مطالب تعجيزية


صادق الركابي *

[ان ابواب الجامعة ستكون مفتوحة امامكم وانني اشارككم شعور الاحباط لما يحصل.. تعالوا الينا، الجامعة بيتكم] هذا ما قاله الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى لوفد من دعاة تنصيب ملك اردني على العراق لشحة الرجال فيه!. ولا يسع العراقي وهو يقرأ هذا التصريح الا ان يشكر السيد موسى على هذا الانفتاح والاهتمام بالعراقيين حتى جعل من الجامعة بيتهم، والعراقيون متلهفون لرؤية الجامعة بيتهم بل وكل العرب سواء من كانوا مع حكامهم او المطاردين من هؤلاء الحكام يودون ان يروا الجامعة بيتهم تستمع لهمومهم وشكاواهم، ولسنا بحاجة الى التذكير بان الجامعة العربية لم تفتح ابوابها للعراقيين الا بعد سقوط [صدام] اذ كانت اذان الجامعة موصدة فضلاً عن ابوابها، امام شكاوى العراقيين وهم يتجرعون الموت الجماعي على يد احد زعماء الجامعة العربية! ولسنا بحاجة الى التذكير ايضاً بان الجامعة العربية لم ترسل موفداً للوقوف على شؤون وشجون العراقيين الا بعد ثمانية اشهر من سقوط [صدام]، وان هذا الموفد الكريم لم يتكرم على العراقيين بزيارة مقبرة جماعية واحدة من المقابر التي ملأها بطل العروبة [صدام] باجساد العراقيين ودفنهم وهم احياء اطفالاً ونساءاً وشيوخاً.

لاشك ان العراقيين طيبون ومتسامحون وسينسون الماضي برغم مرارته ويفرحون كثيرا عندما يتناهى لاسماعهم بان الجامعة العربية اصبحت بيتاً لهم وانها بصدد فتح صفحة جديدة معهم الا انهم يحتاجون لرؤية الجامعة تأتي اليهم، تأتي وترى بيوتهم المهدمة على رؤوس الارامل والايتام بعد ان فقدوا معيلهم على يد بطل المقابر الجماعية، فهؤلاء لا يعملون من اجل تمليك العراق لدولة ما ولذلك فهم فقراء لا يملكون قوت يومهم ولذا يتعذر عليهم الذهاب الى بيتهم في مقر الجامعة العربية ولذلك فهم يشرعون اكواخهم لرؤية حتى ولو موظف صغير من جامعتهم العتيدة يواسيهم مرّ ما تجرعوا، على ان العراقيين ينتظرون من الجامعة اكثر من المواساة فهم ينتظرون مشروعاً عربياً يساندهم، او على الاقل ينتظرون من اشقائهم موقفاً جاداً في عدم تصدير الفتنة والارهاب الى العراق فالعراقيون لديهم ما يكفيهم!.

ربما تبدو هذه المطالب تعجيزية ولكن أليس من حقنا ان نحلم بدور عربي بعد ان هبت رياح الاصلاح على العرب وجامعتهم وهي رياح عاتية ومن وراء المحيطات؟.

* كاتب وسياسي عراقي ، رئيس تحرير جريدة البيان