صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 37
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    Post كلمة سماحة الشيخ المهندس آية الله محمد اليعقوبي دامت بركاته في مؤتمر تقريب الاديان

    دور الدين في تحقيق السلام والسعادة (1)
    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ايها الحضور ورحمة الله وبركاته
    الدين الاسلامي هو المحرك الرئيسي للشعوب في هذه المنطقة الحساسة من العالم لعدة امور اشير اليها باختصار:
    1- قناعتها بان الدين هو النظام القادر على توفير السعادة للانسان في الدنيا لانه من وضع الله تبارك وتعالى خالق الانسان والعارف بما يصلحه ويقوّم انحرافه ويعالج امراضه كما ان أي جهاز اذا اريد وضع نظام لعمله بالشكل الصحيح أو اصلاحه إذا اصيب بخلل يكون بالرجوع إلى الجهة المصنعة له وهذه معادلة بسيطة لا تحتاج إلى استدلال وقد وجدت هذه الشعوب في الشريعة الاسلامية ما ينظم لهم كل تفاصيل حياتهم الفردية والاجتماعية حى آداب الجلوس على مائدة الطعام والتخلي والاتصال الجنسي بين الزوجين وهم ينقلون عن أئمتهم (عليهم السلام) (ما من واقعة الا ولله فيها حكم).
    2- فشل النظم التي وضعها البشر لتنظيم حياتهم وقد رأينا بأم اعيننا كيف انهارت الشيوعية في معقلها وذاب الاتحاد السوفيتي العملاق والرأسمالية سائرة بنفس الطريق لان الامراض الاجتماعية والنفسية والاقتصادية تنخر بجسدها وبدأت الشعوب في الغرب تتململ من النظم المتحكمة فيها وعبرت عن ذلك من خلال المؤتمرات والتظاهرات كالذي شاهدناه ضد العولمة وسياتل ودافوس وقد وصل الأمر إلى قتل المتظاهرين كما حصل في ايطاليا.
    وهذا الفشل متوقع لهذه النظم لانها من صنع البشر العاجز القاصر الذي يجهل نفسه فكيف يعرف غيره بحيث يؤلف كتاب (الانسان ذلك المجهول).
    3- إن أئمة الاسلام وعلماء الدين الاسلامي اتصفوا بالنزاهة والاستقامة والترفع عن الدنيا ونكران الذات وهي صفات رفعتهم في عيون الناس وجعلتهم منقادين لهم ويمنحونهم مطلق الثقة ويأخذون باقوالهم فامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو رئيس دولة مترامية الاطراف يقول على منبر الكوفة بعد ان نقل العاصمة الاسلامية اليها من المدينة المنورة (لو خرجت منكم بغير القطيفة التي جئتكم بها من المدينة لكنت خائناً).
    4- ان الناس يؤمنون بوجود حياة ثانية يلاقي فيها كل انسان جزاء ما فعل في هذه الحياة الدنيا فيثاب على العمل الحسن بالجنة ويعاقب على الفعل السيء بالنار وقد اخبر بصحة ذلك رجال ثقات مصدقون لا يشك أحد في نزاهتهم وهم الانبياء وقد بلغ عددهم مئة واربعة وعشرون الف نبي على مدى آلاف السنين فلم يبق احتمال لكذب هذه الحقيقة والالتزام بالدين يضمن لهم الفوز بالجنة والنجاة من عذاب الله تعالى في تلك الدار الخالدة الباقية فلا يجوز التفريط فيها.
    5- ان الدين الاسلامي لا يمثل للمسلمين طقوساً عبادية يؤديها الفرد في الامكنة الخاصة المعدة لها فقط بل يجد المسلمون في الاسلام حضارتهم وثقافتهم وتأريخهم واعرافهم وتقاليدهم لذا فان المسلم يعتز به ولا يفرط فيه ويدافع عنه ويتمسك به كما تتمسك الشعوب بهذه المعالم في حياتها وتضحي من اجلها.
    لهذه الامور وغيرها كان للدين تأثير قوي في نفوس الشعوب وتوجيه مشاعرها وتحديد مواقفها وقد التفت العالم كله إلى ذلك من خلال وسائل الاعلام المختلفة وشاهد تفاعل هذه الشعوب مع الشعائر الدينية واستجابتها لداعى الدين وان كانت الحالة ليست جديدة بالنسبة لنا فتاريخ شعوب المنطقة حافل بالشواهد على هذا التأثير وكانت ثورات التحرير الحقيقية التي شهدها القرن الماضي في بلدان هذه المنطقة تستمد قوتها من هذا الدين العظيم وكان اكثر قادتها من علماء الدين.
    ولان الدين يمتلك هذا التأثير القوي في القلوب فانه يمكن ان يوظف لتحقيق الكثير من الانجازات لمصلحة الشعوب مما لا يمكن تحقيقه بالوسائل الأخرى وكمثال على ذلك فان مليارات الدولارات انفقت لتغطية اعلانات محاربة التدخين وتأسيس المراكز والجمعيات التي تعالج هذه الظاهرة فلم تفلح في عملها لكن اقل من نصف سطر قالته المرجعية الدينية حسم الأمر حينما ابرمت الحكومة البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر عقداً مع شاه ايران القاجاري اشترت بموجبه امتياز شراء وتصدير وتصنيع التبوغ في ايران لمدة خمسين عاماً فأحس المخلصون بخطورة هذه الاتفاقية على اقتصاد وسياسة ايران وانه باب يجر الفساد على شعب ايران واقنعوا المرجع الاعلى السيد محمد حسن الشيرازي وكان مقره مدينة سامراء في العراق بضرورة التصدي للامر فكتب في ورقة صغيرة (شارب الدخان محارب لإمام الزمان) فامتنع الشعب الايراني كله عن التدخين حتى ان زوجة الشاه نفسه كسرت الغليون الخاص به طاعة للمرجعية الدينية وفشلت الخطة البريطانية.
    وقد جربنا نحن الشعب العراقي عامي 1998 - 1999 حينما اقام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) صلاة الجمعة المباركة في العراق واشترك فيها مئات الآلاف كيف قلّصت الجريمة والفساد والانحراف بنسبة 90% حسب اعتراف المسؤولين رغم الفقر والحرمان والتسلط والفساد الاداري الذي كان متفشياً.
    ولأن الدين يركز المبادئ الانسانية العليا ويعمل على ترسيخها في قلوب البشر فهو انجح اسلوب لاداء هذا الدور في انقاذ البشرية من المشاكل والاضطرابات والرعب الذي يحدق به وقد التفت الغربيون إلى ذلك واعترفوا بفشلهم في القضاء على مرض الآيدز وقالوا ان الاسلوب الناجح في المعالجة هي التربية الروحية والاخلاقية ومراعاة القيم السماوية في العلاقات الانسانية وهو رأي صحيح وكان يجب عليهم الالتفات اليه من أول الأمر من جهتين:
    الأولى: ما قلناه من ان الانسان من صنع الله تبارك وتعالى فلا احد يستطيع وصف العلاج الناجح الكامل الا الصانع نفسه.
    الثانية: ان السنن والقوانين المتحكمة في الانسان والكون مترابطة لان المتصرف فيها واحد فاي خلل أو انحراف وعصيان لله تبارك وتعالى يفعله الانسان يؤدي إلى اضطراب في الطبيعة بكل اجزائها وقد لا تستطيع فهم هذا الترابط الجدلي الا انني اذكر لكم شاهداً على ذلك فقد شهد وسط اوربا في صيف احدى السنين القريبة فيضانات ضخمة لم تشهدها منذ (150) عاماً تسبب في قتل العشرات وجرح غيرهم وتدمير الكثير وقد قيل في سببها ان عدم توقيع الولايات المتحدة لمعاهدة كيوتو للمحافظة على البيئة التي تقتضي عدم تشغيل المعامل في آن واحد مما ادى إلى احتباس حراري وارتفاع درجة الحرارة الذي سبب ذوبان اكبر للجليد فحصل الفيضان فإذن عصيان هذا المبدأ الانساني المنسجم مع التعاليم والقيم السماوية ادى إلى كوارث طبيعية والعكس بالعكس فأن الالتزام بالتعاليم السماوية والمبادئ الانسانية العليا يؤدي إلى ان تعيش البشرية كلها في محبة وسلام وسعادة وخير وفير قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96).
    والدين حافل بهذه المثل العليا بل يجعلها الهدف الرئيسي من بعثة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) برسالة الاسلام هي تكميل اخلاق البشر قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق). فهو يدعوا إلى السلام قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَان)(البقرة: من الآية208) وتحيته هي السلام ومن آدابه التي حث عليها إفشاء السلام في المجتمع ويأمر بالعدل والاحسان (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) حتى إلى غير المسلمين مادامو لا يعتدون قال تعالى (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) ويدعوا إلى الحوار مع الديانات الأخرى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)(آل عمران: من الآية64) وينظم اسلوب الحوار مع الآخرين (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(العنكبوت: من الآية46) وقال تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن)(النحل: من الآية125) ويعطي الحرية كاملة للانسان كي يعتنق العقيدة التي يقتنع بها قال تعالى (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)(البقرة: من الآية256) بل انه يأمر بتوفير الامن وسائر الظروف المناسبة لأي احد يبحث عن الحقيقة ويترك له حرية اتخاذ القرار (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)(التوبة: من الآية6) ويعتبر ارسال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة بالناس من اجل انقاذهم واسعادهم قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107) ولم يقل للمسلمين فقط لانه رحمة لجميع المخلوقات ولا اريد ان اطيل عليكم بكثرة الشواهد وان كان هذا الحديث نافعاً وشيقاً ومثيراً.
    ايها الاخوة والاخوات:
    انكم حين أسستم (منظمة المؤتمر العالمي للاديان من اجل السلام) اضطلعتم بمسؤولية كبيرة لكنها سامية ومثيرة للاعجاب والاحترام والشكر والثناء وانتم مدعوون لتفعيل دورها في تأسيس هذه المبادئ العظيمة ونشر ثقافة المحبة والسلام والتآلف واحترام الآخرين لا ثقافة التطرف والتعصب والاحتراب الذي أهلك الحرث والنسل.
    ونحن في العراق الجريح نئن من المظالم والاعتداء وعدم اعطائنا ابسط حقوقنا بذرائع شتى فندعوكم إلى مساعدتنا واعطائنا الدور المناسب فاننا شعب ذو حضارة عريقة ويمتلك كل مقومات الازدهار والرقي واول خطوة في ذلك ان تفهموا مطالبنا بوضوح وتتعاملوا معها بانصاف تطبيقاً لقوله تعالى (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ)(الأعراف: من الآية85).
    ادعوا الله تبارك وتعالى ان يسدد خطى كل الخيرين ويؤيدهم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    محمد اليعقوبي - النجف الأشرف
    15 محرم 1425 الموافق 7/3/2004
    (1) الكلمة التي أُعدت ليلقيها ممثل آية الله الشيخ محمد اليعقوبي في المؤتمر الثالث لمنظمة المؤتمر العالمي للاديان من أجل السلام الذي افتتح في عمان يوم 10/3/2004 ولم يتيسر له السفر لاجراءات ادارية وفنية.
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    افتراضي Re: كلمة سماحة الشيخ المهندس آية الله محمد اليعقوبي دامت بركاته في مؤتمر تقريب الاديان

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ناصر الحق
    3- إن أئمة الاسلام وعلماء الدين الاسلامي اتصفوا بالنزاهة والاستقامة والترفع عن الدنيا ونكران الذات وهي صفات رفعتهم في عيون الناس وجعلتهم منقادين لهم ويمنحونهم مطلق الثقة ويأخذون باقوالهم فامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو رئيس دولة مترامية الاطراف يقول على منبر الكوفة بعد ان نقل العاصمة الاسلامية اليها من المدينة المنورة (لو خرجت منكم بغير القطيفة التي جئتكم بها من المدينة لكنت خائناً).
    هذا امير المؤمنين عليه السلام .. ولكن من يحتذي بسيرته .. الانشاء جميل جدا .. والكلام منمق .. وواقع الحال يقول إن رجال الدين يخضمون مال الله خضمة الابل أكلة الربيع .. هل كان امير المؤمنين يسمي نفسه آية الله .. وهل كان يرضى بكل هذه الفخفخة التي يحيط بها رجال تجارة الدين انفسهم بها .. هذا الكلام سمعنا كثيرا منه .. صعد احدهم المنبر مرة .. فقال هذا امير المؤمنين يقول : كيف اشبع ولعل في الحجاز واليمامة من لاعهد له بالشبع .. وهذا الامام الخميني كان يخصص لنفسه دينارا لا ينتفق في يومه اكثر منه ابدا .. ومازاد منه تصدق به .. هذا الخطيب نفسه بنى له قصرا اين منه الملوك والأمراء .. مامن خطيب ومعمم ارتقى المنبر الا وتحدث في الزهد والقناعة وغيرها من الصفات الحميدة .. ومامن احد يفارق سلوكه كلامه الا اصحاب العمائم الا من رحم ربي ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    226

    افتراضي

    سيدنا معك في كل ماتفضلت به ولكن هنا مشكلة مع العامة والغوغاء.

    أنت تريد أن تغير من العامة وتصلح الغوغاء والعامة والغوغاء لا يعتبرون للمعدم الفقيرولا ينظرون لمن بلي ثوبه وجشب طعامه!!!

    العامة والغوغاء تريد قصعة وثريد ومن عاش على الكفاف ليس بإستطاعته توفير لها ماتريد!!!!!!!!

    لا تأتيني بالأمام الخميني رحمه الله كمثال، فالسيد الخميني صنع ثورة وقادها وكان حقا عليه مواساة من بذل دمه في سبيل نجاحها.
    حسبي الله ونعم الوكيل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    كلام جميل و كلام معئول ما ئدرش أئول حاجة عنه

    _:- _:- _:-

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    Angry الى ناصر (السفياني)

    لا اعرف هل انت نصير الامام المهدي ام نصير السفياني والاعور الدجال ...مالكم كيف تحكمون ...ثم لماذا الهجوم على حصون الاسلام لماذا تركت اللصوص الكبار واتجهت نحو العمامة وهل وجدت من المراجع من بنى له قصرا او فيلا او بذر اموالا في لاس فيغاس كما يفعل الوهابية ...
    ام ان عقدة الذنب والتقصير التي يشعر بها جميع من نهج المنهج النهراواني في حياته ...
    ثم اسألك بالله هل سرق احد مالك من المراجع والمعممين ، هذا اذا كنت يا نصير المهدي قد اعطيت حق الامام المنظر(عج) من الخمس حتى تعير الحوزة وتتهمها بالسرقة وما لا يرضي الله جل وعلا .
    واما قولك (هل كان امير المؤمنين يسمي نفسه آية الله ) فهذا صاحب العصر والزمان يقول (هم حجتي عليكم) واية الله لقب علمي حوزوي تتطلق تميزا لمن بلغ مرتبة الاجتهاد وهو القدرة على استنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة .
    ثم من من المراجع العراقيين وجدوه بعد وفاته قد ادخر الكنوز والاموال وهل كان جنابكم شاهدا على مثل هذه الحالة .
    اخي العزيز ادعوك الى عدم النيل من العمامة عموما لانها تمثل محمد وال محمد (ص واله) على رغم كل من يدعي غير ذلك ...ان هولاء العلماء مفخرة الاسلام وعزه وشرفه وبهم حفظ الدين لا باتباع ائمة الضلال ...
    قال رسول الله صلى الله عليه واله (رحم الله امرء عرف قدر نفسه )
    والسلام
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    احسنت وبارك الله فيك ياناصر الحق .. ولاالومك على هذا الانفعال فقد تعودنا ان نسلم قيادنا لأصحاب العمائم .. مااود ان اقوله لك وحبذا لو استطعت ان تعمل تفكيرك بدلا من هذا الانفعال .. لقد شبعنا من آيات الله .. وكل يوم بآية الله جديد .. هل المهدي يسمي نفسه آية الله .. هل في الاسلام او مذهب اهل البيت عليهم السلام هذه المراتب والرتب .. وماهذا التنافس والتقاتل على الزعامة والمكاسب .. وطبع الصور وتوزيعها .. ويعيش ويسقط .. ولن تقوم لشيعة أهل البيت في العراق قائمة مالم يعود اهل العمائم الى الحوزات قبل فوات الاوان .. بعد ان اراد الجيش العودة الى الثكنات فلم يجد لها اي أثر ..
    مع تحيات آية الله العظمى نصير المهدي ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    آية الله جديدة تدخل على الخط. وبغض النظر عن مدى الإنسجام مع الشيخ اليعقوبي، فهو قد يمثل موقعاَ أكثر وعياَ من المراجعة والمستعممين الآخرين، وإن كان هو تحت التجربة حالياَ، بعد أن تمدد هو أيضاَ إلى ساحات التظاهر والخطب الحماسية، والبيانات والمستعممين الصغار الذين لا يحسنون قواعد اللغة العربية.

    الشيئ الغريب الذي أردت أن أسجله هنا هو ما هو سبب حب المستعممين أن يضفوا على أنفسهم اللقب الأكاديمي قبل اللقب الحوزوي؟ هل لزيادة الثقة بهم؟ أم أنهم يرون ان اللقب الأكاديمي أكثر قيمة من اللقب الحوزوي الذي يشع "قدسية" ويمثل أعلى طبقة في الهرم الحوزوي الشيعي. قبله راينا آية الله "الدكتور" المالكي.

    الشيخ اليعقوبي لمن يقرأ كتبه التي بدأ بنشرها على صفحته يلاحظ أحاديث بسيطة جداَ، تذكرنا بالكراسات التي كان يوزعها بعض القرّاء الحسينيين أثناء إقامتهم في بعض الدول الخليجية أثناء مواسم المحرم وصفر، وهي تتناول مواضيع عامة لا تصل إلى الفكر أو العلمية، وغالباَ ما كان يكتب في نهايتها طبع على نفقة المحسن الكبير فلان آل علان.

    بصورة عامة يبقى الشيخ اليعقوبي -العراقي- أفضل ما يوجد من بين المراجعة والمستعممين الآخرين في الساحة العراقية.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    افتراضي الى ابناء العراق (فقط)

    الاخ العزيز اذا كانت الكتب التي تقول عنها بسيطة وقديمة فما مقادر عبقريتك التي سوف تلحفناها ...
    من العجيب ان يغيضك ان تكون المراجع من اصحاب الشهادات ولا اعرف هل انت شيعي ام ....
    لاننا نفخر ان يكون مراجعنا من المهندسين والدكاترة لا خريجي ابتدائية وكتابية ، واذا كنت من اصحاب الشهادات الابتدائية فحقك او كنت ممن يسمون انفسهم بالمثقفين (الشيوعيين) فحقك
    واود ان اعلمك لانك بالتاكيد لست بعراقي ان شاء الله ان الحوزة العلمية وخصوصا مدرسة الشهيد السعيد محمد الصدر (رض) جل طلبتها من اصحاب الشهادات والكفاءات والحمد لله ...
    هذا ما احببت ان اعلمك اياه وارجو المعذرة اذا كنت اسءت من قريب او بعيد
    واستغفر الله
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    فرصة للإطلاع على أفكار آية الله المهندس اليعقوبي

    http://www.yaqoobi.com/
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    مثال من كتاب "الإستماع إلى الأخبار وقت الأزمات"


    "ويرى الشيخ ان عدم اخذ الحيطة والحذر وان الانشغال الكثير بالاستماع إلى الأخبار يؤدي إلى تحقيق العجز عن التفكير فيما هو نافع، وفقدان الثقة بالنفس أولاً، وباولي الأمر ثانياً، وبالدين والعقيدة والمبادئ ثالثاً، وتمزيق وحدة الصف ونشر الخلافات، وخلق ازمات إجتماعية وإرباك اقتصادي يؤدي إلى إهدار الطاقات، وتغيير أخلاق المجتمع وسلوكياته وفق رؤيتهم وهو ما يسمونه بــ(العولمة)".

    شكراَ
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    الأخ ناصر الحق هل تريد من كلامك هذا أن تقول أن اليعقوبي مرجع ديني أو مجتهد؟؟
    و أذا كنت من أتباع الشهيد الصدر الثاني (قده) فما قولك في كاظم الحائري؟؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    أولاَ الحمدلله على سلامة وصولك أخي صفاء.

    ثانياَ كما وصفت عزيزي، خاصة أنك يبدو واصل حديثاَ من الوطن.

    لماذا لم يلتزم مقتدى بمرجعية الشيخ وتوجه إلى مرجعية أجنبية هي مرجعية حائري؟

    أنا لا أقول أن الشيخ اليعقوبي غير مجتهد، لأنني لا أملك دليلاَ يثبت عكس إجتهاده، كما أن الشيخ -حسب خطابه السياسي- يبدو أكثر إعتدالاَ من مقتدى ، وأكثر عراقية من مرجعية سيستاني وغيره.

    السؤال الكبير
    هل يصلح اليعقوبي أن يكون مرجعاَ قائداَ لكل العراقيين الشيعة؟
    هذا ما أشك فيه كثيراَ جداَ.

    النتيجة التي اردت التوصل إليها والتي أطرحها كسؤال

    هل نحتاج كشيعة أن نقاد من مرجعيات حوزوية تعتبر نفسها ظلاَ لله، من خلال عنوانها الوظيفي "المجتهد" والرتبة "آية الله".

    هل تصلح حقاَ -مع هذا التعدد الكبير من هؤلاء المجتهدين والمراجعة، والتهافت بينهم- مسألة تصدي هؤلاء المراجعة للعملية السياسية أو عملية الإصلاح الإجتماعي أو غيرها من عمليات الإصلاح التي يتبنونها نظرياَ على الأقل؟

    العبرة ليست في الكم ولكن العبرة تكمن في النوع. وهذا النوع إما أن يحارب أو يقبر داخلياَ وخارجياَ. يعني غير موجود دائماَ، وفي هذه الحالة يجب على الأمة أن تبحث عن بدائل عملية تحقق من خلالها مصالحها بعيداَ عن حالات يستفيد منها هذا الكم البعيد جداَ عن الجودة.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    شكر وتقدير

    الى جميع الاخوة الذين اشتركوا في الردود اقدم لكم شكري وتقديري واحترامي
    اما بالنسبة للشيخ محمد اليعقوبي دامت بركاته فهو مجتهد بشهادة السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) والذي اعلن وقبل استشهاده باربعة اشهر واما جميع طلبة الحوزة الناطقة وطلبة جامعة الصدر الدينية وفي كاسيت صوتي مسجل ما نصه ( والان استطيع القول ان المرشح الوحيد من حوزتنا لقيادة الحوزة من بعدي هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي ) اما بالنسبة الى شهادة المراجع فاخر ما وصل هو اجازتين من ( اية الله العظمى الدكتور محمد الصادقي الطهراني واية الله العظمى الشيخ محمد علي الكرمي ) ويمكن الحصول عليها من اي مقر لجماعة الفضلاء في العراق.
    كما وشهد باجتهاد الشيخ نخبة من طلبة السيد الشهيد من امثال (الشيخ قاسم الطائي ، الشيخ حيدر اليعقوبي ، الشيخ محمد الساعدي ، السيد حسن الحسيني )
    بالاضافة الى كوكبة من طلبة السيد الشهيد الذين يعملون الان تحت مرجعيته مثل الشيخ اسعد الناصري ، الشيخ علي الابراهيمي ، الشيخ عباس الزيدي ، السيد محمد الصافي ، الشيخ صالح الجيزاني ، الشيخ احمد الجيزاني ، الشيخ يوسف الكناني .....الخ.
    اما بالنسبة الى السيد الحائري فلو راجعت كلام السيد الشهيد في لقاء الحنانة فسوف ترى انه قال ما معناه (اذا اجتهد احد طلبتي وشهد له بذلك فانه سوف لن يكون مرجعا وانما سوف يكون الاعلم )
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    الى الاخ العقيلي والاخوة المحترمون مع التقدير

    اقدم لكم احدى محاضرات الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله بعنوان الاسوة الحسنة اسأل الله ان تنال رضاكم
    حاجتنا إلى الأسوة الحسنة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، السلام على خيرة الله، السلام على البشير النذير السراج المنير ورحمة الله وبركاته, السلام على الطهر الطاهر, السلام على العلم الزاهر, السلام على المنصور المؤيد, السلام على أبي القاسم محمد ورحمة الله وبركاته, السلام على أنبياء الله المرسلين وعباد الله الصالحين, السلام على ملائكة الله الحافين بهذا الحرم وبهذا الضريح اللائذين به.
    مقومات نجاح رسالة الإسلام
    قلنا في مناسبة سابقة() أن أي رسالة إصلاحية ومنها رسالة الإسلام, لابد لها لكي تنجح في بناء أمة من شكلين من المقومات سميناهما الذاتية والموضوعية, وقلنا إن الذاتية منهما لها دعامتان :
    الأولى : ما يرجع إلى ذات الرسالة, أعني شريعة الإسلام التي توفرت فيها كلّ عناصر الكمال من الاستيعاب لكلّ شيء كما قوله تعالى : مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ(), ومن خطابها للجميع في قوله تعالى : هُدىً لِلْعَالَمِينَ()، ومن خلودها قوله ((صلى الله عليه وآله)) : ((حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة)) ومن صيانتها من الانحراف والتغيير, قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ()، وغيرها مما لا يحتاج إلى بيان, لأنها صنعة الله تبارك وتعالى الذي له الأسماء الحسنى.
    الثانية : ما يرجع إلى ذات الرسول وهو النبي محمد ((صلى الله عليه وآله)) وهو أكمل الخلق, ربًته يد الرعاية الإلهية, لعدم وجود من هو أكمل منه حتى يٌربيه ويأخذ بيده في مدارج الكمال, وعن ذلك قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : ((أدبني ربي فأحسن تأديبي))().
    ولا تكون الرسالة فاعلة ومؤثرة وتؤدي دورها في حياة الأمة إذا لم يكن حاملها مستوعباً لها قد أٌشرب بها وتمثلها في حياته وجسدًها في سلوكه وواقعه حتى عاد صورة خارجية لها وعادت صورة نظرية له لذا لما سُئِلت إحدى أمهات المؤمنين عن سيرة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) وأخلاقه قالت باختصار : ((كان خلُقه القرآن))().
    ولعدم إمكان التفكيك بين النظرية ـــ ولا أقصد بالنظرية ما يراد منها في المصطلح أعني المعلومة القابلة للصحة والخطأ, وإنما أعني مجموع
    ما احتوت عليه الرسالة من أصول وفروع وأخلاق التي أسسها القرآن الكريم ـــ والتطبيق أي بين الرسالة وسلوك القائمين عليها, صار الناس لا يقتنعون بأي رسالة مهما كانت ترفع من مبادئ ومثل وأخلاق عالية ونبيلة إذا كان حاملوها والقائمون عليها أول من يخالفها, وهذا أحد أسباب انحطاط المسلمين وتشوه صورة الإسلام, فكيف يقتنع الناس بحرمة شرب الخمر إذا كان الخليفة أو ولاته يشربونها على منابر المسلمين؟ وكيف يقتنعون بحرمة الغناء أو السفور أو ممارسة الفاحشة إذا كان الخليفة يعقد الليالي الحمراء لإقامتها؟ ونحن ـــ الحوزة العلمية وكل مؤمن رسالي ـــ حملة رسالة إصلاحية كيف نستطيع أن نردع الناس عن الغيبة وإهانة المؤمن إذا كنا نلوكها بألسنتنا؟ وكيف نمنعهم من مشاهدة الأفلام والمسلسلات إذا كان هذا الجهاز اللعين في بيوتنا؟ وكيف نأمرهم بالصلاة في أوقاتها إذا كنا ننام عن صلاة الصبح؟ وكيف نحثهم على صلاة الليل ونحن لا نؤديها؟ أو نحثهم على إفشاء السلام ونحن لا نرد التحية بمثلها؟ فضلاً عما هو أحسن منها, وكيف نقنعهم بترك التدخين ونحن نزاوله ونصرف الأموال في سبيله بدلاً من أن ننفقها في قضاء حوائج المؤمنين وما أكثرهم اليوم.
    هذا الترابط الوثيق بين الرسالة وسلوك حاملها عبّر عنه أمير المؤمنين ((عليه السلام)) : ((ما أمرتكم بطاعة إلاّ كنت أول من يؤديها, ولا نهيتكم عن
    معصية إلاّ كنت أول من يجتنبها))()، ولذا قالوا : إنّ الواعظ إذا لم يكن متعظاً لم يؤثر في القلوب ولم يهذب في النفوس.
    لا قيمة للعلم إذا لم يقترن بالعمل
    ومن هنا أكدت أحاديث المعصومين ((عليهم السلام)) ضرورة اقتران العلم بالعمل, وأنهّ لا قيمة للعلم إذا لم يقترن بالعمل، فعن أبي عبد الله ((عليه السلام)) في قول الله عز وجل : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ() قال : ((يعني بالعلماء من صدَق فعله قوله, ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم))()، وعن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت أمير المؤمنين ((عليه السلام)) يحدًث عن النبي ((صلى الله عليه وآله)) إنه قال في كلام له : ((العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناجٍ، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبداً إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة, وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى وطول الأمل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة))()، وعن الإمام الصادق ((عليه السلام)) قال : ((العلم مقرون إلى العمل، فمن علم عمل ومن عمل علم، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلاّ
    أرتحل عنه))() وعن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) : ((أيها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله، بل قد رأيت ان الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحير في جهله وكلاهما حاير باير))()، وعن أبي جعفر ((عليه السلام)) في قول الله عز وجل : فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ() قال ((عليه السلام)) : ((هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره))().
    نتائج تطبيق الرسالة الإسلامية
    حينما نحتفل بذكريات المعصومين ((عليهم السلام)) وأولهم رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فإنما نستعيد بها ذكرى التطبيقات الكاملة للشريعة, كما نحتفل بذكريات الشريعة نفسها كيوم المبعث الذي هو يوم ولادة الرسالة وانطلاقها, أو يوم الغدير الذي هو يوم تمام الشريعة وكمالها بحسب ما نطقت به الآية الشريفة، هذه الوشيجة بين النظرية والتطبيق أو قل بين الرسالة وسلوك حاملها نخرج منها بعدة نتائج :
    1 ـــ إن الشريعة كلما كانت أكمل فحاملها يكون أكمل, ولما كانت شريعة الإسلام أكمل الشرائع الإلهية فيكون رسول الله ((صلى الله عليه آله)) أكمل الخلق وأشرفهم.
    2 ـــ إن شريعة الإسلام خالدة ودائمة, فيكون وجود المعصوم ((عليهم السلام)) دائمياً ومستمراً, وهو ما نعتقد به ودلت عليه الأحاديث الشريفة التي مضمونها : ((لا تخلو الأرض من حجة قائم مشهور أو خفي مستور)) ,وما جاء في حديث الثقلين : ((إنيّ تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً : كتاب الله, وعترتي أهل بيتي)).
    3 ـــ إن الاعتداء على حامل الرسالة وممثليها من أنبياء أو أئمة إنما هو اعتداء على الشريعة نفسها وبالعكس فإن أي اعتداء على الشريعة بتحريفها أو تمييعها أو مخالفتها إنما هو اعتداء على حامل الرسالة نفسه, لذا ورد في تفسير قوله تعالى : وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ() أي بتحريف تعاليمهم ومخالفتها وتشويهها, فليعلم هؤلاء الذين يعصون الله تبارك وتعالى بترك الصلاة أو الخمس أو السفور أو التبرج أو ترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو يشيعون الفاحشة في المجتمع المسلم بنشر الصور الخلاعية وفتح محلات الفسق والفجور إنما يقتلون بها رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) وأمير المؤمنين والأئمة الطاهرين ((عليهم السلام)).
    4 ـــ إن الإسلام إنما يتقدم وينتشر وتحصل القناعة به بتقدم أبنائه ـــ خصوصاً العلماء والحوزة الشريفة والمؤمنين الرساليين ـــ وتكاملهم وحسن تجسيدهم له, فحينما يقول الحديث : (( العلماء أمناء الرسل وحصون الإسلام)) إنما يشير إلى هذه المسؤولية المزدوجة (أعني المسؤولية النظرية أو قل العلمية, ببيان محاسن الإسلام وعظمة تشريعاته وتكاملها وقدرتها على قيادة البشرية نحو السعادة والصلاح, والمسؤولية
    العملية بتمثيل الإسلام في سلوكهم وتفاصيل حياتهم) فهاتان مسؤوليتان لا تنفكان عن بعضهما.
    وقد وعدت الأحاديث الشريفة بأنّ الله تعالى يقيًض لهذا الدين في كلّ زمان من يمثله هذا التمثيل, ليكون حصناً حقيقياً للإسلام, قال ((عليه السلام)) ((فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويـــل الجاهلين))() فكونوا من هذا الخلف, فإنها فرصة متاحة لأي أحد يعمل بجد واجتهاد لتأهيل نفسه لهذا الموقع, والله تعالى لا يبخل باعطاء المستحق حقه وهو القائل : وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ().

    أهمية الأسوة الحسنة
    لأجل هذه النقاط ركز القرآن الكريم على أهمية الأسوة الحسنة في تربية البشر وهدايتهم وإصلاحهم، قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً() فقد يؤثر الأسوة الحسنة في حياة الناس أكثر مما تؤثر فيهم كتب كثيرة وأكدته الأحاديث الشريفة كما في قوله ((عليه السلام)) : ((كونوا لنا دعاة
    صامتين . . . كونوا لنا دعاة بأفعالكم لا بأقوالكم))()، وبمقدار ذلك تكون خطورة القدوة السيئة() والعياذ بالله، لذا ورد التهديد الكبير للعلماء إذا نكبوا عن الصواب وفارقوا الطريقة المثلى, لأن هذا يؤدي الى إعراض الناس عن الشريعة ، فعن أبي عبد الله ((عليه السلام)) قال : ((إذا رأيتم العالم محباً لدنياه فاتهموه على دينكم, فإن كلّ محب لشيء يحوط ما أحب، وقال ((صلى الله عليه وآله)) : أوحى الله إلى داود ((عليه السلام)) : لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا, فيصدك عن طريق محبتي, فأن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم))()، وعن حفص بن غياث عن الإمام الصادق ((عليه السلام)) قال : ((يا حفص : يُغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد))() وعنه إنّه قال : قال أبو عبد الله ((عليه السلام)) قال عيسى بن مريم ((عليه السلام)) : ((ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار))() وقد اشتهرت كلمة بعضهم : ((إذا فسد العالِم فسد العالَم)).

    الرسول الأكرم ((صلى الله عليه وآله)) خير أسوة
    إننا اليوم أحوج ما نكون الى عرض صورة الأسوة الحسنة في حياتنا, فنحن مسؤولون أكثر من أي وقت مضى عن دراسة حياة رسول الله ((صلى
    الله عليه وآله)) وسيرته دراسة تحليلية, لكي نتمثلها في حياتنا وتكون نبراساً لنا، ليس فقط في حياته الشخصية الخاصة لكونه أكمل المخلوقات وأشرفها وأحقها بالإقتداء فـي حياتــه العامة, بل لكونه اعظم مصلح اجتماعي عرفته البشرية, ولكونه مؤسس خير أمة أخرجت للناس من العدم.
    ولكون قيادته المباركة وفرت للبشرية أسعد عصر من عصورها، هذه الأبعاد المتعددة في شخصيته ((صلى الله عليه وآله)) جعلته أولى الناس بالتأسي والإقتداء لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وأراد السعادة لنفسه ولأمته، وقد ذكرت في بعض المناسبات وجهاً لمعنى الكلمة العامية : (إن سفرة الحسين واسعة) ويمكن أن يراد بها عدة معانٍ بحسب ما أراد بها قائلوها, لكنني أفهم لها معنى واقعياً غير ما ذكروه, وهو أن حياة الحسين ((عليه السلام)) سِفرٌ مبارك يتسع كل ما يريده الطامحون إلى الكمال التواقون إلى السعادة الفارون من الحضيض، وجده ((صلى الله عليه وآله)) أولى بهذه السعة منه ((عليه السلام)) فلنأخذ من هذا السِفر المبارك ما يعيننا على مسؤولياتنا التي قلنا إنها أضخم من إي يوم مضى من أكثر من جهة :

    مسؤ وليتنا اليوم أضخم من الماضي
    1 ـــ إننا نواجه جاهلية عاتية تضرب بإطنابها أرجاء الأرض في أفكارها واعتقاداتها وفي سلوكياتها وأهوائها ونزعاتها() بل إن جاهلية اليوم جمعت كل مساوئ جاهليات الأمس القريب والبعيد, وقد عقدت فصلاً طويلاً في كتاب (شكوى القرآن) لبيان مفهوم الجاهلية بحسب ما يستفاد من القرآن, وذكرت خمس عشرة نقطة التقاء بين الجاهليتين()
    وخرجنا بنتيجة إن الجاهلية ليست فترة زمنية ومرحلة تاريخية انتهت بظهور الإسلام, وإنما هي نمط من أنماط الحياة تتردى إليه البشرية وتسقط فيه كلما ابتعدت عن شريعة الله تبارك وتعالى, فما أحوجنا إلى أن نستلهم من سيرته ((صلى الله عليه وآله)) كيفية مواجهة هذه الجاهلية بحيث استطاع أن ينقلهم ((صلى الله عليه وآله)) في مدة ضئيلة من عمر الزمن هي ثلاثة وعشرون عاماً, من حضيض الجاهلية إلى قمة الإسلام السامقة() وقد ذكرت في نفس الكتاب عدة دروس مستفادة من هذه التجربة().
    2 ـــ إننا نقترب بسرعة من يوم الظهور المبارك لبقية الله الأعظم ومن شروطه وصول البشرية إلى قناعة كاملة بالإسلام, وقد قلنا قبل قليل: إن القناعة بالإسلام كنظام ورؤية للحياة لا تنفك عن القناعة بسلوك حامليه ومعتنقيه, فكلما كان التطبيق أكثر صدقاً كان أسرع في حصول هذه القناعة, وقد وردت التطمينات بأن الإسلام لا يحتاج إلى جهد كبير من أبنائه لتحصل قناعة الآخرين به, لأنه يغلب العقول ويفتح القلوب بلا عناء كثير, بخلاف المبادئ الأرضية التي لا تستطيع أن تُحَصل هذه النتيجة بكل أساليب الأغراء أو البطش والتهديد, وقد ورد عن الإمام الرضا ((عليه السلام)) ما مضمونه : ((إن أمرنا لا يحتاج إلى شيء لكي يدخل القلوب وما عليكم إلاّ إيصال صوته إلى الناس وأن لا تنفّروا الناس عنه بمخالفتكم لتعاليمه وعدم الاهتداء بهديه))، و((كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً))()، والتاريخ شاهد على ذلك, فإن المغول ـــ وهم أكثر الشعوب وحشية ـــ ما لبثوا أن دخلوا الإسلام بعد أن اكتسحوا بلاده قتلاً ونهباً وتدميراً، وها هو ذا الغرب ينتابه القلق من إقبال أبنائه على الإسلام, فتقول إحصائية في بريطانيا : إن عشرين ألف امرأة بريطانية اعتنقت الإسلام إحداهن أستاذة جامعية أعلنت إسلامها في كلمة ألقتها في تجمع في حدائق هايد بارك
    الشهيرة في قلب لندن, وسوف ترى عن قريب كيف إن الإسلام يفتح قلوب أعدائه إلاّ من ضرب عليها أبليس بالأغلال كالصهاينة، ألسنا ندعو الله تبارك وتعالى أن ينتصر بنا لدينه وأن يجعلنا من أنصار وليه الأعظم؟ بل نقرأ في دعاء الافتتاح أن نكون من الدعاة إلى طاعته تبارك وتعالى والقادة إلى سبيله في دولته الكريمة؟ فها هي الخطوة الأولى والمهمة التي رسمها القرآن الكريم في قوله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً()
    وشرحها أمير المؤمنين نفس رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) بقولة ((عليه السلام)) : ((ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد))().
    الحرب التي يعيشها الإسلام اليوم
    3 ـــ إننا نعيش حرباً شعواء على الإسلام بأشكال مختلفة أحدها الحرب العسكرية التي يسمونها الحرب ضد الإرهاب, وقد اتحدوا جميعاً وتناسوا خلافاتهم وكل عداوات الأمس ليكونوا يداً واحدةً في هذه الحرب, وقد أعلنت الأخبار اليوم (28/5/2002) ـــ وأنا أكتب هذه السطور ـــ إنهم وضعوا المسمار الأخير في نعش الحرب الباردة بالاشتراك
    في اتخاذ القرار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي, وهذا الشكل من الحرب واضح وملتفت إليه, لكن الأخطر منه هو الحرب الخفية بتشويه صورة الإسلام وتمييع أحكامه وإفراغه من مضامينه والاكتفاء بالشكليات, فلا مانع من أن تتحجب المرأة ولكن على الطريقة الأمريكية أو الفرنسية, ولا بأس بأن يلتزم الشاب بالصلاة والصوم مادام غربياً في أفكاره وولائه ومظهره, وأن يكون اهتمام الناس منصباً على الازدياد من المظاهر الدنيوية فلا يستقر في دار حتى يطمح الى أحسن منها, وسرعان ما يبدل سيارته إلى أحدث موديل أو أثاثه, أو يتفاخر بكثرة أمواله, هذا غير ضياعه في المتع المتنوعة من رياضة وفن, فلا يلبث أن يمل من متعة حتى يأتوه بغيرها ليبقى في هذه الدوامة والدائرة المفرغة, ولا يلتفت الى أهدافه الحقيقية رغم إن القرآن صريح وواضح : قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ() ومحل الشاهد إننا لو درسنا أسباب هذا الضياع لوجدنا أن أهمها غياب القدوة الحسنة التي تبهر العقول وتدخل القلوب وتقنعهم بالإتباع والتأسي وتلغي كل ما سواها، وقد دأب الإنسان على المتابعة والمشاكلة للشخصيات التي ينبهر بها حتى في الأشياء التي لا علاقة لها بسبب انبهاره, فمثلاً هو يعجب به كبطل أفلام أو رياضي إلا انه يقلده في ملبسه وحركاته ومظهره, بل حتى أفكاره ومعتقداته أحياناً, فإذا غابت
    عن حياته الأسوة والقدوة الحسنة, فإنه سينجذب إلى الأسوة السيئة من رياضي أو فنان أو بطل فلم وهمي ونحوه.

    علينا أن لا نتبوأ موقعاً إلا بجدارة
    لذا تجد من أهم العوامل التي جذبت الناس إلى الإسلام الانبهار والذوبان في شخصية رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) التي ظلت مؤثرة في نفوس أصحابه حتى بعد وفاته ((صلى الله عليه وآله)) بل الى اليوم, فإنّ الكثير ممن اعتنقوا الإسلام إنما اعتنقوه إعجاباً بسيرة رجاله كرسول الله ((صلى الله عليه وآله)) وأمير المؤمنين والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء والحسن والحسين ((عليهم السلام)) وهذا ـــ أي تأثير شخصية النبي ((صلى الله عليه وآله)) في نفوس أصحابه ـــ مما شهد به الأعداء وجعل الرعب يتملكهم ويملؤهم الشعور بالإحباط واليأس من المواجهة, وعندما خرج وفد من قريش لاستطلاع أخبار النبي ((صلى الله عليه وآله)) وأصحابه فوجدهم محدقين به يتبركون بتراب أقدامه ولا يدعون ماء وضوئه يسقط إلى الأرض بل يتقاسمون قطراته ، وقد حرص ((صلى الله عليه وآله)) أن لا يتبوأ هذا المقام الرفيع إلاّ بعد أن ملك القلوب وخطف الألباب بأخلاقه وحسن سيرته, حتى سمّوه ((صلى الله عليه وآله)) في الجاهلية بالصادق الأمين, وما وجدوا له خطلة في قول ولا زلة في فعل وألقى عليهم الحجة بذلك حين أعلن ((صلى الله عليه وآله)) دعوته قائلاً : ((لو قلت لكم أن وراء هذه الأكمة جيش جاءوا للإغارة عليكم أتصدقوني؟ قالوا بأجمعهم نعم لأنك الصادق الأمين, قال : فإني رسول الله إليكم ونذير لكم من بين يدي عذاب اليم ، قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا)).
    وهذا درس يمكن أن نستفيده من سيرة رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) غير ما ستأتي الإشارة إليه أن لا نتبوأ موقعاً اجتماعياً إلاّ حينما نكون أهلاً له, بحيث تتوفر القناعة الكاملة لدى الأمة باستحقاق هذا الموقع.
    وحياته ((صلى الله عليه وآله)) حافلة بالكثير مما يتأسى به, وكيف لا يكون كذلك وهو صنو القرآن الذي هو : تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ() ومَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ() وهو ((صلى الله عليه وآله)) كذلك والقرآن شفاء وهدى ورحمة ونور وبيان وذكر ومبارك وحكيم وهو ((صلى الله عليه وآله)) كذلك, وقد أشبعنا البحث عن هذه الملازمة في كتاب (شكوى القرآن).
    ما هي الأمور التي يمكن أن نتأسى بها؟
    ولكي نختصر الوقت ونخفف عنكم المؤونة نلفت أنظاركم إلى بعض ما يمكن أن نتأسى به من حياته ((صلى الله عليه وآله)) ويعيننا على أداء مسؤولياتنا, وسنجعله على شكل نقاط وهي عبارة عن سلسلة محاضرات بعنوان (الأسوة الحسنة في بناء الذات وإصلاح المجتمع) لكني أختصرها لكم بذكر عناوينها وقد ذكرت بعضها في مناسبات متعددة, لكن تذكرها ضروري, فإن الذكرى تنفع المؤمنين ومنها :
    1 ـــ المعرفة بالله تعالى والإخلاص له, فما من كلمة يقولها أو فعل يفعله أو ترك يتركه إلا لله تبارك وتعالى, ولو خيًر بين أمرين أختار
    أرضاهما لله, وكان على ذكر دائم لله دلً عليه ما روى من مكارم أخلاقه, حيث تجد له في كل حالٍ ذكرا, فللأكل دعاء, وللنوم دعاء, وللتخلي دعاء, وللوضوء دعاء, وللسفر دعاء، فكانت حياته ((صلى الله عليه وآله)) كلها عبادة وفناء تام في الله سبحانه, وإذا اقتضت طبيعته البشرية وجسده المادي أن يعطيه حقه من النوم والأكل ونحوهما مما يراه ((صلى الله عليه وآله)) غفلة عن الله تبارك وتعالى وتقصيراً في وظائف العبودية, فكان يستغفر الله سبحانه من ذلك حتى نزل الوعد من قبل المولى تبارك وتعالى : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ()، وإن كان الاعتقاد إنهم ((عليهم السلام)) إذا ناموا نامت أعينهم فقط, أما قلوبهم فهي واعية متصلة ببارئها, كما هو المنقول عنهم ((عليهم السلام))،وقد ربًى أصحابه المخلصين على هذه العبودية الكاملة, فيوصي أبا ذر ((رضي الله عنه)) : ((يا أبا ذر أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ويقول له ما معناه : يا أبا ذر إنك تستطيع أن تجعل كل حياتك طاعة لله تبارك وتعالى حتى أكثر الأمور ارتباطاً بشهوات النفس كإتيانك امرأتك, فقال أبو ذر ((رضي الله عنه)) : وكيف يا رسول الله ((صلى الله عليه وآله))؟. ـــ فبينها ((صلى الله عليه وآله)) له ـــ : أليس في هذا العمل إدخال السرور على أهلك وتحصين نفسك وزوجتك من الحرام وزيادة عدد النسمات الموحًدة لله, وكل تلك النيات وغيرها طاعات وقربات إلى الله تعالى)).
    ولمعرفته بحقيقة العبودية لله سبحانه كان كثير العبادة لا يفتر عنها() وقد قال((صلى الله عليه وآله)) :((قرًة عيني الصلاة)) لأنها معراجه ((صلى الله عليه وآله)) وقربانه واتصاله بالحبيب، يصلي حتى تتورم قدماه فيقف على واحدة ويرفع الأخرى لتستريح قليلاً فأشفق الله عليه بقوله : طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى().

    الإعراض عن الدنيا المحللة
    2 ـــ الإعراض عن الدنيا وعدم الاغترار بها, وطبعاً نقصد بالدنيا المحللة منها لا المحرمة, لأن اجتناب المحرمات من أول شروط العصمة المتحققة فيه ((صلى الله عليه وآله)) والاهتمام بالأعمال الصالحة، يوصي قيس بن عاصم المنقري : ((يا قيس إن مع العز ذلاً وإن مع الحياة موتاً وإن مع الدنيا آخرة وإن لكلّ شيء حسيباً وعلى كل شيء رقيباً، وإن لكل حسنة ثوابا,ً ولكلّ سيئة عقاباً, وإن لكلّ أجل كتاباً، وإنه يا قيس لابد لك من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك، لا يحشر إلاّ معك ولا تحشر إلاّ معه, ولا تُسأل إلاّ عنه, ولا تبعث إلاّ معه، فلا تجعله إلاّ صالحاً ، فإنه إن كان صالحاً لم تأنس إلا به, وإن كان فاحشاً لا تستوحش إلاّ عنه وهو
    عملك))()، نزل جبرائيل الأمين ((عليه السلام)) على رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يوماً وقال له : ((إنّ العلي الأعلى يُقرؤك السلام ويخصك بالتحية والإكرام وهو يقول لك أن لو شئت صيرت لك : تهامة ذهباً وفضةً وأنت على ما أنت عليه من المقام الرفيع عند الله تبارك وتعالى, فقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) حبيبي جبرائيل ثم ماذا؟ قال : الموت، قال ((صلى الله عليه وآله)) : إذن دعني أجوع يوماً وأشبع يوماً أما اليوم الذي أجوع فيه فأسأل ربي وأصبر, وأما اليوم الذي أشبع فيه فاشكر ربي))().
    فما الذي يضرنا لو قللنا إقبالنا على الدنيا واكتفينا منها بالضروري لنكون من المخفًين الذين يقال لهم جوزوا, لا المثقلين الذين يقال لهم حطوا .
    3 ـــ قوة الإرادة والثبات على الحق, فلا يحيد عنه مهما كانت المغريات أو الضغوط وهو ((صلى الله عليه وآله)) القائل لعمه أبي طالب ((عليه السلام)) لما جاءته قريش وعرضت عليه عروضاً مقابل تخليه عن الدعوة إلى الله, إن شاء ملكاً ملّكناه أو مالاً جمعنا له أو امرأة زوجناه أجمل نسائنا, قال ((صلى الله عليه وآله)) : ((يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أموت دونه))، ويقول ((صلى الله عليه وآله)) عن إيمان المؤمن بأنه : ((أقوى من الجبل قيل : و كيف يا رسول الله؟ قال ((صلى الله عليه وآله)) : لأن الجبل يُستقل منه بالمعاول ولا يُستقل من إيمان المؤمن شيء))، لم يثنه الأذى الجسدي ولا المعنوي عن مواصلة رسالته, فقد وصفوه بأسوء الصفات ساحر كذاب مجنون واتهموه بأشنع التهم حتى لم يسلم من الطعن في شرفه كما في حديث الإفك الذي تقصًه سورة النور.
    4 ـــ الاهتمام بأمور المسلمين وهو ((صلى الله عليه وآله)) القائل : ((من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع منادياً ينادي بالمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم))، أين نحن من هذا الشعور بالمسؤولية وتذويب الأنانية لمصلحة الأمة، وهل يسوغ لنا أن نهتم بأنفسنا ونعتني بمصالحنا الخاصة ونترك حبل المجتمع على غاربه ولا تتحرك مشاعرنا لما يُعانيه فنعمل على مساعدته بما نستطيع, حتى إنه ((صلى الله عليه وآله)) كان يسعى بمشاريع الزواج والتوسط للتوفيق بين الرجال والنساء على سنة رسوله ((صلى الله عليه وآله)) فيبعث جويبر الى أشرف نساء قومها لتزوجه بوساطته ((صلى الله عليه وآله)).
    5 ـــ الاهتمام بالقرآن الكريم شغفاً به, لأنه رسالة الحبيب وهل تُمَل رسالة الحبيب, وامتثالاً لأمره تبارك وتعالى : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً() وكان ((صلى الله عليه وآله)) يطلب من ابن مسعود أن يتلو القرآن عليه, فيقول ابن مسعود : أقرأه عليك وقد نزل عليك، فيقول ((صلى الله عليه وآله)) : ((أحب أن أسمعه منك))، يريد أن يمتع جميع جوارحه بكلام الله تعالى, فيقرأ ابن مسعود وعين رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) تفيض من الدمع، وكان ((صلى الله عليه وآله)) لا ينام حتى يقرأ سور المسبّحات أي التي تبدأ بكلمات التسبيح, ويوصي ((صلى الله عليه وآله)) بتلاوة القرآن وتدبر معانيه والعمل به, ويبين الثواب العظيم لذلك, وقد بينا بعضاً منه في كتاب (شكوى القرآن), وإنك لتشعر إنّ أي مصلح اجتماعي أو
    قائد عظيم لا يكون ناجحاً إلا إذا عاش في ظل القرآن وتربى في أحضانه وتفاعل مع آياته.
    6 ـــ التواضع() بحيث كان الأعرابي يدخل الى المسجد فيقول : أيكم محمد؟ لأنه ((صلى الله عليه وآله)) لم يتميز عن أصحابه بمجلس أو ملبس أو أي شيء آخر، يواسي في حياته أدناهم, وهو يفعل ذلك أدباً مع الله تعالى واستشعارا للحقارة في حضرة الربوبية.
    7 ـــ عدم الاستماع إلى النميمة ونقل الكلام السيء عن أصحابه خصوصاً من المتزلفين وضعيفي النفوس, فكان إذا أراد أحد أصحابه أن ينقل كلاماً سيئاً عن أحد منعه, وقال له ((صلى الله عليه وآله)) : ((أحب أن أمضي عنكم وأنا سليم الصدر)).
    8 ـــ عدم اتخاذ بطانة وحاشية غير مخلصة لله تعالى, أو تفكر في الانتفاع من مواقعها وجني مكاسب شخصية ولو على حساب الدين والأمة كما فيقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ().
    9 ـــ الالتزام بالأخلاق الفاضلة وقد أمتدحه الله تبارك وتعالى عليها قائلاً : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ() وفي وصيته لأمير المؤمنين ((عليه السلام)): ((عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها، عليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها, فإن لم تفعل فلا تلومنًّ إلا نفسك)) وقد جعلها ((صلى الله عليه وآله)) محور رسالته قائلاً : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وهذه النقطة وحدها تستوعب مجلدات من الكلام والمصادر حافلة بالشواهد التفصيلية().
    10 ـــ التركيز على أداء وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير الشديد من التقاعس عن أدائها, فقد قال ((صلى الله عليه وآله)) : ((كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم وشر من ذلك, كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل له : يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال: نعم وشر من ذلك, كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً))() وهذه المراحل الثلاث كلها وصلتها الأمة كما هو واضح, وعنه ((صلى الله عليه وآله)) : ((إنّ الله عز وجل ليبغض
    المؤمن الضعيف الذي لا دين له، فقيل : وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له، قال : الذي لا ينهى عن المنكر)) وكان ((صلى الله عليه وآله)) يقول : ((إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله)), فاحذروا أيها الأخوة من التواكل والتخاذل والتقاعس عن أداء هذه الوظيفة الإلهية العظيمة.
    11 ـــ الاهتمام بنشر العلم والمعرفة في جميع الحقول, وكان يوصي أمته قائلاً : ((اطلبوا العلم ولو في الصين)) باعتبارها أبعد نقطة مقصودة يومئذ، وعن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) قال: سمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يقول : ((طلب العلم فريضة على كل مسلم, فاطلبوا العلم من مظانه واقتبسوه من أهله فأن تعلمه لله حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة فيه تسبيح والعمل به جهاد, وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة, وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى لأنهّ معالم الحلال والحرام, ومنار سبيل الجنة, والمؤنس في الوحشة, والصاحب في الغربة والوحدة, والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء, والسلاح على الأعداء, والتزين عند الأخِلاّء, يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة, تُقتبس آثارهم ويهتدي بأفعالهم, وينتهى إلى رأيهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم, وفي صلاتها تبارك عليهم . . .)) إلى آخر الحديث، وفي معركة بدر جعل مما يفدي الأسير نفسه أن يعلم عشرة من المسلمين.
    فأين أدعياء الحضارة اليوم من هذا التفكير الواعي في ذلك الزمان البعيد؟
    12 ـــ احتضان الشباب ورعايتهم فقد أوصى ((صلى الله عليه وآله)) : ((أوصيكم بالشباب خيراً فأنهم أرق أفئدة)) لأنّ قلوبهم مازالت نقية وقريبة العهد بالفطرة, ولم تتكدر بالذنوب فتحرم من نور المعرفة, فلا
    عجب ان يكون اسبق الناس الى اتًباعه هم الشباب، وفي رواية عن الإمام الصادق ((عليه السلام)) يسأل أحد أصحابه: كيف حال دعوتكم في الكوفة؟ فأخبره بأنها تواجه صعوبات كثيرة وقلّة استجابة, فقال ((عليه السلام)) ما معناه: ((عليكم بالأحداث, فإن قلب الحدث كالأرض الطيبة))، وقد بسطت الكلام نسبياً عن ذلك في محاضرات (الحوزة ومشاكل الشباب).
    13 ـــ محاربة العادات الاجتماعية السيّئة والقضاء عليها, فمثلاً كانت قريش لا تزوج نساءها, لغيرها فزوًج ضباعة بنت عمه الزبير بن عبد المطلب وهي من أشرف بيوتات قريش إلى المقداد بن الأسود, وزوج زينب ابنة عمته من متبناه زيد بن حارثة, ثم تزوجها بعده, وقد كان العرب لا يتزوجون زوجات متبنيهم، ويوصي بالبنات ويقول : إنهن حسنات, ويبين عظمة ابنته الزهراء وشرفها في قوم كانوا يئدون البنات ويعتبرونهن عارا,ً بل إن الله سمى ابنته الكوثر وجعل نسله منها والأبتر هو من عيّره بعدم الولد.
    14 ـــ الحث على الحضور في المساجد وصلاة الجماعة والشعائر الدينية, فعن الصادق ((عليه السلام)) قال : ((اشترط رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) على جيران المسجد شهود الصلاة))، وقال ((صلى الله عليه وآله)) : ((لينتهين أقوام لا يشهدون الصلاة أو لآمرن مؤذناً يؤذن ثم يقيم ثم, أأمر رجلاً من أهل بيتي وهو علي ((عليه السلام)) فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب, لأنهم لا يأتون الصلاة))، ويحذر الأمة من أن يشكوهم المسجد والقرآن والعترة يوم القيامة, فعن جابر قال : سمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يقول : ((يجيء يوم القيامة ثلاث يشكون لله عز وجل: المصحف, والمسجد, والعترة, يقول المصحف : يا رب حرفوني ومزقوني, ويقول المسجد : يا رب عطلوني وضيعوني, وتقول العترة : يا رب قتلونا وطردونا وشردونا
    فاجثوا للركبتين للخصومة, فيقول الله جل جلاله لي : أنا أولى بذلك)) وقد حررنا شكويين منها بعنوان (شكوى المسجد) و(شكوى القرآن) ويصل الاهتمام إلى درجة أنّ رجلاً أعمى يأتيه ((صلى الله عليه وآله)) فيقول له : أنا ضرير البصر وربما أسمع النداء ولا أجد من يقودني إلى الجماعة والصلاة معك, فقال له النبي ((صلى الله عليه وآله)) : ((شُدً من منزلك إلى المسجد حبلاً واحضر الجماعة)).
    15 ـــ التشديد على الوحدة بين المسلمين وعدم إعطاء أية فرصة لإيقاع الفرقة بينهم,قال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا() ويفسر النبي ((صلى الله عليه وآله)) حبل الله الذي بالاعتصام به تحفظ وحدة المسلمين فقال ((صلى الله عليه وآله)) : ((وإني تارك ـــ مخلف ـــ فيكم الثقلين الأكبر القران والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله عز وجل ما إن تمسكتم به لم تضلوا سبب منه بيد الله وسبب بأيديكم)), وذات يوم عمل بعض اليهود على الوقيعة بين الأوس والخزرج, وذكرهم بعداواتهم في الجاهلية ومن قتل من أشرافهم, حتى ثارت عصبيتهم فتواعدوا القتال كما كانوا يفعلون فى الجاهلية, فبلغ رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ذلك, فخرج مسرعاً يجر رداءه حتى وافى القوم قبل أن يقع السيف بينهم, فوعظهم وذكرهم, فتابوا وعادوا الى رشدهم.
    فاحفضوا وحدتكم أيها الأحبة ولا تعطوا فرصة للأعداء ليوقعوا بينكم فلا يوجد شيء يستحق الاختلاف بيننا.
    16 ـــ الإكثار من ذكر الموت() وكان ((صلى الله عليه وآله)) يسميه هادم اللذات, ويقول ((صلى الله عليه وآله)) : ((إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد, قيل: وما جلاؤها يا رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) قال : ذكر الموت وتلاوة القرآن)) وكان يقول ((صلى الله عليه وآله)) : ((إنّي ما أطبقت عينيَّ إلاّ وظننت إنّي لا أفتحهما ولا فتحتهما إلاّ وظننت إني لا أطبقهما))، ولذكر الموت فوائد عديدة : العظة والاعتبار وتحقير الدنيا وعدم الإكتراث بها، ترقيق القلوب، استباق الخيرات والإكثار من الأعمال الصالحة ، وغيرها.
    17 ـــ الاهتمام بالمرأة من حيث تثقيفها وتعليمها وإعطاؤها حقوقها وهو بذلك يرد على الأفكار والمعتقدات الجاهلية التي تمتهنها وتجعلها
    سلعة بيد الرجل يقضي بها حاجته ثم يرميها في سلة المهملات, فبيّن تعالى أن المرأة كالرجل في المسؤولية وتحمل التكليف في قوله تعالى: أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى() وربّى ((صلى الله عليه وآله)) ابنته الزهراء ((عليها السلام)) لتكون سيدة نساء العالمين, وكان يبيّن لها تفاصيل رسالته العظيمة كما كانت هي تلتقط أخبار أبيها ((صلى الله عليه وآله)) أولاً بأول من خلال ولديها الحسنين ((عليهما السلام))، وكان ((صلى الله عليه وآله)) يستقبل النساء ويجيبهن عن أسئلتهن وقد صدرت منه كلمات ثناء وإطراء على عدد منهن كأم سلمة وأم أيمن وأسماء بنت عميس وهند أخت عبد الله والد جابر الأنصاري وغيرهن، وبذلك أعطاهن دورهن الكامل في الحياة بشكل لم تعطيه لهن أي شريعة أو نظام حتى المتشدقين بحقوق المرأة اليوم وهم يريدونها بذلك أن تكون وسيلة لإشباع شهواتهم وغرائزهم ويمتهنون بذلك كرامتها.
    اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد ((صلى الله عليه وآله)) وأمتنا مماتهم, رب أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمداً وآل محمد ((صلى الله عليه وآله)) وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمد وآل محمد ((صلى الله عليه وآله)) برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    أشكرك أخي العزيز العقيلي و الله يسلمك
    نعم في الحقيقة وصلت قبل أيام قلائل من العراق العزيز.
    الأخ ناصر الحق فقد قال السيد مقتدى الصدر في أحد لقاءته في قناة الجزيرة (أنا لست مرجعاً، وإنما وكيل مرجع -لو صح التعبير- أو ممثل مرجع، هذا المرجع الذي أوصانا به السيد الوالد قبل استشهاده بالرجوع إليه، وقال بأنه أعلم من بعدي على الإطلاق اللي هو السيد كاظم الحائري فأعطاني وكالة بتمشية أمور المسلمين في العراق) (http://www.aljazeera.net/programs/in...3/5/5-31-1.htm)
    فهذا كلام السيد مقتدى الصدر و بين يدي رسالة مختومة من مكتب السيد كاظم الحائري في النجف و هي عبارة عن سؤال و جواب٫ تقول هذه الرسالة:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سماحة اية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري (دام ظله)
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
    نشكو إليكم بعض ما ألّم بنا هذه الأيام.
    أولاً: إن الشيخ اليعقوبي طرح نفسه للتصدي لأمور ليس لأحدٍ الحق بالتصدي لها إلا الفقيه و لم نجد دليلاً على أجتهاده و هذه كتبه و مؤلفاته بين يديكم نرجو رأيكم الصريح في الرجل.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ثبت عندنا بعد مطالعة كتبه الاستدلالية عدم اجتهاده و عليه فنحن نعلن من موقع المسؤولية عدم جواز الرجوع إليه فيما يرجع إلى الفقيه و إن حمل الحقوق الشرعية إليه بوصفه فقيهاً حرام و ان افتراض الولاية له باطل.
    الأول من جمادي الأولى سنة ١٤٢٤ ه ق
    كاظم الحسيني الحائري
    و بغض النظر عن هذا كله يبقى سؤال الأخ العزيز العقيلي هو المهم. فأنا لا أتصور أن الشعب العراقي يحتاج مثل هكذا قيادة..
    أقولها و بكل صراحة أن الطبقة المتدينة المثقفة الواعية خابت أمالها في ما يسمى بالمرجعية و عدم أكتراثها لما يصيب المجتمع من أمراض أجتماعية و أخلاقية و حملت القتل التي يتعرض لها الشيعة على يد الوهابية و حتى لو تحركت فأنها لا تخرج من باب التنديد و الشجب المتعارف عليه..

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني