 |
-
اللقاء مع المرجع العظيم
هذا الموضوع من ضمن تغطية شبكة هجر الثقافية للعتبات المقدسة

كان اتصالا مفاجئا منها (من صديقتي الناشطة الاجتماعية أم جعفر ) : ام علي انتظرك في اللوبي انزلي بسرعة سنذهب إلى بيت آية الله السيد السستاني حفظه الله
لم استوعب الكلام جيدا في البداية ، لأني كنت قد حدثتها برغبتي في لقاء السيد حفظه الله ولم اعتقد انها ستتحقق بهذه السرعة وبهذه الصورة
نزلت بسرعة مع صديقتي والتقيت بالعزيزة الفاضلة زوجة احد علماء الكويت الافاضل وامها الكريمة المراة المعطأة الشاعرة والخطيبة المعروفه
كنت اعتقد اننا سنذهب بالسيارة وان بيت المرجع العظيم سيكون في منطقة محاطة بالحرس معزولة نوعا ما ، وإذا بنا نتحرك باتجاه الشارع الموازي لشارعنا بشارعين وسط السوق
ونقف امام زقاق ضيق يتفرع من هذا الشارع ويقف على الجوانب رجال اشداء من الجهات الثلاث يمنعون أي شخص من دخول هذا النافذ الصغير وبالجانب مثل المكتب لاستلام الامتعة من زائري السيد
وامام هذا الزقاق وقف العديد من الناس ينتظرون ، علماء دين بعمائمهم السوداء والبيضاء وتجار وشيوخ قبائل باشكالهم المميزة بغترهم وعقالهم وبشوتهم ووقفتهم بافتخار والبشت يتدلى من على كتفهم بطريقة توحي بنوع من العظمة وناس من عامة الشعب وبعض النساء ، مشكلين طابورا ينتظر كل منهم دوره للتشرف بالدخول .
اغلبهم قد اخذ موعدا للقاء وبعضهم ينتظر لعل تسنح له الفرصة بالدخول والبعض قد حضر لحجز موعد مع السيد حفظه الله .
بعد بعض الاتصالات التلفونية والتعريف عنا اجتزنا الحراس وتم اخذ الجوال والكاميرا وكل متعلقاتنا الشخصية فلا يسمح بادخال اي شيء إلى مجلس السيد حتى قارورة الماء الصحي
وعلى امتداد النافذ الضيق القديم الاسمنتي والذي تتدلى فيه اسلاك الكهرباء الكثيرة على جانبي البيوت ،وينتشر رجال باسلحتهم ورشاشتهم وعيونهم كعيون الصقر تراقب بحذر وترشدنا إلى باب حديدي جانبي في احد البيوت يوجد به جهاز كشف المعادن كالموجود في المطارات للمرور من خلاله بالاضافة إلى التفتيش الذاتي للرجال
انتقلنا إلى منزل اخر به دهليز به غرفتان
غرفة انتظار تحيط بها الكراسي الخشبية البيسطة المصنوعة من الواح الخشب وفوقها فرش رقيق من الاسفنج الشاحب
وغرفة اخرى مربعة تقريبا بحدود 6في 6 بها سجادة كبيرة قديمة تأكل صوفها وثلاث سجادت صغيرات حمر لاكمال ماتبقى من مساحة الغرفة وفرش رقيقة جدا تحيط بالغرفة ليجلس عليها الضيوف ذات لون بني مشجر ومساند متواضعة جدا رصاصية اللون وخزانة كتب عرضها تقريبا 60سم بارتفاع 100 سم بها مجموعة من الارواق والكتب تتوسط احد جدران الغرفة وساعة حائط وآية قرآنية معلقة
والغرفة مصبوغة باللون الابيض والبيج
في البداية استقبلنا ابن السيد -السيد محمد رضا حيث رحب بنا وادخلنا كي ننتظر السيد حفظه الله لأننا كنا أول ناس نتشرف بلقاءه ذلك اليوم .
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
جلسنا ننتظر واحضر لنا احد اعوان السيد الشاي والماء البارد وحلاوة مولد الائمة عليهم السلام (والتي احتفظت بها لابنائي ليحصلوا على بركة من بيت السيد حفظه الله )
وجلسنا ننتظر السيد
كان المكان على بساطته مشعرا بالهيبة والخشوع ، لاننا سنلتقي بشخصية يحيطها الكثير من الغموض والرهبة ، شخصية بيدها ان تحرك الملايين من البشر بكلمة منها ، وعليها يعتمد الكثيرون ولها يأتمرون .
شخصية لم احلم يوما أن أراها وهي تمر في احد الشوارع فكيف بي وانا التقي بها وجها لوجه لا يفصلني عنها إلا متر واحد "
كان عقلي يستحضر الكثير من الاسئلة خاصة ما يتعلق بالشان العراقي وأمني نفسي أن احصل على إجابات شافية منه حفظه الله
كنا جميعا نشعر بالاضطراب والرهبة
على جانب الغرفة باب رصاصي ذو دفتين دخل علينا سيد محمد رضا من هذا الباب ووقف إلى الجانب وبعد دقائق فُتح الباب ثانية واكتحلت اعيننا برؤية الوجه النوراني للسيد السيستاني حفظه الله وهو يدخل بهدوء وسكينة ووقار .
كم مرة كنت قد رأيت صورته حفظه الله في النت والمجلات والتلفزيون ولكن كل هذه الصور لم تنصفه واقعا
فهو على الطبيعة شيء اخر مختلف تماما
لا استطيع ان اصف لكم الصورة او مشاعرنا وهو يتقدم نحونا بجسده النحيل ووجه المشرق بلحيته البيضاء ونظراته الأبوية الحنونة الخاشعة الطيبة ،وصايته الرصاصية الغامقة وكفه الصغير يزينه خاتم العقيق ذو الفص المنمق الصغير ويجلس بكل تواضع
وصوته العميق القادم من اعماق التاريخ ذو اللكنة الفارسية مسلما علينا داعيا لنا مقبلا علينا بكل حواسه
حضر معنا الجلسة احد حراس السيد من الخواص حيث بقى واقفا طوال الجلسة التي امتد ثلث ساعة تقريبا
لحظة صمت امتدت لدقائق وقد وقف الكلام في حلوقنا قبل ان يتقدم ابنه سيد محمد كي يسألنا ماذا نريد أن نسال السيد عنه .
تزاحمت الاسئلة على طرف لساني ولكن من باب الأدب انتظرت ان تبدأ زوجة الشيخ الفاضلة بالحديث .
طلبت منه الأخت الفاضلة ان يعطينا ارشادات تفيدنا في حياتنا .
التقط السيد حفظه الله انفاسه بهدوء وانطلق في حديث ابوي تربوي عظيم امتد لأكثر من ربع ساعة شمل العديد من النصائح التربوية والإخلاقية ولكن مع الاسف لم يسمحوا لنا بالتسجيل ولم يكن معي ورقة وقلم كي اسجله كله ولكن اذكر ملخصا لبعض نقاطه
قال ان افضل ما يقوم به الإنسان هو مساعدة الأخرين بكل ما يملك من قدرات معنوية أو مادية
مؤكدا على اهمية هذا العامل (التعاون ) في الترابط الاجتماعي والأسري
وتحدث عن الأثر الطيب للكلمة الطيبة في احداث التغيير في الإنسان ومساعدة الأخرين على الاستقامة وتقبل النصح والارشاد
وتحدث عن التعامل باللين مع الابناء واحتوائهم وعدم استخدام الشدة والعبارات الخشنة معهم
وتحدث عن دفع السيئة بالحسنة ورد الاساءة بالاحسان
وحث على مساعدة اليتامى والمحتاجين
ومراعاة التقوى في النفس والاخرين مستشهدا بالايات والروايات
وان الغلبة للحق والله مع المتقين
واننا يجب أن لا نشعر بالاحباط لوجود المشاكل والخلافات لانه امر موجود في الدعوات والفئات
وان اختلاف وجهات النظر يجب ان لا يكون سببا للتفرقه
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
كان السؤال الثاني للأخت الفاضلة للسيد حفظه الله عن الروايات التي يُشم منها وصف الغلو للشيعة مثل رواية (انا الأول والأخر والظاهر والباطن ) ونشر مثل هذه الروايات
فكان رد السيد باختصار (ارجو ملاحظة اني اكتب ما فهمته وليس نص كلام السيد لأنهم لم يسمحوا بادخال قلم وورقة معنا )
رد السيد حفظه الله ان هذا النوع من الاحاديث بعضه ضعيف السند ،والبعض الأخر وأن كان قوي السند إلا انه يُحدث تشويشا في عقول عامة الناس وانه من الافضل ان نخاطب الناس على قدر عقولهم واحتياجاتهم وبما يناسب وضعهم .
وأن نتجنب استخدام هذا النوع من الاحاديث التي تحتاج للشرح والتفصيل عندما نتحدث بها مع الاخرين
وانه من المتعارف عليه ان يعمد العلماء لاستخدام المشهور من الروايات ولا يلجأ للشاذ من الروايات
وانه على الناس ان تحترم من يستخدم هذا النوع من الاحاديث فلا تبادر لتسقيطه او تتهجم عليه وتتهمه بالضلال أو غيره
كان السيد مسترسلا في حديثه العذب والذي قاطعه في ابنه السيد محمد رضا اكثر من مره بالهمس في إذنه واعتقد أنه كان يخبره عن وجود المزيد من العلماء واصحاب الحاجات في انتظاره مما يعني انه يجب علينا التحرك والخروج ونحن لم نكتفي من التزود منه حفظه الله وابقاه وانا لم القي اي سؤال مما يشغل فكري بخصوص الشان العراقي وما يحدث في العراق
خرجنا وقلوبنا مشتاقة للمزيد ولم نصدق انفسنا أننا بالفعل تشرفنا بالجلوس معه والاستماع إليه ولا زالت الاسئلة عالقة تبحث عن الاجابة
اثناء خروجنا اعطانا احد وكلاء السيد هدية السيد لنا وهي خاتم نسائي جميل من الدر النجفي وليرة من الفضة مكتوب عليها يا صاحب الزمان -اعتبرناها اغلى من كنوز الدنيا ولازال الخاتم باصبعي انظر غليه بامتنان
ولكني لم اكتفي بذلك بل حاولت ان التقى بالسيد مرة ثانية لطرح اسئلتي
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
بعد يومين تم ترتيب لقاء أخر إلى السيد عن طريق احدى الاخوات اللاتي سيذهبن للسيد لايصال بعض الحقوق وبعض التبرعات
هذه المرة قمت بكتابة الاسئلة والاستعداد لأني كنت قد ذهبت للتشرف بلقاء المرجع الكبيرآية الله السيد الحكيم
لكن اللقاء في بيت السيد هذه المرة مختلف فلم نكن اول من سيلتقى بهم
ذهبنا إلى اللقاء ونفس الخطوات السابقة للتفتيش ولكن هذه المرة دخلنا إلى غرفة انتظار أخرى طويلة نصفها سجاد وفراش والنصف الثاني كراسي خشبيه
جلسنا ننتظر بعد ان تم تقديم الماء البارد والشاي لنا
هذه المرة لم نلتقي بابن السيد محمد رضا بل بسيد معمم اخر اسمه السيد حسين قالت الأخت
التي رتبت اللقاء أنه احد مسئولي مكتب السيد حفظه الله
كان رجلا متوسط العمر سريع الحركة جاد الملامح جلس معنا يستلم المبالغ ويسجلها ويستمع لطلبات الاخوات من السيد بعد ان قدم لنا اعتذار السيد عن اللقاء بنا بسبب ارتباطه بزوار اخرين وقرب وقت الصلاة
بعد ان انتهى من الاستماع اليهن والاستماع لبعض الشكاوي والاستفتاءات وطلب الدعاء من المرجع العظيم توجهت له بالسؤال وقلت له انني اريد ان اسأل السيد السيستاني بعض الاسئلة كي انشرها في شبكة هجر الثقافية
طلب مني ان اقرا الاسئلة فقراتها عليه
كانت الاسئلة هي :
1- كيف يعرف الناس الحقيقة في خارج العراق بين تضارب الاقوال والاعلام المضلل؟
2- من هم مجموعة (عصائب الحق) وهل تؤيدها المرجعية ؟
3- ماهو موقف المراجع من الانتخابات القادمة وهل ستساعد المرجعية قائمة الائتلاف ؟ في ضوء من يقول ان الحكومة الحالية لم تنجز شيئا ؟
4- هل تؤيدون قيام الفيدراليات؟
5- ماهو موقفكم من الاتفاقية الامنية ؟
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
أحسنتم كثيراً اخي الفاضل ابو حيدر على نقل هذا اللقاء.
حفظ الله سماحة السيد السيستاني وادامه لشيعة اهل البيت (ع) وللعراقيين جميعاً ونتمنى والله ان نتشرف بلقاءه
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أتمنى أن يكون ذلك الجو الذي ساد اللقاء , ان يعم على جميع الامة العراقية .
بارك الله فيك على نقلك لنا كلمة طيبة ونصيحة رائعة
-
هنيئا لك ابوحيدر الحسيني هذا اللقاء, بارك الله لكم
-
أنوه الى أن اللقاء أجرته إحدى الأخوات من السعودية وهي ممثلة لشبكة هجر الثقافية في رحلتها الى العراق لزيارة العتبات المقدسة ولقاء المراجع، ولديها أسئلة تريد معرفة الجواب عليها
كما ذكرت لكم سابقا فإن الحماية على السيد حفظه الله شديدة جدا والراغبين في لقاءه كثيرون بحيث يضيق وقته عن لقائهم ومع ذلك فهو يحرص على ان يلتقى باكبر عدد ممكن من الناس من عامة الناس ومن العلماء ولكن لم يكن لنا نصيب في المرة الثانية بلقاءه بل التقيت باحد وكلاءه وسألته الاسئلة على أمل ان ينقلها للسيد حفظه الله
ولكن السيد حسين بعد ان استمع للاسئلة نظر لي نظرة لا اعرف كيف اصنفها والتقط نفسا من سيجارته التي اشعلها بعد ن اكثرت النساء المرافقات لي الاسئلة عن مشاكلهم عليه
تكلم بهدوء وبطريقة حاسمة نوعا اذكر لكم خلاصة الكلام
ان السيد حفظه الله لا يقرر عن الشعب العراقي ولكنه ينصح ويُرشد فقط وان كل ما يتعلق برأي السيد فيما يخص العراق اجده مكتوبا في كتاب للكاتب حامد الخفاف
والكتاب : النصوص الصادرة عن السيد السيستاني في المسألة العراقية
طبعا فهمت من الاجابة الدبلوماسية ان هناك خطا أحمر لا يُسمح لغريبة مثلي مجهولة الحال عند السيد حسين ان تتجاوزه في ظل الاوضاع الحرجة في النجف والعراق
كان شعوري أني لو وصلت للسيد السيستاني حفظه الله لكنت حصلت على اجابة اوفى فالسيد السيستاني شيء أخر
لا استطيع أن اصفه
ربما كلمة نقاء وطهر وشفافية وورع وحزم وتقوى هي بعض مصاديقه
في الواقع كان الشأن العراقي من الامور المهمة التي شغلتني في الزيارة
خاصة قضية الصدريين وجيش المهدي وعصائب الحق
والوضع في العراق وحاولت ان استشف الحقيقة عن طريق العراقيين مباشرة
وكلما اوغلت في الاسئلة واستمعت للاجابات ادركت صعوبة الوضع في العراق وحقل الالغام المتفجر الذي يسير فيه المراجع هناك وتأكد لي هذا الأمر بعد لقائي بالسيد آية الله سعيد الحكيم
وسوف اذكر لكم بعض ملاحظاتي وما عرفته هناك من خلال ترددي على العتبات للتصوير للتغطية الصحفية لشبكة هجر
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
بارك الله في اخي ابو حيدر على النقل ونحن يجب ان نقر ان السيد بابه مفتوح لاي انسان وانا ممن تشرف بلقاء السيد حفظه الله سابقا والحمد لله
اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني , اللهم إني عفوت عنه , اللهم فاعفو.
اللهم أنا عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرجا
أن يعفو عبادك عني اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي. اللهم أنا أرجو نجاةً مما أنا فيه وأنت أرحم الراحمين. 
-
-
-
اشكر للجميع حسن المتابعة وبلغنا الله واياكم الزيارة مرة ثانية
هناك بعض الاسئلة من الاخوة المعقبين اترك الاجابة عليها حتى اكمل بعض المواقف
ويمكن للأخ السيد المجهول المشاركة والايضاح إذا كان لديه ما يود ايضاحه
طبعا في هجر حدثت مواقف كثيرة عاصفة بين بعض الاعضاء بخصوص الوضع في العراق وخسرنا الكثير من العراقيين المشاركين لعدم قدرتهم على الصبر على بعض المشاركات من الاخوة الموالين غير العراقين الذين يريدون التدخل في الشأن العراقي بفرض تصوراتهم على العراقين فيما يرونه حلا لمشاكل العراق وكيف يتصرف العراقين مع مشاكلهم
وكان البعض منا يقول وسط هذه المعارك التي حدثت أن أهل مكة أدرى بشعابها
وفعلا أهل مكة أدرى بشعابها
الاعتراف بالحق فضيلة لست محكنة سياسيا ولا ادعي الاحاطة والمعرفة بكل الخفايا فلقد سمعت الكثير وقرأت الكثير قبل أن ازور العراق ولكن الواقع شيء أخر
لم اكن مجرد زائرة تبحث عن ثواب الزيارة فقط وأن كان هذا هو الأساس للرحلة
عندما ذهبت للعراق والتقيت بعامة الناس كما التقيت ببعض المسئولين وكما رأيت في بيوت بعض المراجع ادركت ان الكثير منا كان يجب عليه ان يلتزم الصمت وان يعرف انه لا يعرف وانه لن يعرف
وأن أهل العراق اقدر على تشخيص وضعهم ، فمن يتحرك في العراق دون وجود ظهر يحميه سيجد نفسه ضائعا
ومن يتحرك دون ان يعرف نسيج الوضع هناك سيجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه
السؤال الأول الذي كنت ارغب واقعا ان اعرفه
هل يُحب العراقيون المالكي وهل هو سيء كما يحاول البعض ان يفهمنا ؟
والسؤال الثاني ما مدى قوة التيار الصدري وتواجده في العراق هل بالفعل هو عنصر مكتسح للساحة العراقية وله ثقله في المعادلة وان كان له ثقل فهل سبب الثقل الحب أو الخوف ؟
المرجعية اين هو موقعها في قلوب العراقيين؟
ماذا حدث في الشعبانية الماضية واين الحقيقة ؟وامور اخرى
هذه بعض الامور التي كنت احاول ان اتلمس لها الاجابة وانا في العراق وكانت عيناي وسمعي وحواسي تعمل لرصد الاجابات بشكل مباشر وغير مباشر
وأين المخلصين العاملين للعراق ولاجل العراق ؟
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
اولا نبارك زيارتك وندعو الله ان يرزقك الحج والعمرة اما بالنسبة للسؤال الاول فقبل أن اجيب عليه اقدم مقدمة بسيطة وهي ان الرجل لم يمكن معروقا بهذا الشكل الواسع وبعد ان جرى ما جرى من تنازل السيد ابراهيم الجعفري ومن ثم ترشيح السيد جواد المالكي وقبول الائنلاف ومباركة المرجعية له عرف الرجل على صعيد كبير ولكن بسبب الضبابيةوالتشويه الاعلامي المدروس من جهات ودوائر عربية وامريكية ضمن مسلل مخطط له بعناية فائفة كانت العلامات والمؤشرات السلبية تدل على أن شعبية الرحل ضئيلة على مستوى الشارع العراقي العام ومازالت ثقة الناس يه متذبذة فهو كغيره سوف لايستطيع حل المشكل العراقي
والجانب الامريكي لم يكن يملك معلومات كافية تتيح لهم دراسته للتعامل معه وهو لم يتعامل مع خليل زاد مباشرة الا ان الرجل معروف لدي الاوساط السياسية المعارضة والصديقة والحليفة ((كتبت في حينها عدة مقالات عن خلافته للجعفري)) كما ان التنطيمات الارهابية ومن خلفهم اجهزة النظام السابق تعرف من هو المالكي
