النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    25

    افتراضي الحواسم ..التجاوز ..بين سنوات المحنة وانتظار المشروع الوطني




    التجاوز في قلعة سكر ..بين سنوات المحنة وانتظار المشروع الوطني
    ارض ذي قار…أولى صحائف المجد كانت ولازالت آثارها إشعاعا في ذاكرة التاريخ …وبناءا قائما يتحدى الزمن ….لقد تسلق إنسان هذه الأرض ذرى المجد وتربع فوق عرش البطولة منذ اقدم الأزمنة …وتفتحت عبقريته على أديم هذه الأرض التي تتيح لانسانها مجالات التفكير والخلق والإبداع…وتسخير مواردها نحو الحياة الأفضل…تقدما وامنا وهناءا…وقد فاضت حضارة هذه الأرض لتعم العالم …واضحت ركيزة أساسية في أي تطور او تقدم لاحق…وعلمت الإنسان ما لا يعلم…
    فمن أرضها انطلق إبراهيم الخليل نبي الله عز وجل ليدعو الناس الى الوحدة والتوحيد…
    فكم هي خالدة تلك المآثر والأمجاد التي خلفها البناة الأوائل… ومدينة قلعة سكر اسم خالد يتجدد عبر التاريخ ..شامخ بما تحمله المفردة من معان متواصلة مع الأصالة والحضارة والإبداع..يلفها نهر الغراف برداء الرجولة وتمنحها أثار اور وسو مر زهو الفرح والشموخ.
    تقع مدينة قلعة سكر في الجزء الشمالي لمحافظة ذي قار حوالي 100كم شمال مدينة الناصرية ويمتد تاريخ هذه المدينة الى حوالي الألف الثاني قبل الميلاد حيث بدا اسمها يتردد في كتب التاريخ بعد حفر الملك السومري (انتيمينا) حاكم مدينة لكش لنهر الغراف حتى يتم إيصال المياه الى لكش بالقرب من مدينة الشطرة حاليا حيث امرر هذا النهر على مدينة قلعة سكر..
    لما اوردناه اعلاه من تاريخ عظيم زاهر بكل شيء لم نسمع من خلاله ان احد المواطنين سكن الايجار سابقا او بنى بيت متجاوزا او كان عاطلا عن العمل.. لذلك وقع اختيارنا على هذه المدينة كي نبدأ منها بأيجاد حل لمشكلة يراد لها ان تكون مزمنة وحلها لا يكلف عشر المعشار من خيرات هذا البلد التي غطت الخافقين الا وهي مشكلة بيوت التجاوز....

    التجاوز .. الحواسم...تعددت الاسماء وتوحدت المعاناة:
    بيوت التجاوز تلك الظاهرة التي ظهرت للوجود عقب سقوط النظام في 2003 حيث جاءت نتيجة للتضخم السكاني وتعدد العوائل الساكنة في بيت واحد وما يرافقها من مشاكل اجتماعية وصعوبة البناء والحصول على قطع سكنية في الزمن السابق و لأن هوؤلاء كانوا مسحوقين جائعين في السابق ومرت ايام على الإحتلال , وهم لا يسمعون إلا وعودا.. لا فرص عمل ولا مشاريع جديدة تحسن من ظروفهم, ودوامة فراغ, ودوامة عنف. قريبة أم بعيدة ...فما الذي يمنعهم من الإنخراط وبناء مساكن في التجاوز؟؟؟
    لو كان كل الناس مثلهم بلا سكن, وبلا عمل , وقدرة محدودة على تفسير الأمور, لفعلت الناس مثلهم... أكثرية مستعدة للإشتعال والثورة, مثل كومة قش جاف...ينتظر قطعة كبريت صغيرة, ليتحول الى جحيم ادت كل تلك الظروف مجتمعة الى ايجاد احياء جديدة عرفت فيما بعد بالحواسم او بيوت التجاوز كما يتم تسميتها ...وبدأت بالاتساع والنمو بطريقة شعبية عشوائية منذ السقوط ولحد الان ..ولأن السكن في هذه الممناطق غير مضمون البقاء ومهدد كونه خارج عن القانون واصحابها من ذوي الدخل المحدود كانت البيوت المشيدة عبارة عن اكواخ صغيرة توحي بالبؤس والفقر والجوع والحرمان ولا تصلح للسكن البشري لكن ظروف الحياة الصعبة اجبرت هؤلاء على السكن بهكذا منازل لصعوبة المرحلة ومدينة قلعة سكر كانت احدى مدن العراق التي شيدت بها تلك الاحياء اختيرت من قبلنا لمناقشة هذه المشكلة وايجاد الحل.

    عبد الكريم قاسم... التجربة
    يمكن ان نستفاد من تجارب السابقين في التعامل مع هكذا حالات عبر الزمن ..نأخذ الدروس ..ونمحي السلبيات كي نخرج بنتائج طيبة ...في بداية ثورة 1958 واجهه الزعيم عبد الكريم قاسم ظاهرة الصرايف التي بنيت بجوار قناة الجيش بأتجاه السدة في بغداد التي انشأها وسكن فيها الفقراء من الفلاحين الهاربين من الظلم الاقطاعي في الجنوب ..فما كان من عبد الكريم قاسم الا ان يفتح قلبه لهؤلاء المساكين ويتحمل المسؤلية كاملة من حيث واجب الدولة بأيجاد مسكن مناسب لكل مواطن يكفل له العيش بحياة كريمة ...
    بدأ مشروع الثورة بـ911 داراً، تحت اسم «مشروع أصحاب الصرائف» (مجلة العراق الجديد، آب 1960)، تبنت الدولة البناء، وسلمتها جاهزة لأهل الأكواخ والصرائف معبدة الأزقة، وفيها أحدث الخدمات. ثم أُطلق عليها اسم مدينة الثورة. مدينة الصدر حاليا .. وتحقق بجانب هذا الانجاز العظيم ا في عهد حكمه القصير مشاريع تفوق الخيال ابتداءا من تشييد اهم الجسور في العراق وهو الجسر المعلق وانشاء اكبر مستشفى في العراق والمنطقة وهي مدينة الطب وغيرها من المشاريع الكبرى كثير والذي يهمنا الان هو الاطلاع على تجربة بناء مدينة الصدر انذاك حيث كما قام عبد الكريم قاسم بمنح قطع اراضي وبناء بيوت لكثير من موظفي الدولة .
    وبنيت مدينة الصدر بظروف لم تكن احسن حالا من الظرف الحالي حيث كانت الدولة في بدايتها خارجة من استعمار مقيت اكل الاخضر واليابس ولا يوجد مردود مالي كما هو الان.....عبد الكريم قاسم أزال الصرائف و بنى بيوتا لائقة للعراقيين الذين أفقرتهم العهود السابقة ، و أسرع بأصدار قانون الأصلاح الزراعي لأنقاذ الفلاح العراقي من تسلط الأقطاع و ظلمه ، وأخراج العراق من دائرة الجنيه الاسترليني وهذا عمل وخطوة جيدة لتحرير أقتصاد العراق وفك أرتباطه من الكتلة الاسترلينية المتحكمة بسعر الصرف في ذلك الوقت وجعل غطاء الدينار العراقي سلة متنوعة العملات . و فاوض شركات النفط السارقة ، بنفسه مصدرا قانون رقم 80 و وقع عليه قائلا لمجلس الوزراء : هاتوه لأوقع على وثيقة أعدامي ، لعلمه ان اللصوص الدوليين لن يتركوه و شأنه بعد ذلك ....واصدر قانون الاحوال الشخصية ... وكان في سباق مع الزمن لأستجلاب كل خير ممكن لشعبه المظلوم ... وهكذا تم بناء بكل دراية وبكل أخلاص مدينة كاملة الاحتياجات الضرورية وأطلق عليها أسم مدينة الثورة والتي أحتوت على جميع الصرائف المتناثرة على خارطة بغداد بكل أقسام التواجد لعيشة مزرية ولفقر مدقع ولعراقيين هم جزء منا يحق لهم ما يحق لنا من عز وثروة ورخاء . و هكذا توسعت بغداد أفقيا بدلا من طوليا وزاد عمق أمتدادها عدة كيلومترات بعد أن فتح شارع جديد موازي لشارع غازي أطلق عليه شارع الجمهورية . وبدأت معالم الحضارة والبناء وتخطيط بغداد واضحة لكل ناظر وهكذا باتت مدينة الثورة سابقا مدينة الصدر حاليا حاضرة بغداد او رئة بغداد منها خرجت افواج من الرياضيين والسياسيين والشعراء والمثقفين وما ان تشاهد مبدع في التلفزيون الا وذهب تفكيرك الى كونه من مدينة الصدر.

    المشكلة والحل:
    قبل ايام زار وفد من كوادر حزب الولاء الاسلامي في مدينة قلعة سكر منطقة التجاوز للاطلاع على احوال الناس وشد ازرهم لمواجهة الواقع المرير وبعد الاطلاع على الواقع الذي كان اكثر ظلامية وبؤس من تصور اي شخص ولربما الصور توضح جزء يسير من ذلك الواقع ...لكن يمكن القول ان الاوان للالتفات لهذه المأساة ووضع الحل الامثل لها على مستوى البلد ولكن دعونا الان نأخذ مدينة قلعة سكر كنموذج مصغر لحل هذه المشكلة على مستوى هذه المدينة ثم على مستوى اعلى....
    بعد الاطلاع على عدد البيوت والعوائل الساكنة على شكل بيوت تجاوز يقدر عددها 500 منزل يضاف اليها بنفس العدد من البيوت والعوائل ممن يسكنون في الايجار ويعانون ربما اكثر من معاناة التجاوز نتيجة لأرتفاع بدلات ايجار البيوت يكون لدينا 1000 عائلة تحتاج الى 1000 منزل طبعا الارقام غير دقيقة بل تقريبية وكنت اتمنى ان احصل على احصائيات دقيقة من الدوائر الرسمية لكن ظروف العمل حالت دون ذلك ..واذا فرضنا ان الحل يتم عن طريق منح هذه العوائل 1000 قطعة سكنية كل قطعة 200 متر مربع تكون المساحة الكلية التي نحتاجها 200000 متر مربع واذا علمنا ان الدونم الواحد يساوي 2500 متر مربع اي اننا نحتاج الى 80 دونم لحل المشكلة وهاهي الاراضي الجرداء تحيط بمدينة قلعة سكر من كل الجوانب متروكة ومهملة لا مستغلة زراعيا ولا مستثمرة يمكن تحويلها من اراضي زراعية الى سكن وتوزيعها لكي نكفل لهؤلاء العوائل حياة كريمة من اجل قلعة سكر خالية من الايجار والتجاوز بحلول سنة 2010 ويضاف الى ذلك اعطاء مقدار من المال كأن يكون مقداره (5000.000) دينار من المال لهؤلاء العوائل كي يعينهم في بناء اقصى حد من البناء كأي يكون غرفة ومطبخ ومجمع صحي ..وبذلك نكون قد احتجنا الى 5000.000*1000 = 5.000.000.000 مليارات دولار وقد يتصور البعض ان هذا الرقم كبير لكن اطمئن الجميع بأن هذا الرقم متواضع جدا حتى بالنسبة الى ميزانية قلعة سكر نفسها و لا شي امام اعظم انجاز تشهده المدينة وهو توفير الحياة الكريمة لشريحة كبيرة من اهلها ممن عانوا الامرين قديما والى الان وهي خطوة بأتجاه التكافل الاجتماعي الذي اوصى به الله تعالى واهل بيته الكرام اذا علمنا ان ميزانية قلعة سكر قد بلغت 11000.000.000 لعام 2008 ونسبة ما نحتاجه منها 45% ولسنة واحدة فقط دون الحاجة الى اموال دائرة العقاري اي يوجد اكتفاء ذاتي من اموال الناحية نفسها... ان لم تنزلنا وطلبنا الاموال من اموال الميزانية غير المستغلة و المدورة للمحافظة للعالم التالي فكما تعلمون اخوتي ان ما يتم تدويره سنويا فقط من اموال ميزانية المحافظة يكفي لبناء هذه البيوت دبل فاليوم.
    حيث بأمكاننا ان نصبر لسنة واحدة عن تسبيس الشوارع وعمل الارصفة او بناء ملعب رياضي بكلفة 4000.000.000 مليار دينار... امام قضاء حاجة هذه الشريحة وكم هو سيكون كبير الانجاز عند الله اولا والفائدة حيث سيولد لدينا حي جديد وفرص عمل كثيرة لا تحصى من خلال شروع الناس بالبناء ..
    وبعد ان عرفنا المبلغ الذي تحتاجه مدينة قلعة سكر وهو 5000.000.000 مليار دينار اي يعادل 4000.000 دولار وفرضنا انه يوجد 200 مدينة في العراق تحتاج لهذا المبلغ فيكون المجموع 800.000.000$ مليون دولار اي مبلغ زهيد جدا مقارنة بميزانية العراق الانفجارية ذات السبعين مليار ولار..
    الحساسية بين المسؤول والمواطن:
    هناك حساسية دائمة بين المسؤل والمواطن بصورة عامة وبين المسؤل وساكن التجاوز بصورة خاصة لا داعي لها فمن المفارقات الغريبة ما شاهدناه في قلعة سكر حيث تم عمل ارصفة للشارع المار من قرب منطقة التجاوز الا انه تم عزل جانب التجاوز من عمل الارصفة ...!! والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا العزل فالرصيف للشارع وليس للمتجاوزين وحتى المتجاوزين هم عراقيين لهم حقوق وعليهم واجبات اغلبهم شملوا بشبكة الحماية الاجتماعية فهل من العقل والمنطق ان تشمل الدولة المواطن بشبكة الرعاية وتحرمه من الرصيف ؟؟؟ ام هي اجتهادات شخصية ....فقد ورد عن رسول الرحمة صلى الله عليه واله قال: " ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً، يموتُ يومَ يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة " وورد عن امير المؤمنين عليه السلام ((واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم اكلهم فإنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزّلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على ايديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك))





    اشكالات على الحلول:
    قد ترد العديد من الاشكالات على حلنا هذا ومن هذه الاشكالات ان هناك من الذين سكنوا التجاوز يمتلكون بيوت وسكنوا التجاوز للطمع وبغية تمليكها ...اقول ان هذا الشيء صحيح لكن بكل سهولة ويسر يمكن للدولة تعيين هؤلاء ذوي النفوس الضعيفة وهم نسبة قليلة حيث باتت اليوم الدولة تمتلك من الامكانيات العلمية والادارية ما يمكنها بسهولة فائقة من تحديد هذه العناصرة وطردها ويعينها بذلك كل الناس الشرفاء...
    وقد يرد اشكال اخر وهو ان اموال الميزانية مخصص للناحية وليس لهؤلاء الناس..؟ اقول لا يوجد نصر قرأني قد نزل بذلك كي لا يستطيع المجلس البلدي او مجلس المحافظة او مجلس النواب من تشريع قانون تحويل هذه الاموال الى هذا الغرض النبيل بل على العكس تماما القرأن ينص على ايجاد حياة كريمة لكل مواطن قال تعالى (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)268 البقرة
    اذا علمنا ان الفقر والجهل هم منبع الجريمة والارهاب ومن يريد يستأصل المرض عليه ان يستأصل اسبابه
    فلو تكاتف الجميع لهانت كل الصعوبات التي تقف عائقة امام هذا المشروع الوطني العظيم الذي يدخل الفرح والسرور على الف عائلة في قلعة سكر ومئات الاف في العراق كي تحظى بحياة كريمة وعلينا اولا وقبل كل شيء ان نبني المواطن من الداخل قبل ان نعبد له الطريق والارصفة ولا ندع مجال للشاعر الشعبي كي ينشد قائلا
    بلظى وكاس الزمن صدك حواسم
    نولينه وبالوغى جنا حواسم
    نطرنا قصور مو نسكن حواسم
    بجولة وتفتر الدولة عليه




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    25

    افتراضي

    صرخات تفجع القلوب

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني