سببان لتقهقر قوى وصعود آخرى بالبصرة
“المالكي وصولة الفرسان”
عزا محلل سياسي في البصرة التغيير الكبير الذي حصل في تركيبية الحكومة المحلية بالمحافظة، إثر النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية، الخميس، إلى تداعيات خطة (صولة الفرسان) وكاريزما رئيس الوزراء المالكي، “اللتان ألقتا بظلالهما بقوة على الأداء الانتخابي وصناديق الاقتراع”، مشيرا إلى أن الأمر لم يقترن بحزب الفضيلة الإسلامي والتيار الصدري بل تعداه إلى المجلس الأعلى الإسلامي.
وأوضح قاسم المالكي لوكالة (أصوات العراق) أن “التغيير في تركيبة الحكومة المحلية بالبصرة طال معظم مكوناتها السابقة وبخاصة حزب الفضيلة الإسلامي، و المجلس الأعلى، فضلا عن تأثيره القوي على القاعدة الاجتماعية للتيار الصدري ، إذ لم يكن هذا التيار ممثلا في الحكومة المحلية”.
وحصل حزب الفضيلة في الانتخابات المحلية السابقة على 12 مقعدا، وبتحالفه مع القائمة العراقية وحزب الدعوة تنظيم العراق وتجمع عراق المستقبل أصبح يقود كتلة الأغلبية المكونة من 21 مقعدا، فيما كان المجلس الأعلى يقود قائمة البصرة الإسلامية المكونة من 20 مقعدا.
وأضاف المالكي وهذا “يحيل إلى الوضع الذي سبق عملية (صولة الفرسان) الذي كان من أهم سماته نشاط الجريمة المنظمة، وتهريب الثروة النفطية وتبديد المال العام والاستحواذ على الموانئ “. مبينا أن هذا “أقترن في أذهان الكثير من البصريين بأداء النخبة الحاكمة للبصرة آنذاك”.
وأردف “كما أقترن في أذهان قطاع كبير من الناس بأن الهجوم الذي شنته الحكومة بعملياتها العسكرية على الخارجين على القانون نهاية آذار مارس من العام الماضي، باعتباره الحد الفاصل بين مرحلة وأخرى، إذ أظهر المالكي بأنه المنقذ أو المخلص أو رجل الدولة الذي يسعى إلى أقرار الأمن وبناء دولة القانون، فبدا أن الفضيلة والتيار الصدري قد تضررا جراء هذه العملية، بسبب اختلاط الورقة الأمنية مع الدفوعات المتقنة للبراغماتية السياسية”.
وتابع المالكي ” فضلا عما صاحب هذه العملية من مواقف سياسية وإعلامية، أسهمت في تقليص القاعدة الشعبية لهذه التيارات، إذ أن العمل الدعائي والتحريضي للحكومة، وشعاراتها في مكافحة الفساد والجريمة دفع بهذه القوى إلى التقهقر وإحراز نسب ضئيلة”.
وخلص إلى أن العمليات العسكرية خطة (صولة الفرسان) التي لم “تزل مستمرة في البصرة فضلا عن تركيز رئيس الوزراء المالكي عليها، خلق معيارية نمطية ومحددة في أذهان غالبية البصريين وهي، أن المالكي هو الذي كبح جماح العصابات والمجاميع المسلحة ووضع الحد للتردي الأمني وجمد وتائر العنف، فيما كل الآخرين بنظر الكثير منهم إن لم يكونوا في موقع الضد النوعي للمالكي فهم في موقع الهامش، وهذا ما انعكس على نتائج الانتخابات المحلية، وبالقدر الذي عزز من قائمة المالكي الانتخابية عمل على تقهقر القوائم المعنية وغيرها” .
وبحسب نتائج انتخابات محافظة البصرة التي أعلنتها المفوضية خلال مؤتمر صحفي عقد عصر اليوم الخميس، فأن قائمة ائتلاف دولة القانون حصلت على 20 مقعدا، وقائمة شهيد المحراب على 5 مقاعد، وتجمع العدالة والوحدة على مقعدين، وتيار الأحرار المستقل على مقعدين، والحزب الإسلامي على مقعدين و القائمة العراقية (2 مقعد)، الفضيلة (1 مقعد) والمكون المسيحي (مقعد واحد).