و جوابا على السؤال الاول لايمكن لاي سياسي او رئيس حكومة ان ينل حب كل شعبه ولكن الرجل اصبح يملك قبولا في اوساط الشعب العراقي الذي تلمظ على الانتقاد والتفتيش عن كل صغيرة وكبيرة لدى الحكام وهو استطاع ان يقلب يأس الحماهير الى امل وبعد ان كانوا على شفا حفرة اخرجهم منها واستطيع القول لو كان المالكي يملك جهازا اعلاميا متمرسا محترفا لانكشفت الكثير من الحقائق للناس ولكنه باعماله وصراحته المحرجة للاصدقائ والمقلقة للاعداء جعلت الكثير من الناس تميل اليه
-
اكمل لكم بزيارة آية الله السيد سعيد الحكيم لعلكم تستشفون المزيد
تشرفت ايضا بزيارة المرجع الكبير السيد سعيد الحكيم
كانت الزيارة مختلفة عن زيارتنا للسيد السيستاني فلم يكن فيها ذلك الهدوء والطمئنينة لأننا لم نكن مع السيد الحكيم بمفردنا
ابدأ من البداية
تم ترتيب الزيارة عن طريق الاخت العزيزة ام جعفر وذهبت مع المجموعة التي ذهبت للزيارة معي والتحقنا بالاخت الفاضلة من الكويت ومجموعتها مشكلين وفدا لزيارة السيد سعيد الحكيم
هذه المرة كتبت الاسئلة واستأذنت الأخت العزيزة من الكويت أن اسأل المرجع الحكيم وان اتقدم باسئلتي قبل اسئلتهم
كان موعدنا في العاشرة ولكن ظرفا طارئا اضطر بعض الاخوات من الكويت للتأخر مما اخر موعدنا مع السيد وضيع علينا فرصة ان نكون أول من يلتقى به
كان بيت السيد الحكيم ابعد من بيت السيد السيستاني وفي منطقة اخرى كنا نسرع الخطى خوفا من ضياع الموعد في حرارة شمس النجف الحارقة واخيرا وصلنا للمنزل وبعد الاتصالات والتفتيش الدقيق كما حصل في بيت السيد تم ادخالنا إلى غرفة صغيرة ننتظر فيها بها فرش وطاولة مكتب منخفظة عليها تلفون ومجموعة من الكتب اغلبها فتاوى للسيد الحكيم
هذه المرة استطعت ان ادخل ورقة وقلم
جلسنا ننتظر لفترة تخللها ضيافة من ماء وشاي
اثناء انتظارنا في البيت ذو البناء العربي القديم البسيط كنا نسمع صوت مجلس قرأة حسيني ومحاضرة
انتظرنا لفترة ليست بالقليلة ونحن ننظر للساعة لاقتراب دخول وقت الصلاة
واخيرا سمحووا لنا بلقاء السيد خرجنا من الغرفة وانتقلنا لحوش الدار
كان فيه مجموعة من طلاب المدارس الصغار في نشاط صيفي لهم يزورون السيد ويستمعون لهذا المجلس
دخلنا غرفة مفتوحه على غرفة ثانية
الغرفة الثانية يجلس فيها السيد يحيط به مجموعة من العلماء واصحاب الحاجات
وكان السيد يتكلم بالمايك ولم نلحق الاعلى اخر كلامه
بعد ذلك تحول الكلام همسا بين اصحاب الحاجات والسيد الذين يتقدمون للجلوس بين يديه بشكل حميم وقريب يكلمونه بصوت لا يسمعه غيره ويجيب عليهم
كان مشهدا جليلا يذكرني بمجالس الائمة عليهم السلام الذي نقرأه في كتب التاريخ
رائحة من عراقة انتشرت في الجو وشكل السيد بهيبته ونباهته وحواسه مقبل بها على سائله
جلسنا في الغرفة الثانية ننتظر وننظر ونرى عالم المراجع وكيف يستقبلون الناس
بعد فترة خرج اغلب الموجودين من الغرفة الاولى وطلبوا منا التقدم للجلوس مع السيد الحكيم
خرج اغلب الموجودين وبقى بعض الحرس وسيد معمم لم اعرف من هو ولكنه كان يجلس إلى جانب السيد وهو متخذ وضعا متحفزا حذرا ومن حركته واسلوبه في التدخل اثناء الحديث يبدو اما وكيلا للسيد او شخص مقربا منه جدا وله دلاله عليه
كان حذرا لكل ما يتم سؤال السيد عنه ولكل ما يتلفظ به السيد ويتدخل بسرعه لوقف الحديث او تغيير مساره لو استرسل السيد ودخل احد الغام الخطوط الحمراء او يميع الإجابة بصورة لا تعطي جوابا نهائيا كمن يتهرب من الجواب لخطورة الوضع مما سبب لي توترا وانزعاجا
وإن كنت اعذره واقعا ولا الومه فالوضع جد خطير وتصرفه جعلني ادرك معاناة المراجع فكل كلمة محسوبة عليهم ولا يستطيع المرجع ان يقول كل شيء للناس
لكن رغبة السائل في الحصول على الجواب الذي اقض مضجعه كان مصدر اصراري على السؤال
اسئلتي كانت نفس الاسئلة التي اردت ان اسألها للسيد السيستاني
1- المقاومة وهل يوجد مقاومة مدعومة من قبل المراجع ؟
موقفه من الانتخابات القادمة
هل يويد قيام الفيدرالية
موقفه من الاتفاقية
وسؤال طبي عن فتواه في الميت دماغيا هل ينزع منه جهاز الانعاش لو كان غيره بحاجة إليه
ما استخلصته من اجابته بعد تدخلات السيد الذي ذكرتها لكم :
ان السيد يتبنى الحل السياسي وان الحل العسكري غير موجود
انه ليس الائتلاف لم يحقق ما وعد به غيره ايضا لم يحقق شيئا بسبب الوضع والظروف
واننا لم ندعم الائتلاف او غيره ، نحن ننصح باختيار الأفضل واختيار المخلصين وان الناس اصبحت قادرة على التمييز والاختيار
الفيدراليه لخدمة الناس وكل شيء بظرفه وهي احد الطرق المطروحة
وبعض المناطق اصبحت فيدرالية وحققت فوائد فلماذا لا يكون نفس الشيء بالنسبة لنا فكركوك لديهم فيدرالية ومستفيدين من الوضع
طبعا بين كل كلمه وكلمة مقاطعة وهزة رأس واشارة باختصار الكلام لي من قبل السيد الذي ذكرته
وتمييع للسؤال
واجابني السيد عن السؤال الطبي
اكملت باقي الاخوات بطرح بعض الاسئلة الفقهية خرجنا بعدها لدخول وقت الصلاة
وطوال الطريق كان في قلبي غصة وحرقة ورغبة بالبكاء
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
-
كما قلت لكم حاولت ان اجمع بعض الملامح ولكن ليس من السياسين فاغلب كلام السياسين يعتمد على حساب الربح والخسارة والفائدة والمصلحة ومن مع من ومن ضد من
والمراجع يحسبون الف حساب لأي كلمة تصدر منهم تخوفا وتحرزا
وحتى الامناء العامين للعتبات كانت الكلمة تقف في حلوقهم عندما نصل إلى مربط الفرس
ومع ذلك جمعت بعض المعلومات من عامة الناس وهم المؤشر الحقيقي لأنهم المستهدفون
وهم من ندعي اننا نخاف عليهم ونريد لهم الأمن والاستقرار
كان السؤال الأول الذي سألته للكثير ممن التقيت بهم من عامة العراقين ماهو حجم التيار الصدري في العراق ؟
واقصد بالصدري -التابع لمقتدى
كان الجواب ان نسبتهم ليس كما يصورهم الاعلام ففي بعض المناطق تواجدهم 20% فقط
وفي مناطق اخرى تواجدهم اقل من ذلك بكثير
الملاحظة الثانية : الخوف من جيش المهدي ومن السيد مقتدى يسكن في قلوب الكثيرين ممن التقيت بهم -يعني الطف تعبير عند بعضهم شعوره تجاه السيد مقتدى انه مغرر به يقوم بتصرفات انفعالية تكون نتيجتها سلبيه
يعني محركهم الخوف وليس الحب
الملاحظة الثالثة : كل من التقيته من المنتسبين في العتبتين لا توجد ذرة شك لديه ان من قام بالتخريب في الشعبانية الماضية هم جيش المهدي وبعلم من السيد مقتدى ورأيت صور شهداء العتبة الذين سقطوا في تلك الحملة العدوانية والتخريبية معلقة في العتبة العباسية والحسينية واحدهم شهيد كان مسجونا في بو غريب توظف في العتبة ولم يكمل السنة إلا وقضى شهيدا على يد جيش المهدي وترك خلفه ارملة وسبعة اطفال ايتام ست بنات وولد عندي صورهم يوجعون القلب وهم عايشين في خرابة بعد ما تيتموا والعتبه قاعده تحاول تبني لهم مسكن يأويهم وبالفعل بنوا لهم مسكن من جمع بعض التبرعات وباقي لهم الابواب والشبابيك وصبية الارض -
لاحظت كذلك ان سوء الظن منتشر بصورة قوية جدا بين العاملين والامناء العامين في العتبات يتحركون وسط الغام من سوء الظنون والترصدات بهم ومحاسبتهم بسوء الظن لا بسط سبب بذكر نماذج منها لما اتكلم عن مقابلاتي مع امناء العتبات
كل عتبة مسئولة تقريبا عن الامن داخل العتبة وخارج العتبة مسئولية الشرطة والمحافظ
في بعض النقاط يظهر بعض الترصد من بعض الشرطة لبعض منتسبي العتبات ومحاولة مضايقتهم لما سألت عن السبب عرفت ان بعضهم موالي لجيش المهدي وتظهر بعض الاضطرابات والتحرشات منهم مع اوامر من العتبة بمعاملتهم بالحسنى وعدم الاصطدام معهم
النقطة الاهم هي التفاف الناس حول المرجعية بشكل فاق تصوري وسط الكم الهائل من الاعلام المضلل
وايضا لا حظت الاهتمام الشديد من المرجعية فيما يخص شئون العتبة - فكلمة او اشاعة مغرضة او عن تقصير موظف او امين عام كفيلة بتغييره فورا ووقوعه في محاسبة من قبل المرجعية
سألتهم عن المالكي : فقالوا يحاول ان يكون عادلا وينصر المظلوم لكن بطانته سيئة -لاحظت ايضا ان تواصل المالكي مع العتبات والقيام بشئونها ممتاز وانه على اتصل بالمرجعية بشكل جيد
لاحظت ان الشعب العراقي مستوعب الكثير لكن التحزبات تفت من عضده
هناك اعتراف لدى الكثير من الشعب بان الوضع الاقتصادي في عهد المالكي صار افضل فرواتب المدرسين والاطباء والمهندسين والموظفين ارتفعت
ان هناك بعض التصرفات لجيش المهدي كانت تقوم بقتل بعض المخربين والمجرمين جعل عصابات اخرى تقوم بالسرقة والنهب والقتل وتنسب نفسها إلى جيش المهدي لتشويه صورته
ان هناك اختراقات امنية لصالح المخربين مهما حاولت الحكومة ان تقيم من انظمة لرصد الامن
ارتفاع حالات الاصابة بالاكتئاب والامراض النفسية وسط العراقيين
هدوء الشعب العراقي بشكل عام قياسا على ما رأيته قبل 27 عاما
هذا ملخص لقاء المراجع العظام
سوف افتح موضوع عن لقاء امناء العتبات الثلاث
اللقاء مع الشيخ عبدالمهدي الكربلائي امين عام العتبة الحسينية
اللقاء مع الامين العام السيد مهدي الحسيني امين عام العتبة العلوية
واللقاء مع الحاج فاضل الانباري امين عام العتبة العلوية فهؤلاء شخصيات جديرة ان يسلط عليها الضوء هي وبعض معاونيها الذين التقيت بهم
فانتظروني
الاخ الذي سأل عن بيت الحكيم في الواقع لم تُتح لي الفرصة للتعمق في هذا الجانب
وبامكان الاخوة التعقيب والتعليق واكمال الناقص
واعذروني فلست متخصصة في الصحافة وهذه اول مرة اقوم فيها بتغطيات صحفية بهذا المستوى فسامحوني على التقصير وعلى تحفظ بعض من قابلتهم
وللامناء العامين للعتبات نصيب مع شبكة هجر تابعونا
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |