قلق سعودي
ازاء شعار التغيير الذي يرفعه الرئيس الأمريكي المنتخب
باراك اوباما
وكالة رويترز للأنباء - « من اندرو هاموند » - 7 / 11 / 2008م - 3:12 ص
هل يستمر الغرام السعودي الامريكي كما كان بين ال بوش وال سعود
ستكون امام العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يشعر بالقلق بشأن اتجاه السياسة الامريكية في المنطقة فرصة لاستشعار توجهات الرئيس الامريكي القادم باراك اوباما خلال زيارة يقوم بها للولايات المتحدة الاسبوع المقبل.
ويشارك الملك عبد الله والوفد المرافق له في جلسات تعقد على مدار يومين بالامم المتحدة في نيويورك عن "حوار الاديان" الذي أطلقه هذا العام ثم يحضر قمة لزعماء عالميين في واشنطن بشأن الازمة المالية العالمية.
وقال خالد الدخيل المحلل السياسي السعودي ان الوفد سيبذل قصارى جهده لتكوين فكرة عما سيكون عليه الرئيس الجديد لكن هذه الامور تستغرق وقتا دائما.
واتسم اتجاه اوباما خلال الحملة الانتخابية بوعد بانهاء اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الاوسط في غضون عشرة أعوام وفتح حوار مع ايران وخفض وجود القوات الامريكية في العراق.
وكل هذه الامور يمكن أن تزعج الزعامة السعودية التي تعتمد على تحالف للنفط مقابل الامن مع الولايات المتحدة منذ الاربعينات نجا من اضطرابات اقليمية وحافظ على وجود أسرة ال سعود في الحكم في مواجهة كل الظروف.
ونمت رسالة تهنئة بعث بها الملك (85 عاما) الى اوباما (47 عاما) عما يدور في ذهن الزعامة السعودية.
وجاء في الرسالة "يطيب لنا في هذه المناسبة أن نشيد بمتانة العلاقات التاريخية الوثيقة القائمة بين بلدينا الصديقين وما يتطلعان اليه من تحقيق السلام والعدل وتوطيد الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وفي أنحاء العالم كافة مؤكدين حرصنا على المضي قدماً في تعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات".
ولم تظهر وسائل الاعلام السعودية بوادر تذكر على تفضيل اي من المرشحين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الطويلة.
السعوديون قلقون من صفقة ايرانية امريكية تزيد من نفوذ ايران النووية
ويقول دبلوماسيون في الرياض ان الحكام السعوديين كانوا يشعرون بالارتياح مع الرئيس جورج بوش بناء على تاريخ من العلاقات الوثيقة مع عائلة بوش والجمهوريين.
لكن شعار اوباما "تغيير نستطيع الايمان
به"
يمكن أن يؤدي الى مجموعة من التغييرات في السياسات الخارجية قد تكون مزعجة للحكام المحافظين الذين يشعرون بالريبة تجاه أي شيء يشير الى اختلاف عن الماضي.
وقال كينت ف. مورز الخبير في سياسة الطاقة بجامعة دوكوينس بالولايات المتحدة "تصوير اوباما كمرشح يدعو الى التغيير أزعجهم."
ووسعت النخبة الحاكمة السعودية في المجتمع الاسلامي المنغلق تقليديا من نطاق علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع العالم الخارجي باتجاه اسيا وروسيا مقللة من حجم اعتمادها التاريخي على حسن نوايا واشنطن.
وقال جريج بريدي من مجموعة يوراسيا "احتمال حدوث توتر متصل بسياسة الطاقة مبالغ فيه على الارجح... النزعة على المدى الطويل ستكون تراجعا تدريجيا في استهلاك النفط بالولايات المتحدة وتوجيه مزيد من الخام من السعودية الى اسيا."
واضاف بريدي أن المصالح الامريكية والسعودية تتفق بشأن الضربة التي تتلقاها ايران نتيجة لانخفاض أسعار النفط.
وتشارك الرياض الولايات المتحدة مخاوفها من أن برنامج الطاقة النووية الايراني ستار تخفي طهران وراءه خططا لتطوير أسلحة نووية وهو الاتهام الذي تنفيه ايران.
ويشكل صعود القوة الشيعية ايران بعد غزو الولايات المتحدة للعراق والاطاحة بنظام عربي سني كان بمثابة حماية ضد اي توسع ايراني المحور الرئيسي للسياسة الخارجية السعودية منذ عام 2003.
وعبر الدخيل عن اعتقاده بأن اوباما سيواجه وقتا عصيبا مع ايران وقال انه أي الدخيل مقتنع بأن ايران تسعى الى امتلاك سلاح نووي وان هذا سيمنح السعوديين فرصة لدعم الرئيس الجديد والاستفادة من نفوذه وتعاونه.
ويخشى حكام السعودية الذين يعتبرون انفسهم حصن المذهب السني الذي تنتمي اليه أغلبية المسلمين من أن واشنطن قد تبرم صفقة خاصة بها مع طهران تجعل من المذهب الشيعي جزءا أساسيا من نظام سياسي اقليمي جديد يتعايش سلميا مع امريكا.
وتشعر الرياض بالخوف من أن انسحابا امريكيا من العراق يمكن أن يعزز النفوذ الشيعي هناك على حساب العرب السنة الذين يريد القادة السعوديون أن يكون لهم نصيب أكبر من الكعكة السياسية.
ومن بين التغييرات الاخرى التي قد لا تحظى بترحيب تجدد اهتمام الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية.
وأدخلت الحكومة بعض الاصلاحات الاجتماعية لتحسين صورة البلاد وتخفيف نفوذ رجال الدين لكن الاسلاميين ربما يكسبون مزيدا من النفوذ خلال انتخابات.
وأشار دبلوماسي أمريكي الى الديمقراطية و"مجتمع مفتوح" في كلمة امام الصحفيين السعوديين خلال حفل أقيم ليلة الانتخابات بالرياض هذا الاسبوع.
وقال الدخيل ان السعوديين ادهشتهم المشاركة الشعبية الحيوية في السياسة الامريكية وأضاف أنهم أقاموا الرابطة وأجروا المقارنة بالفعل.