بقلم : حسن حاتم المذكور
ليس دفاعـاً عـن مثال الألوسـي ... ولــكـــن ... ؟ أرض السواد :
ليس هنـا بصـدد الدفاع عـن سفـرة السيد مثال الألوسي الى اسرائيـل او تبريرهـا ’ ولو سألني رفقتـه لرفضت ولو استشارني مثلاً لقلت لـه ليس مناسباً ان تسافر ، ويبقى الأمـر مسئلـة شخصيـة وحـده يتحمـل مسؤوليتهـا امـام الرأي العام العراقي وان عدم قناعتـي هي ايضـاً تخصني وفعلاً قـد رد عليـه بعض الكتاب والأمـر برمتـه لايستحق ان يتجاوز اطـار الحوار.
لـكـن : رد الفعـل داخـل مجلس النواب كان مفتعلاً منافقـاً حـد الأبتذال ’ ويعبر ذلك الأستقطاب المدهش عـن امـر خطيـر جــداً ’ يـدق جـرس الأنذار حـول قدوم مرحلـة مخيفـة تتسارع خطواتهـا نحـو البيـان الأول للكارثــة .
مجلس النواب قـد فقـد شرعيتـه الفعليـة فـي اعين الناخبين الذين تـم استغفالهـم والملايين مـن بنات وابنـاء العراق واصبـح نكتـة سمجـة مكلفـة يـدفع ثمنهـا العراق ’ ولو قـدر لنـا ان نطرح حصانـه اعضاءه فـي استفتـاء شعبيـاً لفقدهـا اكثـر مـن ثلاثـة ارباعـهم وبالتأكيد سيكون مثال الألوسي مـن بين الذين سيحتفظـون بهـا
رد فعـل ( حجــي ) مجلس النواب واستنفاره واصطفافـه المدهش فـي سحب الحصانـة مـن النائب مثال الألوسي ثـم منعـه مـن السفـر والأعتداء الرخيص على شخصـه داخـل مجلس النواب حـد الأغمـاء ’ امـراً ملعونـاً يدعونـا الى ان نـدق فعلاً جـرس الأنذار مـن جانبنـا ــ العراق شعبـاً ووطنـاً فـي خطــر فعليـاً ــ وان الأستقطاب المريب العاجـل مـن اجـل التنكيـل والتصفيـة السياسيـة للسيد مثال الألوسي ’ كان استقطابـاً يعبـر عـن شراسـة طائفيـة عنصريـة وايديولوجيـة مشتركـة ابتداءت بتصفيتـه السياسيـة وربمـا استعداداً لتصفيتـه الجسديـة وسوف لـن تتوقف عنـد حدوده ’ وان الأخلاقيـة المشينـة التي مورست داخـل مجلس النواب ’ هـي نفسهـا التي تمارسهـا كاتمـات الصوت خارجــه ’ وان الأحزاب التي قفـزت عبـر تغبيـة واستغفال الملايين قـد فقدت رشدهـا وثقـة الناس بهـا وانهـا تمارس الآن وحشيـة النفس الأخيـر مـن عصرهـا الذهبـي .
لـو كان هناك ثمـة بقايـا اخلاقيـة ووطنيـة او مذهبيـة وقوميـة صادقـة فـي ضمائر ووجدان الذين استنفـروا وتجمعـوا حـول باطـل التنكيـل سياسيـاً بالسيد مثال الألوسـي وسحب الحصانـة البرلمانيـة عنـه والأعتداء عليـه والتشهير بـه ’ لكان الأجـدر بهـم ان يسحبوا الحصانـة عـن الذين اشتركـوا فـي اعمال ارهابيـة موثقـة والمتهمين مع الأثبات بسرقـة وتهريب الثروات الوطنيـة وشفط ارزاق الناس وتعميم الجوع والجهـل والأوبئة على الملايين ومحاسبـة رموز الفساد الأداري والرذيلـة ’ ولو كانـوا حقـاً قوميين وطائفيين غيـر منافقين لأتخذوا موقفـاً مشتركـاً تجاه مـن يرفـع علم اسرائيل في الساحات الرئيسيـة مـن عواصمهـم ولأتفقـوا على مقاطعـة الذين فتحـوا ابواب سيادتهـم وكرامتهـم وثرواتهـم واسواقهـم وبيوتهـم ومؤخراتهـم امـام القازوق الأسرائيلـي ’ ولأجتمعوا على مقاطعـة الجامعـة العربيـة كشرط لطـرد مـن يزور اسرائيل حـد الأقامـة ويقاطـع العراق ويوجـه الأهانـة الى ممثليـه ويكتفـي بأرسال الأسلحـة والمتفجرات والأنتحاريين والفتـن عبـر حـدوده ’ او على الأقـل يرفـع الحصانـة عـن الذين يتسكعون ارتزاقـاً ودسائسـاً فـي عواصـم دول الجوار المتهميـن بأرتكاب جرائم الموت اليومـي وتدمير الأمـن والأستقرار تعـذيبـاً وحشيـاً لأهـــل العراق . .
ان مجلس النواب وفـي افضـل حالاتـه اصبـح ورشـة لتصنيـع القرارات والأجراءات الخطيـرة المثيرة للتصعيـد واشعال حرائق الفتن والكراهيـة والأحقاد وقتـل الثقـة والألفـة بين مكونات العراق .
هناك امـراً خطيـراً يحاك بسريـة ودقـة داخـل مجلس النواب العراقي بالتنسيق مـع شركـاء خارجـه يشكـل اهـم تقاسيـم بيـان رقـم واحـد ووجهـاً اخـراً للأنقلاب الأبيض عائـداً بجمهوريـة البعث العروبي الطائفـي الثالثــة .
هنا ندعوا الى دق اجراس الأنذارالأخيرلتلافي المصيرالمخيف مـن عودة العراق الى مربعه البعثـي ’ وندعوا كذلك رئيسـي الوزراء والجمهوريـة والمراجـع المخلصـة والقلائل الوطنيـة داخـل مجلس النواب وجميـع السياسيين والمثقفين الحريصين ’ ان يطرحـوا الثقـة والحصانـة البرلمانيـة لأعضاء مجلس النواب للأستفاء الشعبي والأسراع فـي اجـراء انتخابات جـديدة وبأشراف هيئـة الأممـم والمنظمات المحليـة والعالميـة ذات النزاهـة والأختصاص ليعيـد العراق ترتيب اوراق مستقبلـه وينقـذ مصيره المهـدد داخـل اروقـة ما يسمـى بالمجلس الوطنـي .
ان الأجماعات والأسقطابات الأخيرة داخل مجلس النواب هي احدى ثمارالمصالحات والتصالحات والتوافقات ( الوطنيـة !!! ) والباقـي اعظــم .
انا على ثقـة ان تلك الأجراءات التعسفيـة الأخيرة المثيرة للقـرف والسخريـة بحق السيد مثال الألوسـي سوف لـن تنال مـن سمعتـه ومكانتـه لأنهـا في الأساس صادرة عـن مؤسســة تفتقـر للسمعـة والمصداقيـة .
لا نعلم ’ ويجب علينا ان نعلم مـن ومـن ايـن هـذا الذي يحكمنا فعلياً مـن خارجنـا ومـن داخـل اروقـة مجلس النواب ... ومـن هـي المؤسسـات والأحزاب والمنظمات والمليشيات التـي يتسرب عبـر شرايينهـا الـى الجسـد العراقــي ... ؟ .
15 / 09 / 2008
قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
( حرمة دم المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة )
ويسفكون بدماء المؤمنين يومياً وهم أعضاء في البرلمان أو بمساعدتهم وبوثائق مؤكدة ولم يتم لحد الآن اتخاذ اي اجراء ضد هؤلاء الخونة صدقت ياسيد مرحوم في قولك الطيب لـو كان هناك ثمـة بقايـا اخلاقيـة ووطنيـة او مذهبيـة وقوميـة
صادقـة فـي ضمائر ووجدان الذين استنفـروا وتجمعـوا حـول باطـل التنكيـل سياسيـاً بالسيد مثال الألوسـي وسحب الحصانـة البرلمانيـة عنـه والأعتداء عليـه والتشهير بـه ’ لكان الأجـدر بهـم ان يسحبوا الحصانـة عـن الذين اشتركـوا فـي اعمال ارهابيـة موثقـة