أدت خطوته إلى مسارعة 20 وزيراً إلى كشف ممتلكاتهم
في كشفه ممتلكاته للنزاهة
المالكي يحرج بعض كبار المسؤولين

ويعتزم لمكافحة الفساد تشكيل
(جبهة الإعمار ومكافحة الفساد)
في عموم المحافظات
15/04/2009
كتب نزار حاتم:
كشف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمواله للرأي العام بعد ان ملأ استمارة خاصة بالكشف عن أموال كبار المسؤولين لدى هيئة النزاهة. وكان رئيس الهيئة القاضي رحيم العكيلي قد أوضح أن مجمل ملكية رئيس الحكومة يبلغ نصف مليون دولار، وهو رقم يعد الأول لقيمة ممتلكات أحد أصحاب المراكز العليا في البلاد. وعقب هذه الخطوة سارع عشرون وزيرا إلى كشف ممتلكاتهم، فيما أكد الخبير القانوني طارق حرب عدم وجود أي نص يمنع كشف ملكية ذوي المناصب العليا، مشددا على ضرورة أن تكون أموالهم ومصادرها مكشوفة لأبناء الشعب. وخطوة المالكي ألقت بظلالها على عموم الساحة العراقية التي تعيش جدلا حاميا حول قضية الفساد المالي المستشرية في صفوف كبار المسؤولين، ويرى العراقيون أن كشف المالكي أمواله قد وضع بعض الوزراء الضالعين في الفساد المالي في زاوية حرجة. وعلمت «القبس» ان هؤلاء الوزراء الذين ما زالوا يتمنعون عن كشف أموالهم عبر أساليب التسويف وذريعة الانشغال بمهامهم الوزارية، قد يواجهون قريبا مطالبة المالكي لهيئة النزاهة بكشف أسماء جميع المسؤولين الذين يمتنعون عن كشف أموالهم، وبالتالي سيكون البرلمان مضطرا لاستجوابهم أمام الرأي العام، كما أن امتناع أي وزير سيكرس اتهام المواطنين له بسرقة أموال الدولة. وفي بيان أصدره عدد من الصحافيين في اقليم كردستان دعوا فيه كلا من الرئيس العراقي جلال الطالباني، ورئيس الاقليم مسعود البرزاني وأعضاء حكومته إلى تقديم كشوفاتهم المالية «أسوة بالمالكي»، واعتبروا مثل هذه الخطوة بمنزلة المصالحة العامة بين السلطة و«شعب كردستان».
وقف كل من يتأخر
من جهته، أشار رئيس هيئة النزاهة إلى أن المسؤول الذي يتأخر عن كشف حسابه السنوي سيتم ايقافه عن العمل. وعلمت «القبس» ان رئيس الوزراء عقب الفوز الذي حققه في الانتخابات المحلية، سيصب جل اهتمامه على مكافحة الفساد المالي، في ظل ظروف مالية مستقبلية ستكون صعبة على خلفية الانخفاض في اسعار النفط وقلة كمياته المصدرة. ويعتزم المالكي تشكيل ما يشبه الجبهة التي قد تأخذ اسم (جبهة الاعمار ومكافحة الفساد) في عموم المحافظات، وهي السبيل الامثل للمحاسبة بعد ان عجز عن اتخاذ قرارات العزل ضدهم بسب احتمائهم في قواهم السياسية. يذكر ان بعض الوزراء اعتمدوا اخوانهم في عقد الصفقات ليحققوا اموالاً كبيرة مقابل التواطؤ مع رجال الاعمال والتجار الذين انجزوا كثيرا من الاعمال بمواصفات رديئة، فيما استورد عدد من التجار بضائع اساسية بالنسبة للمواطنين كان بعضها غير صالح للاستخدام.