يا جمال جبل قاسيون . ويا حبات نهر بردا . ويا سحائب السماء الحبلى بمائها التي تزخها في إحياء الموتى من الثرى . نعم إني سألهمك ما دمت حيا بما تجود به قريحتي وسأرويك بماء الحب والوفاء وافترش لك بساط الفؤاد لتتربعي عليه كأنك الموناليزا في باريس . فرغم ارتفاع منسوب عمرك فأنني أحسبك بعمر الزهور والشحارير المتراقصة زهوا وبهجة تتفجرين حبا ونشاطا وتوقدين فيّ لظى الهجر وألم الفراق . يا نخلة الفجر المطلة على ضفاف نهر الفرات بهيبة ووقار . استهويت فيها الرطب الطري وأحببت قامتها الممشوقة وهي تحاكي أضواء الفجر بسعفاتها الرقيقة وتستحم بصوت الكون الذي تشمخ فيه ..
يا زنبقة الفردوس يا عصفورتي فكم أخاف عليك من قبضة نسور الكون وأصغي إلى زقزقتها بكل ما املك من شوق والتياع .
ثقي وكوني مطمئنة إني عاشق صادق وحذر من شياطين التلاعب بالا لفاض ويقظ من الضحك المستهجن عن الآخرين . فأني لست مراهقا مهزوزا تهزه تفاهات الضلالة وتعصف به سافيات الحب الفارغ والكبرياء السقيم . وما ان كلماتي التي تنبثق من حرارة النفس الولهى الا وهي ترجمان لمعاني الهيام كما هام عذريا جميل بثينة وقيس بن الملوح وحمل كل منهما طابع الصدق والحقيقة النابع من عفوية الصحراء وصفائها .
ان الذي يحاكيك قد وقع اسيرا في شراك الهوى مثل ما العصفور الجميل البرئ فكوني له منقذا ماهرا لتنقذيه من هذا الاسر