من المعروف ان الانتخابات النزيهة والخالية من التلاعب تاتي في الأغلب على رغبة الاغلبية من المنتخبين سواء كان المنتخب حكومة او نائباً في برلمان او حتى تشريعاً ، والمشهد العراقي الحالي وفي جانبه الاعلامي يوحي بتفوق عددي للشيعة قياساً بكثرة العمائم البيضاء والسوداء التي شوهدت بكثرة بعيد سقوط النظام السابق ، وقد نفهم من ذلك مبررات السيستاني في الحاحه لاجراء الانتخابات في العراق.
هذا التبرير وان كان منطقياً ومتوافقاً مع اعتقادات البعض ، وخاصة من الشيعة ، الا انه لايوضح حقيقة التحفظ الحاصل من اهل السنة في العراق ، فمن المستحيل أن يعتقد السنة انهم اقلية من الممكن أن تتكاثر في عضون حل الملف الامنى ( وهو المبرر المعلن لتحفطهم ) لتدخل بقوة الانتخابات المتوقعة ؟ لاسيما أن كثير من قوى السنة يرفضون بل وينفون انهم أقل من الشيعة في العراق.
لقد علقت وكالة الانباء الشيعية على اهل السنة بان حل الملف الامني بأيديهم ، ومن غير المعقول ان ينتظر الشعب العراقي نهاية مقاومة مايسمى ( المثلث السني ) ليتسنى له بناء نفسه وحكومته ومؤسساسته .
ثمة امور مغيبة في المواقف المعلنة من الجانبين (السني والشيعي ) ، ذلك ان بعض القوى تروج لخارطة ديمغرافية عراقية تصب في مصلحة الطرفين الكردي والشيعي وتهمش السنة ، ففي حالة اجراء الانتخابات على اساس هذا التوزيع الديمغرافي الخاطىء ، فان اي حكومة قادمة سيكون للشيعة الدور الاكبر فيها ، وهو مااعتقد انه السبب في الحاح القوى الشيعية على الانتخابات على اساس الخارطة المذكورة مقابل تحفظ اهل السنة عليها ، فأخراج الاكراد من التوزيع ( السني الشيعي ) على خارطة العراق سيفقد اهل السنة مناطق شمال العراق الكردية ومايقال على الاكراد يقال ايضاً على التركمان وهم من أهل السنة ، وسينحصر السنة في المناطق الصحراوية بتجمعاتها من العشائر ، وحتى نكون أكثر انصافاً لابد عند اجراء اي اتخابات(على اساس مذهبي ) يشارك فيها الشيعة كطائفة دينية ، يجب اشراك السنة فيها من كل قوميات العراق وعلى راسها الاكراد والتركمان ، لأن في هذه الحالة فقط يبرز السنة كاغلبية مذهبية في العراق .