النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    معالجة البطالة وتاثيرها في بناء المجتمع

    قال رسول الله ( ص)( أللهم اني أعوذ بك من العجزِ والكسل )
    وقال ايضا( من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفوراً له )
    لم يكن عبثاً أن يجعل الشارع المقدس مقام العمل بمقام العبادة لأن في العمل تصان كرامة الانسان وتحقق انسانيته ولو رجعنا حديثاً لنظريات علم النفس لوجدنا أن العلماء يشيرون الى أهم عقدتين تتحكم في سلوك الانسان هما عقدتا النقص والكبت وبالعمل يعبر الانسان عن نفسه ويطلق مكوناتها ويحرر طاقتها المكبوتة ليكمل بعد ذلك ما يتطلبه من احتياجات ومستلزمات . .
    البطالة آفة خطيرة متعددة التأثيرات في كل مجتمع وفي مجتمعنا العراقي ذو الامكانيات الاقتصادية الكبيرة تفشت البطالة بين صفوف الشباب نتيجة عوامل معروفة ليس أقلها النظام الاقتصادي المتخبط وأحتكار الثروة من قبل أزلام النظام وليس أكبرها تلك الحروب العبثية الدامية وعسكرة المجتمع بل الطامة الكبرى قتل روح الابداع الذاتي وزرع ثقافة الاعتماد على الدولة في كل شيء مما أفقد الشباب ثقتهم بأنفسهم وعطل أمكانياتهم وخذلانهم من قبل الحكومات مما خلق فجوة بينهم وبين مفهوم الدولة بشكل عام وأثر على مستوى الولاء والانتماء للوطن ولم يتسنَ لحملة شعلة التغيير في العراق بعد سقوط النظام البائد في 9/4/2003 أن يحدثوا تغييراً ملحوظاً وأن يجدوا حلولاً سريعة لهذه الظاهرة نتيجة هجمة الارهاب الشرسة والتحديات الامنية الكبيرة من جانب ومحدودية الخبرة في مواقع المسؤولية من جانب آخر واخرت بعض الشيء المعالجات المطلوبة حيث ليس بالنوايا الطيبة وحدها تبنى الاوطان .
    وبعد النجاح الباهر الذي حققته خطة فرض القانون في نهاية عام 2007 والتصاعد النسبي في الامن والاستقرار خلال العام 2008 نعتقد أنه من الضروري وضع حلول عملية لزرع الامل وأحياء روح المبادرة والعمل للقضاء على البطالة واعطاء اهمية كبيرة لهذا الموضوع من خلال منحه الوقت الكافي ودراسته بشكل جدي لما له من تأثير سلبي في الواقع المعاشي للمواطنين والوطن وهنا نؤشر جملة من الملاحظات منها :
    اولاـ المؤسسات الحكومية والاهلية مسؤولة عن إيجاد ارضية مدروسة ومنظمة للقضاء على البطالة .
    ثانياـ هناك عمالة كاذبة وغير حقيقية وهناك حركة تشغيلية في الدولة العراقية بالية التوظيف الحكومي لا تبشر بخير وتحتاج الى اعادة النظر في عدد الكليات وانواعها ومدى تاثيرها السلبي في إيجاد البطالة بدلا من القضاء عليها .
    ثالثاـ نظام التربية والتعليم العالي بدلا من ان يكون مساهم بالقضاء على البطالة في بعض الاحيان هو الذي ينتج البطالة فهناك خريجي كليات ومهنيين لا مكان لهم في العملية التشغيلية العراقية ومثال ذلك كلية التربية الرياضية التي تخرج سنويا (1800) طالب فالبلد لا حاجة له بهذا الاختصاص لاكثر من (200) طالب سنويا اي هناك (1600) طالب خريج بطالة في السنة وهنا لابد من تطوير النظام التعليمي الحالي لكي تتوافق مخرجاته مع سوق العمل .
    الحل يكمن في تفعيل القطاع الخاص وتطوير السوق والذي يحتاج الى :ـ
    1ـ العمل على توفير بيئة العمل المحفزة والجاذبة للشباب من اجل القضاء على البطالة وهذا ينطلق من فرضية كبرى وهي ( أن القطاع الخاص ونظام السوق المفتوح هو الحل الوحيد لتشغيل الشباب مستقبلاً ) وان الشباب لديهم القابلية للأنخراط في كافة الانشطة الاقتصادية .
    2ـ إيجاد هذه البيئة يتطلب القضاء على مايعانيه الشباب العاطل من مشكلات استدلالية وتوجيهية ودافعية وتشجيعية وتقويمية ومعرفية وادراكية مع توفير ما يحتاجه الشباب من آليات تحفيزية وتمويلية مع تقديم امثلة تشغيلية نموذجية ناجحة للشباب لاحداث التغيير النوعي المطلوب في عقليات الشباب التي تتركز حالياً على نمطية التشغيل والتوظيف لدى الحكومة وهذا جرس انذار وخطرلواقع البطالة في العراق .
    هناك مسائل محبطة لتنفيذ ما ذكرناه منا يحتاج منا التوضيح والتوعية منها :
    1. الجهل وضعف الدافعية ( الجاذبية ) ونقص القدرة حيث يجهل الشباب فرص العمل المتاحة والمناسبة لهم في السوق اضافة الى جهلهم في عمل السوق العراقية واخلاقيات العمل .
    2. نحتاج الى مؤسسات وجهات حكومية وأهلية مخصصة ومتخصصة تؤدي خدمات أستدلالية .
    3. على المؤسسات التربوية والاعلامية والتثقيفية تقديم برامج على شكل دورات ومؤتمرات ومسلسلات للشباب المبتدئين وبأمثلة بسيطة نموذجية واقعية لقصص نجاحات الشباب في عصرنا سواء في العراق او الدول القريبة .
    4ـ تحديد ساعات العمل في القطاع الخاص وهذا واحد من اهم العقبات التي تشجعهم للانخراط في الاعمال الحرة بشكل عام حيث ان الاخيرة مضرة للشباب لان وقتها كبير من(8-12) ثم من (4-9) وهذا يوثر على نفسية الشباب ويؤثر على حياتهم الاجتماعية والاسرية وعلاقاته وحتى اوقاته الترفيهيه .
    5ـ امام الشباب خيارين في موضوع طلب العمل في القطاع الخاص هما ( اما يعمل لحسابه الخاص أو لحساب غيره ) كلا الاعتبارين لايشجع الشباب على الاقبال لان السوق المفتوحة في العراق مخيفة وغير مستقرة وغير منتظمة وغير جاذبة .
    6ـ عدم وجود حد ادنى للاجور وعدم وجود نظام التامين الاجتماعي ... الخ هذه الامور تعتبر طاردة للشباب لدخول هذا الاتجاه لذلك يبقى هاجس التوظيف الحكومي عند الشباب بما يوفره من ( أمان ، وضمان ، ومزايا ، واجازات ، ورتابة , وكسل في بعض الاحيان وعدم وجود المحاسبة احيانا ) هو المحرك على تشجيع الانخراط في الوظائف الحكومية
    7ـ إيجاد دوافع ومحفزات وقروض وسلف من الحكومة ( كما تقدم الحكومة للفلاح مثل هذه المحفزات ) وفي المقابل تقليل محفزات التوظيف الحكومي وخصخصة بعض الشركات الحكومية من العوامل التي ستشجع على الانخراط في السوق الحر علما ان زيادة رواتب الموظفين آفـة قاتلة لأقتصاد البلد ومضعفة لحيوية الشباب وداعمة للبطالة .
    العمل بهذا الاتجاة صعب وليس مفروش بالورد فالنجاح يتطلب جهدا كبيراً في البدايات تشترك فيه الدولة بكامل مؤسساتها وتتحمل وزارتي العمل والشوون الاجتماعية والشباب والرياضة الدور البارز في إنجاح مثل هكذا مشاريع وان هذا العمل يحتاج الى جملة من التسهيلات الحكومية للكيانات والمسارات المقترحة لعمل الشباب المبتدئين مثل ( سرعة منح التراخيص ، التقليل من الاجراءات الروتينية المطبقة والمعوقة وخدمات التعقيب لدى الحكومة والاعفاءات الضريبية والكمركية والمزايا التشجيعية والتنافسية وتقديم القروض والمنح الميسرة ) .
    ان الشباب امانة في اعناقنا وعلينا تهيئة الوسائل الممكنة سواء من الحكومة أو من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتأهيلهم بما يساعد على توعيتهم بالشكل الذي يؤدي الى تطوير قابلياتهم للانخراط في سوق العمل مع مراعات دعم الحكومي (سوبسيت )للكسب اليومي بما يشجعه لادامة الحياة وتحمل مسئولية العيش الكريم وتاسيس العائلة .
    ترك الشباب دون دعم حكومي قنبلة موقوتة قد تستغل لتنفجر في أي لحظة وتشوه وجه المجتمع ولعل الستراتيجية الوطنية لتنمية الشباب التي تمت المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء وأنتقلت الى مجلس الوكلاء لتنفيذها هي الكفيلة بحل المشكلة اذا ما تفاعلت معها المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتفعيلها بالشكل الذي يؤدي الى تطوير قدرات الشباب فضلاً عن عقد المؤتمرات وورش العمل المتخصصة وتهيئة الارضية المناسبة لحل مشكلة البطالة في العراق.

    والله الموفق ...

    المهندس
    جاسم محمد جعفـر
    وزيـر الشباب والرياضة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ترك الشباب دون دعم حكومي قنبلة موقوتة قد تستغل لتنفجر في أي لحظة وتشوه وجه المجتمع ولعل الستراتيجية الوطنية لتنمية الشباب التي تمت المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء وأنتقلت الى مجلس الوكلاء لتنفيذها هي الكفيلة بحل المشكلة اذا ما تفاعلت معها المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتفعيلها بالشكل الذي يؤدي الى تطوير قدرات الشباب فضلاً عن عقد المؤتمرات وورش العمل المتخصصة وتهيئة الارضية المناسبة لحل مشكلة البطالة في العراق.
    العراقي لا يعمل في بلده الا بدعم حكومي , واما في الخارج فانه يعمل اي عمل لو طار

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    542

    Angry

    يحكي لنا ألتأريخ بأن هتلر كان لديه أربعة ملايين عاطل وكان نهر يجري خارج برلين فأوعز بأمر منه بأن يـُحفر خندق حول برلين ويحول النهر الى الخندق ومضى هتلر وبقي الخندق (( النهر )) واليوم أصبح هذا النهر من معالم برلين السياحية زرته قبل أيام .. العجيب أن حتى دكتاتورهم يـُفكر في بلده ..

    ماذا فعلنا لبطالة العراق الذين لا يعرفون سوى حمل السلاح هذا ما تعلموه من هدام عليه لعائن الله ؟ .

    الجواب لا شئ .

    هل أستغلو في حفر وبزل الأنهار .. في عملية الأعمار .. في التعليم ..

    ستقول لي بأن ألأرهاب موجود ومن غير الممكن البناء في زمن ألأرهاب .. طيب مو أكو محافظات ليس فيها أرهاب أذن أين معالجة البطالة فيها ؟ .
    العراق أولا ً وأخيرا ً



    [align=center][/align]






    .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني