وصناديق الاقتراع ومن يعمل عبر هذه الطرق لا نخشاه، اما العنف والخوف والتهديد فأعتقد ان هذه طريقة غير حضارية وسيأتي يوم وتزول.
• في رأيكم من هو المتهم الرئيسي الذي يقف وراء عمليات التفجير والقتل التي تحدث في العراق؟
- عمليات القتل في العراق يقف وراءها جهات عدة، فالإنسان عندما يقتل في العراق لا تعلم
من قتل ومن القاتل، هناك عصابات تقتل لاجل المال وهناك جهات تقتل من اجل زعزعة الامن، هناك اناس ينتقمون ويقتلون بالتهمة، ونحن كما تعلمون لدينا اتصال مع اخواننا في الرمادي واقول ان ما عانوه من ويلات «القاعدة» والزرقاوي ليس اقل مما عانيناه نحن في الجنوب اولا، وما نحن عانيناه في الجنوب من مقتدى الصدر ليس اقل مما عاناه الاخوة السنة في الاعظمية على حد سواء، والآن واضح ان العراق اصبح مكانا لتصفية الحسابات على اعتباره ارض المعركة، هناك بعض الدول تعمل على احباط الاميركيين في العراق حتى لا يفكروا في انجاح العملية السياسية والتجربة الديموقراطية في العراق، ونحن مع الاسف ندفع ضريبة صراعات اخرى بين اميركا ودول اخرى فأنتم تعلمون من خلال مشاهدتكم لشاشة التلفاز من اين تدخل المفخخات وفي اي دولة يتدربون؟ ومن اين تأتي الاموال... هناك وبكل اسف ميليشيات شيعية تدعم من قبل دول شيعية وميليشيات سنية تدعم من دول سنية، واحيانا العكس يحدث أن بعض الدول السنية تدعم ميليشيات شيعية ودول شيعية تدعم ميليشيات سنية لاجل زعزعة الوضع الامني في العراق، والنهاية تكون ان المواطن العراقي هو الضحية، ولذا نحن نحذر وهذا التحذير ليس تهديدا وانما امر طبيعي لان امن العراق من امن دول المنطقة وزعزعة الامن فيه خطرة سيطرق ابواب جميع دول الجوار دون استثناء، فالفكر التطرفي موجود في جميع دول العالم واذا دعم هذا الفكر من دول مهمة ستكون بداية الكارثة الفعلية.
• هل ترى وجه شبه بين ما يحدث حاليا في العراق من عمليات تصفية حسابات دول خارجية على ارض العراق وبين ما يحدث في لبنان في الوقت الراهن؟
- دون شك وان كان الوضع اللبناني وضعاً خاصاً لا احب ان اخوض في تفاصيله حتى لا يزعل علينا الاخوة اللبنانيون لانه في فترة من الفترات طلبنا من الاخوة في لبنان العاملين في مجال الاعلام عدم التدخل في الوضع العراقي حتى لا نتدخل نحن العراقيين في وضع لبنان، كل واحد يقيم وضعه ويعرف ما هو الداء وما هو الدواء، ولكن دون شك ان جزءا كبيرا من المشكلة في لبنان صراع دول ومن يكون اسد المنطقة، هذه صراعات كانت قديمة وتجددت لكن هذه المرة ظهرت بشكل بشع.
• هل تنوون خوض غمار السياسة ام تكتفون بالدعوة الدينية في العراق؟ وما حجم وجودكم في هذا البلد؟
- لا ننوي خوض غمار السياسة، بمعنى لا نطمح ان نكون اعضاء في البرلمان او وزراء ولا اعلى من ذلك، كل ما نطمح اليه ان يسود الحب والتسامح والديموقراطية في العراق، وانتهز هذا اللقاء فرصة واكرر ان قبل مجيئي إلى الكويت اجتمعت في بغداد مع الكاردينال وكل الاطياف التي تمكنت من الوصول اليها، نحن نسعى إلى ارساء قيم الحب والتآخي في العراق وننسى الماضي ويكفي العراقيين قتالا، هذا اولا، اما وجودنا فهو من وجود الامام الخوئي وكما تعلمون ان الامام ولاكثر من عقدين من الزمن كان هو المرجع الاول للطائفة الشيعية في العالم دون منافس ومازال هناك الكثير من الشباب والكبار والشيوخ هم من مقلدي الامام الخوئي، ربما يزيد عددهم على اكثر من 200 مليون مقلد شيعي حول العالم.
• كيف ترى مستقبل العراق؟
- بشكل عام انا متفائل بمستقبل العراق، لكن ينتابني شعور بالاحباط من بعض الحركات والتيارات الاسلامية، فبعض الحركات والاحزاب اساءت التصرف وانا اقصد ان اساءتهم للتصرف ليست اساءة لحزبهم او شخصهم وانما للمذهب والمرجعية ولجميع المقدسات الدينية في مسألة المحاصصة من الكوارث التي حصلت، وهناك الكثير من الامور التي لا احب الخوض في تفاصيلها اتت نتيجة ردة فعل، فطبيعي ان اي قرار تجزم به ناتج عن ردة فعل سيؤدي إلى حالة ارباك، وانا بقولي اني متفائل بمستقبل العراق لا اقصد ان الوضع جيد، الوضع في العراق بلا شك سيئ الحكومة حكومة ضعيفة ولا احد من اطرافها يعلم اين الخلل، ومع كل هذا انا بطبعي واخلاقي متفائل بمستقبل العراق، ولكن هذا لا يعني ان هذا التفائل يكون دون عوامل، لذا نرجو ونطلب من دول الجوار وبالاخص دولة الكويت الشقيقة والدول العربية الا يتركوا العراق لبلد آخر لاسيما ان هناك امورا كثيرة يمكن ان تساهم فيها الدول العربية، فهي تتحمل جزءا من المسؤولية والاميركيون يتحملون جزءاً والحركات الاسلامية تتحمل جزءاً.
• من قتل السيد عبدالمجيد الخوئي؟ واين وصل التحقيق في الموضوع؟
- من القاتل يجيب عليه القضاء العراقي، السيد عبدالمجيد الخوئي كما تعلمون كان يتمتع بمؤهلات كثيرة في لندن وكانت لديه علاقات جيدة مع كثير من الشخصيات السياسية والعربية هدفه الاول والاخير عندما ذهب إلى العراق هو اغاثة ومساعدة فقراء الشعب العراقي، ولم يطمح يوما إلى اي مسؤولية، فعندما يزور رئيس وزراء بريطانيا شخص في مؤسسته فهو اذاً لا يحتاج إلى اي مسؤولين... وانا اقول ان الذين قتلوا الامام هم الذين قتلوا الكثير من الشخصيات الاسلامية وهم الذين اساءوا إلى المرجعية وعلى رأسهم الامام علي السيستاني وهم الذين اشعلوا الفتنة الشعبانية في كربلاء وهم الذين هتكوا حرمة المقدسات، ومقتل الامام نحن تركناه في يد القضاء العراقي الذي خصص له قاضياً مستقلاً وجهة مستقلة ونحن كلنا ثقة بالقضاء العراقي الذي اصدر 24 مذكرة اعتقال والقاء القبض على اشخاص ينسبون انفسهم إلى الشهيد محمد الصدر، ولكن وبكل اسف هناك بعض الشخصيات السياسية الدنيئة اغلقوا الملف وجعلوه استثمارا سياسيا لمصالحهم وهم الذين افرجوا عن المعتقلين الذين يزيد عددهم على 30 شخصا، هناك اعترافات، الملف موجود والافلام موجودة في المحكمة ومازلنا نثق بالله عز وجل وبعد الله القضاء العراقي.