حقيقة اعجبني المقال للاخ معين..لانه تحدث عن شئ واقعي وموجود عند المسلمين الايرانيين بل وحتى اغلب العراقيين الذين عاشروهم عانو من طباعهم العنصرية..
ولكني ارى ان كاتب المقال شكى من الداء وهو يحمل نفس الداء..فلا تجد مثلا ابن البصرة يوقع اسمه بالبصراوي الا ماندر.. ولاابن ميسان ولا ولا فلماذا الامتياز النجفي...
فبلاامس خرج لنا " ابو علي" ( لاادري لماذا ابو علي وليس اسمه الحقيقي هل لكي لايصاب بالعين؟؟؟) من قناة شهرزاد مفتخرا بانه ابن النجف!!! وانه كل نجفي يملك علما في سرداب راسه لايخرجه الا وقت الحاجة!!
فقد وقع اسمه بالنجفي وهذه عنصرية بحد ذاتها حيث من المفروض ان لاننتمي الى محافظة بل ننتمي الى عراق واحد..
مع فائق الاحترام لكاتب المقال..
---------------------------------
24-01-2009 بقلم: معين الخياط
معين الخياط النجفي / كندا
العنصرية داء تفشى في كثيرٍ من القوميات في حقبٍ من العصور ولا يزال يعشعش في بعضها لحدِ هذا اليوم، فالعنصرية هي أنانية النفس المتجردة من كل المبادىء والقيَم الأنسانية والعقائدية وكرامة الأنسان المحفوظة في كتاب الله المجيد .. وإلا كيف يجوّز أحدٌ لنفسه أن ينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً لأنه من أبناء جنسه أو قوميته ؟ وهذا الحديث الطويل الشائك يقودني الى العقد بين الثمانين والتسعين التي عشتها في ايران ( الأسلام ) وتحديداً في مدينة قم وهي الفترة التي كانت فيها الحرب العراقية الأيرانية فی أوجها … وكي لا أظلم قسماً من المجتمع الأيراني في تلك المدينة ومنهم في منتهى الطيبة والخلق وحسن الضيافة إلا أن القسم الأكبر منهم كان ينظر للعربي عموماً والعراقي على وجه الخصوص نظرة حقد وكراهيه ( عَــرَبا ) وكأن كل عراقي هو صدام حسين في نظرهم الضيق مع علمهم أن العراقيين المهاجرين الى ايران وهم غير المهجّرين قد لجأوا الى الجمهورية الأسلاميه بهدف عدم المشاركة في تلك الحرب الظالمة بين شعبين شيعيين بالأضافة الى مشاركة الآلاف من العراقيين الشرفاء في جبهات القتال الى جانب الجيش الأيراني غير مبالي احدهم بأن اطلاقته قد تصيب في الجانب الآخر أخوه أو قريبه أو أحد أصدقائه القادم عنوةً للقتال مع جيش المجرم صدام ولربما حدث ذلك والله يعلم ومقبرة الشهداء في قم خير دليل على ذلك حيث كنا نشيّع العشرات من الشهداء بعد كل حملة عسكرية معظمهم من العراقيين ….
هذا من جانب ومن جانب آخر هناك بعض المشاهد العالقة في ذهني والتي تبرهن على عنصرية بعض الأيرانيين ولم أقل جميعهم..
المشهد الأول :-لقد آثر عدد غير قليل من العراقيين العيش في مدينة قم باعتبارها مدينة دينية مقدسة واجواؤها تشابه الأجواء الدينيه في المدن العراقية على الرغم من كثرة ازدحامها وكثرة حوادث الدهس بالدرجات البخارية المنتشرة هناك وماؤها المالح الذي لا يصلح للشرب ، ثم ان هناك مرقد السيدة فاطمة المعصومه عايها السلام ، كل هذه الأمور شجعت اكثر العراقيين في الأستقرار في هذه المدينة وقد تمركزوا في شارع في قلب المدينه ( چهارمردان ) والسوق المسمى ( گزرخان ) فمنهم من يعتاش على بيع الفواكه والخضر والأسماك والتمور اما داخل الدكاكين أو عربات بسيطه . وفي المناسبه كان لي صديق كان مدرساً للغة الأنكليزية في العراق هارب من الجيش الشعبي المشؤوم وهو شاب محترم مرموق غير انه امتهن بيع الطماطه في عربة لسد رمق العيش ، لكان موظفي البلدية قد عاقبته عدة مرات بقلب عربته بما فيها لتتدحرج بضاعته تحت اللأرجل على مرآىً من بعض المعممين بالبيضاء والسوداء ومصادرة الميزان الذي يستعمله في حين لا يُسمح له بالعمل بأية شركة أو مؤسسة في القطاع الخاص( لا أغنيك ولا أخليك اتگدّي )... ولو أريد الدخول في تلك المضايقات للزمني كتاب ذو الف صفحة ..... واذكر في أحد الأيام ذهب جمعٌ من المعممين لمقابلة السيد الخميني رحمه الله شاكين له كثرة العراقيين ومزاحمتهم في العمل للمواطنين الأيرانيين ، وقد تكلم الواحد تلو الآخر في عرض سلبيات العراقيين حسب اعتقادهم الا ان السيدلم ينبس ببنة شفه الى ان انتهى كافة المتكلمين ضمن هذا الموضوع ... وحين ذاك نهض السيد رحمه الله من كرسيّه واجابهم بكلمتين صفع بهما وجوههم فخرجوا خائبين قال :- (آقايان خسته شدين عراقيان مزاحمتن كردن نا فقط به كار حتى به قبرستان )
ومعناها بالعربيه ( نعم ايها الساده يبدو انكم تعبانين والعراقيين زاحموكم حتى في المقابر )
المشهد الثاني :- كنت طالباً في دار المعلمين الأبتدائيه في كربلاء حيث كانت النجف قضاءً تابعاً للواء كربلاء وكان ذلك في سنة 1962 وكنا نحن الطلبة النجفيون نعيش في القسم الداخلي الكائن في حي الحسين البعيد نوعاً ما عن مركز المدينه وقد اعتاد بعضنا ان يذهب يوم الخميس لزيارة الأمام الحسين واخيه العباس عليهما السلام ونمكث هناك حتى الليل . وقد مللنا من عشاء يوم الخميس في القسم الداخلي والذي غالبا ما يكون بيضاً مسلوقاً او كبة ثقيله لا تطيقها المعده ولذا نضطر الى تناول طعام العشاءفي سوق يسمى سوق الحسين ( ليس له أثر حالياً ) وكان هناك مطعم صغير صاحبه ايراني مسّن يتكلم اللغة العربية المخلوطة بالفارسيه نقصده لأن طعامه لذيذ جدا خاصة ( تمن على باقلاء )بالدهن الحررائحته على طول السوق ( الف رحمه على ذاك الزمان ) وحينما ننتهي من الطعام ونحن على قاعدة ( كلمن قهوتو من كبسو ) يذهب زميلى لدفع الثمن وانا اتأخر بعض الخطوات لأمر في نفس يعقوب .. يدفع صاحبي مائه وثلاثين فلسا ثمن ماعون الباقلاء مع التمن لأنه يكلمه بالعربيه . اما انا فأقول له بالفارسيه (چقدر آغا ؟ )
يعني كم ادفع سيدنا ؟ يقول( هفتاد فلس) ويعني سبعين فلساً
ونحن قد اكلنا نفس الطعام وقس على ذلك لترى عمق العنصريه داخل مثل هذه النفوس .
المشهد الثالث :- وهو مشهد ذو فصلين حدث أحدهما في النجف والآخر في مدينة قم وهما متشابهان في القصة والمضمون إلا انهما مختلفان بالنتيجه.... في النجف شارع الرسول – باب القبله- وفي الستينات حدثت ضجّه وعراك وشخص ينهال بالضرب على زائر ايراني مسن حتى أدمى فمه وهو يستغيث ، فما كان من أصحاب الدكاكين في الشارع ال ان يهرعوا لنصرة ذلك الزائر المظلوم وتأبيب المعتدي وتسليمه الى الشرطه في حين قدموا الأعتذار الى المعتدى عليه وجاءوا به الى احد الدكاكين واجلسوه وضمّدوه ثم نادوا على ( الگهوجي عمران) ( جيب استكان چاي ) يابه هوّه مو استكان حسبالك فرخ اگلاص وبيش بست فلوس .. ثم انصرف الزائر شاكراً للجميع موقفهم ذلك ..
نفس المنظر وكأن الأحداث تعيد نفسها ، في مدينة قم وفي شارع ( چهار مردان ) وفيه دكاكين للأخوة الأيرانيين حصل شجار بين احد العراقيين ( الثاگبه روحه ) مع أحد الأيرانيين في قضية فيها العراقي صاحب حق .. فآشرأبت الأعناق من الدكاكين وسأل أحدهم : ما الذي حصل ؟ قالوا له شجار بين عراقي وفلان الأيراني فما كان منه الا ان يصيح بأعلى صوته ( بزنش اين بدر سوخته ) ومعناه اضربه هذا المشعول الأب. هذا غيض من فيض وهي ارقى انواع العنصريه المقيته .. ايها العراقي الشهم . نحن وانت وكل عراقي لا يحقد ولا نمتلك هذه الصفة المذمومه ولكننا نقول : حذاري من أن تنتخبوا عنصريا او ميّال للعنصريه والعاقل يفتهم . ( عاد فكّوااعيونكم ) والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين .
معين الخياط النجفي – كندا – 23 -1-2009