النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي مأساة عائلة عراقية نزل بها حكم قضائي نرويجي

    [align=justify]ركان الفقيه من أوسلو: يرن جرس الهاتف في المنزل وما هي إلا لحظات حتى تجهش "أم حيدر" بالبكاء، كان ذلك عندما أبلغتها محامية الدفاع خلاصة الحكم الصادر عن المحكمة الخاصة برعاية الطفل في تروندهايم " Trondheim " وسط النروج والقاضي بإنتزاع أطفالها الأربعة منها، ووضعهم تحت رعاية عائلات نروجية، وهو ما إنتهت إليه الدعوى المقامة ضد العائلة من مصلحة رعاية الأطفال في النروج.




    "ضاع الأطفال"، عبارة وحيدة كانت ترافق "النحيب" المتواصل للمرأة الأربعينية التي ارتدت السواد، لكأنها في مأتم مهيب، ولم تكن حال ابنها الأكبر حيدر، أفضل من والدته الثكلى بسبب فراق أطفالها، إذ أخذ يلطم رأسه بحائط الغرفة حتى سقط مغميا عليه، أما الوالد الذي كان قد ذاق المر على يد نظام صدام حسين تعذيبًا وحكمًا بالإعدام واستطاع الهرب من السجن هائما على وجهه، لتحط به الرحال في النروج منذ عام 2000 لاجئًا سياسيًا بوساطة المفوضية العليا للاجئين التابعة للام المتحدة، فقد كان يتلقى النبأ " الفاجعة " بصوت زوجته عبر الهاتف، وهو الذي انفصل عنها وانتقل للسكن في شقة جديدة في العاصمة أوسلو، لعل ذلك يساعد في صدور الحكم بتأكيد رعاية الأم لأطفالها.




    كانت مأساة العائلة العراقية اللاجئة في النروج، قد بدأت إثر إقدام الوالد على توبيخ ابنته زينب ذات السنوات العشر وضربها على كتفها، بسبب تأخرها في العودة إلى المنزل، بعد خروجها من المدرسة وزيارة صديقتها الصغيرة ومحاولة إخفاء فعلتها ببراءة متناهية، وذلك بعد رحلة بحث مضنية من قبل الأهل عن الفتاة شابها القلق والخوف على مصير زينب، وتحول ذلك ذريعة بيد مصلحة رعاية الأطفال لنزع حق الأهل في تربية أطفالهم.

    بدت العملية أشبه بدهم عصابة للسرقة او الاتجار بالمخدرات، مما احدث رعبا لا يوصف لدى الأطفال خصوصًا ان ذلك وصل إلى حد استخدام الكلاب البوليسية في العملية للتمكن من العثور على "أمير" الشقيق الأكبر للأطفال الذي استطاع الهرب من الشرطة مرات عدة خلال عملية "الاعتقال " .

    لم يمض سوى وقت قصير حتى كان الأصدقاء والمهاجرون العرب في مدينة ليفنغر "levanger" يتقاطرون إلى المنزل لمؤاساة العائلة، والوقوف بجانبها لمواجهة "الكارثة" . يساعد قدوم الزائرين في عودة الوالدة إلى تمالك نفسها بعض الشيء والتحدث بصوت متهدج، يتخلله أنين متواصل وهي تتوسل إلى الله كي يساعدها في تحمل المصيبة، في الوقت الذي تحتضن صورة جماعية لأطفالها، وتشرع في رواية تجربتها المريرة في التشرد قائلة: "احتضنت أطفالي وقمت برعايتهم طوال المدة التي كان فيها زوجي سجينًا او متخفيًا وعملت في الخياطة وتصفيف الشعر خلال وجودي في العراق وسورية وأسست شركة بعد وصولي إلى النروج". وتعود أم حيدر بين هنيهة وأخرى إلى ترداد أسماء أطفالها الأربعة مرارًا. أمير، زينب، رقية، وكرار ثم تتذكر بحرقة بالغة بكاءهم ورعبهم عندما حضرت الشرطة للقبض عليهم وانتزاعهم من حضنها وهم يحاولون الاحتماء بها، دون أن ينفع اختباء أمير في الحقل المجاور او بكاء رقية وتمسك كرار الذي لم يتجاوز السنتين بعنقها وهو لا يدري ما يحصل حوله ومحاولات زينب العديدة للقفز من النافذة رافضة الصعود إلى سيارة الشرطة. وتستمر أم حيدر في استعادة شريط ذاكرتها وهي تحفظ بدقة متناهية حتى أنفاس أطفالها أثناء زيارتهم المتكررة في أماكن وجودهم بعد وضعهم بتصرف مصلحة رعاية الأطفال.

    ويسأل حيدر الشقيق الأكبر للأطفال والذي استطاع النفاذ من "الاعتقال" : "لو كانت والدتنا غير مؤهلة لرعايتنا وتربيتنا هل كان في استطاعتي إكمال دراستي وافتتاح مطعم وإدارته بكل نجاح؟".

    وتستمر الوالدة في عرض معاناتها خلال سير المحاكمة، بعدما تم نقل أطفالها بعيدا عنها، وتبدي استغرابها للتناقض في قرار المحكمة، وبعدما ثبت للقضاة مدى قوة العلاقة العاطفية القائمة بين الأطفال ووالدتهم رغم انفصالها عن زوجها الذي حمّله القرار القضائي مسؤولية إلحاق الظلم بالأطفال.

    بدا الوالد أكثر تماسكًا وهو يفند الأسباب والخلفيات الحقيقية الكامنة في رأيه وراء تشدد مصلحة حماية الأطفال في النروج حيال العائلات العربية والإسلامية، ويتوقف بمرارة كبيرة عند نعته بـ "شيخ القبيلة" في نص القرار الصادر عن المحكمة متسائلا :"أين احترام حقوق الإنسان وكرامته؟" ويتابع :"كيف يمكن لبلد يعتبر أهله أنفسهم قيمين على احترام حقوق الإنسان وكرامته أن يتضمن حكما صادرا عن إحدى محاكمه وصفا مهينا لإنسان له الحق الكامل في الحفاظ على كرامته؟". ويسأل:"ألا يعتبر هذا النعت نوعًا من التحقير والتمييز العنصري حيال إنسان له معتقداته واقتناعاته"؟ ويضيف أبو حيدر :" ألا تكفي المعاناة التي كابدتها على يد النظام العراقي السابق كي تكتمل تلك المعاناة في بلاد اعتقدت أنها رمزا للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ؟" ويكمل سوق براهينه وأدلته المتعددة على حجم الظلم اللاحق به وبزوجته وأطفاله، من جراء الحكم الصادر بحقهم، ويشير إلى التناقض الكبير الذي يشوب الحكم بعدما تضمنت مقدمته براهين قاطعة على مدى التعلق الكبير للأطفال بوالدتهم عاطفيًا، نفسيًا واجتماعيًا.

    ويشرح الوالد وجهة نظره في ما يتعلق بضرب الأطفال بهدف تربيتهم قائلا :"إن هناك أكثر من رأي لعلم النفس التربوي في هذا الخصوص، شرط أن يتم ذلك دون إحداث أي أذية جسدية للطفل، وان يكون في عمر صغير لا يستطيع تمييز الصحيح من الخطأ، وهذا ما ينطبق على حال طفلتي زينب خصوصًا ان ذلك يشكل جزءًا من ثقافتنا العربية والإسلامية، ويجزم أبو حيدر ان الأمر يتجاوز هذه المسألة، حيث بات شبه واضح أن مصلحة حماية الأطفال في النروج تعتمد سياسة معينة، تهدف من خلالها إلى انتزاع أطفال العائلات العربية والإسلامية، بهدف تربيتهم وفقا لقيم الحضارة الغربية وإدماجهم مبكرًا في المجتمع النرويجي، ولا تأخذ في الإعتبار مشاعرنا كأهل، خصوصًا ان مصلحة رعاية الأطفال تدرك أننا كعرب ومسلمين وشرقيين عموما نتمسك بقيمنا الدينية والاجتماعية حيث للعائلة وتماسكها أولوية كبيرة في حياتنا الاجتماعية، وهناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى ذلك، فما إن تنتهي مصلحة رعاية الأطفال من انتزاع أطفال عائلة عربية او مسلمة بواسطة أحكام صادرة عن المحاكم النرويجية، حتى تنتقل إلى عائلة أخرى، ويختم بالإشارة إلى برهان آخر يؤكد ما ذهب إليه، إذ "بدا ان المحكمة قد اتخذت القرار مسبقًا وقبل عقد جلسات الاستماع والمرافعة، عندما تم نقل أطفالنا إلى أماكن وجود دائمة قبل صدور الحكم بأيام عدة".

    تستمر الوالدة في البكاء المتقطع وتتوقف لتناشد الأمم المتحدة التي جاءت بهم إلى النروج لاجئين وجمعيات حقوق الإنسان والرأي العام النرويجي والأوروبي والعربي الوقوف بجانبها والعائلات العربية والمسلمة كافة التي يتم انتزاع أطفالها من دون أي اعتبار لحجم المعاناة التي تعيشها هذه العائلات ومن دون أي وجه حق غالب الأحيان.



    http://65.17.227.80/ElaphWeb/Politics/2008/7/346592.htm[/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    141

    افتراضي

    والله خطيه لعد الحكومه العراقيه ليش ما تدخل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    2,848

    افتراضي

    عجيب ، الي هذه الدرجه ؟
    اللهم صلي علي محمد وال محمد

    https://www.facebook.com/pages/%D8%A...54588968078029

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي حق الحضانة

    في الواقع وحسب ما هو متعارف بالغرب أن حق الحضانة للأهل أي الأم والإب وبالحضانة من قبل الأهل تتحقق مصلحة الطفل في الحالات العادية. أما أن تحكم المحكمة خلاف ذلك فلابد أن تستند إلى أدلة وإثباتات في عدم تحقق مصلحة الطفل بالضرب أو أي ظلم معين.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني