ختامها .. قندرة
بقلم / علي فاهم
الأمور بخواتمها و الختم هو ما تنتهي به الرسالة أو الكتاب أو المسيرة من توقيع صاحب الختم فهو النهاية و الخاتمة ، و هي الخلاصة و الزبدة ،
و تعبير (ختامها مسك ) يستخدم لوصف النهايات السعيدة أما أن تكون الخاتمة عبارة عن قندرة أو قندرتين فهذه الخاتمة ليست معطرة بعطر المسك بل برائحة أخرى ، و من يتابع رحلة أو مسيرة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لا يستغرب أن تنتهي بهذه النهاية فهو يأكل مما قدمت و أكتسبت يداه ، فمنذ أحداث الحادي عشر من أيلول التي تبنى شرفها صديقه و رفيقه السابق أسامة أبن لادن ، و رفع بوش راية ما يسمى محاربة الإرهاب في كل بقائع الأرض و خاصة الإسلامية منها و خاض مواجهة التغييرفي محور الشر في العراق و أفغانستان ، و سقط في هذه الحروب مئات الألوف من الضحايا و دمرت مدن بأكملها و نهبت ثروات و هتكت خلوات ، و ساد العالم كله رعب منذ اللحظة التي أدعى فيها بوش أن الرب أوحى أليه ، ليقود الحرب الصليبية الجديدة ، و لينشر فوضويته البنائة وصراعه الحضاري مع العدو الجديد القديم ( الإسلام ) بعد أستسلام المعسكر الشيوعي حتى لا ينتهي التاريخ عند أقدام المحافظين الجدد ، مبتدأ بزلة لسان ، و منتهياً بزلة حذاء ، مرت فعلة منتظر الزيدي بين من جعله من أساطين البعثية و رموز القومجية و مجاميع الذباحين الارهابية و بين من رفعه الى رمز للمقاومة و التحرر من الاحتلال , و شجاعة من يرمي بكلمة حق عند سلطان جائر . و بين السفح و الجبل تناسى دور بوش في الموضوع فقد سرق الزيدي منه الأضواء الكاشفة و جعله صاحب دور ثانوي رغم انه يستحق البطولة المطلقة ، فكل التداعيات و التراكمات و الانجازات للمآسي التي عاشها العراقيون , يعود فضلها للسيد بوش , و هي التي جعلت منتظر الزيدي يسقط عنه ألتزامات المهنة الاعلامية لتظهر على السطح عواطفه المنفلتة التي عجنت بصور جثث و أشلاء قتلى ، نساء و أطفال و شيوخ ، دفنوا أحياء تحت ركام بيوتهم الفقيرة برسائل الموت الأمريكية ، فتجريد الفعل من دوافعه الحقيقية ذبح للحقيقة و أستلاب للحق ،
عندما جيئ للرسول الأعظم محمد ( ص) بأمرأة سرقت طعام لأطفالها الجائعين قال ( أقطعوا يدها بصاعين من حنطة و شعير ) فلم يحاسبها على فعل السرقة بمعزل عن الدوافع و أنما كانت عقوبة السرقة هو الحل الأنجع و الجذري للمشكلة ، فقد قطع يدها عن السرقة عندما أسقط الدوافع لها ، فهل أخذنا بنظر الأعتبار دوافع الفعل و المقدمات التي ساقها الرئيس الامريكي بوش لتكون مسيرته نهايتها ...قندرة .