العراق يدعو فرنسا إلى بناء
مفاعل نووي بديل عن «تموز»
ا ف ب - دعا وزير الكهرباء العراقي كريم وحيد، امس، فرنسا الى مساعدة بلاده في بناء محطة للطاقة النووية، بعد نحو ثلاثة عقود من بناء باريس لمفاعل «تموز» النووي قرب بغداد الذي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية.
وقال وحيد في مقابلة مع «فرانس برس»، كانت «لدينا علاقات جيدة جدا مع الشركات الفرنسية» في الماضي. واضاف: «أنا ارغب بالدخول في اتصالات مع وكالة الطاقة النووية الفرنسية للبدء في بناء محطة للطاقة النووية، لأنني ارى المستقبل في الطاقة النووية».
وابرم العراق في عام 1976 اتفاقا مع فرنسا لبناء مفاعل النووي، وبدأ البناء فيه عام 1979.
وشنت اسرائيل في حزيران 1981 غارة جوية على «تموز» الواقع في منطقة التويثة جنوب بغداد، بينما كان العراق في اوج حربه مع ايران، متهمة صدام حسين بانه ينوي صنع اسلحة نووية.
واقام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في مطلع السبعينات عندما كان رئيسا للحكومة، علاقات وثيقة مع العراق. وعاد ووقف ضد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 حين كان رئيسا لفرنسا.
واضاف الوزير «ان فرنسا لم تظهر حتى الآن» (في عراق ما بعد صدام) الا انها كانت على الدوام حسب قوله «صديقا جيدا للعراق».
وكان الرئيس نيكولا ساركوزي قام في العاشر من فبراير الجاري بزيارة لبغداد. وقال خلال مؤتمر صحافي، «جئت الى هنا لاقول للشركات الفرنسية ان الوقت حان لتأتوا وتستثمروا».
واكد ساركوزي ان عددا كبيرا من رجال الاعمال الفرنسيين سيتوجهون الى بغداد نهاية الصيف، مضيفا ان بلاده «ترغب في التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والمياه وكل القطاعات الرئيسية.
ودعا وحيد ايضا الشركات الفرنسية للاستثمار في العراق. وقال «لدينا الكثير من المشاريع التي سيعلن عنها سعيا لجذب الاستثمارات» مشيرا الى محطات توليد الطاقة التي يطلق عليها اسم «مشاريع انتاج الطاقة المستقلة».
وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اعلن الاسبوع الماضي ان العراق باع الـ 550 طنا من اليورانيوم المركز الذي جمع ابان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى شركة «كاميكو كورب» الكندية بـ 90 مليون دولار. واضاف ان هذه الصفقة تمت «لأننا وقعنا معاهدة الحد من الانتشار النووي ولم نعد نحتاج الى هذه المواد التي جمعها النظام السابق».
ونقل آخر ما تبقى من المعدات النووية المتبقية من عهد صدام، في يوليو 2008 بطريقة سرية وبمساعدة الولايات المتحدة الى مرفأ كندي على متن سفينة اجتازت محيطين. وما زال يتعين تنظيف آخر النفايات المشعة المتبقية في مجمع التويثة النووي جنوب بغداد.