أحزاب عراقية تشتري الأصوات بهواتف نقالة
وتجبر الناخبين علي القسم للإقتراع الي مرشحيها


بغداد ــ كريم عبدزاير ــ الزمان
شكا عراقيون من الضغوطات والتهديدات التي يتعرضون لها من الاحزاب لاجبارهم علي منح اصواتهم لمرشحيها في انتخابات مجالس المحافظات المقررة في يهاية الشهر الجاري.
وتراوحت التهديدات بين الاغتيال او الاعتقال او الخطف فيما شملت الضغوطات محاولة ارشاء الناخبين عبر شراء اصواتهم او تقديم امتيازات لهم تتراوح بين توزيع الاغذية او تمرير معاملاتهم العالقة في دوائر الدولة، خاصة من الاحزاب التي لها مليشيات.
وشملت الرشا التي تقدمها الاحزاب لانتخاب مرشحيها هواتف نقالة وبطانيات واغذية واجبار الناخبين علي اداء القسم لمنح اصواتهم الي مرشح معين حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
علي صعيد آخر اظهرت نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للاسر العراقية الذي اجراه البنك الدولي ان العراقيين قد خفضوا انفاقهم علي المواد الغذائية بسبب تدهور مستواهم المعيشي. واكد التقرير ان تلقيح الاطفال والالتحاق بالدراسة الثانوية قد انحدر الي الحضيض واكد التقرير ان العراق الآن في مرتبة ادني فيهما من افقر دول العالم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن (أم جاسم) من سامراء قولها "فوجئت باحدهم يقرع باب منزلنا في حي الجبيرية" شرق المدينة، "ويعرض علينا مواد غذائية قال انها هدية احد الاحزاب الذي سيشاركك في احزانك وافراحك".
وتضيف "جلبوا مواد غذائية متنوعة وكانت هناك ورقة كتب عليها "انتخبونا" وقد اقسمنا يمينا علي القرآن".
بدوره، يقول الحاج ابو عماد (52 عاما) وهو متقاعد في سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين" وزعوا في منطقتنا بطانيات وملابس واحذية من احدي القوائم قائلين انها ستكون سندا وعونا لنا عندما تفوز في الانتخابات كما ستكون الحل الوحيد لمشاكلكم".
من جهتها، تؤكد ام اياد انها تسلمت "ماكينة خياطة هدية من احدي القوائم وقال لي من قام بتسليمها "ستوفر لك لقمة العيش انت واطفالك" وقاموا باخذ صور اثناء التسليم واقسمت علي القرآن".
وفي العمارة، كبري مدن محافظة ميسان، استخدم بعض المرشحين ذكري عاشوراء والمآتم الحسينية في الدعايات الانتخابية للترويج لقوائمهم.
ويقول ابو علي "قدموا لنا بطانيات ومبالغ نقدية واقاموا الولائم لانتخابهم في حين قدم اخرون اجهزة كهربائية مقابل القسم علي القرآن".
وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، يقول احد الحلاقين ان "قائمة انتخابية وجهت دعوة الي الحلاقين وطلب منا احد المرشحين ملفاتنا واعدا بتعيينات في الدولة اذا انتخبنا قائمته". ويضيف "هذه سخرية منا فلا يملك اي شخص الصلاحية لتعيين اي منا وهؤلاء انتهازيون يريدون شراء الاصوات لقد شاهدت دفع خمسين الف دينار (43 دولار) لاحد الاشخاص ثمنا لصوته، لكنه رفض مجيبا ان دينه وضميره لا يسمحان بذلك".
وفي حي الغدير، افقر مناطق المدينة، يقول احد الاشخاص رافضا ذكر اسمه تحسبا من الخطف "قصدنا مختلف الاحزاب المشاركة في الانتخابات، ووزعوا البطانيات، وكذلك مبالغ مالية مقابل اصواتنا، ورفضوا المغادرة قبل ان نقسم بالامام العباس لمنحهم اصواتنا".
وفي الناصرية، (380 كلم جنوب بغداد)، كبري مدن محافظة ذي قار، تاخذ عملية التنافس بين المرشحين والترويج لقوائمهم منحي التركيز علي المذهب والدين والحزب. وتؤكد عائلات فقيرة ان احدي القوائم قدمت لها بطانيات مقابل منح اصواتها لكنها استفسرت عن جواز ذلك من احد رجال الدين الذي اجاب "طالما انكم من عائلات فقيرة ومسحوقة، بامكانكم قبول هذه الهدايا لكن ليس علي حساب اصواتكم التي يفترض ان تمنحوها وفق قناعتكم". وأظهرت نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسر العراقية ان متوسط انفاق الأسرة الشهري بلغ مليون والف دينار عراقي بأسعار السوق مع ارتفاع واضح في الانفاق علي المسكن الذي استحوذ علي 29 بالمئة.
واظهر المسح الذي نفذته مجموعة البنك الدولي وشمل 18144 اسرة في العام 2007 ان الانفاق علي المواد الغذائية تراجع الي 6ر35 بالمئة مقابل 2ر50 بالمئة في العام 1988 و7ر61 بالمئة في العام 3991.