وجها لوجه مع السيد مقتدى الصدر / 1
غالب حسن الشابندر
السؤال المطروح مباشرة على سماحة السيد مقتدى الصدر ، ترى أي نتيجة وصلت إليها بعد كل هذا الذي جرى ؟ هل خرج المحتل ؟ هل سقطت حكومة المالكي ؟ هل تحررت فلسطين ؟ هل حقق المستضعفون طموحاتهم ؟ هل عمّرت مدينة الثورة ( لا اسميها مدينة الصدر ولا مدينة صدام ، ولا مدينة فلان وفلا ن ، اسميها مدينة الثورة أو مدينة عبد الكريم قاسم ...) ، هل إنتصرت إرادة الشعب ؟ هل عمّ السلام في العراق ؟ هل توطدت العلاقات بين شيعة العراق وسنة العراق ؟ هل إلتحمت إرادة الشيعة ؟
لا شي من كل هذا يا سيدنا الجليل ، أقول ذلك وأنا أعلم سوف تنهال علي الشتائم لاني أناديك بـ ( سيدنا ) الجليل، وربما أنت تعرف ذلك أيضا .
العكس هو الذي حصل ، مجزرة وأي مجزرة في شيعة العراق ، فيما المسؤول الحقيقي انت ، أنت قبل غيرك كما أرى ، وسوف أتناول ذلك في حلقات مقبلة إن شاء الله .
العكس هو الذي حصل ، لقد عمقّت الشروخ بين الشيعة والشيعة في العراق ، بل في كل العالم الاسلامي ، لقد أجرمت بحق هذه الطائفة المسكينة ، لا أريد أن ادافع هنا عن حكومة بقيادة السيد المالكي ، بل المالكي نفسه ، فأحمد الله تعالى لم ولن أتزلفه ولا أتملقه ، ولكن هذه الحقيقة المرة، الحقيقة التي نشاهدها على الارض بكل وضوح .
العكس هو الذي حصل ، لقد ساهمت سيدنا الجليل بجهض قوة رغم ما يقال عن إختلاطها وعدم إنسجامها ، ولكن تضم خيرين ، وتضم مؤمنين ، وتضم شجعان ، كان يجب أن يكون لهم غير هذا الدور المحزن .
العكس هو الصحيح ، لقد دخل الامريكان معقل ( مدينتك ) بكل صلافة وقوة وقسوة وقتلوا من قتلوا ، وجرحوا من جرحوا ، وطائراتهم تقصف البيوت بكل وحشية ... وما زال المسلسل الدامي مستمرا ، وربما لن يقف لامد قريب ، مما يعني مزيدا من الدم والخراب والدمار ...
العكس هو الذي حصل ، لقد سممت السلام الاجتماعي ، وعملت على إرباك بعض نصر حققته القوات المتعددة الجنسيات والقوات العراقية على الإرهابيين القتلة الذين كنت قبل أيام تمدحهم وتمجدهم ظنا منك أنهم حقا ضد الامريكان والانكليز ، فيما كانوا يتأمرون عليك سرا ، وبحنكة وذكاء ، تفتقر إليهما سيدنا الجليل .
العكس هو الصحيح ، لقد أحرجتنا أمام العالم ، واليوم كلام طويل عريض يؤكد أن الشيعة ليسوا أهل حكم ، ولا نظر ، ولا تدبير ، وإنهم مشروع للذبح ليس إلاّ ...
العكس هو الصحيح ، لقد أضعفت الكيان المرجعي في العراق ، بل في كل العالم الإسلامي ، وحجّمت دوره في المستقبل ، وكرّست موجة شك برجل الدين ، سواء على صعيد قدرته السياسية ، او مدى حقه في التدخل في السياسة ، او مستوى أخلاصه وحبه للشعب والوطن .
العكس هو الصحيح ، فهل تعلم سيدنا الكريم ، إن هذه الحرب سوف تفرز المشاكل الكبيرة والمؤلمة والموجعة و الكارثية لشيعة العراق ؟ سوف ترى بأم عينك مأسيها فيما وضع الحرب أوزارها ، سوف ترى ، سوف تلمس ، وعندئذ لا ندم ينفع ولا حسرة تشفع .
لقد إرتكبت خطا ، بل خطيئة ، ورغم كل ذلك ما زال امامك فرصة ذهبية ، لإستدراك ما هو أعظم وأفدح وأخطر في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد .
فهل تراجع نفسك ، ضميرك ، دينك ؟