النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي أرامل في سن العشرين ...سناء طبّاني

    السلام عليكم
    [mark=FF0033]شدني هذا التقرير الذي كتبته ...سناء طباني ووصلني على بريدي الخاص وانقله لكم لنناقش قضية اجتماعية في منتهى الخطورة ان لم نضع بعض الحلول ،وبالطبع فهي مسؤولية الحكومة بكل مؤسساتها والبرلمان اضافة الى مؤسسات المجتمع المدني ولكن لابد من ان تكون لدينا ثقافة ووعي للضغط على المجتمع من اجل ايجاد حلول لهذه المشكلة التي اعتقد انها يجب ان تناقش بهدوء وعقلانية سيما واننا ابتعدنا عن حفر النار والاقتتال وعلينا ان نفكر بعقلية السلم واليكم نص التقرير..


    أرامل في سن العشرين.. [/mark]تحقيق وإعداد: سناء طبّاني
    * أطفالي هم النور الوحيد الذي يضيء حياتي!
    * أتألم من منظر زوج يحمل طفله، وأطفالي بلا أب!
    * ليس هناك من يستطيع منعي إن قررتُ الزواج ثانية..!
    حياة سعيدة، أسرة صغيرة، أطفال يتربون على الحب ألأسري، زوج له أحلام وآمال وطموح، زوجة لها عالمها الخاص: زوجها، أطفالها، عائلتها، وبلحظة لم تكن في الحسبان، تتوقف الحياة في هذا البيت، ويخيّم شبح الحزن على هذه العائلة السعيدة بفقدانهم للأب نتيجة مسميات كان يسمعون عنها ولم يتصورا يوما أنهم سيصبحون جزء من ضحاياها، كالحرب والإرهاب وأعمال العنف الطائفي.
    يقال.. لقد أصبحت أرملة..!!
    هل إن الأرملة هي (امرأة قدُر لها أن تفقد زوجها)؟ وهل هذا فقط تعريف الأرملة ؟! لا انه تعريف ناقص.. لأنها إنسانة فقدت زوجها وفقدت حريتها وازدادت مسؤوليتها، لأنها أصبحت مسئولة على المحافظة على ذكرى زوجها و كذلك المحافظة على بيتها وتوفير لقمة العيش الصعبة لها ولأطفالها، ناهيك عن المحافظة على نفسها، إذا كانت صغيرة السن، ونحن مجتمع شرقي لا يرحم، ولكن كيف كل هذه المسئولية إذا كانت أرملة لم تتجاوز العشرين إلا بقليل؟!
    لقد أصبحت هذه الإنسانة ضحية الحروب وضحية التقاليد الاجتماعية أيضا، ويترتب عليها مواجهة حياة كفاح قاسية، وإضافة لخسارة حياتها الزوجية، عليها أن تعيش وتتآلف مع وحدتها، وتتحمل أعباء عائلتها، وأيضا يجب ا ن تقلع عن المتع الدنيوية وأن لا تتبهرج ولا تتجمل ولا تفكر بإعادة تأسيس حياة جديدة، وإلاّ ستتهم بنكران الجميل للزوج ألأول وبعدم مراعاة مشاعر أهله. وعندما تخرج ألأرملة عن القواعد التي يفرضها المجتمع ستفقد احترام محيطها لها.
    كشفت نوال السامرائي وزيرة الدولة لشؤون المرأة بالعراق إن عدد ألأرامل بسبب الحروب التي خاضها البلد بلغت حوالي مليوني أرملة وتشير التقارير التي تحدثت بالموضوع إن ما بين 90ـ100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة أعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة وخاصة في الفترة التي اشتدت فيها أعمال العنف في العراق، ولا غرابة أن يطلق على العراق قريبا (بلد ألأرامل) وأن ترشح منظمات دولية بلاد الذهب ألأسود والخيرات لتتصدر المركز الأول في نسبة ألأرامل والأيتام في العالم..!
    ولا يخفى على احد أن الترمل يمتد إلى جميع نواحي الحياة الاجتماعية من فقر وعوز وتدهور اسري واجتماعي وأحيانا فساد أخلاقي، مما يعرض ألأسرة والأطفال للضياع، وليس هذا فقط بل انه بوجود هذا العدد الهائل من ألأرامل تظهر مشكلة جديدة تواجه العراق، ألا وهي قطع نسل وإبادة جماعية نتيجة توقف هذا العدد الكبير من ألأرامل عن لإنجاب، لذلك ينبغي على الدولة إيجاد حلول لهذه المشكلة، وعلى المجتمع تقبل فكرة زواج ألأرملة مرة أخرى إذا كانت في مقتبل العمر، إن وافقت هي على ذلك.
    وعن سير الحياة اليومية والصعوبات التي يواجهن أجريتُ حوارا مع ثلاث من النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن و هنّ في العشرينات من العمر، وضيفاتي هنّ: (م.س) عمرها 22 سنة، مترملة منذ عام بعد خمس سنوات زواج لديها 3 أطفال، استشهد زوجها بعبوة ناسفة. والثانية هي (أ.ح) عمرها 24 سنة، ترملت منذ عامين عقب زواج لمدة ثلاث سنوات، ليس لديها أطفال، استشهد زواجها في تفجير انتحاري.
    أما الثالثة فهي (ن.خ) عمرها 23 سنة، مترملة منذ عام ونصف بعد زواج لسنتين فقط، لديها طفلة، استشهد زوجها (على الهوية)..!
    أعود للذكريات كلما اشتاق إليه..!

    * حول اللحظات ألأولى لسماع خبر وفاة أزواجهن، قلنّ:
    ـ (م.س.): في اللحظات ألأولى التي جاءنا نبأ استشهاد زوجي لم أكن متواجدة في البيت، وعند عودتي سمعت صوت صراخ وعويل من دارنا، أسرعت فإذا بعمتي تصرخ بأعلى صوتها وتبكي تقول لي "لقد انهار بيتك.. لقد فقدتِ زوجكِ" لم استطيع استيعاب الموقف بلحظتها، كنت فقط ألاحظ ألأقارب وما يفعلون في مثل هذه المواقف، كما أدركت بأنني لست فقط فقدت أعز إنسان على قلبي لان تفكيري لم ينقطع عن أطفالي أيضا، فما ذنبهم هم أيضا؟ إنهم صغار.. وكيف سيكملون حياتهم وهم بلا سند وبلا أب وبلا رفيق؟! بعدها فقدت الوعي لعدة أيام، ولم أكن اعلم ما يدور حولي وبمرور ألأيام استقرت حالتي، ولكن أدركت إني أصبحت وحيدة أنا وأطفالي فقط.
    ـ (أ.ح): لم يأتي خبر استشهاده يقينا، فقد تم إخبارنا بأنه مصاب وحزنت على إصابته في البداية، ولكن بمرور الوقت أحسست بأنه يوجد شيء آخر مخفي علينا، هل قد يكون استشهد؟ لا أنها مصيبة لو استشهد، ترجيت من الله أن لا يكون إحساسي صادقا، نذرتُ نفسي بدلاً عنه، ولكن ما هي إلاّ ساعات وانتهى الحلم الذي كنت أتمناه.. بينما الحقيقة هي إني كنتُ قد فقدتُ زوجي، وانهارت أحلامي وتحطمت، وأدركت إنني فقدت من كان حبيبي وزوجي ورفيقي وكل ما أملك.. لماذا اختارنا القدر نحن لهذه التجربة الصعبة؟ كان لنا أحلام وأمنيات خاصة بنا، أما ألان فقد أصبحت في حكم الذكريات، أعود لها فقط كلما اشتاق إليه.
    ـ (ن.خ): لقد كانت لحظات انتظار قاسية وصعبة قبل أن اعلم مصير زوجي وأخي أيضا. كان زوجي عائدا من السفر لإكمال معاملته للهجرة من العراق وفي طريق عودتهم تعرضا للاختطاف من قبل جماعة مسلحة، وتم طلب فدية مقابل إطلاق سراحهم وعودتهم إلينا سالمين، وكان المبلغ ألمطلوب كبير جدا ونحن عائلة متوسطة الحال، فقام ألأهل والأصدقاء وأبناء المنطقة بمساعدتنا وفعلا تم تسليم المبلغ على أن يطلق سراحهم ويعودوا إلينا، وطال الانتظار ولم يعد أحد منهما، فذهب ألأهل و ألأصدقاء للبحث عنهم، وأثناء ذلك كنت أتساءل عن نتيجة البحث كل دقيقة وأدعو الله أن يبعد عنهم كل مكروه، وكنت أحاول أن استبعد ألأفكار السوداء لينتهي هذا الكابوس بسلام، وما هي إلاّ فترة قصيرة حتى امتنع الجميع عن ألإجابة على هاتفي وأحسست إنهم يتجنبون مواجهتي بموقف صعب، فاتصلت بوالدي ليخبرني حقيقة استشهادهما، جن جنوني، فقدت أعصابي كسرت وحطمت أي شيء وصلته يدي، من ممتلكات وأثاث المنزل، ومع ذلك قاومت الانهيار لعدة أيام، لكي أبكي حبيبي وأخي، ومن يستطيع تحمّل هذا الحزن؟ فقدت الوعي والقدرة على ألتركيز لأيام طويلة، وبعد تحسن حالتي الصحية جمعت أفكاري على حقيقة واحدة وهي إننا فقدناهم والى ألأبد.
    حياتي صعبة جدا فأنا أعيش بلا هدف بلا حبيب بلا طفل يملأ وحدتي وبلا مستقبل
    * قلت لهنّ: عندما كنتن فتيات كنتن بلا شريك وألان انتن أرامل أيضا وبلا شريك.. أين يكمن الاختلاف للحالتين؟
    ـ ( م.س): إن الاختلاف كبير جدا بين الحالتين، فمثلا ما زاد على وضعي وأفرحني الآن هم أطفالي لأنهم النور الوحيد الذي يضيء حياتي، ولكن ألأطفال بحاجة إلى رعاية ومتابعة واهتمام، وهذا مطلوب مني أنا فقط، وكذلك مراعاة العادات والتقاليد، وأيضا الوضع المالي وتدبيره شيء أساسي من معاناتي، وفوق كل ذلك خسارة حياتي الزوجية، ببساطة لقد أصبحت حياتي باردة بلا تغيير وبلا فرح، أما عندما كنت فتاة فلم يكن لي شيء أفكر فيه غير المأكل والملبس والبحث عن الاستقرار العاطفي.
    ـ (ا.ح): بصراحة لم أحس بفرق كبير من الناحية الاجتماعية، فحياتي كانت محددة وأهلي كانوا متزمتين في معاملتي، كنت لا اخرج كثيرا من البيت، ونفس الحال أعيشه الآن، ولا أقوم بزيارة ألأقارب أو الجيران ولم اعد ارغب بذلك بعد فقدان زوجي، عندما كنت فتاة، كنت بلا حزن أما الآن فحياتي صعبة جدا فأنا أعيش بلا هدف بلا حبيب بلا طفل يملأ وحدتي وبلا مستقبل.. هذا هو وضعي وأنا أرملة.
    ـ (ن.خ): عندما كنت فتاة كنت أفكر بسعادة بتكوين عائلة وكانت تربطني قصة حب جميلة مع زوجي، وزادت سعادتي عندما تكلل حبنا بالزواج وإنجاب طفلة، أما ألان فقد تغيّر كل شيء، وأصبحت أعيش بلا أمل بالمستقبل، فقط تفكيري وإحساسي لطفلتي حبيبتي، وأصبح لدي من الحزن ما يكفي على فقدان زوجي وأخي.
    التقاليد والمجتمع قيود علينا
    * وعن اعتقادهن من إن ألأهل والتقاليد والمجتمع يقيدان أم يعينان في هذه الظروف، كانت إجاباتهنّ:
    ـ (م.س): بصراحة ليس دائما ألأهل يكونوا عوناً لنا، قد يكونوا قيداً وقد يجرحونا بكلمات ويعتقدون إن ذلك من باب الحرص علينا، ولكن نحن أيضا بشر ولدينا إحساس، ولا يجوز أن تكون خسارة زوجي تعني أن استغني عن إنسانيتي وأن افقد أي طعم للحياة، أتمنى أن يعلم الأهل ذلك. أما بالنسبة للمجتمع فقد أصبحنا مقيدين بالعادات والتقاليد، وليس من السهل التعايش والعودة للحياة الطبيعة، ففي وضعي الجديد يجب أن لا أنسى إني أصبحت أرملة، لكي أحافظ على احترام المحيطين لي، وبالمقابل توجد أشياء ايجابية وهي المساعدة المالية التي تقدم لنا من الخيرين ومن الغرباء والأهل أيضا.
    ـ (أ.ح): ألأهل في أحيانٍ كثيرة يساعدوننا وأحيانٍ أخرى قد يتصرفوا ضد رغباتنا، أنا مثلا أهلي يطلبون مني الالتحاق بهم وترك أهل زوجي وذلك كوني صغيرة السن وليس لي أطفال، ولكن هذا يكون عكس ما أفكر فيه، فليس من السهولة أن اترك حياتي الماضية وذكرياتي وأشياء حبيبي واجرح أهل زوجي واذهب للبدء بحياة جديدة، إن هذا صعب عليّ ولا استطيع عمل ذلك، أحيانا ألأهل لا يتفهموا مواقفنا وبصراحة لا اعلم من الذي تفكيره اصح؟ ـ (ن.خ): إن المرأة في مثل ظروفنا تكون بأمس الحاجة لأي سند لها ولا يوجد اقرب من أهلها وأهل زوجها للوقوف معها ومساندتها، فأنا مثلا أمي تحثني دائما على القبول بالواقع والمحافظة على ابنتي وحسن معاملة أهل زوجي، وأهل زوجي أيضا هم من يحافظ علينا ويدعموننا ماديا ومعنويا، أما بالنسبة للتقاليد والمجتمع اعتقد إنها قيود علينا، فهي تجعلنا نحاسب أنفسنا على ابسط ألأشياء وابسط التصرفات..
    طفلي فقد أباه، فهل سيفقد أمه أيضا؟!
    * قلت لهنّ: نحن نعرف جميعاً ان الطفل هو اعز ما في الوجود، ولكن للأرملة هل هو سعادة أم قيد لبدء حياة جديدة؟
    ـ (م.س): الطفل سعادة عندما أضمه إلى صدري عند شعوري بالحزن أو بالوحدة أو ألإحساس بالغربة، ويكون قيداً لا أنكر ذلك عندما أريد أن أفكر بنفسي وبمستقبلي، فأول شيء أفكر فيه هو طفلي، وأسال نفسي: لمن سأتركه؟ مَن سيعتني بيه و يساعده بغيابي؟ أعود وأفكر فيه وأنسى نفسي فانا لست أحسن منه، لقد فقد أباه فهل سيفقد أمه أيضا؟!
    ـ (أ.ح) أجابت بحسرة (لأنها بدون أطفال): أنا ليس لي أطفال، وكنت أتمنى بظروفي هذه أن يكون لي طفل ليكون بمثابة قطعة من زوجي الراحل، وكنت سأعطيه كل حياتي وعمري، ولكن لم نرزق بطفل الذي قد يكون أجمل شيء بالوجود، وفي ظروفي هذه فان وجود طفل بجانبي سيسليني في وحدتي، ولكن هذه أمنية أخرى بعيدة المنال.
    ـ (ن.خ) قالت بسعادة: احمد الله ألف مرة على وجود طفلتي بجانبي في هذه الظروف، إنها نعمة كبيرة من الله الجأ أليها عندما تضيق الدنيا بوجهي وعندما أتذكر حجم خسارتي بفقدان زوجي، فمسألة أن أنساه مستحيلة، لو أطبقت السماء على ألأرض، قد أنسى لحظة حزن عشتها لأجله ولكن لن أنسى لحظة حب أو فرح عشتها معه، ولكن ويبقى الطفل سعادة كبيرة في هذا الحزن العميق، إنها رحمة من السماء و ليست قيد أبداً..
    قد يكبر طفلي وينسى تعبي وصبري؟
    * هناك من يقول إ ن ألأرملة إن كانت صغيرة السن و فكرت بالزواج أفضل، ولكن القسم الآخر يقول إن العيش مع ذكرى الزوج من أصالة المرأة..! ما هو تعليقكنّ على ذلك؟
    ـ (م.س): إنها مسالة أخرى، ليست ذكرى فقط، بل إنها مسالة وجود أطفال، أحيانا أفكر بوضعي وأقول قد يكون أهل زوجي بعد فترة سيتخلوا عنا، أو قد يكبر طفلي وينسى تعبي وصبري أو لا سامح الله افقده أيضا مثل والده، ولكن عند تفكيري بهم أنسى أي شيء وأضمهم إلى صدري وأقول هذه قسمتنا.
    ـ (أ.ح .): هذا يكون حسب رغبتهن، قسم منهن يفضلن الزواج والقسم ألآخر لا، أما أنا فا فضل العيش مع ذكرى زوجي على أن ابدأ حياة جديدة.
    ـ (ن.خ): ذكرى الزوج أفضل إن كانت ألأرملة مخلصة لزوجها، هل تتوقعين أن ارتاح وأنا أم؟ كيف اترك طفلتي؟ كيف أواجه المجتمع بذلك؟ أكيد إنني أفضل أن اربي ابنتي واجعلها تحصل على شهادة جامعية مثل والدها، وهذا أفضل بكثير من أن أفكر بنفسي فقط.
    أفضل العيش مع ذكرى زوج أحبني، ولا أريد تجربة ثانية
    * وعن ألأسباب التي قد تمنع ألأرملة من الزواج مرة أخرى إذا كانت في مقتبل العمر فقد أجبنّ:
    ـ (م.س): ألأطفال ولا شيء غيرهم، إن رغبتُ أنا بذلك لا ألأهل ولا المجتمع يستطيعا منعي إن قررت الزواج ثانية، المجتمع لا يرحمنا أبدا، قد تتزوج ألأرمل في أماكن أخرى، أما نحن فيتم تكبيلنا بألف قيد وألف صورة.
    ـ (أ.ح): أنا لا أتقبل هذه الفكرة، ولا استطيع أن أفكر بذلك، واشعر بالانزعاج من سماع خبر زواج أرملة بعد زوجها، لأنني أفضل أن أعيش مع ذكرى زوج أحبني، ولا أريد أن أجرب حظي ثانية، لقد كانت حياتي معه أجمل شيء ولا استطيع أن أغيّرها.
    ـ (ن.خ): الذكريات وطفلتي أهم شيء في حياتي الآن، فقد تكون غرفة زوجي أو أي صورة شخصية له والتي لا أرضى أن أستبدلها بأي شيء في العالم، صحيح انه رحل، وأنا أيضا أريد أن ارحل إليه متى ما حانت ساعتي ومعي إحساسي ومشاعري له، أما طفلتي فقد كانت عزيزة عليه، فكيف اتركها؟ ولمن اتركها؟ إنها ما تبقى لي من ذكرى زوجي.
    الأرملة تتجرد من كل شيء إذا فكرت بالزواج
    * قلتُ لهنّ: الزوج أذا فقد زوجته، على ألأغلب يتزوج، أما الزوجة أذا ما فقدت زوجها في الغالب لا تتزوج، برأيكن من منهما ألأصح؟
    ـ (م.س): الرجل ليس مثل المرأة، فهو لا يستطيع تربية ألأطفال، أما هي باستطاعتها أن تبقى وتربي أطفالها، وهي ألأصح لأنها لا تفكر بنفسها، ولا ترضى أن يربي أطفالها شخصاً آخر.
    ـ (أ.ح): ليست مسألة من ألأصح، حيث الرجل لا يستغني عن بيته وأشياءه وأطفاله إذا ما تزوج، أما المرأة فتتجرد من كل شيء إذا فكرت بالزواج، إن المجتمع يفرّق بين الرجل والمرأة في هذا الجانب، المرأة دائما هي التي تضحي والمجتمع لا يرحمها أبدا.
    ـ (ن.خ): يبقى الرجل يحتاج للمساعدة، أما المرأة فهي من تخدم نفسها بنفسها، وقلب المرأة اكبر من قلب الرجل الذي قد لا ينسى هو أيضا، ولكن يحتاج إلى زوجة ترعاه، وعليه قد يكون الرجل اصح.. لست متأكدة تماماً.
    أتألم من منظر زوج يحمل طفله وأطفالي بلا أب
    * وعن مشاهدتهن لعائلة مكونة من زوج وزوجة وأطفال وكيف يكون شعورهن، قلنّ:
    ـ (م.س): أحس بنقص لأطفالي وليس لي، كونهم حُرموا من والدهم، وأتألم من منظر زوج يحمل طفله وأطفالي بلا أب.
    ـ (أ.ح): كنت أتمنى أن أكون أنا أيضا مثلهم، وأن استمتع بزواجي وأنجب أطفال وأكوّن أسرة صغيرة، وليس أن تنتهي حياتنا بهذا الشكل.
    ـ (ن.خ): مر أكثر من عام على وفاته، وأنا أحس انه سيعود، ولا أتقبل فكرة أن تكون نهايتنا بهذه الطريقة، كنت أتمنى أن أعيش كل عمري بلا أطفال على أن افقد زوجي.
    جرحي يكمن في إحساسي و في نفسيتي
    * وعن معاناتهن كأرامل شابات في هذه الظروف، قلنّ:
    ـ (م.س): الكل يعلم حجم المعانات التي تعاني منها من فقدت زوجها بهذه الظروف الصعبة، لقد أصبحنا بحاجة إلى الحنان والكلمة الطبية والعاطفة الصادقة، وأيضا لنا معاناة اقتصادية نتيجة عدم استلام الراتب التقاعدي لأشهر عدة، ولا يوجد لي مصدر رزق آخر، ما عدا الالتزام بالعادات والتقاليد لان المحافظة عليها شيء ضروري وأشياء أخرى كثيرة.
    ـ (أ.ح): أنا مرتاحة من تعامل أهل زوجي معي، وأيضا ليس لي مشكلة من الناحية ألاجتماعية، ولكن جرحي داخلي فهو يكمن في إحساسي وفي نفسيتي التي هي (تعبانة) جدا، ومعاناتي جسدية أيضا من ضغط أعصابي وحزني ألدائمي، خاصة عندما أعود للماضي وأفكر بالذي حدث ابكي كثيرا.
    ـ (ن.خ): أصعب شيء حاليا وضعنا المادي، فأنا استلم راتبا شهريا قدره 90 ألف دينار، الذي يتلاشى بين ان يكون للعلاج أو للمعيشة أو لتربية ابنتي أو لإعادة جزء من أفضال ألأقارب والأصدقاء علينا الذين ساعدونا ماديا في محنتنا، وصحيح إن أهل زوجي يوفرون ما احتاج، ولكنهم أيضا لهم نفس ظروفي. ويا ليتني احصل على فرصة عمل لان العمل سيملأ جزء من وقت فراغي ويشغلني عن أحزاني من جهة، ومن جهة أخرى سأوفر بعض المتطلبات لي ولابنتي، فليس هناك ما يعيب عمل ألأرملة إذا كان لها ثقة بنفسها. ولي أيضا متاعب جسدية فقد أجريت لي عمليتان جراحيتان بعد الحادثة أما نفسيتي فهي (تعبانة) جدا وأحيانا افقد أعصابي لأبسط شيء.
    حياتي الشخصية وأحلامي، مشاعري، أحاسيسي، انتهت كلها
    * كان السؤال ألأخير لهنّ: هل الوضع الحالي يجعلهنّ أمام مسئولية اكبر.. أم إن حياتهن قد انتهت؟
    ـ (م.س): حياتي الشخصية انتهت ومعها أحلامي، مشاعري، أحاسيسي، انتهت كلها، ويجب أن تبقى مكتومة ومحبوسة في داخلي، ولكن بدأت مسئوليتي مع أطفالي والتفكير بمستقبلهم وتوفير ما يحتاجونه.
    ـ ( أ.ح): من المؤكد إن حياتي انتهت، هذا أولاً، وثانيا بدأتُ بالعيش والتأقلم مع وضعي الجديد، وأهل زوجي الذين أعزهم بمقدار معزتي لزوجي.
    ـ ( ن.خ): من ناحيتي حياتي انتهت بشكل أكيد، ولكن ذكريات زوجي معي دائما، وأصبحت مسئولية تربية ابنتي وشرفي وسمعة زوجي اكبر من أي مسئولية أخرى.
    الخاتمة
    قد نشعر بالأسى لقراءة الموضوع ولكن أن نقرأ شيء، وان نعيش ألأحداث والتفاصيل اليومية لهذه الظروف شيء آخر، إنها معاناة واحتياجات وحزن ليس لهم نهاية، ولكن كيف السبيل لتخفيف جزء من المعاناة وتوفير شيء من الاحتياج لهن؟
    فحملة التضامن مع ألأرامل في العراق ترى ((إن التخصيصات ألمالية المقدمة من شبكة الرعاية الاجتماعية لهن لا تسد حاجتها الفعلية ولهذا تطالب بزيادة ألتخصيصات المالية الشهرية وتحسين أوضاعها المعيشية والوقوف إلى جانبها في حل المشاكل التي يعانون منها))، كما اقترح أن يكون للأرملة الحق في ألإعادة للوظيفة و أفضلية في التقديم للوظيفة أكثر من غيرها لظروفها الخاصة.
    لكن المؤسف والظاهر للعيان، انه لا يوجد في العراق قوانين دستورية أو عشائرية لحماية المرأة ألأرملة أو التفكير بتحسين وضعها أو توفير خدمات اجتماعية لها و لأطفالها.
    و لكن رغم هذه الظروف الصعبة، فقد توجد نساء يمتلكن أرادة حديدية استطعن في ظل هذه الظروف أن يسطرّن قصص رائعة، رغم قسوة الحياة، وان تعيش بظلها هي، لا أن تحتاج أن تعيش بظل رجل، ولم تجلس فريسة للاكتئاب، بل صممت على إكمال ألمشوار وتحمّل المسئولية، ومنهنّ من هي الآن قدوة في المجتمع.

    Syzan2008@yahoo..com






    *
    *

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    شكرا للأخ علي الهماشي لطرحه هذا التحقيق.

    مآسي الأرامل كبيرة وكثيرة وبحاجة للوقوف عليها وايجاد حلول جذرية لها لا آنية..


    لقد رأيت وسمعت من أرامل المآسي التي تهد الجبال ولكن بفضل من الله استطاعوا تخطي هذه المرحلة وإكمال مسيرة الحياة من أجل أبناءهم .


    ولكن ليس جميعهم يملك إيمان وقوة صبر تجعله يستطيع مواجهة الحياة. بالاخص حينما لا تجد من يقف معها ويعينها على هذه الحياة . أذكر لكم قصة أرملة لم تجد من يقف معها حتى من أهلها .
    منذ شهور إحد الشابات تحت سن العشرين انتحرت بعد استشهاد زوجها نعم مصيرها النار ولكن والداها يتحملون جزء من اثمها ، لقد طردوا ابنتهم واولادها في الشارع حيث انهم لا يستطيعون استقبال اولادها مادام أعمام أولادها موجودون وكيف سيستقبلونها وهم قد استولوا على بيت ابناء اخيهم الشهيد.

    اذا كانت الاسرة لا تقف بجانب ابنتهم الارملة فمن سيقف بجانبها؟



    من جهة أخرى هناك مؤسسات خيرية وهمية كثيرة البعض منهم يستغل الاطفال والام بأمور لا استطيع ذكرها . البعض قد تم التبليغ عنهم والبعض لازال يعمل تحت غطاء الخير ورعاية الارامل والايتام.



    هؤلاء الارامل بحاجة إلى من يساندهن ويأخذ بيدهن ولا يدعهن عرضة لطريق الانحراف او الارهاب او الاستجداء.


    لابد من تأهيلهن وتعليمهن وجعلهن يستطيعون الاعتماد على انفسهم من دون الحاجة للغير.ومن ثم خلق فرص عمل لهم.
    وقبل تأهيلهن لابد من اخراجهن من واقع الحزن والصدمة وبالاخص اللاتي يكونوا قد شهدن استشهاد ازواجهن بحوادث ارهابية او تفجيرات فلابد من علاجهن علاج نفسي ولا عيب في ذلك.
    التعديل الأخير تم بواسطة منازار ; 07-03-2009 الساعة 11:26
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    2,405

    افتراضي

    عندما اقراء او اسمع او اشاهد في حياتنا اليوميه مثل هذه الماسي الصعبة تخنقني العبرة واقول لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم , انا اشكر من صميم قلبي الاخ علي الهماشي بارك الله به على فتح هذا الموضوع الخطير والذي يخص طبقه كبيرة من شعبنا و يجب الوقوف عندها وايجاد الحلول لتلك العوائل التي فقدت معيلها واصبحوا يتامى وخصوصا من هم حالتهم المعاشيه صعبه جدا ولايجدون من يؤويهم او من يمد لهم يد العون او انهم يظطرون لسلوك طريق اخر وهذة هي الطامة الكبرى لاسامح الله ,
    نعم توجد هناك مؤسسات الخيريه والمنظمات المدنية الاخرى وشبكات الرعايه الاجتماعيه ولكن هل ادت هذة الجهات الامانه مثل ماهو مطلوب منها امام الله ورسوله والانسانيه والضمير والوجدان , ام انها استغلت بشكل بشع لتلبيه رغبات الطمع والجشع واستغلال هذة الاسر والعوائل في امور صعب ذكرها
    وكما ذكرت اختنا الفاضله منازار , وهؤلاء يجب القصاص العادل منهم والتستر عليهم حرام حرام حرام,
    يجب ان يفهم ذوي واهل نساء الارامل والمطلقات ان الستر لبناتهم واطفالهن في بيوتهم هو سترا لهم الي يوم الدين وان طردهم او رفض استقبالهم هو كشف لسترهم واعراضهم والعياذ بالله ونفس الكلام بالنسبه لاهل الزوج الشهيد وهم من يجب ان يتحملوا مسؤوليه اطفال ابنهم الشهيد ومحاسبين امام الله في حقهم بورث ابيهم الشهيد , وهذة الامور ذكرها الله في القران الكريم ونصت عليها احاديث الرسول (ص) وال بيته الطاهرين عليهم السلام اجمعين , ناتي اليوم نحن ونخالف كل شي من اجل حب المال والنفس والرغبات الدنيئه واعود واقول لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    أخي الفاضل مهند الجباري أنا عن نفسي أبلغت عن مؤسسة خيرية وهمية ولكن ما فائدة اذا فقط يتم إلغاءها ولا يقومون بمعاقبتها؟
    التعديل الأخير تم بواسطة منازار ; 07-03-2009 الساعة 15:23
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    59

    افتراضي

    بسم الله
    ان الله سبحانه وتعالى يعلم بما يحل بالبشر في الظروف الاستثنائية ولذا جوز الزواج من اربعة لحل مثل هكذا ازمات وبما ان مجتمعنا بصورة عامة غير مثقف دينيا وروح الاسلام غير موجودة تجده حينما يتزوج الثانية ينسى الاولى ويجعلها معلقة لا يأتيها هي واطفالها الا نزرا اذا لم نقل البعض لا يأتي ابدا ولذا جعل الله شرط الزواج المتعدد بالعدالة حتى يظمن حق الزوجة الاولى
    مشكلة اجتماعية كبيرة ينبفي للاخوة الذين يملكون المال والايمان ان يتزوجوا اكثر من واحدة ليس لنزوة الشهوات بل للحل الاجتماعي وتحصين عائلة مسلمة ولكن بشرط ان لا يفقد بيته الاول فمرة هو يقصر بترك الاهتمام في البيت الاول ومرة هو يعلم ان زوجته الاولى لا تتحمل والزواج الثاني يهز العائلة ويفكك عرى البيت الاول فينبغي ان لا يقدم على هكذا زواج
    اما الاخوات المتزوجات فأمامهن موقف طويل يوم القيامة اذا كان الله انعم عليهن بزوج واستقرار فمن الايمان ان تحب لاختها ما تحب لنفسها فينبغي عليها ان تسحق ذاتها وهي تطلب من زوجها ان يتزوج بأخرى اذا كان له المال وتعرفه من الذين يعدلون اما اذا منعته فتكون مانعة لعفاف الاخريايات بطريقة غير مباشرة
    اين المؤمنات اين طالبات الجنان اين شاكرات نعمة الله والشكر من جنس النعمة
    كتبت موضوع سابقا يخص هذا الموضوع انشره قريبا ان شاء الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    2,405

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منازار مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل مهند الجباري أنا عن نفسي أبلغت عن مؤسسة خيرية وهمية ولكن ما فائدة اذا فقط يتم إلغاءها ولا يقومون بمعاقبتها؟
    لو ان الجميع اتخذ هذا الموقف الشجاع المسؤول من هكذا افات سرطانيه تنخر بالعراق وبشعبه لكان بالامكان الحد منها وتحجيمها ومن ثم القضاء عليها ..
    وبارك الله بك اختي الفاضله منازار....

    (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    43

    افتراضي

    ماقصر رئيس الوزراء
    داينطي لعائلة كل شهيد 500,000دينار
    بعد شيسوي؟
    وهذا المبلغ كفيل يعيشهم العمر كله بنعيم
    ويشترون أرقى القصور

    يابلاش سعر العراقي أربع ورقات
    الله على الظالم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    نقطة إضافية تشكل عائق كبير في حصول المرأة على الراتب الخاص بها من دائرة الرعاية الاجتماعية التي شكلها رئيس الوزراء ، وهو عدم معرفة هؤلاء الارامل بان لهن رواتب او لا يعرفن ان يكملن الاجراءات ويتابعوها، هناك الكثير منهن وفي مناطق نائية ولا يعرفن شيئاً (وكأنهن يعشن في عالم آخر ) أولئلك النسوة بحاجة لمن يسعى لهن في الحصول على هذه الرواتب.

    هذه الاستمارة لمن يريد أن يساعد ويقضي حوائج الارامل ويتابع أمورهن.

    http://www.cabinet.iq/formwoman.doc
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    بقلـــم : د. عصمت موجد الشعلان
    مأساة بعض الأرامل والمطلقات داخل العراق وخارجه

    15 March, 2009 01:33:00

    يحضرالأعلان العالمي لحقوق الأنسان لسنة 1948 المادة الرابعة منه استرقاق أواستعباد أي شخص وتحضر تجارة الرقيق بكافة انواعها، مع ذلك يشير مكتب مراقبة المخدرات ومكافحة الجريمة التابع للأمم المتحدة الى أن استغلال الجنس بلغ معدله 75% من مجموع الجرائم ويعد من اكثر الأنتهكات شيوعا وتشكل النساء والفتيات معظم ضحاياه، كما يذكر تقرير منظمة العمل الدولية في آخر تقريق لها بأن استغلال النساء والأطفال جنسيا حقق ارباحا تبلغ 28 مليار سنويا.
    ينتقد تقرير دائرة مكافحة الأتجار بالأشخاص في الخارجية الأمريكية الكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر بأنها من بين أسوأ دول العالم فيما يتعلق بالتقاعس عن منع بيع البشر في اسواق الدعارة والنخاسة، وأنتقد التقرير سوريا بكونها وجهة لدخول اللأجئين العراقيين من اطفال ونساء واستغلالهم في تجارة الجنس، كما ينتقد التقرير الحكومة العراقية لكونها لا تقوم بأي جهد لمكافحة هذه الظاهرة ولا تقدم أي حماية ودعم لضحايا الأتجار بالبشر، سنتطرق لتقصير الحكومة العراقية لاحقا.
    خلف نظام صدام ورائه جيش من النساء الأرامل جراء حروبه على دول الجوار وارامل شهداء انتفاضة آذار وارامل المعارضين لحكمه المعدومين وارامل الذين اعدمهم لأسباب متنوعة كالمتاجرة بالدولار مثلا، مارس عدد من النساء الأرامل الدعارة داخل العراق وخارجه بسبب الحاجة والفقر والحصار الأقتصادي، يقوم فدائي صدام آنذاك بقطع اعناق العاهرات بلا قانون أو محاكمة، وقامت الشرطة الأردنية بكبس دور الدعارة في عمان عدة مرات ووجدت بين العاهرات عراقيات، أما في سوريا تتغاضى أجهزة الحكومة الأمنية عن تشجيع اصحاب الملاهي والفنادق والبارات لممارسة الدعارة حيث كان اغلب الضحايا من المهاجرات العراقيات، تجارة مربحة تدر آلاف الدولارات للحكومة والسماسرة واصحاب البارات والفنادق والنوادي الليلة.
    ازداد عدد الأرامل بعد احتلال العراق نيسان 2003 بسبب العمليات العسكرية لقوات التحالف واغتيالات وتفجيرات الأرهابيين وفرق الموت وميليشيات المهدي و ميليشيات بعض الأحزاب الأسلامية وعصابات الجريمة المنظمة، يثبت ذلك تصريح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستافان ديميستورا حيث قال تم ترميل 70 الف امرأة في السنوات الخمسة أو الستة الماضية، وصرح مدير عام الرعاية الأجتماعية عصام عبد اللطيف بأن الأرامل المسجلات اكثر من 76 الف و28 الف مطلقة و56 فاقدة الزوج، كما اعلنت منظمة حرية المرأة اختطاف 2000 امرأة منذ الأحتلال وحتى سنة 2006 بطلب الفدية أو الأتجار بهن.
    يدفع النساء للرذيلة كما اسلفنا الجوع ورد الديون وسد الحاجات وعجز الحكومة في معالجة وسد متطلبات الأرامل والمطلقات المعيشية وبشكل عاجل لحين استكمال المعاملات الروتينية، ولا تقوم الحكومات المحلية بتعيين الأرامل والمطلقات الحاملات للشهادة الثانوية والجامعية، وأن تم ذلك يعين براتب قليل يصل الى 120 الف دينار للحاملة شهادة جامعية وبوظيفة لا تمت لأختصاصهن بصلة أو يدفع لزوجة شهيد في الجيش 160 الف دينار ولديها 4 اطفال، وعدم صرف راتب تقاعدي لزوجها ولبقية الشهداء بحجة عدم اقرار قانون الخدمة والتقاعد العسكري من قبل مجلس النواب.
    مأساة بعض زوجات الشهداء داخل الوطن وخارجه لا يمكن السكوت عنها، واليكم غيض من فيض، زوجة شرطي شهيد يبيعها اخوها وامها لبيت دعارة الذي كبسته القوات الأمنية لاحقا، عائلة تزوج ابنتها لسائق شاحنة سوري، قام السائق بتأجيرمسكن لها في دمشق وبعد بضعة ايام تركها تغتصب من قبل اصدقائه مقابل ثمن، اسعار المومسات العراقيات ليست باهضة في دمشق مما جعل سوريا مقصدا للسواح من دول الخليج وخاصة من السعودية، أم تأخذ ابنتها للعمل كراقصة في ملهى ليلي في دمشق معروف عنه التعامل في الدعارة، ترقص البنت مع 24 راقصة عراقية،واخرى تغني واربعة راقصات عراقيات من حولها في نادي ليلي آخر تقول .. بعد العراق ليس لي وطن.. أنا على استعداد للزحف كي اعود لوطني العراق وعندما تنتهي من الغناء لم يصفق لها احد، وانتشر في دمشق زواج فترة نهاية الأسبوع والطلاق يتم الأحد، المتزوجات عراقيات ليس امامهن خيار آخر لتأمين لقمة العيش لعوائلهن.
    انتقادات عدة وجهت للحكومة العراقية لموقفها السلبي من ظاهرة الأتجار بالعمال الأجانب من الرجال والنساء ولم تقوم بأي عمل لمكافحة هذه الطاهرة وتقاعسها عن الملاحقة القانونية لشركة كويتية وشركة أمنية امريكية قاما بهذا الأتجار، ولم يقوم مجلس الوزراء ووزارة المهاجرين والمهجرين بالذات بأي عمل لأنقاذ العراقيات من ممارسة الدعارة في سوريا والأردن وايران والأمارات العربية المتحدة، كيف تقوم بذلك وهي تخصص 7500 دولار شهريا كميزانية لوزارة شؤن المرأة؟ لاتقبل زوجة رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو وزير المالية بهذا المبلغ لشراء هدايا لأفراد العائلة والمعارف في رحلاتهم المتكررة للخارج، المطلوب من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني القيام بما يلي:
    1- تقوم الحكومة بتخصيص مبالغ نقدية توزع بشكل عاجل على الأرامل والمطلقات لحين تسوية اوضاعهن من قبل دوائر الرعاية الأجتماعية ( دائرة شؤن المرأة )، وتقوم بصرف معونات شهرية للنساء اللواتي توقفن عن ممارسة الدعارة في الداخل والخارج.
    2- تقوم الحكومة بأنشاء ملاجئ أو دور سكن للأرامل والمطلقات وللواتي تركن الدعارة، يقدم في هذه المساكن مساعدات نفسية وصحية وتأهيلهن لأعادة دمجهن في المجتمع.
    3- تقوم الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بتوعية الرأي العام حول مخاطر الدعارة بما تسببه من امراض وسلب كرامة المرأة وانسانيتها.
    4- اقناع اصحاب الفنادق ووكالات السياحة والسفر بمحاربة البغاء بشتى انواعه وتهريب النساء.
    5- على الحكومة العراقية أن تعقد الأتفاقيات مع الدول التي تستضيف العراقيين على ارجاع الضحايا ممن مارسن البغاء بصورة آمنة وأنسانية وبدون اكراه، وعدم اكراههن على الرحيل والأعادة القسرة.
    6- اصدار قوانين تناهض الأتجار بالجنس والبشر.
    تورونتو في 13-3-2009





  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]رعاية المرأة تدعو الأرامل والمطلقات وفاقدات الأزواج الى التسجيل في دوراتها التدريبية [/align]

    [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
    دعت دائرة الرعاية الاجتماعية للمرأة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الأرامل والمطلقات وزوجات المفقودين الى التسجيل في الدورات التدريبية على الحاسوب التي تقيمها دائرة العمل والتدريب المهني.
    وأوضحت مديرة الدائرة ناهدة حميد في تصريح للقسم الصحفي في المركز الوطني للاعلام أنه تم التنسيق مع دائرة العمل والتدريب المهني بشأن تسجيل المشمولات من الأرامل والمطلقات وزوجات المفقودين من المسجلات في قاعدة بيانات الدائرة ضمن دورات تدريبية على الحاسوب، مشيرة إلى ان هذه الخطوة جاءت لخدمة هذه الشريحة المهمة في المجتمع ومن اجل زجهن في مجالات العمل التي تتعامل بنظام الحاسوب، لا سيما بعد ان أصبح الحاسوب لغة العالم الحديث.
    واضافت ان التسجيل في الدورات المذكورة مستمر حتى العاشر من حزيران الجاري عن طريق مراكز التدريب المهني المنتشرة في بغداد والمحافظات.
    يذكر ان دائرة الرعاية الاجتماعية للمرأة تقدم خدماتها لـ 72 الف أرملة، و37 الف مطلقة، و56 الفا من فئة فاقدات الأزواج، من خلال منحهن إعانات مالية تبدأ بـ 100 الف دينار للعائلة المتكونة من فرد واحد، وتصل إلى 175 الفا للعائلة المتكونة من 6 إفراد فما فوق، بإضافة 15 الف دينار إلى الطفل الخامس. وتمنح هذه الإعانات عن طريق مكاتب البريد المنتشرة في بغداد والمحافظات.
    [/align][/cell][/table1][/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة منازار ; 02-06-2009 الساعة 15:48
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني