ردا على ماورد في النشرة الخبرية ( العدد 119)(12 – شباط -2009) التي يصدرها مكتب للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي في هولندا

ففي مدخل العدد وتحت عنوان إنتخابات مجالس المحافظات وتيار شهيد المحراب

تضمّنت المقالة العديد من المغالطات وتشويه الحقائق وتوجيه التهم والإساءات لشخص دولة رئيس الوزراء مرّة بالتصريح وأخرى بالتلميح .

وفي موضوع ذات صلة وجدت إن قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الأعلى وبعض مواقع الإنترنت المحسوبة على تيار شهيد المحراب تشّن هجمة إعلامية شرسة منذ أيام الحملة الدعائية للإنتخابات وليومنا هذا على رموزنا الوطنية والقوى السياسية وبالذات ( حزب الدعوة الإسلامية – ودولة رئيس الوزراء )


فبعد الإطلاع على المقالة وتفاصيل ما جاء فيها ورغم ماوجدته من التجنّي والظلم ومحاولات التزييف والإلتفاف آثرت عدم الإنجرار لسجالات عقيمة وحورات غير مجدية ( رغم إنني أستطيع دحض ودفع كل التهم والإدعاءات التي وردت في المقال عبر تقديم الحجج والبراهين) لكنني وجدت ومن منطلق وطني وشرعي إن مخاطبة الإخوة المعنيين في المجلس الأعلى وبعض وسائل الإعلام هو أبلغ وأنفع للتنبيه على مخاطر هذه الهجمة الإعلامية والتصعيد غير المبرروهي مدعاة لشق الصف الوطني والإسلامي ولها تداعيات خطيرة على وحدتنا الوطنية ومجمل الوضع العراقي .


إن المرحلة التي يمّر بها العراق هي مرحلة حساسة وبالغة الأهمية تستدعي منّا جميعا توحيد جهودنا وكلمتنا
على طريق بناء العراق الجديد الذي أخذ وبحمد الله وبجهود المخلصين من أبناءه وقواه الوطنية والإسلامية الخيرة والمخلصة يستعيد مكانته المرموقة في وسطه الإقليمي والدولي .

وعلى الصعيد الداخلي يبنغي إحترام إرادة الشعب العراقي وخياراته فهو صاحب الكلمة الفصل وهو المعني بشكل مباشر بنتائج هذا الخيار فلا يمكن خدش مشاعره وأحاسيسه عبر التنكيل والطعن بمن منحهم ثقته وأصواته عبر إنتخابات حرّة ونزيهة وشفافة بشهادة القاصي والداني .

والغريب في الأمر بأن معظم القوى السياسيىة ومنهم تيار شهيد المحراب يقّر ويؤكد حقيقة فوز الأحزاب الإسلامية في العاصمة ومعظم المحافظات ويفخرون بذلك ، إذن لمصلحة من يتم تشويه وتسقيط هذا الرمز أو تلك القائمة التي تضّم قوى سياسية إسلامية وطنية ؟؟

أتمنّى على الإخوة في المجلس الأعلى تبنّي خطابا وطنياعقلانيا بعيد عن التشنج وردود الأفعال غير المحسوبة وحسابات الربح والخسارة وفق المقاييس الفئوية لأن الفائز الأول في هذه الإنتخابات هو العراق نعم العراق الدولة والشعب ، وإن فوز هذه القائمة أو تراجع تلك لا يعني نهاية المطاف فمجال التنافس الحر والشريف مفتوح أمام الجميع كما ينبغي التعاطي مع المسؤولية كونها تكليف وليس تشريف بل هي أمانة وعبْ وطني كبير والجميع على المحك وتحت مجهر المراقبة والمتابعة من قبل الشعب .

ليس كثيرا أو غريباعلى حزب الدعوة الإسلامية أن يتصّدى لمواقع المسؤولية في العراق الجديد فهو صاحب تأريخ مشرق ومسيرة مضنية لأكثر من خمسة عقود مضمّخة بالدماء الزاكيات ورحلة شاقة في طريق ذات الشوكة ، كما أنه في ذات الوقت ليس غريبا على باقي القوى والتيارات الإسلامية الوطنية أن تكون في مواقع التصدي والقيادة والشراكة في بناء العراق الجديد فلا إقصاء أو تهميش ولا من مزايدة لطرف على آخر فالعراق للجميع .


إنني أعتقد جازما بأن التطاول على أو النيل من أية جهة سياسية أو شخصية وطنية مخلصة هو إساءة وإهانة لتأريخ مشرق وحافل بالعطاء والتضحيات والدماء الزاكيات التي أريقت على طريق خلاصنا وعزتنا وعلى رأسهم المرجع الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر والشهيد الصدر الثاني وشهيد المحراب آية الله السيدالحكيم وقوافل مئات الالاف من الدعاة والشهداء أبناء العراق البررة .

إن قوّتنا تكمن في وحدتنا وكلّنا تقع عليه مسؤولية بناء العراق فكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته وعلينا البحث عن أسس شراكة وطنية حقيقية مخلصة ومسؤولة نغلّب فيها المصلحة الوطنية على كل المصالح والحسابات الضيّقة نتحمّل من خلالها كل النتائج المترتبة عليها من نجاحات أوإخفاقات .

صفحة الإنتخابات طويت وليس عيبا أن يقوم المرء بمراجعة حساباته ومواقفه لتقييم نجاحاته وللوقوف على أخطاءه وإخفاقاته آخذا الدروس والعبر، كما عليه تقبّل النتائج بروح رياضية بعيدا عن إلقاء اللوم على هذا الطرف أوذاك أو تعليّق أخطاءه على شمّاعة الآخرين .


علينا جميعا أيها الإخوة الإستعداد لإنطلاق مرحلة جديدة من البناء والإعمار وتقديم أفضل الخدمات الأساسية للمواطنين الذين عانوا قرابة أربعة عقود في زمن النظام البائد كما عانوا وضحّوا جراء الهجمة الإرهابية الشرسة التي شنّتها قوى التكفير والظلام في الأعوام الماضية .

أخيرا ينبغي أن يكون خطابنا خطابا وطنيا يرتقي الى مستوى الآمال والطموحات وأن يكون إصطفافنا للعراق فقط وخلف حكومته الوطنية المنتخبة من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات والحفاظ على ماتحقق خلال الأعوام الأخيرة .



سدد الله الجميع ووفقهم لخدمة بلدهم وشعبهم لتحقيق الأمن والسلام والعدالة والرخاء.



كفاح الحسيني

رئيس تحرير صحيفة الأضواء



فيما يلي نص مدخل العدد لنشرة المجلس الأعلى الإسلامي العراق في هولندا:


النشرة الخبرية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي – مكتب هولندا


العدد 119 بتأريخ 12 شباط /فبراير 2009


مدخل العدد

انتخابات مجالس المحافظات وتيار شهيد المحراب

سجل العراقيون صفحة مشرقة جديدة في تأريخهم الحديث من خلال نجاح الانتخابات التي جرت مؤخرا والتي ساهم في إنجاحها كل العراقيين. فذهاب الناخب الى صندوق الاقتراع هو الحجر الأساس في نجاح العملية الانتخابية ولكن مؤسسات الدولة بمختلف مسؤولياتها وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية التي سهرت على سلامة المواطن وأمنه، والمفوضية المستقلة للانتخابات، وحتى الأطراف السياسية ساهمت كلها في إنجاح هذه الممارسة التي شهد لنجاحها الجميع في الداخل والخارج.
وقد شارك تيار شهيد المحراب في كل مراحل العملية الانتخابية بفعالية وشفافية وحرص شديد على أن تكون الانتخابات ناجحة و نزيهة و أن تشارك فيها أكبر شريحة ممكنة من المواطنين. إلا أن النتائج التي حصلت عليها قائمة شهيد المحراب هي أقل من توقعات المراقبين من كل الأطراف، رغم حصولها على المركز الثاني في ست محافظات في الوسط والجنوب وعلى المركز الثالث في محافظتين، مما يؤكد بقاء التيار قوة مهمة ولاعبا أساسيا في الساحة السياسية العراقية.
فتيار شهيد المحراب يمتلك العديد من القيادات الميدانية الكفوءة، والخبرة السياسية الواسعة الممتدة لما يقارب الثلاثين عاما والقاعدة شعبية الملتزمة بقيم ومبادئ الخط ومؤسسات مهمة وفاعلة على الساحة، إضافة الى منهجية عقائدية وعملية راسخة وقوية. وقد لعب المجلس الأعلى دورا محوريا في بناء النظام السياسي الجديد في العراق وهو الطرف الذي يشهد له الجميع بالعقلانية والوسطية والحرص على مصلحة كل العراقيين دون استثناء. فكانت ولازالت قيادة المجلس هي اللاعب الأساسي في حل العقد الصعبة التي تواجه تطور العملية السياسية الناشئة في العراق ولذلك اكتسب المجلس بكل مفاصله احترام وتقدير مختلف الأطراف والقوى الداخلية والخارجية.

وبعد ظهور نتائج الانتخابات المحلية فمن الطبيعي أن يتم تقييم العملية برمتها و دراسة مفاصلها وظروفها والمؤثرات فيها من أجل الخروج بتصور علمي واقعي عن السلبيات والإيجابيات والمعوقات وكل ما كان له تأثير على تلك النتائج.
فهناك عوامل خارجية كانت مؤثرة، يدركها كل منصف بغض النظر عن موقفه من هذا الطرف أو ذاك. فقد تعرض تيار شهيد المحراب وقائمته الانتخابية لهجمة إعلامية شرسة ظالمة حشدت لها قنوات فضائية عدة وصحف وإذاعات وكتاب في صفحات الانترنت، قسم منها معروف بمواقفه العدائية وآخر أقل وضوحا في مواقفه السابقة. وكأن البعض أراد الانتقام لسنين المقاومة والعطاء التي جاهد فيها المجلس الأعلى من أجل زوال النظام الصدامي البغيض، والأخر وجد أن في بث الأكاذيب والإشاعات على طرف معين قد يكسبه عددا من المقاعد والأصوات التي كانت ستذهب الى ذلك الطرف، وهذه ممارسة طالما استخدمت في الانتخابات و لكن لم نكن نتمناها لديمقراطيتنا الفتية. والغريب أن هذه الحملة الإعلامية الظالمة تميزت باستهدافها تيار شهيد المحراب ورموزه إذ لم يشهد أي طرف سياسي آخر هكذا استهداف، يشترك فيه خليط غريب من الأصدقاء المنافسين ومن الأعداء التقليديين. وكانوا قد أدركوا جميعا بأن تيار شهيد المحراب من الممكن أن يكسب الكثير من الأصوات والمقاعد فشمروا عن سواعدهم للتصدي لذلك.

كما أن استخدام هيبة الدولة في زمن الهاجس الأمني، وإمكانيات الدولة المختلفة وخاصة المالية والإعلامية منها، ومجالس الإسناد للعشائر، وتجيير الإنجازات الأمنية والاقتصادية وغيرها لطرف واحد متناسين الشراكة في كل شيء في حين أن مواقف كتلة شهيد المحراب في دعم و حكومة الوحدة الوطنية في كل الظروف الحساسة والصعبة معروفة. كما أن المواطن وكأنه قد وضع اللوم على مجالس المحافظات في تردي الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وهي بالأساس من مسئوليات الحكومة المركزية ولا تتوفر لدى المحافظات بعد الإمكانيات المادية والصلاحيات لممارسة الدور الذي ضمنه لها الدستور، رغم أن هذا لايبرر القصور والمشاكل الموجودة فعلا في عدد من المحافظات خاصة تلك التي لم يستقر الأمن فيها إلا قبل فترة وجيزة ومعروف استحالة البناء والأعمار مع انعدام الأمن والاستقرار. إضافة الى حرمان الكثيرين من التصويت وعدم استفادة الآخرين من ذلك الحق طوعا وجلوسهم في منازلهم في مناطق نظن أن أصواتها كانت ستغير المعادلة. هذه كلها طبعا عوامل كما ذكرنا لها تأثير على نتائج الانتخابات ولاشك أن هناك عوامل أخرى يجب دراستها وتحليلها ولانريد الخوض فيها هنا. لذلك كله من الضروري مراجعة الأداء الذاتي بكل مفاصله وجوانبه. وهذا ما سيحدث بدون شك.

ختاما نقول أن تجربة تيار شهيد المحراب فيها من العمق والأصالة والالتزام ما يجعلها قوية في مواجهة العواصف وعبور المطبات وتجاوز الصعاب. فقد صقلت سنين العمل في خدمة العراق وأهله في أصعب الظروف أبناء هذا التيار وجعلتهم الأكثر حصانة وقوة أمام التحديات. فهو يحترم اليوم إرادة العراقيين والنظام الديمقراطي الذي اختاروه لبناء دولتهم الحديثة. وكان سماحة السيد عبد العزيز الحكيم واضحا في رسالته الى العراقيين عقب الانتخابات إذ هنئهم على نجاحها وأعتبرها خطوة مهمة في ترسيخ الديمقراطية التي التزمت كتلة تيار شهيد المحراب بكل قواها بها وباحترام رأي الناخب أيا كانت نتائج الانتخابات. كما أن النتائج التي جاءت دون الطموح والمتوقع، ستدفع للمزيد من العطاء والعمل من أجل رفع وترسيخ ثقة المواطنين بالنهج والبرنامج الذي يطرحه تيار شهيد المحراب. فالنتائج مهما كانت لن تؤثر على إيمان أبناء التيار بعدالة المبادئ التي يؤمنون بها و بصلاح الخط الذي اختاروه و عظمة الأهداف التي يسعون الى تحقيقها من خلال مبادئَ ومنهجيةٍ وضع أسسها شهيد المحراب ويعمل من أجل تحقيقها وتطوير سبل تنفيذها ثلة من القادة الخيرين المضحين وعلى رأسهم سماحة السيد عبد العزيز الحكيم حفظه الله ورعاه. بل إن الانتخابات ومانتج عنها تدفعهم الى دراسة الحال ومعالجة المشاكل والاستفادة من التجارب وأخذ العبرة والدروس في سبيل السير قدما في طريق تحقيق مصلحة العراق وأهله.