قصيدة بعنوان (( لأنكَ الوطنُ )) عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر من تأليف السيد حسن عبدالحميد السنيد // الى الإمام الشهيد الصدر في الخالدين
عمرٌ تقاصرَ دونه الزمنُ*** وشواطىءٌ صلّت لها السفنُ
وجراحُ قلب كلّما نزفت*** ذابت بفيض دمائها المحنُ
ياصدرُ خذ وهج الدموع فقد*** خصبَ الأسى وتبرعم الشجنُ
ياصدرُ إنّا اُمّهٌ ولدت*** في غربة مالّمها سكنُ
جاءت إليك ولم تبع غدها*** أنّى تبيعُ ونحرُها الثمنُ
هذا عراقُكَ راح يصلبُهُ*** حقدُ الغزاةِ ليُعبدَ الوثنُ
خسئوا فأنت اليوم أكبرُ من ***قدرِ الطغاة لأنّك الوطنُ
عمرٌ وأنتَ قتيلُ دمعته*** والقاتلان الحزنُ والفتنُ
أدميت شفرتَها وأرعبها*** ما يحتوي غَدها ويحتضنُ
فاجأتها بدم تقدّسَ أن*** يخبو فسارَ القبرُ والكفنُ
وحملتَ روحك ما تناهبها*** خوفُ ولا استرخى لها بدنُ
فرداً تُحدّقُ في جراحتنا*** وسواك لا عينٌ ولا أُذنُ
تخطو الرجالُ وأنتَ سابقُها*** وثَبتْ بك الآياتُ والسننُ
ويداك أندى غيمتين سقت*** شجرَ العراق فأورقَ الغصنُ
من بعد أن ألوى ببسمته*** عطشُ الثرى والموردُ النتنُ
ياصدرُ طيفكُ جُنحُ غربتنا*** خافقةً والأفقُ مرتهنَ
نعلو فيدنينا تمزّقنا***... نغفو فيسرقُ حُلمنا الوسنُ
دُفن العراق بنا لنبعثه*** فنودُّ أنّا بعضُ مَن دُفنوا
شوكُ الصحاري في أناملنا*** وخيامُنا الحسراتُ والوهنُ
يَبُست قوافلنا وقد تعبت ***ظمأى فلا ضرعٌ ولا لبنُ
إلا رؤاك تلمُّ حيرتنا*** فهي اليدُ البيضاء والمننُ
وهي الربيعُ يَمرُّ في دمنا*** دفئاً فيصحو الجذرُ والفتنُ
رُحماك لا تغضب لدمعتنا*** فالدمعُ في ذكراك ممتحنُ
إن سال أطفأ جمرَ أعيننا*** أو جفَّ فهو الباخلُ الضغنُ
عذراً إذا طالتك أحرفُنا*** فلأنتَ أنتَ البحرُ والسفنُ