 |
-
سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني .... ننقل لكم رغبة أبنائكم الصدريين
سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني .... ننقل لكم رغبة أبنائكم
كتابات - راسم المرواني
نحن نعرف تمام المعرفة بأن أهم دور يمكن أن يلعبه أو يقوم به المرجع – بما هو مرجع – هو أن يمارس دوره الأبوي ضمن عائلته المتكونة من مقلديه وأبناء مذهبه وأبناء جلدته وأبناء وطنه وشركاءه في الإنسانية .
ولأننا نتوسم فيكم شعوركم الأبوي لأبناء العراق ، فإننا ندرك بأن الحب يمكن أن يصنع المستحيل في زمن المستحيل ، ولأننا نخوض مراحل التمحيص والإختبار ونتجرع كؤوس الصبر على يد قوى الظلام ، وجدنا أن ننقل لسماحتكم رغبة أبنائكم ومطالبيهم إياكم بأن تبدأوا بخطوة هي الأولى في رحلة الألف ميل والتي يراد منها صناعة الوحدة الوطنية العراقية ، والتصدي لأجندات الطائفية والحرب الأهلية .
والحقيقة هذا المطلب – الرجاء - لم يأت نتيجة ( حلم ) ، ولكنه يأتي على وفق رغبة الكثير من أتباعكم وأبناء مذهبكم وحتى من أبناء بقية المذاهب ، لأن الشعور الوطني الخالص لدى العراقيين يدفعهم الى التوجس من حالة التردي والفرقة التي يعيشها العراقيون والتي تدفع بهم نحو هاوية الحرب الأهلية التي ستوصلهم – لا سمح الله – الى الحرب الطائفية ، والتي سيكون المستفيد الأكبر منها هم أعداء العراق وأعداء الإنسانية .
ففي استبيان مهم وموضوعي أجراه مجموعة من أبناء مذهبكم داخل وخارج العراق ، اتضح لهم بأن ما يقرب من نسبة الـ (92%) من العراقيين يرحبون بفكرة ومشروع أن يتولى سماحتكم إمامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم ، جامعين من حولكم أبناء المذهب ، ومفسحين المجال لأبناءكم من الصدريين أن يتحسسوا أبوتكم الحانية بشكل مباشر ولتغلقوا – سماحتكم - الطريق بالمتاريس بوجه المتخرصين والمصطادين بالماء العكر ، والباحثين عن الفتنة .
إن قيامكم - أعزكم الله - بإمامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة ، محفوفاً بمحبة ومشاركة العلماء الأعلام ، ومحاطاً بالسادة الأجلاّء والمشايخ الأفاضل من طلبة الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف ، وبمختلف تقليدهم ، هو – أكيداً- مما سيخرس ألسنة الكثير ممن يريدون بهذا البلد شراً ، وسيوحد – بنتائجه الأولية - كلمة أبناء المذهب والدين والوطن ، وسيتكشف عن صبح جديد يحلم به العراقيون بكافة طوائفهم وتوجهاتهم الوطنية والإنسانية .
إن قبولكم إمامة الصلاة ( شخصياً ) في مسجد جدكم أمير المؤمنين (ع) سيعيد إلى النفوس استقرارها ، ويخلق جوّاً رائعاً من المحبة والود الذي غاب عن ذاكرة الكثيرين ، بسبب ما يبثه أعداء العراق من أكاذيب وإشاعات يتراقص لها الهمج الرعاع ويؤسسون عليها ثقافتهم ومتبنياتهم ، ولذا بات من الضروري أن نعلن للعالم بأن الغاية هي الوحدة وليس الاختلاف المفضي للخلاف .
إن ابنكم البار سماحة السيد القائد مقتدى الصدر قد أعلن مراراً وتكراراً – على مرآى ومسمع من أتباعه وغيرهم - طاعته لكم وأثبتها أمام سماحتكم بالدليل الفعلي ، وهذا ليس غائباً عنكم ، ولكنه غائب عن أذهان الكثيرين ، والذين يترآى لهم بأن هناك فجوة – لا سمح الله – بينكم وبين ابنكم السيد مقتدى الصدر .
إن وجود شعور العداء الظاهر على السطح كانت قد سببته آليات التعتيم على حقيقة محبتكم لابنكم مقتدى ومحبته لكم ، ورغم هذا فقد تلمسنا بين الصدريين شعوراً بالرغبة في أن يحملوكم – بكل ود واحترام - على رؤوسهم من برانيكم الشريف إلى مسجد الكوفة المعظم ، لما يرونه من محبة ورغبة فيكم ، وبما جُبلوا عليه من احترام المرجعيات ، ولما يبتغونه من تحقيق المصلحة العامة التي هي من أقدس المصالح ، مكتنزين في ذاكرتهم أشكالاً ونماذج من إيثار أجدادكم المعصومين لمصلحة العامة على رغباتهم.
إن توليكم ( شخصياً ) لإمامة صلاة الجمعة ، ودعوتكم لإبنكم البار السيد مقتدى الصدر بالإئتمام بصلاتكم وتوليه الخطبة ، ودعوتكم الأبوية لأئمة الجمعة في النجف الأشرف للمشاركة في هذه الصلاة ( الجامعة ) والموحدة سيكون – بتوفيق الله وبركة دعائكم - فاتحة عصر جديد للم الشمل وترميم البيت الشيعي الذي يراد منه أن يكون منطلقاً نحو لملمة شمل بقية أبناء المذاهب والطوائف في العراق ، وسيؤدي حتماً الى فتح أبواب الأخوة والمحبة ، وسيكون مشروعاً تأسيسياً وأنموذجاً ابتدائياً يقتدي به من يقتدي بانتظار أن يتنصل الطيبون والوطنيون والساعون نحو الوحدة والنقاء عن بعض مزاياهم من أجل خدمة العراق وشعبه الجريح ، يحدوهم سائق من الشعور بالمسؤولية وهم يرون سماحتكم تأمّون أبنائكم بالصلاة وتتنزلون عند رغبتهم النقية ، وتتحملون التعب والعناء على ما بكم من التعب وضعف البدن وافرازات عمركم الشريف أطاله الله لخدمة أبنائكم .
إن أربعينية جدكم الإمام الحسين عليه السلام ، ومسير أبناء العراق الى زيارة مرقده الشريف ، أثبتت بالدليل القاطع إن العراقيين من أتباعكم وأتباع غيركم من المراجع متمسكون بالثوابت وإن اختلف التقليد ، وتجمعهم راية محبة أهل البيت عليهم السلام وإن باعدت بينهم المسافات والرؤى ، وإن خطوة يخطوها سماحتكم في إمامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة ستخلق ثابتاً جديداً من ثوابت الوحدة .
ليتقبل سماحتكم محبتنا وطاعتنا ، وليتقبل شخصكم الكريم رجائنا ...سائلين المولى لكم ولنا التوفيق ، إنه ولي المؤمنين وهو ولي التوفيق .
نيابة عن الكثير من أبناء العراق في الداخل والخارج
* المستشار الثقافي والإعلامي لمكتب السيد الشهيد الصدر (قده)
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyauthor@yahoo.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |