قلة بصيرة واشنطن وتل أبيب قد تشعل (حرباً عالمية ثالثة) تحرق الشرق الأوسط وترفع أسعار النفط الى مستويات جنونية
سيناتور سابق ومحام ومؤلف يؤكد:
إسرائيل تخطط فعلاً لضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني
واشنطن-النور:
يستنتج خبير سياسي مرموق في الولايات المتحدة أن إسرائيل وبنسبة عالية تخطط لشن هجمات تدميرية لمنشآت البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن إدارة (بوش) تحرضها وتنقاد بقلة بصيرتها الى حرب ثانية مع إيران، بعد أن أشعلت حرباً خاسرة في العراق. وأوضح الخبير إن شن هجمات على إيران ورد إيران على الهجمات، سيدخل منطقة الشرق الأوسط في دوامة كوارث تدميرية. ووصف ((ملالي إيران)) حسب تعبيره بأنهم مجانين إذا قرروا مهاجمة اسرائيل التي تمتلك أسلحة نووية تهدد باستخدامها عندما تقتضي الضرورة. وفي الوقت نفسه فإن هؤلاء (الملالي) يمكن أن يستخدموا طرقاً في الانتقام شديدة التأثير والقوة، وقال الخبير إن إيران غير العراق و(الإيرانيون) يمتلكون أسلحة وخيارات لم يكن يملكها (صدام حسين).
ويقول (جيمس أبو رزق) وهو سيناتور أميركي سابق ومؤلف مهتم بقضايا الشرق الأوسط، ويمارس المحاماة حالياً والكتابة: إن ما يقال ويكتب الآن في الولايات المتحدة يشكل مناخاً يشبه تماما المناخ الذي سبق الحرب الأميركية في فييتنام. وأكد أن هناك من يتحدث وكأن حرباً عالمية ثالثة ستقوم.
ويضيف في تقرير نشرته شبكة كاونتربنج قوله: ((عندما كنت في مجلس الشيوخ، عقدت وكالة المخابرات الأميركية اجتماع توصيات حضره المهتمون منا –أي من أعضاء مجلس الشيوخ- ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلية. وكنت نادراً ما أحضر تلك الاجتماعات، وفي الغالب يكون السبب لأننا نتعرض للقسم بالمحافظة على السرية، ثم يعطوننا المعلومات نفسها التي يمكن أن نقرأها في النيويورك تايمز. وفي كل الأحوال كنا نُخبر في السبعينات من قبل الـ cia أن إسرائيل تمتلك نحو 20 رأساً حربية نووية. وإسرائيل طوّرت برنامجها للأسلحة النووية بمساعدة من نظام جنوب أفريقيا العنصري، ثم ظهر أنها البلاد الوحيدة التي سمحت لاسرائيل بإجراء اختبار نووي)).
وأوضح السيناتور السابق أن (مورديخاي فانونو) الذي سجن بتهمة كشف البرنامج النووي الإسرائيلي، أمضى سنين عدة في السجن. وهو الآن يعيش خارج السجن، لكنه ممنوع من مغادرة إسرائيل، ومن التحدث مع أي شخص بصدد معارفه على الرغم من أنها قديمة جداً بالنسبة للوقت الحاضر. ومعروف أن ((جريمة)) فانونو هي كشفه أن اسرائيل تملك 200 رأس نووية في منشآت ديمونة.
وفي السنوات الأخيرة، أكدت كل من إيران وسوريا خوفهما من القدرات النووية الإسرائيلية المتطورة، ولهذا دعتا الى تطهير الشرق الأوسط من منها. لكن إسرائيل وأميركا سخرتا من تلك الدعوة، وبالذات اسرائيل لأن ذلك يعني كما يقول السيناتور السابق أنْ تتخلى عن رؤوسها النووية، وعن دورها كمستبد أو كـ ((عصا غليظة في الشرق الأوسط)). وإذ وقعت سوريا وإيران على وثيقة عدم انتشار الأسلحة، امتنعت إسرائيل وواصلت تطوير برامجها النووية.
وقال (جيمس أبو رزق) إن مرشحي الرئاسة (مكين) و(أوباما) يؤيدان فرض العقوبات على إيران بسبب استمرارها في برنامجها النووي، وإدارة بوش تهدد بحربها مع أن المخابرات الأميركية كانت قد أكدت في وقت مبكر أن طهران أوقفت برنامجها للسلاح النووي. وأكد السيناتور السابق أن أميركا تحاول أن تضلل الرأي العام العالمي لأنها على علم أن إسرائيل خططت لضرب المنشآت النووية الإيرانية وليس لضرب منشآت عادية. وأوضح أن الأميركيين أو غيرهم لا يعرفون ما الذي سيحدث بالضبط لأن الخبرة الوحيدة التي تمتلكها البشرية من السلاح النووي هي التي استخدمها الأميركان في هيروشيما ونكازاكي سنة 1945 وبهما امّحت مدينتان وقتل مئات الألوف وانتهت الحرب العالمية الثانية.
ويعتقد السيناتور الأميركي أن صقور الحرب في اسرائيل، سوية مع أعضاء اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يسيل لعابهم لضرب إيران، لأنهم متلهفون لرؤيتها من دون هذا السلاح. وقال إن الملالي في طهران حسب تعبيره ((مجانين)) إذا فكروا بضرب اسرائيل النووية، كما فعل ذلك (صدام حسين) في ظروف محددة. إنهم بذلك يرتكبون انتحاراً طوعياً. وأكد السيناتور قوله: بنفس قلة البصيرة التي خططت فيها إدارة بوش لحرب العراق، تخطط لحرب إيران. والمشكلة الكبيرة هي أن إيران ليست العراق فالأولى تمتلك طرقاً للانتقام لم يكن (صدام حسين) يمتلكها.
وأوضح أن جزءاً من تلك الطرق؛ سوق النفط العالمية، والقدرة على فرض حصار في الخليج. وهذا يؤدي الى ارتفاعات شنيعة بأسعار النفط. ولدى إيران أسلحة أخرى عدا السلاح النووي، وأهمها أنها ستجبر الولايات المتحدة على الحضور في الشرق الأوسط فقط للدفاع عن اسرائيل. وقال إن إيران تمتلك تدخلاً كبيراً في العراق مما يعطيها القدرة لاحتجاز 150,000 ألف جندي أميركي موجودين في العراق، فيما هي قادرة على التحرك في أفغانستان ويمكن أن تشكل كارثة كبيرة للولايات المتحدة هناك. وشدد على عدم نسيان (حزب الله) في لبنان. وأكد السيناتور قوله إن الزعماء السياسيين الذين لا يفكرون بنتائج ما بعد الحرب –كما حصل ذلك بعد غزو العراق- يفتقرون الى الحكمة حتى بالنسبة لحسابات بلادهم ومصالحها.