النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي العداء الفارسي للعرب بين الحقيقة والوهم .. قراءة في كتاب مدافع آيات الله

    الجزء الأول :
    صنعة لا نرغب فيها : أن نكون محامين لغيرنا , ومطلبنا البحث عن الحقيقة , ونحن المحسودين في العراق , مقامنا بين الحقيقة والشبح , الوطنية والعمالة وبين الانتماء العربي والصفوي , وإذا ما حاول أي إنسان – عربي غير عراقي – البحث في هذا الموضوع الذي تتناقله ألسنة الجهالة في الطعن بالعراق أصالة ونسبا ودينا , لسوف يجد نفسه لأول مرة عريانا من كل الأفكار الوهمية التي لقنته له مدرسته السوءية أو مجتمعه الطاعن في الجهل تارة والغارق في بحر من الأحقاد تارة أخرى , ليجد نفسه بين مفترق طرق , لا يملك أي دليل ملموس لخيوط حقيقة وهمية أطروحاتها المتمثلة في قول – عرب مصر وغيرها من البلادات – إن أغلبية الشعب العراقي صفويون يتآمرون ضد الأمة العربية والإسلام , هذه الدعوة الحولية أو الرسالة التي تقرأ فقط في بعض المناسبات التي تمر بالعراق واليومية بالنسبة لدول الجوار وأقاصيها هي لغة قديمة والآن لغة شارع الحديث السياسي والإسلامي والجماهيري المجاور الحجري المتمرض , ولسوف لن تجد تلك الأطراف لغة الصحوة لإصابتها المزمنة بداء لا شفاء له " دكتاتورية الجهل " , وإذا ما شفيت من أمراضها سوف تجد نفسها في طور متأخر من عالمها , وقد يكون انتقالها هذا من الحالة السلبية إلى الايجابية في وقت سلبي لا ينفع في غاية الأمر بلوغ حقيقة هذه الأمة المتناخرة والمجندة حد الحزام مع الظلم كأنها في حالة عقم دائم تجاه إنجاب الصالحين .
    إن الشعوب العالمية جاءت متجاورة مع بعضها كما ساق إليها قدرها بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان , ولو كانت بإرادة تدخل الجهد البشري في صناعة التوزيع الجغرافي لما نشأت هذه الصورة الطبيعية الرائعة على سطح الأرض المتناغمة مع بعضها ذات ألوان جاذبه , من هنا كان الواجب يتحتم في بناء علاقات حسن جوار لأجل بناء الأوطان والعيش بسلام وامن , وان عقد الاتفاقيات التي تهتم بالصلح والتعاون المشترك والتفاهم , هذا دليل على وعي وتقدم الأمم وتحررها من عقل الغابة والعصور الصخرية الأولى من ضياء فجر التاريخ البشري الأول , وإنها تفكر بعقل وتحزم بحكمة وأخيرا باعتبار ذلك احد المسلمات الممدوحة في العقائد السماوية والإنسانية .
    إننا أبناء اليوم , أبناء العراق الحديث ما بعد التغيير , وجدنا إيران الفارسية تجاورنا من الشرق وتركيا من الشمال ومن الغرب حتى الجنوب ديار العرب , وليس لنا قدرة سحرية في تغيير هذا الشكل الجغرافي - الذي ورثناه أب عن جد – ومتى ما وجد هذا الحل وان كان بمساعدة شياطين الجن والإنس لاستعنا بذلك, وما تقاعس احدنا في تغيير جغرافية الوطن ومحل إقامته , لعل هذا الحل يرضى دول الجوار من حيث ابتعادنا عن الصفويين أو لعلنا نبحث عن دول جوار تحط رحالها عند الحدود الغربية حتى الجنوبية لها خلق رفيع وعقيدة تلتزم بها شعوبها وتحترم الجوار قبل كل شيء .
    ولكي لا يختلط الحابل بالنابل , ويضيع الموضوع في متاهات عقيمة السرد لا تلد سوى أمرا مرفوضا , فقد وضعت مجموعة أنفسهم في قالب التمرد والاحتجاج وآخرين بين العقم والوقوف على التل اسلم , علما بان ما في العقيم حميد أحيانا وخبيث في أخرى والعياذ بالله , إذا ما كان هنا تشخيصا يعتمد على المعايير التي يقبلها القوميون الذين لا يريدون مسألة " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكنه ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " وما دامت الأعمال واضحة - وكذب من ادعى إن له علما يكشف له ما تحمله القلوب سوى الله وأنبيائه وأصفيائه الذين أطلعهم على بعض غيبه - , هكذا نريد أن نتحقق وننبه إلى بعض الأعمال التي تلغي الوهم وتثبت الحقيقة , هنا نريد أن نثبت الحقيقة من بطون الكتب التي كتبوها بأقلامهم ذات الماء الأسود , كتب الرادين علينا بالعمالة , الرادين علينا بالسب والشتم في أي محفل من محافل الأرض يذكر فيها كلمة " عراقي " وبما إن الكتب كثيرة لكثرة المتحدثين منهم في جادة لهو الحديث من القيل والقال ولم يتركوا من الوقت للآخرين في البحث والتمحيص سوى حل الكلمات المتقاطعة باعتبار إن الأمر المبثوث فيه يمثل نهاية الحقيقة .
    من منا لا يعرف الكاتب المصري محمد حسين هيكل صاحب الكلمة والنفس الطويل في الكتابة حتى ملئت كتبه أحضان المكتبات , وقد طاف بقاع المعمورة القريب منها والبعيد , ترويجا لبضاعته وطلبا في إتقان حرفته , حتى زمجر مع المطبلين وسها مع الساهين , والله مطلع على ما تضمر القلوب .
    " مدافع آية الله " كتاب يحكي قصة إيران الفارسية والثورة من الألف إلى الياء , جاءت صياغة مفرداته بين التشديد مرة والتعرية والتضعيف تسعا , بين أن يكون باحث فاقد يبحث عن الحقيقة وباحث جاهل حاقد يشوه وينجس الحقيقة , أراد إن يقايس الأحداث بالموازين التي يراها صائبة وحسب النظرية التي تعلمها في بيئته وأتقنها منذ صباه , إن الخروج على الحاكم لا يجوز شرعا وان كان ظالما وضالا متجاوزا حدود الله , أمراً يتطلب الاعتدال عنه ولا يحق لأي من الرعية أن يفكر فيه ولو طرفة عين , إتباع الحاكم مسألة تتمركز عليها الشريعة كما يراها ويرون , فيما إذا قامت ثورة في العالم يظنوها إنها الأخيرة , ولعل الظن هذا لقليل في موقعه ما دام هناك أماني كبيرة , أن تكون الأحداث المتخصصة في الانتقام من الأنظمة الكاسدة والظالمة تتوقف , باعتبار ذلك مفسدة في الأرض تتوقف الحياة عندها ولن يثمر الشجر بعد إذ ,إنه لا يريد أن يسمع بكلمة التحرر تلك الدابة التي تأكل عرش الدكتاتورية وعصاباتها " كان ظني إن الثورة السوفيتية هي آخر ثورة استطاعت فيها الجماهير غير المسلحة أن تواجه جيش السلطة وأن تنتصر عليه , وحتى الجيش الذي واجهه الشيوعيون في روسيا القيصرية كان جيشا مهزوما وضائعا , فقد تسعة أعشار سلاحه أمام الألمان قبل أن يفقد العشر الباقي منه أمام الثوار " , هكذا يرتب كلماته في مقدمة كتابه , بين تحجيم الأحداث وتفريغها من الانتصار الكبير للشعوب فوق كل خلاف ضد الحكومات الظالمة , وهكذا يدون ظنونه السيئة بالشعوب , تجاه مسألة السلاح والدماء هي السبيل الوحيد في نجاح الثورة مما يساعده هذا الاعتقاد في رقع عقيدة احترام الظلمة الذين إذا خرجوا من محل سكناهم بعملية قيصرية , حينها تبقى الأم – الوطن – تنزف دما , صورة لا يريد أن يشاهدها الكثير ويحتجبون عنها في ظل سيادة الخليفة أو الخرافة المتمثلة في جلالة الملك .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    الجزء الثاني :
    إن التجارب الثورية ضد الأنظمة الفاشية أثبتت نجاحها إذا كان قائد الثورة على درجة عالية من الذكاء والفطنة , ويلعب هنا عامل تقدم العمر الذي يساعد الثورة بالتجاوز السليم عن الهفوات التي يمتاز بها الشباب لعدم توفر تجارب الحياة لديهم , لكن الكاتب هيكل رتب كلماته على نهج الغرب وتقولهم إن الإسلام انتشر بحد السيف , فما اقرب ذلك المنهل من هذا , ومن الملاحظ إن الله سبحانه وتعالى يبعث أنبيائه إلى خلقه بعد أتمام الأربعين عام من العمر , وهذا يسقط نظرية الشباب ومدى تجاربهم في تغيير الحياة أو مستقبل بلد إلا إذا كانوا تبعا لمرشد يحمل أعباء الحياة وتجاربها , ينقل البلاد والعباد بعيدا عن روح المغامرة التي لا تعرف نتائجها المعكوسة فلكل شيء ردت فعل معاكسة .
    إن الشعوب تتقدم بفعل سياسة وحنكة قادتها , إذا كان لديهم شعور بالمسؤولية تجاه بلدانهم وشعوبهم , أما إذا كان همهم في الحفاظ على كرسيهم فان نهاية الطريق إعطاب البلاد والعباد , وإشعال نار الجهل بينهم في أي مجال كان وتدريبهم على الولاء لنظام واحد لرجل واحد يتمثل في القائد الأوحد أو الملك الذي لا شريك له , وهذه علامة مسجلة عالميا فمن قال غير ذلك فان بضاعته مغشوشة أو يقتل , ومن آيات الزمان إن الشعوب الإيرانية رفضت الملوكية بعد إن كانت شعارا لهم أو ديدن نظام الحكم لديهم وانتقالهم إلى النظام الجمهوري الذي يأتي بـ " أصحاب الكراسي " عبر صناديق الانتخابات , وقد جاء أكثر من رئيس لجمهورية إيران في حين إن الأمة العربية تشيخ أبنائها وتموت عن قائدها أو مليكها وهي على استعداد أن تقاتل وتموت دفاعا عن هذه الخطوط الدكتاتورية وليس غريب في ذلك فلطالما كان فرخ البط عوام .
    يبدو إن العداء الفارسي والصفوي للعرب , قعقعة لا تصلح في أي زمان أو حدث , وإنما هي فزاعة تستخدم حينما يتحمس إليها الإعراب في حاجة إليها , فمن المعروف إن تبادل الزيجات تتم بين الطرفين لوجود تفاهم قائم على الاحترام المتبادل وان لعلاقاتهما ساقا راسخا في الزمن الغابر .
    " إذ يتساءل علي ماهر في مذكراته محبذا المصاهرة الإيرانية .. إن للملك فاروق أربع أخوات , وأليس من الممكن أن يصبحن وسيلة لنشر نفوذ مصر في المنطقة كلها , وبقليل من الحظ يمكن أن توجد لهن عروش مختلفة , على أن تكون طهران البداية " , ثم يكمل الكاتب هيكل قوله في صفحة 48 من كتابه " ورحب فاروق بالفكرة , وفي أوائل عام 1939 , وصل ولي العهد " محمد رضا " إلى القاهرة , وقد اختيرت اكبر الأميرات الأربع , الأميرة الرقيقة الجميلة فوزية , لتصبح إمبراطورية إيران المستقبلة " .
    هكذا يتدحرج العداء الفارسي ويصبح تبادل زيجات بين الملوك , ولا نعلم أي منهما تناسى عدائه المعلن تجاه الآخر , وإذا تناسى الملك فاروق وحاشيته , فليس من المعقول أن تنسى مصر حاملة لواء العروبة هذا العداء الفارسي ويتنازلون عنه من أجل تمشية حال أميرتهم التي لا يوجد لها بعل بينهم يليق بمكانتها سوى ذلك الملك الفارسي رغم ما فيه من عاهات " بدا لهم خجولا إلى درجة محرجة , مفتقدا للثقة بالنفس " , ولكن الأميرة فوزية كانت عاقلة , ينقل عنها حديثها في هذا الشأن " كانت تشعر بأنها تلعب دورا فرض عليها في رواية تاريخية وهو دور لم تفهمه على الإطلاق " , " تم الزواج في الخامس عشر من مارس عام 1938 , ولدهشة الجميع لم يكن زواجا تعسا لكنه لم يكن بالأمر السهل أبدا بالنسبة للأميرة فوزية " , " كانت فوزية خائفة من لقائها الأول من حماها الطاغية العجوز , وخاصة ما قاله زوجها عنه , لكنه صمدت في وجهه " .
    لم يدم عمر هذه الزيجة طويلا , فقد شهرت مصر ببغائها وسوء أخلاقياتها وتصرفاتها على إيران الفارسية خلال سرقتها أموال من أصحابها الشرعيين وهم موتى ! " أهذه هي الطريقة التي يتصرف بها الملوك في بلدكم ؟ قد لا تكون أسرة بهلوي عريقة مثل أسرة محمد علي , لكننا على الأقل لسنا لصوصا ؟ " , هكذا كانت تسخر زوجة شاه إيران من الأميرة المصرية , ورغم إن فوزية قد الفت الحياة وزوجها معا في طهران , إلا إن هذا الزواج انتهى بالفشل أخيرا فكان الطلاق خاتمة له , ومن المؤكد إن الأميرة المصرية دفعت ثمنا باهظا في هذا الزواج , لان عائلتها نسيت إن لديها عداءا مع أسرة بهلوي وأيضا نسيت عائلتها إنها تنتمي إلى عصابة لصوص .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    الجزء الثالث :
    من الصعب التنبؤ بإمكانية مواجهة الآثار السلبية لهذا الزواج تحت أي عذر يصاغ لهذا التقارب الذي يندرج تحت طائلة الغباء , فلا يمكن التغلب على آثاره الوطنية والقومية التي ترفعها الأذرع المصرية , وان تناسينا جميعا ذلك , وبطبيعة الحال فان هذا الحدث لم تقف عنده الأقدام المصرية الزاحفة نحو طهران , وطلبوا من هذه المصيبة التوبة , وإذا كان الزواج حدث في سنوات تيه وضياع لشكل الأمة المصرية , فان حدث التعاون المصري الفارسي ألمخابراتي في العصر الحديث أسوء مقال يقال بحق مصر وقعقعتها في رفع راية العروبة وتوثيقها عرى مقالة العداء الفارسي لامتها ودينها , فهل هناك عمل قبيح لم تعمله مصر لفسخ مهر إعلانها القديم في العداء , وأي مقال يبرر تعاونها الغير مشروط في مجال المخابرات مع إيران الفارسية , وإذ تنازلنا تجاه هذه القضية وجعلناها في حقلها الطروب للعقول الساذجة إن هذا الأمر كان في خدمة الأمة وحماية أمنها السيادي والإقليمي والوطني , لكن ما بالك إذا كانت تعلم مصر إن معلوماتها المخابراتية كانت تذهب إلى إسرائيل مباشرة
    ويستغرب القارئ الحذق , أن يجد هيكل غارقا في بحر من الأحقاد ويبحث عن أي صورة في تشويه الحقائق ومتابعته في إطلاق الأكاذيب لسحق صورة الحق لعله يسكته إلى الأبد " يتركز الخلاف بين الشيعة والسنة حول احد أحاديث الرسول : تركت فيكم ما لو تبعتموه لن تضلوا , كتاب الله وسنتي , ويفسر أهل ألسنه هذا الحديث بأنه يعني القران وسنة محمد الرسول , لكن الشيعة يضيفون عبارة أخرى إلى هذا الحديث ينسبونها إلى الرسول : كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي " , وقد غاب عن هيكل إن رواة حديث الثقلين " كتاب الله وعترتي اهل بيتي " هم أكثر من عشرين صحابيا وزد على ذلك فان رواة الحديث من مشاهير أئمة الحديث أكثر من خمسين رجلا , في حين إن رواية " كتاب الله وسنتي " وردت عن طريق شخص واحد .
    إن العداء بين الشعوب كلما ابتعد به التاريخ كلما يرسخ في النفوس أكثر , وكلما كان حديث العهد كلما كان أصعب اجتيازا ونسيان آثاره بسهولة التي ما زالت جراحاته ظاهرة على الجسد , " احتفل الشاه عام 1971 بالثلاثين عاما التي قضاها على عرشه , لكنه وصل إلى جذوة جنونه بالاحتفالات في أكتوبر عام 1972 , حينما تم الاحتفال بمرور ألفين وخمسمائة عام على قيام النظام الملكي " ويذكر الكتاب أيضا إن ستة وثمانون ملكا وأميرا ورئيس دولة قد حضروا لهذا الاحتفال , " وكذلك كل حكام دول الخليج " , ولا نعلم كيف حضر حكام الخليج وبضمنهم شيوخ الإمارات إلى طهران ولم يتجاوز العام على احتلالها جزر أبو موسى وجزيرتا طنب الامارتيه . هل تناسى حكام الخليج حجم العداء الذي يردده الإعلام والعامة وحكاية احتلال الجزر ما زالت أحداثها ساطعة في كبد السماء مثل نجوم الظهر لم يأتي عليها زمان طويل حتى ترنو إلى الغروب .
    وينتقل الكاتب هيكل إلى موضوع آخر في كتابه , وهو موضوع دخول القوات الإيرانية إلى الأرض العمانية لإسقاط الثورة في إقليم ظفار , ويعلل شاه إيران ذلك " نعم هناك بعض قواتي تحارب في عمان , تحارب جنبا إلى جنب مع قوات السلطان قابوس " ثم يكمل حديثه " إن حجم القوة التي أرسلتها إلى ظفار لم يقررها مدى اندلاع الثورة , بل قررتها أهمية مضايق هرمز بالنسبة لي " .
    اما كردستان العراق ومساعدة الأخيرة في ثورتها ضد نظام البعث المباد قال الشاه بهذا الخصوص " لقد ساعدنا الثورة الكردية , وحتى المرحلة الأخيرة , كنا الوحيدين الذين نمدهم بالمساعدة , وعندما أوقفنا مساعداتنا انهارت الثورة , فلعدة سنوات كانت الحكومات العربية تضايقنا بدعاياتها العدائية ومحاولاتها التخريبية " .
    عدو عدوك صديقك وصديق عدوك عدوك , هكذا تقول الحكمة العربية , إلا إن الشاه صرح " إن تعاوننا مع إسرائيل لا يقتصر على المخابرات فقط " ويكمل حديثه " وقد كنت صديقا لجمال عبد الناصر "
    ثم يسال هيكل الشاه " ألست مدينا لنا نحن العرب بالظروف التي جعلت هذه الزيادة في أسعار البترول ممكنة ؟ " فأجاب الشاه " هذا صحيح إلى حد ما ..... ورغم ذلك فهو ما يزال رخيصا جدا " , وفي رده على هيكل إن نفوذ الغرب تقلص واختفى سحر الماركسية , قاطعه الشاه قائلا " لقد كنت أقول دائما بان أي شخص ليس شيوعيا في سن العشرين فلا قلب له , وأي شخص يظل شيوعيا حتى سن الأربعين لا عقل له " , وينتقل الحديث إلى آخر يقول الشاه فيه " المسافة بين طهران والقاهرة هي نفس المسافة تقريبا ما بين القاهرة والجزائر , من الواضح إن إيران ليست عربية , ولكن لا بد أن أسألك هل مصر عربية , هل الجزائر عربية ؟ اعلم انك ستدافع عن القومية العربية التي تؤمن بها , لكن أليس من الواجب أن نفكر بجدية توازن جديد يستند إلى الإسلام , فتدخلت لأقول إنني اعتبر مصر والجزائر بلدين عربيين بكل تأكيد "
    يبدو إن قعقعة العداء العربي والفارسي يتقارب لحد الجلد من الجلد وأخرى يتباعد , فما هو سبب التقارب الذي يصل إلى درجة المصاهرة بين ملوك مصر العربية " أم الدنيا " وملوك إيران الفارسية " اباء الدنيا " .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني