بالنسبة لموضوع الشهادات المعطاة دون استحقاق زمن النظام البعثي البائد فبالإمكان حلها دون طرح مسئلة تزوير الشهادة من عدمها لانها اولا واخيرا مقبولة قانونيا حتى لو كانت على نحو الاستغلال على اعتبار انه تزوير تم بالطرق والاجراءات القانونية وهو بالطبع من اخطر انواع التزوير واصعبها..فمن الصعب إعادة النظر في فترة زمنية سابقة وكاملة (وفي بلد استقر بعد احتلال ومؤامرات وارهاب اقليمي وبعثي خلط العرق بالدين والسياسة بالتاريخ والجغرافيا)دون ان تكون لها في رأيي عواقب خطيرة قد تزيد الاوضاع تعقيداً..في رأيي ان الحل يكمن في طرح اقتراحات قانونية وبديلة تؤدي ذات الهدف ودون اي شوشرة تكون فيه القيمة لمضمون الشهادة لا شكلها وذلك بطرح مسابقات او امتحانات تحديد مستوى في الدوائر والوزارات حين تتم عملية توظيف الكفاءات الكبيرة في المناصب المهمة او الحساسة او العلمية..وهذا الامر معمول فيه حتى في الدول التي كانت تعطي وتتقبل الطالب بمقدرة علمية بسيطة (كبعض دول الخليج) بعد ان تعطيه شهادة عليا نظرا لكون عملية التعليم فيها كانت في البداية ودولها كانت تحتاج مواطنيها لسد احتياجاتها منهم في كافة مناحي الحياة ووظائفها ..ولكنها الان وبعد ترسخ هذه الدول من الناحية السياسية وارتفاع نسب مواطنيها قياسا للسابق وتجذر عملية التعليم بعد نشوء اكثر من جيل متعلم ودخول دولها مرحلة التنافس الاقتصادي وتحديدا بعد ان اصبح العالم قرية اقتصادية مشتركة..اصبحت لاتتقبل تلك المعايير السابقة ، ولاهي قادرة على فرض اي معيار جديد لاستبدال غير الكفوء وهم كثر (ومن اهلها المواطنين المتنفذين) ممن حصلوا على شهادات صحيحة ومعتمدة داخليا وخارجيا بملايلائم ظروف مرحلتهم وحاجاتها..على اعتبار ان اي تغيير سيصب فعلا في زعزعة الحياة الاجتماعية والمادية التي يعيشها هذا الشخص واعتاد عليها، فلجأت (مع صعوبة ذلك) الى حلول كثيرة اهمها تصنيفهم لفئات عدة هي من يستحق حالة التقاعد نظرا لسنه او تحويله للتقاعد الاجباري اذا كان قريبا من ذلك..وفتح ابواب اخرى لهم من قبيل برامج المشاريع المدعومة من هذه الدول بطريقة القرض او المنح غير المستردة مع متابعة مشروعه من الالف الى الياء وهكذا..اما من كان في عمر لازالت قادرة على العمل والعطاء ولايمكن اخراجه فيتم تنزيل درجته الوظيفية (مع احتساب معاشه وفق درجة الكبيرة السابقة ..) لكي تتلائم مع مستواه التعليمي الحقيقي ومؤهلاته وكفاءته الوظيفية ، وبالتالي تحل نصف المشكلة حتى يكمل استحقاقه من العمل في الوظيفة او يتم احالته للتقاعد اذا ما رأى القائمون مناسبة ذلك بعد دراسته من الناحية الاجتماعية والسياسية ، وهكذا..في تصوري ان المرحلية والتأني مطلوب لحل هذا الملف الحساس والمعقد الذي لاتنفع معه دائما الحلول الثورية القائمة على العصا الغليظة..لان الواقع قد لايتحملها او لايساعدها على الحل دون ان تكون هناك عواقب سلبية في ملفات أخرى قد تكون أخطر من هذا الملف بكثير كالجوانب الأمنية..المرحلة لازالت تحتاج لبعض التنفيذ المرحلي القائم على التأني وحساب الأمور ووضعها في جدول يرتب فيها القضايا تبعا والهدف المنشود الى اولويات وهذا هو عين السياسة القائمة على فن الممكن لا الامنيات المنشودة...ويبقى القول انها مرحلة استثنائية تتطلب حلولا استثنائية (ولو لم تعجبنا او نتحمل الصبر عليها) مع التسليم بحق مراقبة ذلك وتقييمه لتقويمه لفصل مايمكن ان يصطلح عليه في الحلول بالاستثنائي الضروري ، والقائم على الحلول المرحلية من ذلك الذي يمكن حله بطرق حاسمة قد يكون الاستثناء معه مضر او مهلك او سالب لحقوق فئات مستحقة.وعزائنا ان هذه المرحلة ان شاء الله ستمر وسيتغير الواقع بولادة اجيال جديدة تكل مالحق الواقع من سلبيات وجرائم صنعها النظام البائد ومجرميه ، فتعود معها الحياة الى نصابها ويعود للمظلوم حقه باذن الله.