وعد بدراسة عدد من المشاريع التي من شأنها الارتقاء بواقع الاعلام العراقي منها بناء مدينة إعلامية وإنشاء وكالة إخبارية وتحسين المستوى المعيشي للعاملين في الشبكة
رئيس الوزراء المالكي: على شبكة الإعلام العراقي تبني سياسة الدولة والابتعاد عن الالتفافات الحزبية
بغداد ـ الصباح
وعد رئيس الوزراء نوري المالكي، بدراسة عدد من المشاريع التي من شأنها الارتقاء بواقع الاعلام العراقي في مرحلة ما بعد الدكتاتورية، من بينها بناء مدينة اعلامية وإنشاء وكالة إخبارية تابعة لشبكة الاعلام العراقي، وتحسين المستوى المعيشي للعاملين في الشبكة.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها أمس الاول الاثنين الى مقر شبكة الاعلام العراقي، التقى خلالها المدير العام للشبكة حسن عزيز الموسوي.
وشدد رئيس الوزراء، في كلمة القاها خلال الزيارة، على عدم تدخل أية جهة في عمل شبكة الاعلام العراقي، مشيرا الى الدور الذي يجب ان تلعبه الشبكة ضمن اعلام حر، يكون منضبطاً على أسس وقواعد دستورية وقانونية، بعيداً عن الفوضى والتشهير.
واوضح بالقول: "إن الحرية لا تعني مصادرة حريات الآخرين او التهجم عليهم ومحاولة التشهير بهم.. كما ان النقد يجب ان يكون بنّاءً وفي خدمة البلد"، مضيفا "ان الحكومة ليست طاغية جديدا، بل أنها تحكم ضمن قواعد وأنظمة مرتبطة بالدستور وضمن عملية انتخابات ديمقراطية من دون ان يكون للحاكم صلاحية مطلقة".
وبارك رئيس الوزراء النجاحات التي حققتها شبكة الاعلام العراقي، معربا عن سعادته بالتطورات الحاصلة فيها، لكنه اشار الى ان الشوط مازال طويلا أمام الدولة في شتى المجالات وأمامها مهام كبيرة لإصلاح كل ما أفسدته الدكتاتورية.
وقال المالكي: "ان النظام المباد اتبع سياسة الحزب الواحد، وتعمد عزل الحكومة عن الشعب وعن المحيط الخارجي، وهمش دور القوى الوطنية والاحزاب والمثقفين، كما هدم كيان الاسرة العراقية بعد ان هاجر خيرة الشباب الى بلدان اخرى طلبا للامان وتوفير سبل العيش والرزق، وكان منهم كثير من المثقفين".
الطائفية لم تكن من خصائص الشعب
وتابع: "لقد خلف النظام المباد بسبب الحروب والمغامرات أمراضا اجتماعية خطيرة دفع ثمنها الشعب"، مؤكدا ان "الطائفية البغيضة لم تكن من خصائص الشعب العراقي وكذلك التطرف والثقافة التسطيحية الا انه كان داعما لهذه الثقافة كونه حاكما متفردا وجاهلا، همه الاساس حماية كرسيه، لذلك فهو لا يقيم وزنا للثقافة والمثقفين".
واضاف ان من مخلفات النظام السابق عدم اهتمامه بالجانب الخدمي برغم الثروة التي يتمتع بها العراق، مشيرا الى ان أغلب المدن بقيت غير مخدومة من ناحية البنية التحتية والجوانب الصحية والتربوية والاجتماعية كافة.
وشدد على ان الحكومة، التي حققت النجاحات الامنية في القضاء على الارهاب والحرب الطائفية والاهلية التي لو استعرت لاستمرت اكثر من 20 عاما، تلتفت الان الى بناء مفاصل الدولة ومنها الاعلام، منوها بأهمية الافتخار بجهود الاجهزة الامنية ورجال الدين وزعماء العشائر والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني التي أسهمت بايقاف العنف الطائفي وأنهت دوامة الحرب الأهلية.
ووصف رئيس الوزراء الحياة زمن النظام المباد بأنها كانت جامدة، والاعلام كان موجها نحو قيادة الحزب، مهمشا لأفكار وآراء وقدرات الأطراف الاخرى، ما أدى الى هجرة الكثير من المثقفين بعيدا طلبا للسلامة، ما تسبب بخسارة البلد جراء فقدان مثقفيه.
مراعاة العرف الاجتماعي
ونبه المالكي على ان العرف الاجتماعي يجب ان يراعى، وعلى مؤسسات الدولة ان تعمل لإحداث منظومة متكاملة لبناء المجتمع والبحث عن نقاط التصادم والابتعاد عنها.
وتابع: "ان وزارة الاعلام المنحلة كانت تدار بشكل حديدي صارم يصب في مصلحة الحزب الحاكم... أما الان وقد تحرر الاعلام، وأصبح مسؤولا عن بناء البلد من خلال النقد البناء والاشارة الى المراحل التي ينبغي التقدم اليها واجتيازها"، الا انه أقر بأن العراق مازال يعاني من مخلفات النظام المباد على مستوى الافراد الذين قال انهم يرغبون بعودة الوجوه الكالحة السابقة، مستدركاً بالقول: " أؤكد لهم انه لا يمكن ان يعود العراق الى عهد الدكتاتورية التي خرجنا منها... وعلينا ان نحافظ على المرحلة الجديدة"، مضيفا: " ومن خلال الاعلام المستقل الذي يمنح فرصاً للتعبير عن الافكار الجديدة البناءة والاسهام في اعمار البلد واشاعة الثقافة بين افراد المجتمع".
وطالب المالكي بعدم منح الفرصة لنشر افكار البعث المنحل، قائلا: "لن نسمح ان تعاد افكار هذا الحزب مرة ثانية، لكونه محظوراً بموجب الدستور".
كما تطرق المالكي الى أن نشأة "شبكة الاعلام العراقي" لم تكن من قبل حزب، وانما شكلت من قبل الدولة وعليها ان تتبنى سياسة الدولة وان تبتعد عن الالتفافات الحزبية فهي مسؤولة من قبل الدولة ولا يمكن ان يعمل فيها من يحمل ثقافة طائفية.
العراقية لجميع العراقيين
وشدد على وجوب ان تعمل "العراقية" ضمن نطاق جميع العراقيين وبمهنية عالية ومسؤولية وطنية، وقال: ان بإمكان الأحزاب والجهات الأخرى أن تؤسس واجهات لها وفضائيات لنشر افكارها على ان يكون ذلك ضمن حدود ما يسمح به الدستور والقانون.
ووصف المالكي الطائفية بـ" القنبلة الموقوتة"، على الجميع مواجهتها والوقوف في وجه من يريد استغلالها وبث سمومه عبرها، قائلا: "لا نريد للشبكة ان تطبل للحكومة، ولا نريد لها في نفس الوقت ان تسلط الضوء فقط على الأخطاء أو تمارس التشهير وكيل الاتهامات دون دليل، لذا علينا استبدال العشوائية في العمل بالمهنية، واللاوطنية بالوطن، لأن الاخير هو خيمتنا وكرامتنا وكرامة المواطن".
اشاعة الثقافة الوطنية
وشدد على اهمية احترام جميع القناعات والأفكار التي تنتهي عند سقف الوطن، لافتا الى ان على الشبكة اشاعة الثقافة الوطنية عبر برامجها واخبارها وقنواتها الاعلامية الاخرى، وان تبث الاخبار الوطنية والمعلومة الصحيحة وان يصاغ الخبر بمهنية عالية.
وقال رئيس الوزراء: إن الفضائية العراقية جزء من آليات ضبط الاوضاع الامنية وضبط الامور السياسية والاجتماعية، متعهداً بدراسة مشروع مشاركة العراق بمشروع "الفايبر أونيك" وبناء مدينة اعلامية عراقية، وإدراج بناء مراكز للبث وللشبكة في المحافظات ضمن موازنة العام المقبل، فضلا عن إنشاء وكالة أنباء تتبع شبكة الاعلام العراقي.