انتفاضة منسية
كتابات - عبدالرضا الوائلي
كثيرة هي الانتفاضات ضد الظلم والظالمين ، وكثيرة هي التضحيات ، وكثيرة هي البطولات ، ولكن ليس كانتفاضة 17.3.1999 (الصدرية ) هذه الانتفاضة المظلومة سجلت اسمها في التاريخ وحفرت لشهدائها قبورا في ارض المقدسات ، وغيرت لنا اسماء مدارس وشوارع كمدرسة الشهيد السيد فراس مهدي رحمه الله .
مرت عشر سنين على هذه الانتفاضة المباركة وما زال الاعلام يعتم عليها ولم يسلط الضوء عليها ولو لبضع دقائق، مع الاسف الشديد الاعلام العراقي الرسمي يسلط الضوء على فرقة استعراضية للرقص في نفس اليوم من تاريخ الانتفاضة ولم يذكرشهداء الانتفاضة ويترحم عليهم . العجب العجب لقيادة واعلام وامة لاتهتم وتحترم شهداءها، ان الشهداء لهم حق علينا ان نذكرهم ونخلدهم كي يعيشوا بيننا احياء لا اموات ، وهم عند ربهم احياء رغم انف هذا وذاك ، لهؤلاء الشهداء الكرام الاحياء فضل على العراقيين خصوصا وعلى المسلمين عموما ، حيث سطروا هؤلاء الفتية اروع البطولات والتضحيات والانتصارت في زمن كاد فيه المؤمن الفحل ان يكفر من شدة الظلم وبطش السلطة البعثية .
انتفاضة عراقية اسلامية قام بها ابطال البصرة الفيحاء ، ابطال هذه الانتفاضة جميعهم من الشباب المؤمن الذي امن بالله وبرسوله وبولاية امير المؤمنين، هؤلاء الابطال هم من مقلدي المرجعية الناطقة هم ابناء السيد الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه، ابناء هذه الانتفاضة انتفضوا وقاموا ثأراً لدم الشهيد الصدر الثاني قدس الله نفسه الزكية وكذالك انتفضوا كي يقولوا للظالم كفى ظلماً وبطشاً ، ان لهذه الانتفاضة مكانة خاصة في قلوب البصريين وايضا في قلوب المؤمنين عموماً سيما مقلدي السيد الشهيد الصدر. كان زمان الانتفاضة آنذاك زماناً مرعباً بحيث السلطة البعثية قد ضيقت وحاصرت جميع المساجد التابعة لمقلدي السيد الشهيد، وقامت باعتقال الشباب الحزين المؤمن، وقد استعدت سلطة البعث القذر لاجهاض هذه الانتفاضة قبل ان لاترى النور ولكن ارادة الله وعزم وصبروحنكة المؤمنين المخططين لها قد فوتوا الفرصة على البعثيين باجهاض هذه الانتفاضة قبل اندلاع شرارتها، نعم كانت انتفاضة ناجحة وموفقة من حيث التخطيط واختيارالوقت والمكان.
لمن لايعلم بهذه الانتفاضة نقول له : ان هذه الانتفاضة لاتقل مكانة وشأناً عن بقية الانتفاضات في وجه الظالمين، وندعوا المثقفين الشرفاء ان يكتبوا لهذه الانتفاضة لانها انتفاضة تستحق الوقوف عليها. هذه الانتفاضة قد ادخلت الرعب والهلع في نفوس البعثيين المجرمين، وادخلت السرورعلى قلوب المظلومين ،وهذه الانتفاضة الباسلة اجبرت المجرم علي كيماوي ان يقول نحن ثلاثون سنة نعمل من اجل ترسيخ مفاهيم الحزب في هذا الشعب ولم نفلح وجاء رجل- يقصد هذا الرجل السيد الشهيد الصدر الثاني- في فترة زمنية قصيرة استطاع ان يدخل في قلوب هؤلاء الزعاطيط – على حد تعبيره - الشجاعة والقوة والايمان والتمرد على السلطة. نعم ابطال هذه الانتفاضة جعلوا اعداء هذا الشعب ان يعترفوا بفشل سياستهم والاعتراف بجرمهم بحق الابرياء، وان هذه الانتفاضة قد عرت وفضحت النظام البعثي وبينت للناس ما هو مدى ومقدار كره وبشاعة هذا النظام تجاه شعبه، حيث النظام قام بهدم البيوت ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة وزج جميع عوائل المنتفضين في السجون حتى النساء الحبالى، وكبار السن والعجزة. بل هذا الانتفاضة فضحت حتى الذي كان متستراً بلباس الدين حيث فضحت زيف تدينهم وهم كثر. ان لهذه الانتفاضة فضل على الجميع لانها وقفت بوجه الطغيان والظلم فلماذا البعض تنكر لهذه الانتفاضة ولم يطق الحديث عنها !؟ اذا اخذنا بنظر الاعتبار وحدة الهدف من قبل هؤلاء المنكرين لها مع المنتفضين، هل المصلحة العامة لاتقتضي من ذكر هذه الانتفاضة بخير، وانا قد سألني احد الممتعضين من هذه الانتفاضة قال لي ما الذي جنيناه من هذه الانتفاضة فكان جوابي له قلت : وما الذي جنيناه من انتفاضة 91 الشعبانية فسكت وبهت، وانا اعرف السبب جيداً لماذا هذا الشخص وامثاله لايرغبون سماع هذه الانتفاضة لا من قريب ولا من بعيد لان هذه الانتفاضة سميت باسم الصدر سبحان الله كأن السيد الشهيد ليس مسلما شيعيا عراقيا،الى متى نبقى بهذه النفس (التعبان) هذه انتفاضة صدرية وتلك فلانية وهذا فلاني وذاك كذائي، وانا اجزم لو هذه الانتفاضة قامت باسم جماعة اخرى وفي مكان غير مكان البصرة لسمعنا ولرئينا عن هذه الانتفاضة كتباً تؤلف وبرامجاً ومؤتمراتاً تعقد واعلاماً لايكل ولايمل، ولكن نقول لهؤلاء المنكرين تبقى انتفاضة الصدريين 17.3.1999 خالدة في التاريخ وحية في نفوس الشرفاء .
almuahad@yahoo.de